للقناديلِ المعلقِ هُنا وهناكَ في محاولةِ رسمِ إنارةٍ لتلكَ الظلمة .
وللشموعِ التي ما فتئتْ تُقاوِمُ الذوبانْ دهراً ،
من أجل حفنةِ الضوء المنقبضة .
للظـلامِ المطبقِ الذي ما عادَ يستجيبُ لشمعةٍ أو قنديلْ .
وللأعينِ التي اعتادتِ الظلمةَ فما يهُمها أشتدَّ الضوءُ أمْ بَهَتْ
قيلَ ، أن لا أحَدْ سيطفئ النورَ في قلوبِكُمْ .
وأنتُمْ ، استجبتُم ، وصَدقْتُمْ ،
واليومَ أنتمْ تَحيونَ في نورٍ لا يَراهُ سواكُمْ ، فهنيئاً ..
للنسيمِِ العليلِ الذي يُداعِبُ خُصلَ الشعرِ برقَة.
للأرجوحةِ المتراقصةِ بينَ جَنَباتِ المكانِ برفقٍ،
وللأطفالِ المُزدَحمينَ هُنا وهُناكَ
بينَ الفَرَحِ والفَرَحْ .
لانبِهارِ الطفوالةِ وأُنسَها ،
قيلَ أنَّ الحُزنَ لا يعرِف طريقَهُ لقلوبِكُمْ
وأنَّكُم صغارٌ على الهمِّ ، فهنيئاً طفولَتَكُمْ
للدموعِ التي ترسُمُ الخطوطَ على ملامِحِ الوجْهْ
لتلكَ اللآلئ التي ما بَرِحتْ تغادِرُ العينَ عُنوةً ، ولا تَعودْ .
لصدى أصواتِ الشهيقِ والبُكـاءْ
للنحيبِ المكتومِ مِنْ وراءِ الجِدارْ .
ولشريطِ الذكرياتِ الذي لم يُفارقِ الخيالَ يوماً
قيلَ أنَّ العُمرَ لا يَستَحِقُّ دقيقةَ حُزنِ ،
لكنَكُم لا تستجيبونْ
للأياديْ التي سُحِبتْ عنوةً حينَ ودَاعْ .
وللقُلوبِ التي حالَ دونَ لِقائِها الفراقْ
لقسوةِ الفِراقِ التي تجثِمُ على القلوبِ،
وما تَبْرَحُ أن تخلِّفً وراءَها سيلَ حُزنٍ دائِمْ .
لأحلامِ اللقاءِ التي يفجُعها الواقِعُ بِلا لِقاءْ .
قيلَ أن الفراق يَعقبُهُ لقاءْ ،
وأن الله سيلُمُّ الشَملَ إما في الدنيا ، وإما في الجِنانْ
فَأينَ يقينُكُمْ