خَيْرُ الْمَوَاهِبِ الْعَقْلُ ، وَشَرُّ الْمَصَائِبِ الْجَهْلُ
جاء في الأثر: مَا اكْتَسَبَ الْمَرْءُ مِثْلَ[عَقْل] يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى هُدًى أَوْ يَرُدُّهُ عَنْ رَدى .
وكان يقال : َلِكُلِّ شَيْءٍ مَطِيَّةٌ ، وَمَطِيَّةُ الْمَرْءِ [الْعَقْل] .
<(!!!)> وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : صَدِيقُ كُلِّ امْرِيء [(عَقْله)] ، وَعَدُوُّهُ "جَهْلُه"..
وبِالْعَقْلِ تُعْرَفُ حَقَائِقُ الأمُورِ ، وَيُفْصَلُ بَيْنَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ..
فَإِذَا تَمَّ فِي الإنْسَانِ [(عَقْله)] ==> سُمِّيَ عَاقِلاً ==> وَخَرَجَ بِهِ إلَى حَدِّ الْكَمَالِ ..
<(!!!)> ولِكُلِّ "فَضِيلَةٍ" أ ُسُـساً ، وَلِكُلِّ "أَدَبٍ" يَنْبُوعًا .. وذلك يكون في [(الْعَقْل)] ، الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى ((لِلدِّينِ)) أَصْلاً .. وَ((لِلدُّنْيَا)) عِمَادًا ..
<><><> فَـبواسطة [(الْعَقْلُ)] أَلَّفَ اللَّهِ تعالى بَيْنَ خَلْقِهِ مَعَ اخْتِلاَفِ هِمَمِهِمْ وَمَآرِبِهِمْ، وَمَع تَبَايُنِ أَغْرَاضِهِمْ وَمَقَاصِدِهِمْ .. وَبِهِ يَمْتَازُ الإنْسَانُ عَنْ
سَائِرِ الْحَيَوَانِ ..
<(!!!)> وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه( أَصْلُ الرَّجُلِ [(عَقْله)] ، وَحَسَبُهُ دِينُهُ ، وَمُرُوءَتُهُ خُلُقُهُ )).
<###> [(فالْعَقْلُ)] يَمْنَعُ الانْسَانَ مِنْ الإقْدَامِ عَلَى شَهَوَاتِهِ إذَا قَبُحَتْ.. وإنّ من يعَقَلَه "عَقْلُه"عَمَّا لاَ يَنْبَغِي ، يكون عَاقِلاً ..
<(!!!)> قال بعض الحكماء : إنَّ [الْمَكَارِمَ] ==> هي < أَخْلاَقٌ مُطَهّرَةٌ > :
(1) فَالْعَقْلُ أَوَّلُهَا ، (2) وَالدِّينُ ثَانِيهَا ، (3) وَالْعِلْمُ ثَالِثُهَا ، (4) وَالْحِلْمُ رَابِعُهَا ، (5) وَالْجُودُ خَامِسُهَا ، (6) وَالْعُرْفُ سَادِيهَا (سَادِسهَا) ، (7)
وَالْبِرُّ سَابِعُهَا ، (8) وَالصَّبْرُ ثَامِنُهَا ، (9) وَالشُّكْرُ تَاسِعُهَا ، (10) وَاللِّينُ عَاشِيهَا (عَاشرهَا).
<(!!!)> قَالَ أحد الشُّعَرَاءِ :
<> يَشِينُ الْفَتَى فِي النَّاسِ قِلَّةُ عَقْلِهِ**وَإِنْ كَرُمَتْ أَعرَاقُهُ وَمَنَاسِبُهْ
<> إذَا أَكْمَلَ الرَّحْمَنُ لِلْمَرْءِ عَقْلَهُ**فَقَدْ كَمُلَتْ أَخْلاَقُهُ وَمَآرِبُهْ .
ــ الأحْمَقُ قَلَّ مَا يَخْلُو مِنْ الْمَصَائِبِ.. وهو عِبْرَة "للْعَاقِل" الذي تكون تصرفاته قائمة كلها على الْفَضَائِلِ .
<(!**!)> "فالْعَاقِلُ" إذَا [ وَالَى ] بَذَلَ فِي الْمَوَدَّةِ نَصْرَهُ..وَإِذَا [ عَادَى ] رَفَعَ عَنْ الظُّلْمِ قَدْرَهُ .. ===> (( فَيُسْعِدُ مَوَالِيَهُ بِعَقْلِهِ ، وَيَعْتَصِمُ مُعَادِيهِ بِعَدْلِهِ ))..
<><><> وهو إنْ أَحْسَنَ إلَى أَحَدٍ تَرَكَ الْمُطَالَبَةَ بِالشُّكْرِ ..
<><><> وَإِنْ أَسَاءَ إلَيْهِ مُسِيءٌ سَبَّبَ لَهُ أَسْبَابَ الْعُذرِ ، أَوْ مَنَحَهُ الصَّفْحَ وَالْعَفْوَ ..
<(!**!)> "وَالأحْمَقُ" مجَالَسَتُهُ مهينة ، وَمُعَاتَبَتُهُ مِحْنَةٌ ، وَمُحَاوَرَتُهُ تَعَرّ ، وَمُوَالاتُهُ تَضُرّ ، وَمُقَارَبَتُهُ عَمَى ، وَمُقَارَنَتُهُ شَقَا ..
###> وَكَانَتْ بعض المُلُوكُ إذَا غَضِبَتْ عَلَى عَاقِلٍ حَبَسَتْهُ مَعَ جَاهِلٍ ، لأنه يُسِيءُ إلَى غَيْرِهِ ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ أَحْسَنَ إلَيْهِ ==> فَيُطَالِبُهُ بِالشُّكْرِ ..
<><><> فَمَسَاوِيء الأحْمَقِ لاَ تَنْقَضِي ، وَعُيُوبُهُ لاَ تَنتهَي .. فَمَا أَكْثَرَ الْعِبْرَ عنده لِمَنْ نَظَرَ !! وَأَنْفَعَهَا لِمَنْ اعْتَبَرَ ..
<><> فَلاَ يَفْرَحُ الْمَرْءُ << بِحَالَةٍ جَلِيلَةٍ نَالَهَا بِغَيْرِ عَقْلٍ ، وَمَنْزِلَةٍ رَفِيعَةٍ حَلَّهَا بِغَيْرِ فَضْلٍ >> لأِنَّ "الْجَهْل" سيُنْزِلُهُ مِنْهَا ، وَيُزِيلُهُ عَنْهَا ، وَيَحُطُّهُ
إلَى رُتْبَتِهِ ، وَيَرُدُّهُ إلَى قِيمَتِهِ <=> بَعْدَ أَنْ تَظْهَرَ عُيُوبُهُ ..
<(!!!!)> يروى بأنّ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه إسْتَعْمَلَ رَجُلاً على بلاد الْيَمَامَةِ .. وذات يَوْم ذُُكِرَ الْمَجُوسُ عِنْدَ هذا الوالي ، فَقَالَ للناس : (( لَعَنَ اللَّهُ
الْمَجُوسَ يَنْكِحُونَ أُمَّهَاتِهِمْ.. فوَاَللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ عَشْرَةَ آلافِ دِرْهَمٍ مَا نَكَحْت أُمِّي ))!!
ولمّا َبَلَغَ ذَلِكَ الى مُعَاوِيَةَ قَالَ : ((( قَبَّحَهُ اللَّهُ !! أَتَرَوْنَهُ لَوْ زَادُوهُ ، أكان فَاعلا ؟؟ ))) .
فَعَزَلَهُ عن الإمارة وَوَلَّى مكانه والياً غيره ، وَلكنه كَانَ أشدّ حماقة من الوالي الأوّل .. <(؟؟؟؟)> فَقد أَقَادَ كَلْبًا بِكَلْبٍ مقتول ، حيث أمر بقتل الكلب القاتل
لكي يعدل بينهما ، وحتى لا تضيع حقوق الكلاب فيما بينها.. فسبحان الله فيما خلق !!!
<><> وقَالَ الشَّاعِرُ: لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ يُسْتَطَبُّ بِهِ ***** إلاّ الْحَمَاقَةَ أَعْيَتْ مَنْ يُدَاوِيهَا.
<(!*!)> ويقَالَ أنه كَانَ فِي بَنِي إسْرَائِيلَ عابدا يعيش في صومعة ، وكان لَهُ حِمَارا..
فَقَالَ يوما : (( يَا رَبِّ لَوْ كَانَ لَك حِمَارا لَعَلَفْته مَعَ حِمَارِي )).. فَهَمَّ بِهِ نَبِي مِنْ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ أن يلعنه على حماقة أمنيته .. فَأَوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ بألاّ تلعنه ، وأعلمه
بأنه يحاسب (يثِيبُ ويعاقب) كُلَّ إنْسَانٍ عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ ونيّته ..
*** عن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :[[إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِيء مَا نَوَى ، فَمَنْ
كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ]]. رواه البخاري وغيره.
|