سُرِقَت منك الصلاة!
السلام عليكم إخوتي و رحمة الله
أحببت أن أنقل لكم موقفا من المواقف التي يصادفها الناس في حياتهم اليومية :
أذَّنَ المؤذن...حي على الصلاة...حي على الفلاح...
لم يكن صاحبنا متوضئا...بل و لم يقم للوضوء عند سماعه للآذان...
إقترب وقت الإقامة جداو بدأ صاحبنا في الإستعداد للصلاة...خرج من بيته متأخرا كعادته...لم يكن يمنعه من التبكير مانع شرعي...فها هو يبادر لكثير من مواعيده التي يربطها مع الخلق ،و في المقابل هذا دأبه و حاله في مواعيده مع الخالق.
وصل إلى المسجد متأخرا...حيث كان المصلّون في التشهد الأخير...دخل معهم في الصلاة...و بلا شك فقد فاتته صلاة الجماعة...و ما أعظم ما فاته.
سلّم الإمام...قام لإتمام صلاته...ثم سلّم و بدأ يستغفر على عجل بعبارات ينطق بها لسانه و لا يتحرك بها جنانه .
قام مسرعا ليخرج من المسجد...وهنا حصلت المفاجأة الكبرى...
لقد سُرقت نعاله...!
فعلى أيهما سيكون الحزن ؟
على صلاة الجماعة التي فاتته أم على النعال التي سرقت ؟
تصور نفسك صاحب هذا الموقف...
بل تذكر عندما وقفت هذا الموقف...فعلى أيهما حزنت ؟
بكل صراحة نقول :سيكون الحزن على النعال أشدَّ و أعظم ،بل ربما لا نجد في قلوبنا أدنى لوم أو عتب على أن فاتتنا تلك الصلاة .
أنحزن على نعال؟
قال صاحبنا :لا تلمني لقد سُرقت نعالي...
فقلت له :و لقد سُرقت صلاتك أيضا...فماذا فعلت من أجلها ؟
إن لك أن تحزن على فوات شيء من دنياك...لكن لا تنس أن عليك أن تحزن بصورة أعظم حينما يُضيَّعُ عليك شيء من دينك..إذن فقد أصبحت المقارنة بين النعال...و الصلاة !
لأن النعال أخذت في القلب المكانة التي لم تأخذها الصلاة...أو لنقل ان الصلاة لها مكانة في القلب ،لكن الإنسان غفل عنها فلم يرعها و لم يستحضرها .
و ما النعال سوى رمز أو مثال لإيثار أمور كثيرة من الدنيا على الدين من الآخرة...و الله عز و جل يقول :"بل تؤثرون الحياة الدنيا و الآخرة خير أبقى "
و يقول كذلك :"فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل "
فهذه دعوة لي و لكم إلى تعظيم شعائر الله تعالى و الفرح بإقامتها و إتمامها...و الحزن عند فواتها و نقصانها ، و قد قال الله تعالى :"و من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب "