بسم الله الرحمن الرحيم
يا خالتي أريد أمي ......
هذه هي الحياة ، يولد الإنسان ، ثم يكبر ، ثم يشب ، ثم يتزوج وينجب ، وتستمر التربية إلى أن يموت الإنسان ، فهذا أحمد بن محمد ، عاش في قرية صغيرة ، عاش بين أحضان والديه ، وفي منزل أبيه ، تربى مع أهله وأحبابه ، وبين زملاءه وأصحابه ، هاهو يكبر أمام ناظري والديه ، إلى أن شب وأصبح يعتمد عليه ، سافر مع أصحابه ، بعدما ودع أهله وأحبابه ، يبحث عن رزقه ، يبحث عن وظيفة له ، لقي وظيفته التي تناسبه ، وظيفة في فرع من شركة تجارية كبيرة ، في مدينة كبيرة ، تبعد عن قريتهم من مائة وخمسين إلى مائتين كيلو متر تقريبا ، دخلها بسيط ، باشر فيها ، وتشبث بها ، وبعد مرور عام من الزمن .
اتصل عليه والده وقال له ولدي أريد أن أفرح بك ، لابد لك من الزواج ،
أحمد : ولكن يا أبي دعني أكون نفسي ، وآخذ وقتا كافيا في وظيفتي .
والده : دعك من الكلام الغير مفيد ،
أحمد : حسنا يا أبي ،
والده : إذن يا بني على بركة الله ، عليك أن تأخذ إجازة بعد ثلاثة أشهر .
أخذوا في الترتيبات ، وأعدوا التجهيزات ، خطبوا له ابنة عمه ، التي من لحمه ودمه ، تلك اليتيمة ، تلك الوحيدة ، تلك التي لم يتزوج والدها بعد وفاة أمها ، من أجل تربيتها ، إنها مريم ابنة عمه سعيد ، فهي وحيدة أبيها ، من تطبخ له ، من تعطيه الدواء ، من تهتم به ، حددوا موعد الزفاف ، وأخذ في شراء الخراف ، ويأتي الوقت الحاسم ، ويأتي موعد الزواج ، فرح أحمد ، ولا أحد منه في ذلك اليوم أسعد ، وبعد أن زفت عروسته ، وأخذ زوجته ، وذهب إلى عش الزوجية ، قضوا ذلك اليوم في سعادة وهناء ، جلسوا في القرية ثلاثة أيام ، ثم سافروا بعدها إلى المدينة التي بها وظيفة أحمد ، استقروا في شقة بسيطة هنالك ، أجارها معقول بالنسبة إليهم ، 10.000 ريال تقريبا ، وبعد شهرين تقريبا ، تحمل تلك الفتاة ، زادت السعادة ، واكتملت الفرحة ، يا لسعادة أحمد ، ويا لفرحة أحمد ، تمر الأيام والشهور ، ويبدأ العد التنازلي ، تأتي موعد الولادة ، يخرج ذلك الطفل يبكي ، والكل حوله ضاحك وفيه يحكي ، يا لجمال ثغره ، يا لجمال عينه ، يا لجمال شكله ، يخرج الأم والأب حاملين طفلاً وليداً ، حاملين ضيفاً جديداً ، حاملين البهجة معهم ، حاملين من سيضحكهم ، إنه خالد ، من سيتكرر اسمه ، من سيكثر بكائه وضحكه ، عندها زاره والده وأمه ، وفرحوا معهم ، وعندما أرادوا الرحيل في اليوم التالي ، عزموا على الذهاب بعد أن صلوا صلاة الفجر ، وعند الرحيل وبينما أحمد يودع عائلته
قال له والده : الآن يا بني أصبحت أبا ، الآن أصبحت لديك عائلة ، فإذا غادرنا هذه الدنيا فهذه عائلتك ، لا تفرط فيها ،
قال أحمد : أطال الله في عمرك يا والدي ، لا حاجة أن تقول هذا الكلام ،
والده : لا يا بني لابد أن تسمع هذا الكلام مني عاجلا أو آجلا ، ذهبوا بعد الوداع متجهين إلى منزلهم ، وبعدما رحلوا ، إذا باتصال يأتي في الساعة العاشرة صباحا من رقم أبيه ، رد أحمد بتلهف وشوق ، هل وصلتم ، ولكن الصوت غريب ، ثم قال من معي ، أجاب المتصل