( تمهَّل ))
ســـألتـــك يـــا قـلبـــي بــأن تتمهَّـــل
رويـــدا بـــدرب الحـــب لا تتعجَّـــل
طلبتـــك أن تــأتــي الأمـــور بفطنـــةٍ
وهــا أنت ذا بيـن الحطـــام مجنـــدَّل
نصحتـــك لا تشقـى بعشــــق كحيلــــةٍ
فـدونك قيســـا خـــذ بـــه وتـــأمَّــــل
ودونــك مـــا خـــط الغــــرام بعــــروةٍ
لعفــراء قــد طاف البــــلاد تــرحَّـــل
فـــأرهــق مـــن ظمــأ الفـــؤاد لخلـــهِ
دنــا المــوت منه مســرعــا وتكفَّـــل
فمالك يـــا قلبــي تســــاق الى الأســـى
كـــزوجــة مخمــــور لـــه تتــوسَّـــل
تعــانــــق لـــذات الخيـــال فتنطــفـــي
وتشرب من نهــر الســراب وتنهـــل
فـــلا أنت مــن قـــرب الحبيب بفـــارهٍ
ولا أنت فـــي بعــــد لـــه تتحــمَّــــل
تــراقــص أعــــواد الثقـــاب بنشـــوةٍ
وأنت ببــــارود الغـــــرام تنـــقَّـــــل
تعيش محــاطــا بــالهمــوم مطـــوقـــاً
تقـــول زمــام الأمــر كيف تحـــوَّل!
وتنـــدب أوقـــات الحيــــاة بـــدونــــهِ
تصيــــح لعـمـــري ليتــــه يتبــــدَّل
رويـــــدك يـــا قلبـــي كفـــاك تعسفـــاً
ودع عنك مشـوار الهــوى وتعقَّـــل
أراك مجــــدا للهمــــــوم مســـارعــــا
تقـــول قطـــار الحـــب لا يتـــأجَّـــل
تعيـــد زمــان الـــرق تحــت لـــوائـــهِ
فليتك مـن ركب الهـــوى تتـــرجَّـــل
وليتك لا تشــري السعــادة بـــالشقــى
ستصبـــح مـــن فقـــرٍ لها تتســـوَّل
فــــذاك فعــال العشــــق دون تكلــــفٍ
أراهُ كلـــصٍ فـــي الخفـــى يتسلَّــــل
يــديــر خطــام العقــــل منــك بلمحـــةٍ
ويبـــــدأ مــــن فــــورٍ بـــه يتخلَّـــل
ويغلـــق أبـــــواب النجــــاة مهيمنــــاً
بقـتـلــــك مــــأذونٌ لـــه ومــخــــوَّل
أرى كــــل مفتــــونـــاً بحبـــه دائمـــاً
يطــــارد أشبـــاحـــاً لـــه تتـمـثَّـــــل
يســلــــم أوراق الحيــــاة بطـــوعــــهِ
ومــا كنت مـــن جهـــلٍ بــه أتقــــوَّل
لذلك يـــا قلبـــي العـــزيـــز فـــإننـــي
ســــألتـــك مــــراتٍ بــــأن تتمهَّـــــل