كاتب الموضوع | رسالة |
---|
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:50 pm | |
| الحلقةالسادسةعشر
لقد قضيت خمسة أيام في بيت عائلتي ، كان يمكن أن تكون من أجمل أيام حياتي ... لكنها كانت من أسوأها
كنت أود الرحيل عنهم في أقرب فرصة ، لكنني اضطررت كارها للبقاء بإلحاح من أبي و أمي
سامر غادر يوم الجمعة ، و قد ودعته وداعا باردا ... و غادرت أنا صباح الثلاثاء التالي باكرا .
خلال تلك الأيام الخمسة ... كنت أتحاشى الالتقاء برغد قدر الإمكان و لا أنظر أو أتحدث إليها إلا للضرورة و هي الأخرى ، كانت تلازم غرفتها معظم الوقت و تتحاشى الحديث معي ، خصوصا بعد أن قلت لها :
" هل تسرقين ؟ "
اعترف بأنني كنت فظا جدا ألا أنني لم أجد طريقة أفضل لأعبر بها عن غضبي الشديد و مرارتي لفقدها
في آخر الأيام ، طلبت مني والدتي اصطحاب رغد إلى المكتبة لتشتري بعض حاجياتها .
لم أكن لأفعل ذلك ، غير أنني شعرت بالحرج ... إذ أن والدي كان قد عاد قبل قليل من العمل و يسترخي ... فيما أنا أنعم بالراحة و الكسل ، دون مقابل ... و ربما كان ذلك ، نوعا من الإعتذار ... في ذلك اليوم كان نوار في زيارة مطولة لشقيقتي ، و مدعو للعشاء معها !
ذهبنا أنا و رغد إلى تلك المكتبة العظمى المترامية الأطراف ... رغد توجهت إلى الزاوية الخاصة ببيع أدوات الرسم و التلوين و خلافها ... و بدأت تتفرج و تختار ما تريد ...
و على فكرة ، علمت أنها رسامة ماهرة ... لكم كانت تعشق التلوين منذ الصغر !
أخذت أتفرج معها على حاجيات الرسم و التلوين ... ثم انعطفت في طريقي ، مواصلا التفرج ... و لم يعد باستطاعتي رؤية رغد أو باستطاعتها رؤيتي
شغلت بمشاهدة بعض الرسوم المعلقة أعلى الحائط و ما هي إلا ثوان حتى رأيت رغد تقف بجواري !
قلت :
" رسوم جميلة ! "
" نعم . سأشتري الألوان من هناك "
و أشارت إلى الناحية الأخرى التي قدمنا منها ... فعدت معها ... انهمكت هي باختيار الألوان و غيرها ، فسرت أتجول و أتفرج على ما حولي حتى بلغت زاوية أخرى فانعطفت ...
مضت ثوان معدودة ، و إذا بي أسمع صوت رغد يناديني مجددا ... استدرت للخلف فرأيتها تقف قربي ! و بيني و بينها مسافة بضع خطوات تخيلت أنها تريد قول شيء ، فسألتها :
" هل انتهيت ؟؟ "
قالت :
" لا "
تعجبت !
قلت :
" إذن ؟؟ "
قالت :
" لا تبتعد عني "
يا لهذه الفتاة !
قلت :
" حسنا ! "
و مضيت ُ معها إلى حيث كانت أغراضها موضوعة على أحد الأرفف رأيتها تأخذ أغراضا أخرى كثيرة ، فتلفت من حولي بحثا عن سلة تسوق ، و لم أجد . ذهبت لأبحث عن سلة فإذا بي أسمعها تناديني :
" وليد "
قلت :
" سأحضر سلة لحمل الأغراض "
فإذا بها تترك ما بيدها و تأتي معي !
عدنا مجددا للأغراض ، و تابعت هي اختيار ما تشاء، و تجولت أنا حتى بلغت ناحية الكتب ... الكثير من الكتب أمام عيني ! يا له من بحر كبير ! كم أنا مشتاق للغطس في أعماقه ! لم أكن قد قرأت ُ كتابا منذ مدة طويلة ... أخذت أتفرج عليها و أتصفح بعضها ... و انتقل من رف إلى آخر ، و من مجموعة إلى أخرى ... حتى غرقت في البحر حقا !
كانت أرفف الكتب مصفوفة على شكل عدة حواجز تقسم المنطقة ... و الكثير من الناس ينتشرون في المكان و يتفرجون هنا أو هناك ...
دقائق ، و إذا بي أسمع صوت رغد من مكان ما ! كان صوتها يبدو مرتبكا أو قلقا ... لم أكن في موقع يسمح لي برؤيتها ... فسرت بين الحواجز بحثا عنها و أنا أقول :
" أنا هنا "
و لم أسمع لها صوتا ! أخذت ُ ألقي نظرة بين الحواجز بحثا عنها ثم وجدتها بين حاجزين ...
" أنا هنا ! " | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:51 pm | |
| حينما رأتني رغد أقبلت نحوي مسرعة تاركة السلة التي كانت تحملها تقع على الأرض و حين صارت أمامي مباشرة فوجئت بها تمسك بذراعي و ترتجف !
كانت فزعة !!
وقفت أمامي ترتعش كعصفور مذعور !
نظرت إليها بذهول ... قلت :
" ما بك ؟؟ "
قالت و هي بالكاد تلتقط بعض أنفاسها :
" أين ذهبت ؟ "
أجبت :
" أنا هنا أتفرج على الكتب ! ... ما بك ؟؟ "
رغد ضغطت على ذراعي بقوة ... و قالت بفزع :
" لا تتركني وحدي "
نظرت ُ إليها بشيء من الخوف ، و القلق ... و الحيرة ...
فقالت :
" لا تدعني وحدي ... أنا أخاف "
لكم أن تتصوروا الذهول الذي علاني لدى سماعي لها تقول ذلك ... و رؤيتها ترتجف أمام عيني بذعر ...
لقد ذكرني هذا الموقف ، باليوم المشؤوم ...
قلت :
" أ أنت ِ ... بخير ؟؟ "
فعادت تقول :
" لا تتركني وحدي ... أرجوك ... "
لم يبدُ لي هذا تصرفا طبيعيا ... توترتُ خوفا و قلقا ... و تأملتها بحيرة ...
سرنا باتجاه السلة ، فأردت سحب ذراعي من بين يديها لحمل السلة و إعادة المحتويات إلى داخلها ... لكنها لم تطلقها بسهولة ... و عوضا عن ذلك تشبثت بي أكثر ثم بدأت بالبكاء ...
لم يكن موقفا عاديا ، لذا فإن أول شيء سألت أمي عنه بعد عودتنا للبيت :
" ما الذي جعل رغد تفزع عندما تركتها في المكتبة و ابتعدت قليلا ؟؟ "
أمي نظرت إلي باهتمام ... ثم قالت :
" ماذا حدث ؟؟ "
" لا شيء ... ذهبت ألقي نظرة على الكتب و بعد دقائق وجدتها ترتجف ذعرا ! "
عبس وجه والدتي ، و قالت :
" و لماذا تتركها يا وليد ؟ قلت لك ... انتبه لها "
أثار كلام أمي جنوني ، فقلت :
" أمي ... ماذا هناك ؟؟ ما لأمر ؟؟ "
قالت أمي بمرارة :
" لديها رهبة مرضية من الغرباء ... تموت ذعرا إذا لم تجد أحدنا إلى جانبها ... إنها مريضة بذلك منذ سنين ... منذ رحيلك يا وليد ! "
لقد صدمت بالنبأ صدمة هزت كياني و وجداني ...
أخبرتني أمي بتفاصيل حدثت للصغيرة بعد غيابي ... و الحالة المرضية التي لازمتها فترة طويلة و الذعر الذي ينتابها كلما وجدت نفسها بين غرباء ... لم يكن صعبا علي أن أربط بين الحادث المشؤوم و حالتها هذه و كم تمنيت ... كم تمنيت ... لو أن عمّار يعود للحياة ... فأقتله ... ثم أقتله و أقتله ألف مرة ... إنه يستحق أكثر من مجرد أن يقتل ....
قالت أمي :
" و عندما توالت الهجمات على المنطقة ، اشتد عليها الذعر و المرض ... و وجدنا أنفسنا مضطرين للرحيل مع من رحل عن المدينة ... لم يكن الرحيل سهلا ، لكن العودة كانت أصعب ... قضيت معها فترات متفرقة في المستشفى ... لم تكن تفارقني لحظة واحدة ! بمشقة قصوى ذهب والدك و شقيقك لزيارتك في العاصمة ، تاركين الطفلة المريضة و أختها في رعايتي في المستشفى ، إلا أنهما منعا من الزيارة و أبلغا أن الزيارة محظورة تماما على جميع المساجين ! "
و أمي تتحدث و أنا رأسي يدور ... و يدور و يدور ... حتى لف المجرة بأكملها تساؤلات كان تملأ رأسي منذ سنين ، و جدت إجابة صاعقة عليها دفعة واحدة ... أسندت رأسي إلى يدي ...
رأتني أمي أفعل ذلك فقالت :
" بني ... أ أنت بخير ؟؟ "
رفعت يدي عن رأسي و قلت :
" و لماذا ... لماذا زوجتموها لسامر و هي بذلك السن المبكر جدا ؟؟ "
قالت :
" لمن كنت تظننا سنسلم ابنتنا ؟؟ إنها تموت ذعرا لو ابتعدت عنا ... هل تتصور أنها تستطيع الخروج من هذا المنزل ؟؟ لا تخرج في مكان عام إلا بوجود أبيك أو سامر ... كانت ستتزوجه إن عاجلا أم آجلا ... فرفعنا الحرج عنهما لبقائهما في بيت واحد "
قلت :
" لكن يا أمي ... إنها ... إنها .... "
و لم تخرج الكلمة المعنية ...
أتممت :
" إنها صغيرة جدا ... ما كان يجب أن تقرروا شيئا كهذا ... "
و تابعت :
" كان يجب ... كان يجب ... إن ... "
و لم أتم ... | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:51 pm | |
| ماذا عساي أن أقول ... ؟؟ لقد فات الأوان و انتهى كل شيء ...
لكن الأمور بدت أكثر وضوحا أمامي ...
هممت بالذهاب إلى غرفة سامر التي أستغلها ، من أجل تنفس الصعداء وحيدا ...
توقفت قبل مغادرتي لغرفة المعيشة حيث كنا أنا و أمي ...
التفت إليها و قلت :
" أ لهذا لم تخبروها بأنني دخلت السجن ؟؟؟ هل أخبرتموها أنني ... لن أعود ؟؟ "
والدتي قالت :
"أخبرناها بأنك قد تعود ... و لكن ... بعد عشرين عاما ... و قد لا تعود ... "
كانت أمي تبكي ... بينما قلبي أنا ينزف ...
قلت :
" و لكنني عدت ... "
والدتي مسحت دموعها وابتسمت ، ثم تلاشت الابتسامة عن وجهها ... و نظرت إلي باهتمام و قلق ...
قلت :
" و يجب أن أرحل "
و تابعت طريقي إلى غرفة سامر ...
فضول لم استطع مقاومته ، و قلق شديد بشأنها دفعني للاقتراب من غرفة رغد المغلقة ... و من ثم الطرق الخفيف ...
" أنا وليد "
بعد قليل ... فتح الباب ... كنت أقف عن بعد ... أطلت رغد من الداخل و نظرت إلي رأيت جفونها الأربعة متورمة و محمرة أثر الدموع
قلت :
" صغيرتي ... أنا آسف ... "
ما إن قلت ذلك ... حتى رفعت رغد يديها و غطت وجهها و أجهشت بكاءا زلزلني هذا المشهد ... كنت أسمع صوت بكائها يذبذب خلايا قلبي قبل طبلتي أذني ّ
قلت بعطف :
" رغد ... "
رغد استدارت للخلف و أسرعت نحو سريرها تبكي بألم ...
بقيت واقفا عند الباب لا أقوى على شيء ... لا على التقدم خطوة ، و لا على الانسحاب ...
" رغد يا صغيرتي ... "
لم تتحرك رغد بل بقيت مخفية وجهها في وسادتها تبكي بمرارة ... و يبكي قلبي معها ...
" رغد ... أرجوك كفى ... "
ثم قلت :
" توقفي أرجوك ... لا احتمل رؤية دموعك ! "
و لم تتحرك رغد ...
تقدمت خطوة واحدة مترددة نحو الداخل ... و نظرت إلى ما حولي بقلق و تردد ...
المرآة كانت على يميني ، و حين تقدمت خطوة رأيت صورتي عليها ... و حين التفت يسارا ... رأيت صورتي أيضا !
فوجئت و تعلقت عيناي عند تلك الصورة !
لقد كانت رسمة لي أنا على لوحة ورقية ، لم تكتمل ألوانها بعد !
نقلت بصري بين رغد الجالسة على السرير تغمر وجهها في الوسادة ، و صورتي على الورقة ! كيف استطاعت رسمي بهذه الدقة !؟ و بمظهري الحالي ... فأنفي محفور كما هو الآن ! كيف حصلت على صورة لي لترسمها ، أم أنها رسمتها من خلال المرات القليلة العابرة التي نظرت فيها إلي ... !؟
" يشبهني كثيرا ! أنت بارعة ! "
ما إن أنهيت جملتي حتى قفزت رغد بسرعة ، و عمدت إلى اللوحة فغطتها بورقة بيضاء بسرعة و ارتباك !
ثم بعثرت أنظارها في أشياء كثيرة ... بعيدا عني ... و أخذت تفتح علب الألوان الجديدة التي اشترتها من المكتبة باضطراب ...
رجعت للوراء ... لم أكن أملك فكرة لما علي فعله الآن ! ماذا علي أن أفعل ؟؟ أظن ... أن علي الخروج حالا
الجملة التي ولدت على لساني هذه اللحظة كانت :
" أحب أن أتفرج على رسوماتك ! "
و لكن أهذا وقته ! رجعت خطوة أخرى للوراء و أضفت :
" لاحقا طبعا ... إذا سمحت ِ "
رغد توجهت نحو مكتبتها و أخرجت كراسة رسم كبيرة ، و أقبلت نحوي و مدتها إلي ... في هذه اللحظة التقت نظراتنا كان بريق الدموع لا يزال يتلألأ في عينيها الحمراوين ، ينذر بشلال جارف ... أخذت الكراسة .... و قلت و قلبي يتمزق :
" لا تبكي أرجوك ... " | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:52 pm | |
| لكن الدمعة فاضت ... و انسكبت ... و انجرفت ... تقود خلفها جيشا من الدموع المتمردة ...
" رغد ... سألتك ِ بالله كفى ... أرجوك ... "
" لا أستطيع أن أتغلب على ذلك ... كلهم مرعبون ... مخيفون ... أشرار ... يريدون اختطافي "
و انفجرت رغد في بكاء مخيف ... هستيري ... قوي ... و ارتجفت أطرافي ذعرا و غضبا و قهرا كدت أصرخ بسببه صرخة تدوي السماء ... أراها أمامي كما رأيتها ذلك اليوم المشؤوم ... و أضغط على الكراسة في يدي و أكاد أمزقها ... تمنيت لو أستطيع تطويقها بين ذراعي بقوة ... كما فعلت يومها ... لكنني عجزت عن ذلك تمنيت لو ... لو أخرج جثة عمار من تحت سابع أرض ... و أقتله ، ثم أمزقه قطعة قطعة ... خلية خلية ... ذرة ذرة ... لو يعود الزمن للوراء ... لكنت قتلته في عراكي معه آخر مرة ... و لم أدع له الفرصة ليعيش و يؤذيك ...
إنني كنت ُ السبب ... نعم أنا السبب ... و قد انتقم مني أبشع انتقام ... و أي انتقام ؟؟ ثمن بقيت أدفعه منذ ذلك اليوم ، و حتى آخر لحظة في حياتي البائسة ... ما ذنب صغيرتي في كل هذا ...؟ خسئت أيها الوغد ...
هنا أقبلت أمي التي يبدو أنها سمعت بكاء رغد ... و وقفت إلى جانبي لحظة تنقل نظرها بيني و بين رغد ، ثم تقدمت إلى رغد
" عزيزتي ؟؟ "
رغد ارتمت بقوة في حضن والدتي ... و هي تبكي بألم صارخ ... و تقول بين دموعها :
" لا تتركوني وحدي ... لا تتركوني وحدي ... "
أمي طوقت رغد بحنان و أخذت تربت عليها بعطف و تهدئها ...
ثم نظرت إلى باستياء و قالت :
" لماذا يا وليد ؟؟ "
في غرفة سامر ، أجلس على السرير ، أقلب صفحات كراسة رغد ... الكثير من الرسومات الجميلة ...لأشياء كثيرة ... ليس من بينهم صورة لأحد أفراد العائلة غير دانة ! صورة لها و هي صغيرة و غاضبة ! و العديد من صور أشياء خيالية ... و أشباح ! لا أعرف ما الذي تقصده بها ... كانت ساعتان قد انقضتا مذ خرجت من غرفتها تاركا إياها تهدأ في حضن والدتي الآن أسمع طرقا على الباب
" تفضل "
و دخلت والدتي
" وليد ... العشاء جاهز "
تركت الكراسة على السرير و خرجت مع أمي قاصدين غرفة الطعام . قبل أن نصل، همست أمي لي :
" وليد ... لا تثر ذلك الأمر ثانية رجاءا "
فأومأت برأسي موافقا . و لم أسمح لنظراتي أن تلتقي بعيني رغد أو للساني أن يكلمها طوال الوقت .
بعد ذلك ، ذهبت مع أبى نتابع آخر الأخبار عبر التلفاز ، في غرفة المعيشة
لا يزال الدمار ينتشر ... و الحرب التي هدأت نسبيا لفترة مؤقتة عادت أقوى و أعنف ... و أخذت تزحف من قلب البلدة إلى الجهات الأربع ... تم غزو مدينتين أخريين مؤخرا ، لم تكن الحرب قد نالت منهما حتى الآن ... و تندرج المدينة الصناعية التي نحن فيها الآن ، في قائمة المدن المهددة بالقصف ...
كنت مندمجا في مشاهدة لقطات مصورة عن مظاهرات متفرقة حدثت صباح اليوم في مدن مختلفة من بلدنا .... و رؤية العساكر يضربون المدنيين و يقبضون على بعضهم ...
منظر مريع جعل قلبي ينتفض خوفا ... و أثار ذكريات السجن المؤلمة المرعبة ...
في هذا الوقت ، أقبلت رغد تحمل مجموعة من الكراسات و اللوحات الورقية ، و جاءت بها إلي !
" تفرج على هذه أيضا ... هذا كل ما لدي "
وضعتُ الكراسات على المنضدة المركزية ، و جلست رغد على مقعد مجاور لمقعدي ... تراقبني و تنتظر تعليقاتي حول رسوماتها الجميلة ... | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:53 pm | |
| إن عيني كانت على الرسومات ، إلا أن أذني كانت مع التلفاز !
بعدما فرغت من استعراض جميع الرسومات قلت :
" رائعة جدا ! أنت فنانة صغيرتي ! أهذا كل شيء ؟؟ "
رغد ابتسمت بخجل و قالت :
" نعم ... عدا اللوحة الأخيرة "
و أخفت أنظارها تحت أظافر يديها ! لماذا قررت رغد رسمي أنا ؟ و أنا بالذات !؟؟ إنها لم ترسم أحدا من أفراد عائلتي ... فهاهي الرسومات أمامي و لا وجود لسامر مثلا فيما بينها !
قلت :
" متى تنهينها ؟ "
لا زالت تتأمل أظافرها و كأنها تراهم للمرة الأولى !
قالت :
" غدا أو بعد الغد ... "
قلت :
" خسارة ! لن أراها كاملة إذا ! "
رفعت رغد عينيها نحوي فجأة بقلق ، ثم قالت :
" لماذا ؟ "
أجبت :
" لأنني ... سأرحل غدا باكرا ... كما تعلمين ! "
اختفى صوت الأخبار فجأة ، التفت إلى التلفاز فإذا به موقف ، ثم إلى أبي ، و الذي كان يحمل جهاز التحكم في يده ، فرأيته ينظر إلي بعمق ... و إلى أمي فوجدتها متسمرة في مكانها ، تحمل صينية فناجين و إبريق الشاي ...
و كنت شبه متأكد ، من أنني لو نظرت إلى الساعة لوجدتها هي الأخرى متوقفة عن الدوران !
حملق الجميع بي ... فشعرت بالأسى لأجلهم ... كانت نظرات الاعتراض الشديد تقدح من أعينهم
أول من تحدث كان أمي :
" ماذا وليد ؟؟ و من قال أنك سترحل من جديد ؟؟ "
صمت قليلا ثم قلت :
" قلت ذلك منذ أتيت ... انتهت الزيارة و لابد لي من العودة "
قال والدي مقاطعا :
" ستبقى معنا يا بني "
هززت رأسي ، و قلت :
" و العمل ؟؟ ماذا أفعل ببقائي هنا ؟؟ "
و دار نقاش طويل حول هذا الموضوع ، و بدأت أمي بالبكاء ، و رغد كذلك !
و حين وصلت دانة ـ و التي كانت لا تزال تتناول العشاء مع خطيبها في غرفة الضيوف ، و جاءت تسأل أمي عن الشاي ، و رأت الوجوم على أوجهنا ثم عرفت السبب ـ بكت هي الأخرى ! | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:53 pm | |
| أردت أن أختصر على نفسي و عليهم آلام الوداع .. سرعان ما قلت :
" سأخلد للنوم "
و ذهبت إلى غرفة سامر أخذت أقلب كراسة رغد مجددا ... كم أثارت ذكريات الماضي ... كم كانت شغوفة بالتلوين ! لقد كنت ألون معها ببساطة ! كم أتمنى لو ... تعود تلك الأيام ...
جمعت أشيائي في حقيبة سفري الصغيرة التي جئت بها من مدينتي ضبطت المنبه ليوقظني قبل أذان الفجر بساعة ...
كنت أريد أن أخرج دون أن يحس أحد بذلك ، لئلا تبدأ سلسلة عذاب الفراق و ألم الوداع ... كالمرة السابقة ... و حين نهضت في ذلك الوقت ، تسللت بهدوء و حذر خارجا من المنزل ...
كان السكون يخيم على الأجواء ... و الكون غارق في الظلام الموحش ... إلا عن إنارة خافتة منبعثة من المصباح المعلق فوق الباب
خرجت إلى الفناء الخارجي ، و كان علي أن أترك الباب غير موصد ... و سرت إلى البوابة الخارجية ... فإذا بي أسمع صوت الباب يفتح من خلفي ..
استدرت إلى الوراء ... فإذا بي أرى رغد تطل من فتحة الباب !
صمدت في مكاني مندهشا !
رغد أخذت تنظر إلى و إلى الحقيبة التي في يدي ... ثم تهز رأسها اعتراضا ... ثم تقبل إلي مسرعة ...
" وليد ... لا ... لا ترحل أرجوك "
حرت و لم يسعفني لساني بكلمة تناسب مقتضى الحال ... سألتها :
" لم ... أنت مستيقظة الآن ؟؟ "
رغد حدقت بي مدة ، و بدأت الدموع تنحدر من محجريها ...
" أوه ... كلا أرجوك ! "
قلت ذلك بضيق ، فأنا قد خرجت في هذا الوقت خلسة هروبا من هذا المنظر ...
إلا أن رغد بدأت تبكي بحدة ...
" لا تذهب وليد أرجوك ... أرجوك ... ابق معنا "
قلت :
" لا أستطيع ذلك ... أعني ... لدي عمل يجب أن أعود إليه "
و في الحقيقة ، لدي واقع مر يقف أمامي ... علي أن أهرب منه ...
رغد تهز رأسها اعتراضا و استنكارا ... ثم تقول :
" خذني معك "
ذهلت لهذه الجملة المجلجلة ! و اتسعت حدقتا عيني دهشة ... | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:53 pm | |
| رغد قالت :
" أريد أن أعود إلى بيتنا "
" رغد !! "
دخلت رغد في نوبة بكاء متواصل ، خشيت أن يخترق صوتها الجدران فيصل إلى البقية و يوقظهم ... و نبدأ دوامة جديدة من الدموع ...
قلت :
" رغد ... أرجوك كفى ... "
رغد قالت بانفعال ، و صوتها أقرب للنوح منه إلى الكلام :
" أنا ... وفيت بوعدي ... و لم أخن اتفاقنا ... لكنك كذبت علي ... و لم تعد ... و الآن بعد أن عدت ... تبادر بالرحيل ... و تنعتني أنا بالخائنة ؟ إنك أنت الخائن يا وليد ... تتركني و ترحل من جديد "
كالسم ... دخلت هذه الكلمات إلى قلبي فقتلته ... و زلزلتني أيما زلزلة ...
قلت مندهشا غير مستوعب لما التقطت أذناي من النبأ الصاعق :
" لم ... لم ... تخبري أحدا ... ؟؟ "
رغد هزت رأسها نفيا ...
قلت بذهول :
" و لا ... حتى ... سامر ؟؟ "
و استمرت تهز رأسها نفيا و بألم ...
فشعرت بالدنيا هي الأخرى تهتز و ترتجف من هول المفاجأة ... تحت قدمي ّ
قالت :
" كنت ُ أنتظر أن تعود ... لكنهم أخبروني أنك لن تعود ... و لا تريد أن تعود ... و كلما اتصلت بهاتفك ... وجدته مقفلا ... و لم تتصل لتسأل عني و لا مرة طوال هذه السنين ... لماذا يا وليد ؟؟ "
لحظتها تملكتني رغبة مجنونة بأن أضحك ... أو ... أو حتى أن أتقيأ من الصدمة ! لكن ... ما الجدوى الآن ... كبتّ رغبتي في صدري و معدتي ، و رفعت نظري إلى السماء ... أُشهد ملائكة الليل على حال ٍ ليس لها مثيل ...
و حسبي الله و نعم الوكيل ...
سمعت صوت تغريد عصفور شق سكون الجو ... و نبهني للوقت الذي يمضي ...
و الوقت الذي قد مضى ...
و الوقت القادم المجهول ...
كم سخرت الدنيا مني ... فهل من مزيد ؟؟؟
" صغيرتي ... أنا ذاهب ... "
رغد ظلت تنظر إلي و تبكي بغزارة ... و لم يكن باستطاعتي أن أمسح دموعها ...
استدرت موليا إياها ظهري ... لكن صورتها بقيت أمام عيني مطبوعة في مخيلتي ...
سرت خطى مبتعدا عنها ... نحو البوابة الرئيسية للفناء ، و فتحتها ...
قلت :
" اقفلي الباب من بعدي .. "
دون أن التفت نحوها ... فهو دوري لأذرف الدموع ... التي لا أريد لأحد أن يراها و يسبر غورها ...
" وليــــــــــد "
و كعصفور يطير بحرية ... بلا قيود و لا حدود ... و لا اعتبار لأي شيء ... أقبلت نحوي ...
استدرت ... و تلقيت سهما اخترق صدري و ثقب قلبي ... و بعثر دمائي و مشاعري في لحظة انطلقت فيها روحي تحلق مع الطيور المرفرفة بأجنحتها ... احتفالا بمولد يوم جديد ... | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:54 pm | |
| منذ الساعة التي أجريت فيها المقابلة الشخصية ، و طرح علي السؤال عن خبراتي و مؤهلاتي و عملي في السابق ، أدركت أن الأمر لن يكون يسيرا ... حصلت على الوظيفة رغم ذلك بتوصية حادة من صديقي سيف ، الذي ما فتئ يشجعني و يحثني على السير قدما نحو الأمام
و خلال الأشهر التالية ، واجهت الكثير من المصاعب ... مع الآخرين .
بطريقة ما انتشر نبأ كوني خريج سجون بين الموظفين ، و تعرضت للسخرية و المعاملة القاسية من قبل أكثرهم
كنت أعود كل يوم إلى المنزل مثقلا بالهموم ، و عازما على عدم العودة للشركة مجددا ، إلا أن لقاءا قصيرا أو مكالمة عابرة مع صديقي سيف تنسيني آلامي و تزيح عني تلك الهموم ...
أصبح صديقي سيف هو باختصار الدنيا التي أعيشها ...
توالت الأشهر و أنا على هذه الحال ، و كنت أتصل بأهلي مرتين أو ثلاث من كل شهر ... اطمئن على أحوالهم و أحيط علما بآخر أخبارهم
علمت أن رغد التحقت بكلية الفنون و أن دانه قد حددت موعدا لزفافها بعد بضعة أشهر .. و أن والديّ يعتزمان تأدية الحج هذا العام ...
أما سامر ، فقليلا جدا ما كنت أتحدث إليه ، حين أتصل و يكون صدفة متواجدا في المنزل ، إذ انه كان يعمل في مدينة أخرى ...
في الواقع ، أنا من كان يتعمد الاتصال في أيام وسط الأسبوع أغلب الأوقات .
لقد تمكنت بعد جهد طويل ، من طرد الماضي بعيدا عن مخيلتي ، إلا أنني لازلت احتفظ بصورة رغد الممزقة موضوعة على منضدتي قرب سريري ـ إلى جانب ساعتي القديمة ـ ألمها ثم أبعثرها كل ليلة !
حالتي الاقتصادية تحسنت بعض الشيء ، و اقتنيت هاتفا محمولا مؤخرا ، إلا إنني تركت هاتف المنزل مقطوعا عن الخدمة .
أما أوضاع البلد فساءت عما كانت عليه ... و أكلت الحرب مدنا جديدة ... و أصبح محظورا علينا العبور من بعض المناطق أو دخول بعض المدن ...
في مرات ليست بالقليلة نتبادل أنا و سيف الزيارة ، و نخرج سوية في نزهات قصيرة أو مشاوير طويلة ، هنا أو هناك ...
في إحدى المرات ، كنت مع صديقي سيف في مشوار عمل ، و كنا نتأمل مشاهد الدمار من حولنا ...
الكثير الكثير من المباني المحطمة ... و الشوارع الخربة ...
مررنا في طريقنا بأحد المصانع ، و لم يكن من بين المباني التي لمستها يد الحرب ... فتذكرت مصنع والدي الذي تدمر ...
قلت :
" سبحان الله ! نجا هذا من بين كل هذه المباني المدمرة ! ألا يزال الناس يعملون فيه ؟؟ "
أجاب سيف :
" نعم ! إنه أهم مصنع في المنطقة يا وليد ! ألا تعرفه ؟ "
" كلا ! لا أذكر أنني رأيته مسبقا ! "
ابتسم سيف و قال :
" إنه مصنع عاطف ... والد عمّار ... يرحمهما الله ! "
دهشت ! فهي المرة الأولى التي أرى فيها هذا المبنى ... !
أخذت أتأمله بشرود ... ثم ، انتبهت لكلمة علقت في أذني ...
" ماذا ؟ رحمهما الله ؟؟ "
سألت سيف باستغراب ، معتقدا بأنه قد أخطأ في الكلام ... قال سيف :
" نعم ... فعاطف قد توفي العام الماضي ... رحمه الله "
| |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:54 pm | |
| الحلقةالسابعةعشر
بين يوم و آخر ، يحضر نوار لزيارة دانة أو الخروج معها للعشاء في أحد المطاعم أو للتنزه ... أو شراء مستلزمات الزفاف و عش المستقبل !
" إلى أين ستذهبان اليوم ؟؟ "
سألتها ، و هي ترتدي عباءتها استعدادا للخروج ، قالت :
" إلى محلات التحف أولا ، ثم إلى الشاطئ ! سأعود ليلا ! "
قلت :
" الشاطئ ؟ رائع ! كم أشتاق الذهاب إليه ! "
قالت بمكر :
" تعالي معنا ! "
نظرت إليها باستهتار ثم أشحت بوجهي عنها ... قلت :
" كنت سأفعل لو أن خطيبك لم يكن ليرافقنا !"
قالت بخبث :
" نذهب وحدنا ؟ أنا و أنت ؟؟ "
" نأخذ أبي و أمي ! ما رأيك دانة ؟؟ اصرفيه و دعينا نذهب نحن الأربعة ! "
" لا تكوني سخيفة ! "
و انصرفت عني ترتب عباءتها أمام المرآة ...
قلت :
" في كل يوم تخرجين معه ! لم لا تتنازلين عن هذا اليوم لنخرج معا ؟؟ إنني أشعر بالملل "
قالت :
" غدا يعود سامر و اذهبي معه حيث تريدين ! "
و غدا هو موعد زيارة سامر ، الذي يأتي مرة أو مرتين من كل شهر ... ليقضي عطلة نهاية الأسبوع معنا ... لكن ...
لكنني لا أشعر بالحماس للذهاب معه ...
حين أقارن بين وضعي و وضع دانة أشعر بفارق كبير ... إنها منذ لحظة ارتباطها تعيش سعادة و بهجة متواصلة ... و تستمتع بحياتها كل يوم
خطيبها رجل ثري و يغدق عليها الهدايا و الهبات !
كل يوم أذهب أنا للكلية ثم أعود و أقضي وقتا لا بأس به في الواجبات و في الرسم ، بينما تستمتع دانه بالنزهات و الرحلات مع خطيبها المغرور ... و في أحيان أخرى تقضي ساعات طويلة في التحدث معه عبر الهاتف ! حين يتصل سامر فإن حديثنا لا يستغرق غير دقائق ... فهل كل المخطوبين مثل دانه سواي أنا ؟؟
قلت أستفزها :
" و على كل ... فخطيبك شخص مغرور و بغيض ! لا أعرف كيف تحتملين البقاء معه كل هذه الساعات ! "
التفتت دانه نحوي و نظرت إلي بخيلاء و قالت :
" مغرور ؟ و حتى لو كان كذلك ! يحق له ... فهو أشهر و أغنى لاعب في المنطقة ! أما بغيض ... فلا تعني شيئا ! فهو رأيك في جميع الرجال ! "
و صمتت لحظة ثم قالت :
" و ربما حتى سامر ! أنت خالية من الرومانسية يا رغد ! و لا تعرفين كيف تحبين أو تدللين خطيبك ! "
و هنا سمعنا صوت جرس الباب ، فانطلقت دانه مسرعة تحثني على الخروج من غرفتها ، ثم تقلق الباب ... و تغادر ...
ربما نسيت دانه ما قالت حتى قبل أن تغادر ، لكن كلماتها ظلت تدق مسمارا مؤلما في قلبي لوقت طويل ...
أنا فعلا لا أشعر باللهفة للقاء سامر ! لكنه دائما يشتاق إلي ... و في الآونة الأخيرة ، بعد أن انتقل إلى مدينة أخرى ، صار يعاملني بطريقة أشد لطفا و حرارة كلما عاد
ذهبت إلى غرفتي و أنا متأثرة من جملة دانه الأخيرة هذه ... فهل أنا فعلا خالية من الرومانسية ؟؟ و هل بقية الفتيات يتصرفن مثل دانه ؟؟ أنا لم أحتك مباشرة بصديقة مخطوبة فأنا أول من خطبت من بين صديقاتي رغم أنني أصغرهن سنا !
أردت طرد هذه الأفكار عن رأسي ، فعمدت إلى كراساتي ... و أقبلت على الرسم ...
شيء ما دعاني لأن أفتش بين لوحاتي المتراكمة فوق بعضها البعض عن صورة وليد !
لا تزال الصورة كما هي ... منذ رحل ... لم أملك أي رغبة في إتمام تلوينها ... لست من النوع المتباهي بنفسه ، لكن هذه اللوحة بالذات ... رائعة جدا !
وليد ... له وجه عريض ... و جبين واسع ... و شعر كثيف ... و عينان عميقتا النظرات ... و فك عريض منتفخ العضلات ... و أنف معقوف حاد ! | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:56 pm | |
| إنه أكثر وسامة من نوّار الذي تتباهى دانه به !
و من سامر المشوه طبعا ...
لم أكن لأرسم شيئا مشوها كوجه سامر ... إنه لا يصلح عملا فنيا ...
في لقائي الأخير بوليد ..عند رحيله ليلا ... بكيت كثيرا جدا ... ربما أكثر مما بكيت يوم علمت أنه سافر للدراسة دون وداعي قبل سنوات ...
أوصدت الباب و دخلت ، و العبرات منزلقة بانطلاق على خدي الحزين
فوجئت برؤية والدتي تقف عند النافذة المشرفة على الفناء ، و التي تسمح للناظر من خلالها أن يرى البوابة ، و من يقف عند البوابة ، و ما يحدث قرب البوابة !
لم أعرف لحظتها ما أفعل و ما أقول ... أصابني الهلع و الخرس ... أمي اكتفت برشقي بنظرات مخيفة و حزينة في آن واحد ، ثم انصرفت ...
منذ ذلك الحين و هناك شيء ما يقف بيني وبينها ... لا أعرف ما كينونته و لا أجله
في المساء ، زارتني ابنة خالتي نهلة ، و طبعا سارة معها فهي تلازمها كالذيل ليلا و نهارا !
كنت أرغب في التحدث مع نهلة عن أمور تشغل تفكيري و تحيرني ... و أشياء لا أستطيع التحدث عنها لشخص آخر ... و لكن كيف لي أن أصرف هذه الصغيرة المتطفلة ؟؟
" ساره ... هل تحبين الذهاب إلى غرفتي و التفرج على رسوماتي ؟؟ يمكنك أيضا رسم ما تشائين ! "
" سأذهب حين تذهب أختي "
أوه ... كيف لي أن أصرفها ...؟؟
" إذن ... ما رأيك بمشاهدة فيلم هزلي جديد مدهش ... أحضره أبي يوم أمس ؟ اذهبي لغرفة المعيشة و تفرجي مع أمي ! "
"سأبقى معكما "
نهلة نظرت إلي نظرة استنتاج ، ثم قالت لشقيقتها :
" عزيزتي ساره ... شاهدي الفيلم و نحن سنأتي بعد قليل ! "
" سأذهب حين تذهبان "
يا لها من فتاة مزعجة ! ألا أستطيع أن أنفرد بصديقتي لبعض الوقت ؟؟
قالت نهلة :
" لا بأس رغد ! فهي لا تكترث لما نقول ! ... أهناك شيء ؟؟ "
ترددت ، و لكنني بعد ذلك أطلقت لساني لقول أمور لم أظن أن سارة ستفهمها ... فهي إلى كونها لا تزال صغيرة ، و غبية لحد ما !
قلت :
" سامر سيأتي غدا ! "
قالت :
" و ...؟؟ "
قلت :
" سيفتح موضوع زواجنا من جديد ، كما في كل مرة ! إنه يريد أن نتزوج مع دانه ... و يبدو أن والدتي اقتنعت بالفكرة و صارت تشجعني عليها ... "
قالت :
" و أنت ؟؟ "
تنهدت ثم قلت :
" تعرفين ... إنني أريد أن أنهي دراستي أولا ... و ... و ... أعرف رأي وليد "
نهلة ترفع حاجبا ، و تخفض آخر ... و تميل إحدى زاويتي فمها بمكر !
" و أعرف رأي وليد ! و إذا قال وليد : الزواج ممنوع !؟ "
قلت بسرعة :
" لن أتزوج ! "
قالت :
" و إن قال : الزواج واجب !؟ "
لم أرد ... نهلة تأملتني برهة ، ثم قالت :
" رغد ! و لماذا تنتظرين رأي وليد ؟؟ إنه ليس ولي أمرك أو المسؤول عنك ! "
استأت من هذه الحقيقة الموجعة ... فلطالما كان وليد مسؤولا عني منذ الصغر ... و لطالما قال أنه لن يتخلى عني ... و لطالما اعتبرته أهم شخص في حياتي ... إلى أن غاب ... | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:56 pm | |
| قلت :
" لكنه ... لكنه ... أكبرنا ... و أنا أحترم رأيه كثيرا ... و ... سأعمل بما يقول "
نهلة قالت :
" ألا يزال كما كان في الماضي ؟ أذكر أنه كان طويلا و قويا ! كان يلعب معك كثيرا سابقا ! "
ابتسمت ، و توسعت الشعيرات الدموية في وجهي ! و قلت بخجل :
" إنه كذلك ! لكن ... لا مزيد من اللعب فقد أصبح رجلا كبيرا ! "
قالت :
" صحيح ! على فكرة هل تزوج ؟؟ "
الشعيرات التي كانت متفتحة قبل ثوان انقبضت و خنقت الدماء في داخلها ...
أيقظت جملة سارة في نفسي شيئا كان نائما بسلام ... قلت بارتباك أمحو السؤال و أطرده من الوجود :
" لا ... لا "
قالت نهلة :
" إذن لابد أنه يفكر في الزواج الآن ! بعدما عاد للوطن و استقر في العمل ! "
ثم أضافت مداعبة :
" هل تريدين عروسا له ؟؟ جميلة و جذابة و رائعة مثلي !؟ "
قلت بحنق بدا معه جليا استيائي من الفكرة :
" لا تكوني سخيفة يا نهلة ! "
استغربت نهلة استيائي هذا ، ثم قالت :
" إنه كبير على أية حال ! و لا يناسب فتاة تصغره بتسع سنين ! "
فكرة أخرى ـ أن يتزوج وليد ـ رافقت الفكرة الأولى ـ خالية من الرومانسية ـ في اللعب بالمضرب و الكرة في رأسي طوال الساعات التالية !
قلت :
" إنه ... لا يفكر في الإقامة هنا ... أتمنى لو نعود إلى بيتنا السابق ... معه "
قالت :
" ماذا عن خطيبك ؟؟ هل سيستقر هو الآخر في المدينة الأخرى ؟؟ "
قلت :
" لا أعرف ... ! عمله هناك ... و لابد له من البقاء هناك "
" و إن تزوجتما ؟؟؟ ستنتقلين للعيش معه حتما ! "
لم تعجبني الفكرة ! لا أريد أن أبتعد عن أهلي ... إنني لا أستغني عنهم ... أريد البقاء في بيتهم ... | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:57 pm | |
| " سأنتظر رأي وليد "
تقوس حاجبا نهلة دهشة و قالت ببلاهة :
" رأي وليد ؟؟ في أن تقيمي مع زوجك أو مع والديك ؟؟ "
قلت بغضب :
" حمقاء ! أعني في أن نؤجل موضوع الزواج لوقت لاحق ... فربما تتغير الأوضاع ... "
" عليكم أن تقرروا بسرعة ! فموعد زواج دانه يقترب ! أين هي على فكرة ؟؟ "
" دانه ؟ خرجت كالعادة تتنزه مع خطيبها ! "
ابتسمت نهلة ... لكنني أزحت ابتسامتها جانبا بسؤالي :
" نهلة ...هل يشعر جميع المرتبطين بسعادة مميزة عندما يتنزهون مع بعضهم البعض ... أو يتبادلون الهدايا ... أو المكالمات الهاتفية ؟؟ "
طبعا نهلة اندهشت ، و قالت :
" أكيد ! طبعا ! "
صمت لثوان ، ثم قلت :
" لكنني لا أشعر بشيء كهذا ! إنني أتحدث معه كما أتحدث معك ! لا شيء مميز ... ليس كما تكون دانه حين تتحدث مع خطيبها أو تخرج معه ! غاية في السرور ! "
فوجئت نهلة بكلماتي هذه ... ة قالت :
" أنت ِ ... لا تحبينه ؟؟ "
قلت بسرعة :
" بالطبع ... أحبه ! "
نظرت نهله نحو سارة البليدة ... ثم قالت :
" كما تحب دانه خطيبها ؟؟ "
" لا ! كما تحبين أنت ِ حسام ! "
دانة عادت تسأل :
" ليس كما تحب امرأة ٌ رجلا ؟؟ "
توترت من سؤالها ... و بعثرت نظراتي فيما حولي ... و وقع سهم منها على سارة ، و التي كانت تنظر إلينا ببلادة و غباء مزعجين !
قلت بعصبية :
" و كيف يجب أن تحب امرأة رجلا ؟؟ "
قالت نهلة بأسى :
" أوه يا عزيزتي ! رغد ! إنك لا تزالين طفلة ! " | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:59 pm | |
| عادت دانه من سهرتها الخارجية عند العاشرة و النصف ...
كنت أشاهد الفيلم الذي أحضره والدي مؤخرا ، و حين دخلت غرفة المعيشة رمت بحقيبة يدها على المقعد و تهالكت عليه بتنهد ...
" لم لم تنامي بعد رغد ! عادة ما تنامين باكرا جدا ! "
لم ألتفت إليها ، و أجبت :
" سأتابع الفيلم حتى النهاية "
صمتت لحظة ، ثم قالت :
" سأريك شيئا "
و سحبت حقيبتها ، و منها أخرجت علبة مجوهرات صغيرة ، و فتحتها لتريني الخاتم الذهبي الرائع الذي بداخلها ...
" رائع ! كم ثمنه ؟؟ "
رفعت رأسها و نظرت إلي من طرف عينيها و قالت :
" كم ثمنه ؟؟ لا أعرف طبعا ، و لكن بالتأكيد باهظ ... أهداني إياه خطيبي الليلة ! كم هو رائع ! "
قلت و أنا أتأمل هذه التحفة المبهرة :
" نعم ! رائع هنيئا لك ! "
قالت دانة :
" حقا ! هل غيرت رأيك فيه أخيرا ! "
قلت :
" الخاتم ؟؟ "
" بل خطيبي يا نبيهة ! "
حدقت بها قليلا ثم قلت :
" بغيض و مغرور ... "
ثم أشحت برأسي عنها ...
و إن كان بغيضا في عيني ، فهو في عينيها شيء رائع ... و مميز !
لم تكترث دانة لقولي ، و أخذت تنقل الخاتم من إصبع لإصبع بسرور و دلال !
" دانه ... "
" نعم ؟ "
كنت أريد أن أسألها ... و شعرت بالخجل ... و لزمت الصمت !
دانة نظرت إلي باستغراب :
" نعم رغد ؟؟ ماذا أردت القول ؟؟ "
ترددت قليلا ثم قلت بحياء و بصوت منخفض و نبرة متوترة :
" هل ... تحبين نوّار ؟ "
دهشت دانة من سؤالي ، لذا حملقت بي وهلة ، ثم قالت :
" ما هذا السؤال !؟ "
ندمت لأنني طرحته ! إنه موضوع حساس لم أجرؤ من قبل على التحدث فيه مع أي كان ... و لما لحظت دانة تراجعي الخجل ، قالت :
" نعم أحبه ! إنه شريك حياتي ... ! نصفي الآخر ! "
صمت قليلا ثم سألت :
((يتبع )) | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 6:59 pm | |
| ((يتبع ))
" إذن ... كيف تشعرين حين يكون معك ؟؟ "
أنا بنفسي لاحظت ذلك ... رغم المساحيق التي تغطي وجهها إلا أن اللون الأحمر المتوهج طلى وجهها و هي تجيب على سؤالي :
" أشعر ... ؟؟ ... بالحرارة ! "
و أشارت إلى قلبها بيديها كلتيهما ...
الحرارة ... في صدري و جسمي كله ، هي شعور لم أحس به في حياتي ... إلا عندما اقتربت من شخص واحد فقط ... هو وليد ... !
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
" وليد ! هل فقدت صوابك !!؟؟
قال سيف و هو فاغر فاه لأقصى حد من هول المفاجأة ... لقد أخبرته بخبر فعلتي الجنونية الأخيرة ...
" نعم يا سيف ! استقلت و انتهى الأمر "
أخذ يهز رأسه و يضرب يدا بالأخرى من الغيظ و الأسف ...
" أرجوك يا سيف ... قضي الأمر ... لم أكن لأستطيع الاستمرار و الجميع ينظر إلي و يعاملني بهذا الشكل ... يحتقرونني و يتحاشون الاقتراب مني و كأنني وباء خطير "
" و ما لك و لهم ؟ وليد ! لم يكن الحصول على هذه الوظيفة بالأمر السهل ... لقد تسرعت "
استدرت بغضب ، و قلا بانفعال :
" فليذهبوا بوظيفتهم للجحيم "
أعرف أن العثور على عمل هو من أكثر الأمور صعوبة في الوقت الحالي ، لكنني ضقت ذرعا بالهمزات و اللمزات التي يرمي بها الآخرون علي بقسوة ، لكوني قاتل و خريج سجون ...
كما و أنني سمعت بعضهم يذكر صديقي سيف بالسوء بسبب علاقته الوطيدة معي ... بقائي في العمل بشركته صار يهدد سمعته هو ... و أنا لم أكن لأرضى عليه بأي أذية ... أليس هو الباقي لي من الدنيا ؟؟
تلا هذا صمت مغدق ... سيف استاء كثيرا جدا من إقدامي على هذه الخطوة التي وصفها بالتهور ... ألا أنني كنت أراها حلا لابد منه
قال :
" ما أنت فاعل الآن ؟؟ "
ابتسمت ابتسامة سخرية ...
" أفتش من جديد "
نعم ... عدنا للصفر !
لو أنني أتممت دراستي ، مثلك يا سيف ، لكنت الآن ... رجلا محترما مهابا ... أتولى إدارة إحدى الشركات كما كنت أحلم منذ الصغر ...
و فشلي في تحقيق أي من أحلامي ، هو أمر لا يجب أن تتحمل أنت مسؤولياته ، أو ينالك سوء بسبب علاقتك بي
سيف كان قلق ... أردت أن أغير الموضوع ، فقلت :
" اخبرني ... ما النبأ الجميل الذي تحمله ؟؟ "
و كان سيف قد أبلغني بأن لديه خبر جميل ، عندما وصل إلى بيتي قبل دقائق !
سيف قال :
" لقد ... عزمت على إتمام نصف الدين ! "
فاجأني الخبر ، و أسرني كثيرا ، فأمطرت صديقي بالتهاني القلبية ! إنه أول خبر سعيد أسمعه منذ شهور ...
" أخيرا يا رجل ! فليبارك الله لك ! "
" شكرا أيها العزيز ... العقبة لك ! متى يحين دورك ؟؟ "
دوري أنا ! إن مثل هذا الموضوع لم يكن ليخطر على بالي ! و هل يفكر في الزواج رجل خرج من السجن قبل شهور ، و بالكاد بدأ يتنفس الهواء ... و كان و عاد عاطلا عن العمل ! ... و فوق كل هذا ... ذو جرح لم يبرأ بعد ...
قلت :
" قد تمضي سنوات و سنوات قبل أن تعبر الفكرة على رأسي مجرد العبور ! "
" لم يا رجل !؟ إننا في السابعة و العشرين ! وقت مناسب جدا ! "
قلت :
" لأجد ما يعيلني أولا ! كيف لي أن أتحمل مسؤولية زوجة و أطفال ! "
قال سيف :
" إنك تحب الأطفال يا وليد ! ألست كذلك ؟ "
" بلى ! ... "
" ستكون أبا عطوفا جدا ! "
و ضحكنا !
يمكنني أن أضحك بين حلقات سلسة همومي التي مذ بدأت لم تنته ...
قضيت أسابيع أفتش عن عمل ... و فشلت حتى أقاربي الذين لجأت إليهم طالبا الدعم ، خذلوني لو كان سبب دخولي السجن شيء آخر ، لربما عاملني الناس بطريقة أفضل ... كرهت الدنيا و كرهت نفسي و كرهت كل شيء من حولي ... و بدأت نقودي التي جمعتها خلال الأشهر الماضية تنفذ ... و أعود للفقر من جديد ... كنت جالسا في حديقة المنزل الميتة ... أدخن السيجارة تلو الأخرى ... غارقا في التفكير و الهموم ...
كانت الأرض أمامي قاحلة ... لا زرع فيها و لا حياة ... تماما مثل حياتي ...
تزوج صديقي سيف بعد بضعة أشهر خطوبة ... و ينعم الآن بحياة جديدة ، و يتولى مسؤوليات أكبر ... و لم يعد متفرغا لي ...
حصلت على عمل بسيط جدا في أحد المحلات التجارية ... إلا أنني لم استمر فيه بسبب المشاكل التي واجهتني ، لكوني موصوم بالإجرام و القتل ... | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:00 pm | |
| أصبحت بإحباط شديد ... و أنا افقد القليل الذي كنت قد حصلت عليه ... و ضاقت بي الدنيا ... كما و داهمني الإعياء و المرض ... فقررت الهروب من مدينتي إلى مكان ألقى فيه شيء من الاحترام و المودة بعيدا عن السمعة المجروحة ... إلى حيث يوجد من يحبني و يرغب بوجودي و يتقبلني على ما أنا عليه من عيوب و وصم عار ... إلى أهلي ....
كانت شهور عشرة قد انقضت منذ رحلت عنهم ... كلما اتصلوا بي أو اتصلت بهم ، أخبرتهم بأنني في أحسن حال ، بينما أنا في أسوئه
انفث الدخان السام من صدري ... و أفكر ... أ أعود إليهم ؟؟ أم لمن ألجأ ؟؟ أتخيل نفسي بينهم من جديد ... فتظهر صورة رغد لتحتل منطقة الخيال من رأسي ... فأبعدها و أبعد الفكرة ...
" لا ... لن أعود "
و أرمي بالسيجارة على الأرض ، و أدوسها بحذائي فتندفن تحت الرمال ... إلى جانب شقيقاتها ... في قبور متجاورة و مزدحمة ...
لماذا لا أموت أنا مثلها ؟؟
إلى متى أستمر في تدخين هذه الأشياء القذرة ؟؟
ألا يكفي السجن أن لوث سمعتي و ضيع مستقبلي ؟
أ أترك دروسه و مخلفاته تلوث صدري و تفسد صحتي ؟؟
أتذكر قول نديم لي ... لا تدع السجن يفسدك يا وليد ...
هل أنا شخص فاسد الآن ؟؟
نديم ...
ليتك معي الآن ... ...
فجأة ... تذكرت شيئا غاب عن مذكرتي تماما !
يوم وفاته ، نديم أوصاني بشيء ...
طلب مني أن أزور عائلته و أطمئن عليهم !
وقفت منفعلا ... يا للأيام ! لم يخطر هذا الأمر ببالي من ذي قبل ...
و كيف له أن يجد فرصة للظهور فيما يحتل تفكيري أمور أخرى ...
ربما وفاء ً لذكرى صديق عزيز لطالما كان يدعمني في أسوأ أيام حياتي ...
أو ربما كان فراغا طويلا لم أجد معه ما أفعله
أو حتى هروبا من هذه المدينة و سمعتي المنحطة فيها
أيا كان الدافع ، فقد قررت يومها زيارة عائلة نديم !
نديم أخبرني بأنه يملك مزرعة في المدينة الشمالية ، و هذه المدينة بعيدة عن مدينتي و هي أقرب إلى المدينة الصناعية حيث يعيش أهلي ...
جمعت كل ما أحتاجه و ما قد أحتاجه ، و عزمت الرحيل ...
الهدف لم يكن زيارة عائلة نديم تنفيذا لوصيته التي ماتت يوم وفاته ، بقدر ما كان الفرار من الفشل الذريع الذي أعيشه في هذه المدينة
الآن أدرك لم قرر والدي الرحيل ، و لم لا يفكر في العودة لا بد أنه تعرض لمثل ما تعرضت له ... بسبب جريمتي النكراء ...
ذهبت لزيارة سيف في مسكنه الجديد ، و أبلغته أنني راحل ... كان وداعنا مؤلما إلا أنه قال :
" في أي وقت ... و كل وقت ... تشعر بأي حاجة لأي شيء ، تذكر أنني موجود "
و دفع إلي مبلغا من المال قبلته على شرط أن أرده له في أقرب فرصة ... و لا أعلم كم تبلغ المسافة بيني و بين هذه الفرصة !
أقفلت أبواب المنزل الكئيب ... و تركت الذكريات القديمة سجينة ... تغط في سبات أبدي ... بما فيها صندوق الأماني المخنوق ، و الملقى بلا اهتمام عند إحدى زوايا الغرفة إن كتب لي أن أعود يوما ... فسأفكر في فتحه !
انطلقت مستعينا بالله و متوكلا عليه ... متجها إلى المدينة الشمالية ... لم أكن قد زرتها في حياتي من قبل ، إلا أنني أعرف أن الطريق إلى المدينة الصناعية يؤدي إليها ، و أنها لا تبعد عن الأخيرة إلا قليلا
وصلت إلى المدينة الصناعية ... و شوقي سحبني نحو بيت عائلتي سحبا ... كيف لي أن أعبر من هنا ... ثم لا أمر لألقي و لو نظرة عابرة على أهلي ..؟؟
كان الوقت عصرا ... أوقفت سيارتي إلى جانب سيارة أبي ، و السيارة الأخرى التي تبدو جديدة و آخر طراز !
((يتبع ))
| |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:01 pm | |
| ((يتبع ))
مؤخرا صار سامر يأتي إلينا مرة واحدة في الشهر ... أصبح يعمل عملا مضاعفا و قلت حتى اتصالاته !
و حين جاء البارحة ، طلبت منه أن يصطحبني إلى الشاطئ هذا اليوم !
طبعا سامر فرح كثيرا بهذا الطلب ... و أنا كنت أريد أن أرفه عن نفسي و أقلد دانة ! إنها دائما تشعرني بأنني لا أصلح امرأة ! الجميع من حولي يعاملونني على أنني لا أزال طفلة ! إنني الآن في الثامنة عشر من العمر ... و أحس بأنني خلال الأشهر الماضية كبرت كثيرا !
لقد بدأت استخدم المساحيق بكثرة مثلها ، و أشتري الكثير من الحلي و الملابس... بالرغم من أنني لا أجهز للزفاف مثلها !
فكرة الزواج الآن لم أقتنع بها ... و لسوف أنتظر حتى أنهي دراستي و أكتسب صفات المرأة التي تعرف كيف تحب و تدلل شريك حياتها !
أليس هذا هو المطلوب ؟؟
" هيا رغد ! الوقت يمضي ! "
سامر يناديني ، و هو يقف خلف الباب ، ينتظر خروجي ... أجبت و أنا ارتدي شرابي ثم حذائي الجديد ذا الكعب العالي ، على عجل :
" قادمة ... لحظة "
و في ثوان كنت أفتح الباب ... حين صرت أمامه راح يحدق بي باستغراب ، ثم قاد بصره إلى حذائي !
" رغد ! لقد طلت بسرعة ! لم تكوني هكذا البارحة ! "
ابتسمت و قلت و أنا أظهر حذائي الطويل من خلف عباءتي :
" إنها الموضة ! "
سامر ضحك و قال :
" و لكن يا عزيزتي هل ستسيرين بحذاء هكذا على الشاطئ ؟؟ "
" لا يهم ! أنا أريد أن أظهر أطول قليلا حتى لا يظنني الناس طفلة ! "
" كما تشائين ! هيا بنا "
و خرجنا ، و مررنا بالمطبخ حيث وضعت سلة صغيرة تحتوي بعض الحاجيات فحملها سامر و هممنا بالانصراف ....
و إذا بدانة تقول :
" هل آتي معكما ؟؟ "
أنا و سامر تبادلنا النظرات ...
طماعة ! ألا يكفيها أنها تخرج مع خطيبها كل يوم فيما أنا جالسة وحيدة في المنزل ؟؟
قلت :
" لا ! إنها رحلة خاصة ! "
سامر ابتسم بخجل ، و دانه نظرت إلي من طرف عينها مع ابتسامة خبيثة أعرفها جيدا ... و أعرف ما تعنيه منها !
تجاهلتها و سرت مبتعدة ...
" انتبهي لئلا تنزلقي زرافتي ! "
و أخذت ْ تضحك !
قلت بحنق :
" ليس من شأنك "
و خرجت مسرعة .... دانه تتعمد التعليق على أي شيء يخصني ... و دائما تعليقها عنه يوحي بعدم رضاها أو سخريتها منه !
إلا أنها تشعر بالغيرة من طولي الذي يسمح لي بارتداء أحذية كهذه ، و هي محرومة منها !
خرجنا على الفناء الخارجي و سامر يبتسم بسرور !
حتى و إن كانت نظارته السوداء الكبيرة تخفي عينيه ... كنت أعرف أنه يحدق بي !
اعتقد أنه سعيد جدا ... السعادة المميزة ... التي لم أذق لها أنا طعما حتى الآن ...
فيما نحن نقترب من الباب ، قرع الجرس !
تقدم سامر و فتحه ...
و توقفت الكرة الأرضية عن الدوران !
اعتقد أن شهابا قد ارتطم بها ... هنا خلف هذا الباب !
شعور مفاجئ ... و اصطدام مجلجل ... و حرارة محرقة شاوية ... و حمم ... و ضباب ... و اختناق ... و ارتجاف ... و عرق ... و ذهول ... كلها مجتمعه انبثقت فجأة من عند الباب و اجتاحتني ...
هل أصدق عيني ! ؟
هل يقف أمامي المارد الناري الضخم المرعب ... متمثلا في صورة ... وليد ؟؟؟
هتف سامر بذهول و بهجة عارمة :
" أخي وليد !! "
و تعانقا عناقا طويلا ...
يا لها من مفاجأة مذهلة !
اعتقد أنه كان علي الأخذ بنصيحة سامر و تغيير حذائي ... إنني أوشك على الانزلاق ! لماذا فقدت توازني بهذا الشكل ؟؟
بعد لقائهما الحميم ... استدارا نحوي ... | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:04 pm | |
| حينما وقت عيناه على عيني ، طردهما بسرعة و غض بصره ... و قال بهدوء لا يتناسب و الحمم و البركاين و الانفجار و النيران الذي تولدت لحظه ظهوره من فتحة الباب :
" كيف حالك صغيرتي ؟ "
لقد حاولت أن أحرك لساني لقول أي شيء ... لكن بعد احتراقها ، فإن كلماتي قد تبخرت و صعدت للسماء !
طأطأت رأسي للأرض خجلا ... حين عبرت ذكرى لقائنا الأخير سريعة أمام عيني ! ...
الرجلان يقتربان ...
رفعت رأسي فإذا بعينيه تطيران من عيني إلى الشجرة المزروعة قرب الباب الداخلي ...
سمعته يقول :
" ألا يبدو أنها كبرت !؟ "
التفت إلى الشجرة ... صحيح ... لقد كبرت خلال الشهور الطويلة التي غاب فيها وليد عنا !
لكني سمعت سامر يضحك و يقول :
" إنه الكعب ! "
أدركت أنه كان يقصدني أنا ! كم أنا غبية !
قال وليد :
" أ كنتما ... خارجين ؟؟ "
قال سامر :
" أوه نعم ... لكن يمكننا تأجيل ذلك لما بعد ... تعال للداخل ستطير أمي فرحا ! "
قال وليد :
" أرجوكما امضيا إلى حيث كنتما ذاهبين ! إنني سأبقى في ضيافتكم فترة من الزمن ! "
مدهش !
عظيم !
ممتاز !
و أقبلا نحو الباب الداخلي ، و دخلنا نحن الثلاثة ...
كانت مفاجأة مذهلة أحدثت في بيتنا بهجة لا توصف ...
عشر شهور مضت ... و هو بعيد ... لا يتصل إلا قليلا ... و حين يتصل يتحدث مع الجميع سواي ... و إن تحدث معي صدفة ، ختم جمله المعدودة بسرعة ...
لكنه الآن موجود هنا !
أنا فرحة جدا !
علمنا في وقت لاحق أنه مر منا قبل ذهابه إلى المدينة الشمالية لأمر خاص ...
" كم ستظل هناك ؟؟ "
سألته أمي ، فأجاب :
" لا أعرف بالضبط ، ربما لبعض الوقت ... سأفتش عن عمل هناك فقد أجد فرصة أفضل ! "
دانة قالت :
" و ماذا عن عملك في المدينة ؟؟ "
وليد اضطربت تعبيرات وجهه ، و قال :
" تركته "
ثم غير الموضوع لناحية أخرى ...
فجأة سألني :
" كيف هي الكلية ؟؟ "
أنا تلفت من حولي بادئ الأمر ... كأنني أود التأكد من أن وليد يتحدث إلي أنا !
بالطبع أنا !
لا يوجد من يدرس بالكلية غيري الآن !
قلت بصوت خفيف خجل :
" الحمد لله ... تسير الأمور على ما يرام "
قال سامر :
" أنها مجتهدة و نشيطة ! و مغرمة بالفن أكثر من أي شيء آخر ! حتى مني ! "
الجميع أخذوا يضحكون ...
سواي أنا و وليد ...
أنا لم تعجبني هذه الجملة ... أما وليد ... فلا أعرف لم اكفهر وجهه هكذا ... ؟؟
| |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:05 pm | |
| قالت دانة :
" إذن فقد أفسدت رحلتك الخاصة أيتها الببغاء الصغيرة ! "
و استمرت في الضحك ...
أنا استأت أكثر ...
وليد سأل دانة :
" أية رحلة ؟ "
أجابت :
" كانا يودان الذهاب للشاطئ ! سامر لا يأتي غير مرة في الشهر و خطيبته متلهفة لقضاء وقت ممتع و متميز معه ! إنها تغار مني ! "
و رفعت رأسها بتباهي ...
ربما كانت تقصد مداعبتي ، لكنني حملتها محمل الجد ... و وقفت فجأة ، و استأذنت للانصراف ...
ذهبت إلى غرفتي مستاءة ... و غاضبة ...
~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
قلت :
" يبدو أنها تضايقت ... "
فجميعنا لاحظ ذلك ... أما زالت دانه على ما كانت عليه منذ الطفولة ؟؟
نظرت إلى شقيقتي باستياء ... و كذلك كان سامر ينظر إليها ...
قالت :
" كنت أداعبها فقط ! "
سامر قال :
" لكنها انزعجت منك ! سأذهب إليها "
و غادر من فوره ...
أنا طبعا لم أملك من الأمر من شيء ...
قلت لدانة :
" أحقا كانا يودان الذهاب للشاطئ ؟ أنا آسف أن حضرت و أفسدت مشروع نزهتهما ! "
" لا تكترث وليد ! فهي فكرت في الذهاب فقط لأنني أوحيت لها بأن تذهب ! إنها لا تحب الخروج من المنزل خصوصا للأماكن العامة "
التزمت الصمت و لم أعلق على جملتها الأخيرة ...
قالت :
" ما رأيكم أن نذهب جميعا غدا لنزهة عند الشاطئ ! كم سيكون ذلك رائعا ! "
نزهة عند الشاطئ ؟ يبدو حلما ! إنني لم أقم بكهذا نزهة منذ سنين !
و يبدو أن الفكرة قد راقت للجميع ...
سألت :
" و ماذا عن نوّار ؟؟ "
قالت :
" في البلدة المجاورة ! إنها مباريات حاسمة ! ألا تتابع الأخبار ؟؟ "
في الواقع ، أخبار كرة القدم ليست من أولويات اهتماماتي !
تحدثنا عن أمور عدة ... و شعرت براحة كبيرة ... هنا حيث أحظى باهتمام أناس يحبونني و يعزونني ...
أنا أرغب في العيش مع أهلي فقد سئمت الوحدة ... ألا يكفي أنني حرمت منهم كل هذه السنين ؟؟
خرجت من كنفهم و أنا فتى مراهق ... مليء بالحماس و الحيوية و مقبل على الحياة ... طموح و ماض في طريق تحقيق أحلامه ...
و عدت إليهم ... و أنا رجل كئيب محبط مثقل بالهموم ... فاقد الاهتمام بأي شيء ... صقلني الزمن و شكلتني الأقدار ...
لكنهم لا زالوا يحترمونني ...
بعد مدة ، عاد سامر لينضم إلينا ... لم تكن رغد معه | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:05 pm | |
| [size=18]كنت أريد أن أسأله عنها ، و لم أجرؤ !
إنها لم تعد طفلتي ... لم يعد لي الحق في الإهتمام بها ...
" إذن فتلك السيارة الرائعة في الخارج هي لك يا سامر ! "
سألته ، فأجاب :
" نعم ! اشتريتها مؤخرا ... ما رأيك بها ؟؟ "
" مظهرها رائع ! "
" و مزاياها كذلك ! كلفتني الكثير ! "
مقارنة بسيارتي القديمة فإن أي شيء في سيارة سامر سيبدو مدهشا ! إذن ... فأحوال أخي المادية جيدة ... كم أبدو شيئا صغيرا أمامه ... كم خذلت والدي ّ الذين كانا في الماضي ... يعظمان من شأني و يتوقعان لي مستقبلا مشرفا ...
شعور جديد تولد هذا اليوم ، يزيدني رغبة فوق رغبة في الرحيل العاجل ...
ففي الوقت الذي يتمتع فيه سامر بعمل جيد و دخل وفير و مستقبل مضمون ... افتقر أنا لكل شيء ...
حتى رغد ...
أصبحت له ... [/size] | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:06 pm | |
| ((يتبع ))
ألم شديد شعرت به في معدتي هذه اللحظة ، كان يتكرر علي في الآونة الأخيرة و لكنني لم أزر أي طبيب ...
استمر معي الألم فترة طويلة و لم أشعر معه بأي رغبة لتناول الطعام المعد على مائدة العشاء ...
لذا ، ذهبت إلى غرفة شقيقي ناشدا الراحة و الاسترخاء
في صباح اليوم التالي أردت الذهاب إلى المطبخ حيث يجلس الجميع ...
قبل دخولي تنحنحت و أصدرت أصواتا من حنجرتي حتى أثير انتباههم لوصولي ، اقصد انتباه رغد لوصولي ...
" تفضل بني "
قالت أمي ... فدخلت و أنا حذر في نظراتي ... لم أكن أريد أن أراها ... لكنني رأيتها !
" صباح الخير جميعا "
ردوا تحية الصباح و طلبوا مني الجلوس إلى مائدة المطبخ الصغيرة التي يجتمعون حولها
" تعال وليد ! إننا نخطط لرحلة اليوم ! هل تحتمل الرحلة أم أنك لا تزال متعبا ؟؟ "
التفت إلى دانة التي طرحت السؤال ، و لم يكن بإمكاني منع عيني من رؤية رغد التي تجلس إلى جوارها
" أحقا قررتم ذلك ؟ سيكون ذلك رائعا ! "
أمي قالت و هي تشير إلى المعقد الشاغر :
" تعال عزيزي ... أعددت ُ فطورا مميزا من أجلك ! "
نظرت باتجاههم ، لقد كانوا جميعا ينظرون إلي ، بلا استثناء ...
قلت :
" سـ ... أذهب إلى غرفة المعيشة "
و انسحبت من المطبخ ...
وافتني أمي بعد قليل إلى غرفة المعيشة تحمل أطباق الفطور ...
" شكرا ... "
ابتسمت أمي ، و بدأت أنا في تناول وجبتي بهدوء ، بينما هي تراقبني !
" أمي ... أهناك شيء ؟؟ "
سألتها بحرج ، قالت بابتسامة :
" لا عزيزي ... فقط أروي ناظري برؤيتك ... "
شعرت بالطعام يقف في بلعومي ...
برؤية من تودين يا والدتي الارتواء ؟؟
برؤية الخذلان و الفشل ؟؟ الحطام و البقايا ؟؟
برؤية رجل موصوم بالجريمة ؟؟
كم خذلتك ! كم كنت فخورة بي في السابق ! إنني الآن شيء يثير النفور و الازدراء في أعين الجميع ...
" الحمد لله "
حمدت ربي ، و وضعت الملعقة على الطبق ...
" لم توقفت ! ألم يعجبك ؟؟ "
" بلى أماه ... لكني اكتفيت "
" عزيزي سأخرج إن أزعجك وجودي ... أرجوك أتم وجبتك "
" لا يا أمي ، لقد اكتفيت و الحمد لله "
أمي بعد ذلك ، عادت بالأطباق إلى المطبخ ، ثم أقبل الجميع إلى غرفة المعيشة و حاصروني بنظراتهم ... و أسئلتهم حول أموري ...
أنا كنت اكتفي بإجابات مختصرة ... فلا شيء فيما لدي يستحق الذكر و الاهتمام ...
و كالبقية كانت رغد تتابعني بعينيها و أذنيها ، في صمت ...
" ما رأيك بتجربة سيارتي يا وليد ! لنقم بجولة قصيرة ! "
بدت فكرة ممتازة و منقذة ، فوافقت فورا و نهضت مع سامر ، و خرجنا ...
| |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:06 pm | |
| ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~
" هل غضبت مني أمس حقا ! أنا آسفة يا رغد ! كنت أمازحك ! "
نظرت إلى السقف و قلت :
" حسنا ، انتهى الأمر الآن "
ثم إليها و قلت :
" و لكن لا تنعتيني بالببغاء ثانية ... خصوصا أمام وليد "
قالت دانة باستغراب :
" وليد ؟؟ "
فاضطربت ...
قالت :
" تعنين سامر !؟ "
قلت :
" وليد أو سامر أوأي كان ... أمام أي كان ! "
و أشحت بوجهي بعيدا عنها
فعادت تبرد أظافرها بالمبرد و تغني !
كنا نجلس في المطبخ ، و للمطبخ نافذة مطلة على ساحة خارجية خلفية تنتهي بالمرآب مرآب منزلنا مفتوح من ثلاث جهات ، و يسد جهته الخارجية بوابة كهربائية ...
أقبلت أمي تحمل سلة الملابس المغسولة و دفعت بها إلي :
" رغد ... انشريها على الحبال "
أوه ... يا لعمل المنزل الذي لا ينتهي !
أردت أن أعترض و أوكل المهمة إلى دانة ، التي تجلس أمامي تبرد أظافرها بنعومة !
" انشريها أنت يا دانة ! "
هزت رأسها اعتراضا ، فهممت أن أتذمر !
لكني لمحت من خلال النافذة بوابة المرآب تنفتح ، و أدركت أنهما قد عادا ! و بسرعة ابتلعت جملة التذمر قبل أن أتفوه بها و قل متظاهرة بالاستسلام :
" حسنا ... لن أؤذي أظافرك ! سأنشرها أنا ! "
و حملت السلة ، و خرجت للفناء الخلفي ...
وليد ركن السيارة في المرآب ثم خرج منها هو و سامر ...
و هاهما الآن يقبلان باتجاهي ...
سامر نزع نظارته السوداء ...
و سارا متوازيين جنبا إلى جنب يسبقهما ظلاهما ... و يدوسان عليهما ...
وليد ... بطوله و عرضه و بنية جسده الضخم ... و الذي اكتسب عدة أرطال مذ لقائي الأخير به قبل شهور ... زادت وجهه امتلاء و جسده عظمة ... و كتفيه ارتفاعا ... و صار يشغل حيزا محترما من هذا الكون و يفرض وجوده فيه ! يخطو خطا أكاد أسمع صوت الأرض تتألم منها !
سامر ... بجسمه النحيل ... و قوامه الهزيل... و وجهه الطويل ... المشوه ... و خطاه الهادئة البسيطة ... و أنظاره الخجلة التي غالبا ما تكون مدفونة تحت الأرض ...
شيء ما أحدث في نفسي توترا و انزعاجا ...
إنهما مختلفان ...
لماذا تنجرف أنظاري لا إراديا نحو وليد ؟؟؟
لماذا يشدني التيار إليه هو ؟؟
حين صارا أمامي مباشرة ، توقف سامر و قال :
" أ أساعدك ؟؟ "
بينما تابع وليد طريقه مرورا بي ... ثم ابتعد دون أن ينظر إلي ...
لكني كنت أراقبه ...
توقف برهة و استدار مادا يده نحو سامر قائلا :
" المفتاح "
مفتاح السيارة كان يسبح في كفه كسمكة في البحر !
تناول سامر المفتاح منه ، ثم أخذ يساعدني في نشر الملابس على الحبال ... في الحقيقة قام هو بالعمل ... فأنا كنت شاردة و سارحة أفكر ...
هل هذا هو شريك حياتي حقا ؟؟
لماذا علي أنا أن أتزوج رجلا مشوها ؟؟
لقد شغلت الفكرة رأسي حتى ما عدت بقادرة على التركيز في شيء آخر ...
هل حقا سأتزوج سامر ؟؟ كم كانا مختلفين ... و يهما يسيران جنبا إلى جنب ...
في وقت الغذاء ، لم أساهم في إعداد المائدة و وافيت البقية متأخرة بضع دقائق ... أتدرون ماذا حدث عندما دخلت غرفة المائدة و جلست على مقعدي المعهود ؟؟
قام وليد ... و غادر الغرفة !
تلوت معدتي ألما حين رأيته يذهب ... إنه لا يريد أن يجلس معي حول مائدة واحدة!
الجميع تبادلوا النظرات و حملقوا بي ...
أمي تبعته ، ثم عادت بعد أقل من دقيقة و قالت :
" رغد ... خذي أطباقك إلى المطبخ "
صدمت و اهتز وجداني ... و شعرت بالإهانة ... و بأنني أصبحت شيئا لا يرغب وليد في وجوده ... شيئا يزعجه ... و يتحاشى اللقاء به ...
نعم فأنا ابنة عمه التي كبرت و أصبحت ... شيئا محظورا ..
رفعت أطباقي و ذهبت إلى المطبخ و انخرطت في بكاء مرير ...
بعد قليل أتتني دانة تحمل أطباقها هي الأخرى :
" رغد ! و لم هذه الدموع أيتها الحمقاء ! "
لم أعرها أذنا صاغية ، فقالت :
" إنه يشعر بالحرج و الخجل ! تعرفين كيف هو الأمر ! هذا من حسن الأدب ! "
قلت :
" لكنني كنت معكم العام الماضي "
قالت :
" ربما لم يكن قد اعتاد فكرة أنك ... كبرت ! "
ليتني لم أكبر !
تركت أطباقي غير ملموسة و خرجت من المطبخ متوجهة إلى غرفتي ، و دانة تشيعني بنظراتها ...
في الغرفة ... تأملت صورة وليد التي رسمتها قبل شهور ... و انحدرت دموعي ...
أخذت أتخيله ... و هو واقف إلى جوار سامر ... يفوقه في كل شيء يعجبني ...
ثم ... ثم ... أتزوج سامر ! ! ؟؟ | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:07 pm | |
| لماذا أقارن بينهما هكذا ؟؟
وفي العصر ، أتتني دانة ..
" الم تستعدي بعد ؟ سننطلق الآن ! "
" إلى أين ؟؟ "
" أوه رغد هل نسيت ! إلى الشاطئ كما اتفقنا ! "
بالفعل كنت قد نسيت الفكرة ... و بالرغم من أنني كنت مسرورة جدا بها مسبقا ألا أنها الآن ... لا تعجبني !
" لا أريد الذهاب "
حملقت دانة بي و قالت :
" عفوا ! ألم تكوني أنت المشجعة الأولى ! هل ستبقين في البيت وحدك ؟؟ "
قلت :
" هل سيذهب الجميع ؟؟ "
" بالطبع ! إنهم في انتظارنا فهيا أسرعي ! "
و ذهبت إلى غرفتها تستبدل ملابسها ...
أن أبقى وحدي في البيت هي فكرة غير واردة ... لم يكن أمامي إلا الذهاب معهم ...
توزعنا على سيارتي أبي و سامر ...
جلس وليد على المقعد المجاور لسامر ، و أنا خلفه ، و دانه إلى جانبي ، و تركنا والدي ّ معا في السيارة الأخرى ...
وليد و سامر كانا يتبادلان الأحاديث المختلفة تشاركهما دانة ، أما أنا فبقيت صامتة ... أراقب و استمع ... و أشعر بالألم ...
لم تفتني أي كلمة تفوه بها وليد ... او أي ضحكة أطلقها
كنت أضغي إليه باهتمام بالغ ! حتى كدت أحفظ و أردد ما يقول !
عندما وصلنا ، فرشنا بساطا كبيرا و وضعنا أشياءنا و جلسنا عليه ، إلا أن وليد ظل واقفا ... ثم ابتعد ... و سار نحو البحر ...
إنه لا يرد الجلوس حيث أجلس ...
لماذا يا وليد ؟؟
هل تعرفون كم دقيقة في الساعة ؟؟
ستون طبعا !
و هل تعرفون كم مرة في الساعة فكرت به ؟
ستون أيضا !
و هل تعرفون كم ساعة بقينا هناك ؟؟
ست ساعات !
هل أحصيتم كم وليد جال برأسي خلال الرحلة ؟؟ | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:08 pm | |
| الثلاثة ، أبي و وليد و سامر ذهبوا للسباحة ، أمي تصف قطع اللحم في الأسياخ و دانة تساعدها ...
و أنا ، معدتي تئن !
" رغد ! لم لا تبتلعين أي شيء ريثما يجهز العشاء ؟؟ لم تضرم النار بعد و سنستغرق وقتا طويلا ! "
نظرت إلى دانة و قلت :
" لم لا تسرعان ؟ "
" لا يزال الوقت مبكرا ! أنت من فوّت وجبة الغداء ! "
لقد كنت جائعة بالفعل ! و فتشت في السلات فلم أجد شيئا يستحق التهامه حتى يجهز طعام العشاء المشوي !
نظرت من حولي فرأيت مقصفا صغيرا على مقربة منا ...
" أريد الذهاب إلى هناك ! "
قالت دانة :
" اذهبي ! "
قلت :
" تعالا معي ! "
ابتسمت دانة ابتسامتها الساخرة التي تعرفون و قالت :
" نعامتي الصغيرة ... تخشى من الظلام ... و ترجف خوفا ... من فئران نيام ! "
و هو مطلع أغنية للأطفال !
غضبت منها فاسترسلت في الضحك ...
تجاهلتها و خاطبت والدتي : | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:08 pm | |
| " تعالي معي ... "
أمي مدت يديها الملطختين بعصارة اللحم ، تريني إياهما و قالت :
" فيما بعد رغد "
نظرت نحو الشاطئ فوجدت وليد يجلس على أحد المقاعد ... و والدي و سامر لا يزالان يسبحان ...
التفت إلى دانة و قلت :
" دعينا نقترب من الشاطئ ... أريد أن أبلل قدمي ! "
دانة قالت :
" أنا لا أريد ! اذهبي أنت ِ "
" لا أريد الذهاب وحدي "
و عادت تغني :
" نعامتي الصغيرة ... تخشى من الظلام !! "
أصبحت لا تطاق ... !
و أمي منهمكة في إعداد أسياخ اللحم ...
" اذهبي رغد ... إنهم هناك ! اذهبي عزيزتي ... "
قالت أمي مشجعة إياي ...
لم يكن هناك الكثيرون على مقربة منا ... و لكنني ترددت كثيرا ...
في النهاية أقنعت نفسي بأنهم قريبون من الساحل ، كما و إن وليد يجلس هناك ... و لا داعي لأي خوف ...
سرت نحوه و أنا أحس بنظرات أمي تتبعني ... فهي تريد لي التخلص من خوفي المبالغ به ... من أماكن لا تستوجب أي خوف أو حذر ...
كانت أمواج البحر تتلاطم بحرية ... و نسمات الهواء باردة منعشة تغزو صدري الضائق منذ ساعات ... فتفتح شعبه و توسعه ...
اقتربت من وليد ... و لم يشعر بي
تجاوزته نحو الماء ... فلم أحس بحركة منه .. التفت فرأيته مغمض العينين ، و ربما نائم !
سمحت للماء البارد بتبليل قدمي ... و شعرت بانتعاش !
لوّح سامر لي ... فشعرت بأمان أكثر و تجرأت على خطو خطوتين يمينا و يسارا ... إلا أنني لم ابتعد أكثر من ذلك ... لم أخرج عن الحيز الذي يحيط بوليد و يشعرني بالطمأنينة ...
و الآن تجرأت على خطوة أكبر ... و جلست على الرمال المبللة و مددت يدي لألامس الأمواج ...
كان شعورا رائعا ! | |
|
| |
! Lucas dobre كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1325 عُمّرـيً * : : 25 تقييمــيً % : : 40804 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 29 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/04/2014
| موضوع: رد: رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية 23/5/2014, 7:09 pm | |
| أقبل مجموعة من الأطفال بألعابهم و أطواق نجاتهم ، و بدؤوا يلعبون بمرح ... كنت أراقبهم بسرور !
ليتني أعود صغيرة لألهو معهم !
التفت للوراء ... إلى وليد ... استعيد ذكريات ظلت عالقة في ذاكرتي ...
كان وليد يلاعبني كثيرا حينما كنت صغيرة ! و في المرات التي نقوم فيها برحلة إلى الشاطئ ... كان يبقى حارسا لي و لدانة !
عدت بنظري للأطفال ... أتحسر !
يبدو أن أصواتهم قد أيقظت وليد من النوم ... سمعت صوته يتنحنح ثم يتحرك ، استدرت للخلف فوجدته يقف و ينظر إلى ما حوله ...
وليد تحرك مقتربا من البحر ... فنهضت بسرعة و قلت :
" إلى أين تذهب ؟؟ "
وليد توقف ، ثم ... قال :
" لأسبح ... "
قلت :
" انتظر ... سأعود لأمي ... "
في نفس اللحظة أقبل سامر يخرج من الماء نحو اليابسة ...
" وليد ... تعال يا رجل ! يكفيك نوما ! "
قال سامر ، فرد وليد :
" أنا قادم ... لكن ألا يجب أن نشعل الجمر الآن ؟؟ "
" لا يزال الوقت مبكرا ! "
و التفت سامر إلي و قال :
" رغد أخبري أمي بأننا سنقضي ساعات أكثر في السباحة ! "
قلت :
" حسنا ! "
بينما تصرخ معدتي : كلا !
سامر خرج من الماء ، و صار واقفا إلى جوار وليد ... و قام ببعض التمارين الخفيفة ...
التفت إلى ناحية البساط الذي نفترشه ، و خطوت متجهة إليه ...
مجموعة من الناس كانوا يلاحقون كرة قدم ... فيضربها هذا و يركلها ذاك ... يتحركون في طريقي ...
وقفت في منتصف الطريق لا أجرؤ على المضي قدما ...
التفت إلى الوراء فوجدت الاثنان يراقباني ...
و إلى حيث تجلس أمي و أختي ... فإذا بهما أيضا تراقباني ...
الآن ... تدحرجت الكرة نحوي و اقتربت من قدمي ... و أقبل اللاعبون يركضون نحوها ...
وصل إلي أحدهم و قال :
" معذرة يا آنسة "
أصبت بالذعر ... فجأة ...
خطوة للوراء ...
ثم خطوة أخرى ...
ثم أطلقت ساقي للريح راكضة باضطراب و فزع ...
إلى حيث جرفني التيار ...
نحو وليد ! | |
|
| |
| رواية (رغد.. انت لي) كاملة من البداية الى النهاية | |
|