فن الابتسامه
سهم يخترق القلوب فتسيل دماء الحب و تنبثق من الفؤاد احاسيس الود والرفق واللين وتذوب اشواك الحزن والضيق
الابتسامة سرٌّ آسر، وسلطان قاهرٌ،أدرك الطفل بفطرته البريئة سحرها، فهو يبثُّها بين الحين والآخر، وأمام ابتسامة الطفل ينحني أقسى الناس، وفي مواجهة ابتسامة الصبي يرقُّ أغلظ الناس.
الابتسامة هي المفتاح الأول لكلِّ القلوب المغلقة، وليس من الضروري أن تكون الابتسامة بالفعل؛ فأحيانًا تبتسم الحروف حينما تكتب؛ لأنها تكون من قلوب صادقة، وتبتسم الهدايا عندما تُهدى؛ لأنها مليئة بالحبِّ والوفاء.
الابتسامة الحقيقية لا يمكن تزييفها؛ فهي كالذهب، عبثًا يحاول المخادعون تقليده، ولكن بريق الذهب ليس كأيِّ بريق.
الابتسامة إشراقة روح، وإطلالة نَفْس، وصورة فؤاد، الابتسامة بَلْسَم الألم ودواء الحزن، الابتسامة أقصر طريق إلى القلوب، وأقرب باب إلى النفوس، الابتسامة المشرقة أقوى قوانين الجاذبيَّة للقلوب والأرواح، وللابتسامة سحرٌ خلاَّّب يستميل القلوب، ويأخذ بالألباب، والمبتسمون أحسن الناس مِزاجًا، وأهنؤهم عيشًا، وأطيبهم
فهل يمكننا أن نتقن فنَّ الابتسامة؟
تعال أخي، تعرَّف على فن الابتسامة،لماذا نبتسم؟ ولمن نبتسم؟ ومتى نبتسم؟
لماذا نبتسم؟
♦ نبتسم لنسعد أنفسنا ومَن حولنا.
♦ نبتسم لنتغلَّب على تيار الضغوط اليوميَّة التي جلبت الكثير من الأمراض: كالسكري والضغط والتوتر والقلق والأزمات القلبيَّة، كلها من آثار الضغوط التي تعرِض للفرد، فتعال نبتسم في كلِّ يومٍ، بل في كلِّ لحظةٍ؛ لنسلم - بإذن الله - من تلك الضغوط.
♦ نبتسم لنزيد رصيدنا من الحسنات؛ وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((وتبسُّمك في وجه أخيك صدقة))، وقال: ((لا تَحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق))، وكأنما يريد - صلى الله عليه وسلم - أن يدرِّبنا على الابتسامة؛ لتكون سجيةً لنا، فكلما ابتسمت، أُهديت إليك صدقة، فهل تزيد رصيدك من الصدقات؟!