وعندما احتضنته رنا شم فيها رائحة شذى فعندما شم تلك الرائحة التي اعتادها ابتسم ابتسامة خفيفة وظهرت الراحة على وجهه ثم ساده الحزن لأنه ليس معها ولا يستطيع رأيتها فاكتفى فقط برائحتها
فيمد تامر يده لفادي وفيها ورقة فيمسكها ويفتحها فإذا بها ورقة دعوة الخطوبة
تامر:هذه دعوة لخطبتي برنا
فيعبس وجهه رنا:ستحظر أليس كذالك
فادي:{وهو ينظر إليها}ستكون هي هناك أليس كذالك
رنا:من تقصد بكلامك
تامر:أجل هي ستكون هناك
فيقف ويتقدم نحو الأمام ليخرج وهنا يدق الباب فتفتح الخادمة لتجدها رانيا
الخادمة:أهلا آنستي
فتدخل رانيا
الخادمة:سأطلع السيد بقدومك
رانيا:لا لا داعي أريد أن أجعلها مفاجأة له
أوقف تامر فادي فوقف
تامر:لما تفعل هذا لقد تركتها وجعلتها تنساك ولا أدري أيضا ما الذي فعلته بذاكرتها لأنه يبدوا بأنك قد تلاعبت بها تلاعبا تاما كما تشاء أنت وبعد كل هذا نحن لم نسألك وتركناك على هواك لأنه من المؤكد أنه لديك أسبابك الخاصة ولكنني لم أعد أحتمل لما تفعل هذا أجبني
فيشعر فادي بالأسى لأنه ومن شدة حزنه لا يكفيه إلا أن أتى تامر وزاد عليه الأمور تعقيدا فأستعاد رابطة جأشه واستدار ناحيته ثم ابتسم ابتسامة استهزاء وأدار وجهه عن وجه تامر وضحك فتندهش رنا وتقف وتامر أيضا ساد وجهه الاندهاش والاستغراب
قال فادي كلاما لم يتوقع نفسه أبدا بأن سيقوله
فادي:أنا لم أحب شذى أبدا أنت تعلم بأنني لا أحب الفتيات المتهورات أمثالها لقد كانت علاقتنا تمضية للوقت فحسب ثم أنت تعلم بأنني أحب رنين ومن المستحيل علي أن أنساها
تامر:هل تعني بأن شذى من قائمة الفتيات التي أمضيت معهم وقتك فحسب
فادي:أجل شذى مثل تلك الفتيات وربما أقل شئنا حتى من الفتيات اللاتي ألتقي بهن
فيغضب ويقترب منه بسرعة ويمسكه من ياقته ويكاد أن يضربه ولكن رنا تدخلت وحاولت أن تبعده عنه رنا:تامر رجاء اهدأ هو لا يستحق هذا منك
فيبعد يديه عنه ويبتعد عنه
تامر:معك حق هو لا يستحق أن أهدر وقتي معه هكذا
رنا:فادي هل ستخبرني الحقيقة إذا سألتك
فادي:وما هو سؤالك
رنا:لما جعلتها تنساك إذا كنت تعبث معها لا غير لما لم تجعلها تعاني وتندم لأنها وثقت بك لما حولتها ولم تترك الموت يأخذها
فيندهش ويدير عينيه ووجهه لينزله للأسفل فينظر إليه تامر ورنا متعجبان من تصرفاته
تامر:اعترف اعترف بأنك قد فعلت هذا فقط لتنقذ حياتها ولتجعلها لا تعاني في حياتها
فينظر فادي إليه والغموض باد على ملامحه
فادي:لا أنا لم أفعل هذا من أجلها بل من أجلي لأنني كنت أعلم بأنها لن تتركني أرحل إذا أبقيت لها ذاكرتها
تامر:ولما حولتها
فادي:أعطيتها القوة لتعيش حياتها أهديتها هدية لا يمكن لأي أحد أن يعطيها إياها
تامر:هكذا إذا
ها هي رانيا تتقدم نحو القاعة التي يتواجد فيها فادي فتراه واقفا فتظنه لوحده فتتقدم ناحيته وتلف يداها على عينيه من الخلف وهي مغمضة عينيها
رانيا:أحزر من أنا
فيضع فادي يده على يدها ويبعدها عنه
فادي:رانيا
ويستدير ناحيتها فتضحك
رانيا:أنت تعرفني دوما لقد بدأت أشك بأنك بشري
فادي:هذه موهبة خاصة بي
رانيا:ألن تخبرني بها
فادي:لا
رانيا:رجاء
فادي:أنت تعلمين بأنني لا أتراجع عن كلامي
رانيا:حسنا لا تحادثني مجددا
فادي:حسنا لا تغضبي
فيقربها منه ويهمس في أذنها فتبتسم
رانيا:حسنا 1509
وتغادر فيبقى الثلاثة مع بعضهم من جديد فيقترب تامر منه
تامر:ماذا هل هذه حبيبتك الجديدة
فادي:أجل أنها حبيبتي الجديدة
فيغضب تامر ويكاد أن يضربه ولكن رنا أوقفته
تامر:أنت تدفعني للاشمئزاز
ويضرب كتفه بكتفه ويغادر وبرفقته رنا ثم يتوقف قليلا
تامر:أشعر بالعار يلحقني لأنني صادقة واحد مثلك أوه وهل تعلم لقد كنت أشعر بالأسى عليك من قبل ولكنني الآن أحمد الله بأن شذى قد نستك وسأفعل المستحيل لكي لا تتذكر نذلا مثلك
ويذهب فيذهل فادي وبدا الحزن على عينيه والغضب وفجأة تظهر رانيا
رانيا:هديتك جميلة حقا ولكن كيف علمت بأن اليوم عيد ميلادي
فيدهشها عندما يضمها بلف يده على ظهرها ووضع الأخرى على رأسها وينزل رأسه فيتذكر عندما كان يشرب الدماء من شذى
فادي:رانيا هل أنا شخص نذل وحقير إذا حاولت أن أحمي شخصا ما تندهش ثم تبتسم
رانيا:فادي من قال أنك هكذا فبنظري أنت شخص جيد ويستحيل عليك أن تكون كما قلت الآن
فادي:إذا لماذا لا يفهمونني ويستمرون بمضايقتي هكذا هم لا يعلمون هذا ولكنهم يستمرون بتعذيبي ولا يتوقفون أبدا
رانيا:ألم تقل بأنك تريد أن تحمي شخصا إذا عليك أن تتحمل
فيبتعد فادي عنها وينظر إليها عندما تتحدث
رانيا:عليك أن تتحمل من أجل هذا الشخص وتدافع عنه بكل ما أتيت بقوة حتى لو لم يكن يعلم هذا الشخص بذالك عليك الاستمرار بحمايته حتى ولو استمر برفضك
فادي:هل تعلمين شيئا أنت تشبهين كثيرا فتاة أعرفها
رانيا:من هي هذه الفتاة هل هي حبيبتك
اندهش فادي وغرق في تفكيره العميق بشذى الذي لا يزال عقيما لحد الآن لأنه لم يجد الجواب المناسب لأسئلته هل أخطأت عندما تركتها؟هل هي بخير الآن؟هل سأتمكن من الابتعاد عنها؟وهل سألتقي بها يوما؟أو أستطيع أن أنسى حبي لها؟...؟؟؟
كل هذه الأسئلة وأكثر التي لا يزال يطرحها على عقله ولم يجد لها الجواب قبل الآن
فادي:إنسي الأمر
فيجلس على الأريكة وتتقدم لتجلس هي الأخرى
رانيا:هل تلك الفتاة التي دخلت كانت العارضة رنا
فادي:أجل لقد كانت هي
رانيا:هل هي صديقتك لقد سمعت بأن خطبتها ستعقد بعد أيام
فادي:إنها تواعد...تواعد صديقي وأجل خطبتهما ستعقد بعد أيام وقد أتيا لدعوتي
رانيا:هل ستذهب وهل أستطيع أن أرافقك
فادي:لا أرغب بالذهاب
رانيا:لماذا ما الذي حدث هل تشاجرتما
فادي:لا الأمر ليس هكذا أنا فقط لا أرغب بالذهاب
رانيا:لا رجاء لا تفعل هذا أنا أريد الذهاب رجاء
فادي:رانيا لا تصري فأنا لا أرغب بالذهاب دعينا نغير الحديث...هل أعجبك العقد
رانيا:أجل{فتلمس العقد الفضي اللون الذي في رقبتها فقد كان مصنوعا من الذهب الأبيض وعلى شكل فراشة}..ولكن أنت لم تخبرني لماذا اشتريت هذا العقد على شكل فراشة ليس على شكل نجمة
فادي:كيف أنا لم أفهمك
رانيا:{وهي تلمس في ذالك السوار الأسود الذي في يد فادي اليمنى ويتوسطه قلب في داخله نجمة}لقد لاحظت أنك تحب شكل النجمة
فادي:كيف هذا هلا شرحت الأمر لو سمحت
رانيا:هذا السوار الذي في يدك
فينظر فادي إليه ويتذكر عندما وضعته شذى في يده في يوم عيد ميلاده ثم يبتسم وينظر إليها
فادي:هذا..إنه هدية من صديق قديم
رانيا:ليس صديق بل صديقة ولا داعي لأن تسأل لأن الفتيان عادة لا يحظرون مثل هذه الهدايا لأصدقائهم لقد كان من حبيبتك أليس كذالك
فادي:حسنا أعترف بأنه ليس من فتى ولكن لماذا قلت من حبيبتك ولي...وليس صديقتك مثلا
رانيا:حسن هذا السوار أسود وهو يدل على الظلام واللون الفضي فيه يدل على وجود أمل أما النجمة في وسط قلب فهذا يرمز إلى...إلى شخص قد أحب
فادي:محللة رائعة ولكن رجاء دعينا لا نتحدث عن هذا الموضوع
رانيا:ولماذا؟؟حسنا ما الذي ستفعله لي إذا لم نتحدث عن هذا الموضوع
فادي:أي شيء
رانيا:سنذهب إلى الحفلة
فادي:لا إلا هذا الطلب يا رانيا
رانيا:فادي لقد وعدتني بأنك ستفعل أي شيء إذا لم نتحدث عن ذالك الموضوع
فادي:أنا لم أعدك ثم إذا أردت الذهاب بإمكانك أخذ بطاقة الدعوة الخاصة بي والذهاب
رانيا:لا فأنا أريد الذهاب برفقتك
فادي:قلت لن أذهب
فيقف ويذهب ليصعد فتلحق به رانيا
رانيا:هاي انتظر لا تذهب هكذا
بقيت رانيا تلحق بفادي وهي تحاول إقناعه بالذهاب في اليوم التالي عندما خرج من الحمام وهو ينشف في شعره لحقته
رانيا:اليوم ليس هناك أي سحب أليس يوما رائعا ومشمسا يدل عل أنك ستغير رأيك وترافقني إلى الحفلة
فيقف فادي في غرفته وينظر إليها وهو يمسك بالباب
فادي:توقفي عن إزعاجي فأنا لن أذهب
ثم يقفل الباب فتشعر بالحزن ثم تستدير
رانيا:هل تظن بأنني سأستسلم بهذه السرعة لا فأنت مخطأ أنت لم ولن ترى فتاة أعند مني وإن لم ترافقني إلى الحفلة لن يكون اسمي رانيا
ثم تذهب سمع فادي حديثها خلف الباب فيبتسم
فادي:سنرى أنت أيضا من المستحيل أن تصلي إلى عنادي
في اليوم التالي أيضا كانت رانيا تلحقه وهي تحاول أن ترضيه وبدون أن تشعر انزلقت فرآها فادي وتقدم نحوها
فادي:هل أنت بخير هل تأذى كاحلك
فتستغل رانيا الفرصة وتظهر علامات الألم
رانيا:لا فكاحلي يؤلمني آه يا أمي
فادي:ما الذي أستطيع أن أفعله من أجلك
رانيا:سنذهب إلى الحفلة
فيقف فادي ويتركها ويقف أمام غرفته
فادي:أنسي هذا الأمر
رانيا:ولكنك وعدتني
فادي:أنا لم أعدك
رانيا:آه قدمي
فيتركها ويقفل الباب فتقف بسرعة أمام الباب وهي تصرخ
رانيا:أنا أكرهك
فتستدير وفي نفس الوقت يفتح فادي الباب
فادي:هل رأيت كذبت بي قدمك ليست مصابة
فيقفل الباب فتستدير رانيا
رانيا:أنا لا أريدك أن تحادثني من جديد
وتمضي في سبيلها
في الغد استيقظ فادي وعندما نزل حاول أن يمضي بعضا من الوقت بدون أن يشعر بالملل فقد كان يوم الثلاثاء وببقاء يوم واحد قبل الحفلة فجلس على الأريكة
فادي:{يحادث نفسه}غدا الحفلة لكن ما هذه الرغبة التي تنتابني للذهاب إلى هناك أشعر بتشويش كبير عقلي يطالبني بالبقاء بعيدا عنها لكي أحميها أما قلبي فيقول لي لا تهتم لأي شيء وأذهب إليها لتكون برفقتها فحسب
يرفع يديه ويفرك بهما شعره بقوة
فادي:ما الذي سأفعله الآن ساعدني يا إلهي
فيقف ويمضي ليذهب إلى غرفته
في هذه الأثناء كانت الأجواء مختلفة لدى شذى فقد كانت سعيدة بوقتها ولكن ليس اليوم لأنها وبكل بساطة تخاف من المرتفعات فماذا ستكون ردة فعلها وهي بين أحظان السماء
كانت شذى جالسة في درجة رجال الأعمال جلس مازن بجوارها بجانب النافذة أما هي فقد كانت جالسة بجانبه وشادي جالس أمامها
شادي:ها قد حطت الطائرة افتحي عينيك
كان يمازحها ليجعلها تفتح عينيها
شذى:توقف عن هذا فأنا لن أفتح عيني
فيضحك مازن وشادي
شذى:أمي لما أرسلتني مع هاذين المجنونين
مازن:لا تنسي والدتك قالت بأنها لن تأتي اليوم لأنه لديها بعض الأعمال وستأتي غدا برفقة والدك عرضت عليك البقاء معهما والقدوم معها غدا ولكنك أردت القدوم معي
شذى:أنا لم أرد القدوم معك أنت بل مع شادي ثم ما أدراني بما الذي ستفعله إذا تركتك تأتي بمفردك
مازن:توقفي عن قول الهراء أنت التي تتهربين مني ثم تقومين بأعمال لا تحمد عقباها ثم هل نسيت ما الذي فعلته لتلك المرأة التي أحضرناها لكي تدربك على حسن السلوك
فتفتح شذى عينيها وتنظر إليه
شذى:أخبرتك بأنني لست فتاة صغيرة لتحضر لي مربية
مازن:ههه مربية أحضرت لك عشرة مربيات في شهر واحد
شذى:لا هذا غير صحيح أحضرت لي ستة فقط أليس كذالك يا شادي
شادي:في الحقيقة عشرة
الأولى:كانت مصابة برهاب الأماكن الضيقة فحبستها في الحمام
الثانية:رميتها في بركة من الطين وهي كانت تحب النظافة
الثالثة:أحرقت شعرها
شذى:لا أنا لم أحرقه لقد كنت ألعب بعود الكبريت عندما كانت تتفاخر بشعرها الطويل وعندما حركته عن طريق الخطأ أصابه الكبريت فحرقه
مازن:حقا كنت ستتسببين في مقتل الفتاة
شذى:لماذا تدافع عنها هل أعجبت بها
مازن:توقفي عن قول الهراء
شادي:على كل بعد كل هذه المربيات أضطر مازن على تدريبك وحقا لقد أتعبته معك ولكن بعد كل المجهود الذي بذله معك وأخيرا أصبحت تحسنين السلوك
شذى:تتكلم وكأنني كنت كلبا مسعورا
فيضحكون فيفاجئ شادي شذى
شادي:أراك قد تخلصت من رهاب المرتفعات
فتتذكر شذى ذالك وتصفر خوفا
شذى:أه لما ذكرتني بهذا
فيضحكون عليها وأخيرا حطت الطائرة في مطار المدريد
ها هي تنزل من السيارة أمام فندق كبير وجميل وما إن تنزل حتى تندهش
شذى:واو يا له من فندق
مازن:ألم تري فندقا في حياتك
شذى:لا لقد رأيته مع تامر..و...
شادي:ماذا هناك ما بك
شذى:لا ليس هناك شيء فقط أشعر بالتعب
وفجأة تأتي رنا وتامر فتراهما شذى فتركض وتحتضن تامر
شذى:لقد اشتقت لك كثيرا
فيضمها تامر فتبتسم رنا وتتقدم لتسلم على مازن وشادي
تامر:و أنا أيضا افتقدتك
رنا:توقفي عن احتضان خاطبي هكذا ستجعلينني أشعر بالغيرة
فتبتعد شذى عن تامر
شذى:حقا سوف يصبح ملكك بعد شهرين لذالك لا ضرر من أن أضمه الآن بما أنه أعزب
ثم يضحكون
شذى:مازن أريد أن أذهب في فسحة في المدينة
مازن:ما الذي تقولينه هل جننت إنها التاسعة مساءا عليك أن ترتاحي من أجل خطبة يوم الغد
شذى:رجاء لا تفعل هذا أريد أن أخرج
لم يسمح لها مازن بالخروج فيدخلون إلى الفندق حجز مازن جناحا بأكمله لشذى فتدخل هي ومازن أما شادي فقد ذهب مع تامر ورنا
شذى:واو إنه جميل جدا إنها توازي منزلا بأكمله
مازن:هذه ستكون غرفتك