السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان احد الصالحين مبتلي في اولاده فكلما جاءه ولد وترعرع قليلا وفرح به خطفه الموت وتركه حزينا كسير القلب ولكن الرجل لشدة ايمانه وتقواه لا يملك الا ان يحتسب ويصبر ويقول : (لله ما اعطى ولله ما اخذ اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها).
حتى كان الولد الثالث .... وبعد سنوات مرض الولد واشتد به المرض واشرف على الموت والاب الى جواره تدمع عيناه فاخذته سنة من النوم فراى في منامه ان القيامة قد قامت وان اهوال القيامة قد برزت ، فراى الصراط وقد ضرب على متن جهنم واستعد الناس للعبور وراى الرجل نفسه فوق الصراط واراد ان يمضي فخشي الوقوع فجاءه ولده الاول الذي مات يجري وقال انا اسندك يا ابتاه وبدا الاب يسير ولكنه خشي ان يقع من الناحية الاخرى فراى ولده الثاني ياتيه ويمسك بيده من الناحية الثانية وفرح الرجل ايما فرح ... وبعد ان مضى قليلا شعر بعطش شديد فطلب من احد ولديه ان يسقيه فقالا: لا ان احدنا تركك وقعت في النار فماذا نفعل قال احدهما يا ابي لو كان اخونا الثالث معنا لسقاك الان وتنبه الرجل من نومه مذعورا فحمد اله انه لا يزال على قيد الحياة ولم تحن القيامة بعد وحانت منه التفاته نحو ولده المريض بجانبه فاذا هو قد قبض (مات) فصاح
الحمد لله لقد ادخرتك ذخرا واجرا وانت فرضي على الصراض يوم القيامة
قرات هذه القصة في احد الكتب وتاثرت بها كيف يفرح الاب لموت ابنه ... ولا شك ان فقدان احد الابناء شيء عظيم ومؤلم .... لكن الاجر العظيم الذي اعده الله لمن يفقد اولاده .. يدعو الوالدين الى الصبر والاحتساب
ومن يقرأ هذه القصة وهو فاقد لاحد ابنائه فانه سيبدل حزنه فرحا فالدنيا زائلة والاخرى باقية
انا لله وانا اليه راجعون
والحمد لله على كل حال
الله اجعلنا من الصابرين يا الله