تكمله الفصل الاول:*الحلم الواقع
....هذة الطفله اللمتلئه الهادئه اصبحت فتاه صغيرة مرحه وحنونة .تقضى ساسات طويله
تنظر الى المنظار الذى اشتراه جدها خصيخا لها...كما كانت تجمع الاصداف والحجاره على الشاطىء وتحيك الملابس للبتها من فضلات القماش والخيطان التى تحفظها عمتها لها.
ومع الايام كبرت الفتاه واصبحت تحب مطالعه الكتب مثل جدها .وفى المنزل جدها كان ساعى البريد يصل باكرا.
ويتم فطور الصباح فى صمت غريب .وبينما كانت روزا تقرأ الصحيفة المحليه
كان السيد لينغوود وحفيدته منصبين على قراءه المجلات النفيسه
المتعلقه بهواة الكتب او الفهارس الرائعه التى ينشرها امناء المكاتب المختصين بالمنشورات القديمه
واظهرت صوفيا سهوله كبيرة داخل المنزل. لكن لم يكن
واردا فى المدرسه حيث كانت دفاترها وكتبها مليئة بعلامات التعجب
الجافيه وعن اشارات الى سوء الطبع .مهمله! عديمة النظام!
نقص فى روح التعاون! عدم اجتهاد! شارده وحالمة بصورة مستمره!
قال لها مره جدها بلهجة متسانحه:
-يا الهى ..يا صوفيا .انت دائما فى القمر ..حسب ما ارى!
-انا متأسفة يا جدى احاول الاجتهاد ..ارجوك ان تصدقنى. لكن التاريخ مادة ممله مع الانسه سميث .بالنسبة الي
بوثويل شخصيه كريهة.من جهتى انا لا يمككنى ان امتنع عن
اعتباره رجلا رائعا!
نظر اليها جدها بحنان وقال:معملتك يا صبيتى انسانة واقعيه .بينما انت فتاه خياليه لكن...
الوقت ربما يحسن الامور...
لكن الوقت لم يفعل شىء لصوفيا من هذة الناحيه .فمن سن الثانيه عشر الى سن السادسه عشر
طرأت على وجود صوفيا سلسلة متواليه من الولع والانجذاب الغريب لابطال التاريخ
الراحلين وبينما كانت رفيقاتها يضعن على جدران غرفهن صور فنانين مشهورين
كان خيال صوفيا المجنح مرتكزا على (الكابتن الكبير)غونزافيه دى كوردو ..وعن نابوليون وهيلتر وهنيبعل ولورد
بايرون الشرير.
لكن بعد هذا العناف الخاطف فى قبو مكتبه برافليلد ..تخلت صوفيا اخيرا عن شخصياتها الالسطوريه العزيزه على قلبها ..لتبدأبالحلم ببطل من لحم ودم .ولمدة اسابيع عديده مباشره بعد هذا اللقاء
السريع ظلت تحلم وتتأمل فى رؤيته من جديد .لم تعد تنسى تلميع احذيتها وغسل شعرها
مرتين فى الاسبوع .كما بدأت تهتم بتحسين اظافرها واختيار الملابس الانيقه
وخف تدريجيا اهتمامها بالكتب والمطالعه
ولا شك ان هذا الرجل الطويل القامة ذا العينين الرماديتين الساحرتين
هو من اصل اسبانى لكون شعرة اسود وبشرته سمراء
لوحتها الشمس وكانت صوفيا اكيده ان هذا الرجل ليس من عامه اسبانيا كان ام لا
ولا شك انه ينتمى الى عائبه عريقه من المستحيل ان تتصورة يرتدى ستره بيضاء منشاه
ويضع على ذراعه فوطة وينحنى امام الزبائين ليتلقى البقشيش
هل هو اذن مدير الفندق؟ رجل اعمال؟ لا كانت بشرته سمراء من شده تعرضها للشمس وذراعه قويتين.
هاتان الذرعان اللتان ضمتاها للحظة
قصيره ..حل الصيف وبدا الخريف ولم تره
وبات عليها ان تقبل بالامر الواقع :هذا الرجل سائح مر مرور الكرام
دخلت صوفيا مدرسه السكريتاريا ولم تعد تقول لنفسها بحماس كلما غادرت المنزل (ربما سألأتقى به اليوم)
لكن ظل حسها يقول لها بأنه سيأتى يوم ويلتقيا من ججديد .ولا شك ان هذا الرجل الغريب سيتذكر
لقائهما الاول العابر وسيقع فى غرامها وليله عيد ميلادها الحادى والعشرون .اهداها جدها كتاب (حكايات الحمراء)
للكاتب المشهور وشنطن ايرفينغ الذى نشر عام 1832
كما اهدتها عمتها روزا دثارا للسهرة مصنوعا من القماش المخمل الاخضر وطرزت قبعتة بحجارة اللؤلؤ وفى اليوم
التالى كان عليها ان تجتاز بحر المانش لاستيلام وظيفتها فى بلاد الاندلس .
فرحت صوفيا بالهديتين وارتدت الدثار وراحت تدور حوله فى الصالون المتواضع كعارضه ازياء .لكن سرعان ما سئمت هذا الدور ورمت القبعه الى الوراء وراحت تضحك وتقول:
-اليس هذا رائعا يا جدى؟
وبحماس وورع لمست التطريز الفاخر تماما كما لمست منذ قليل غلاف الكتاب القديم
قبلت عمتها وقالت :
-انت كنز لا تقدر قيمته وشكرا على هذا الابداع الفنى الذى اخذ من وقتك قسطا كبيرا.
يتبع
*ما رائيكم فى هذا الفصل؟