حين أمسكتُ القلمَ أكتبُ عَنْ ( حُسن الظن ) و ( سوء الظن ) بالبشرية الصادقةِ في مشاعرها تملكني شيءٌ من القشعريرة لأني كُنت قد مررتُ بلحظاتٍ قبل أيام تجاوزت حدود الخيال هُنا في السوءِ بي ! وكأني رجلٌ قد سعيتُ لتبية ما أريدُ في حياتي ولم يهمني غيري ، فنحنُ في النهاية أخي أختي الكريمين مِنْ المُسلمين والإسلامُ دينٌ بعيدٌ كُل البعد عن سوء الظنِ بالناسْ مهما كانت الظُروف التي يمر بها الإنسان والأحزان التي تراكمت على قلبهِ فإنظر يا أخي كَمْ مِنْ موقفٍ يمرُ بحياة المرء الصالح وفي نفسهِ محبةُ الناس قد ثبتت ، فإني أدعوكُمْ للنظرِ بعين اليقين والتأمل الرزين يا أولي الألباب فحُسن الظن يولدُ لنا المحبة والأخلاق فكلماتي اليوم عَنْ حُسن الظن وسوءهِ في الإسلام وما موقفنا مِنْ هذا وما أتاني موضوعي إلا بعدما أسائتْ الظن بي إمرأةٌ أنا أبيتُ رؤيتها تُعاني الأحزان والجراح فأخرجت سوء الظن بي والحمد لله .
قال الله عز وجل : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّإِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْبَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًافَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)) فإلي الآثمين أصحاب الظُنون السوأى أينكم عَنْ قول الله عز وجل هُنا ولو تأمل العاقلُ الآيات الكريمات لوعي أن سوء الظنِ مِنْ مداخل الشيطان وأنهُ ما من إمرءٍ إلا وأن يكونُ لهُ زلاتُ وهفواتٌ في حياتهِ ومالنا إلا الصبر والثبات وإحسان الظن حتى يظهر لنا حقيقة موقف الشخص الذي يقف أمامنا فكيف نحكمُ ونسيء الظن .
وإنظر لكلام خير البرية وسيدها وهاديها مُحمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامهُ عليه مُعلمُ المُعلمين وأولُ الخلق الكاملين وأخرهم بأبي هُو وأمي وزوجه وأصحابه أجمعين قال في الحديث الصحيح المروي عن أبي هريرة رضي الله عنهُ : (( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلاَ تَحَسَّسُوا ، وَلاَ تَجَسَّسُوا ، وَلاَ تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا )) أخرجه أحمد 2/312(8103) و\"البُخاري\" 6064 وفي \"الأدب المفرد\" 410 ، فإنظر إلي تبعية سوء الظنِ وما يحصلهُ المرءُ مِنْ هذا الأمر والخُلاصةُ البغضاءُ بين الأخوة اللذين وقع بينهم سوء الظن فماذا جنيت يا صاحب سوءِ الظنِ سوى الكُره والتخلي عنك في أحلك المواقف التي تحتاجُ بها من يسندُ ظهركَ .
قال تعالى : ((وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )) فلا أريحُ لذهن العبد ولا أسعد لقلبه في هذه الحياة مِنْ حُسن الظن فبه يسلم من الخواطر المقلقة التي تؤذي النفس، وتكدر البال، وتتعب الجسد قال الله : (( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) )) ، قال النووي (( ومراد الخطابي أن المحرم من الظن ما يستمر صاحبه عليه ويستقر في قلبه دون ما يعرض في القلب ولا يستقر فإن هذا لا يكلف به ومعناه احذروا إتباع الظن واحذروا سوء الظن بمن لا يساء الظن به من العدول ، والظن تهمة تقع في القلب بلا دليل )) شرح النووي .
فإن المسلم بناء على ذلك مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم، فالله عز وجل أمرنا بالتثبت فيما يصدر من الغير نحونا ونحو إخواننا قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) فكم أوقع سوء الظن السيئ من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، ولو لم يكن الظن على درجة عظيمة من الخطورة والأهمية في إضعاف روح الموالاة بين المؤمنين لما أكد الباري عز وجل على ذلك في الكتاب والسنة.
قال الشاعرُ :
فلا تظنن بربك ظن سوء *** فإن الله أولى بالجميل
ولا تظنن بنفسك قط خيرا *** وكيف بظالم جبان جهول
وقل يا نفس مأوى كل س*** أيرجى الخير من ميت بخيل
وظن بنفسك السوآى تجدها *** كذاك وخيرها كالمستحيل
وما بك من تقى فيها وخير*** فتلك مواهب الرب الجليل
وليس بها ولا منها ولكن *** من الرحمن فاشكر للدليل
والمندوب: حسن الظن بمن ظاهره العدالة من المسلمين.
والجائز: مثل قول أبي بكر لعائشة: إنما هو أخواك أو أختاك، لما وقع في قلبه أن الذي في بطن امرأته اثنان. ومن ذلك سوء الظن بمن اشتهر بين الناس بمخالطة الريب والمجاهرة بالخبائث، فلا يحرم سوء الظن به، لأنه قد دل على نفسه، ومن ستر على نفسه لم يظن به إلا خير، ومن دخل في مداخل السوء اتهم، ومن هتك نفسه ظننا به السوء .
ولقد علم النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله حسن الظن بالناس ونهاهم عن سوء الظن , وطبق لهم ذلك عملياً , فعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِى رَافِعٍ ، وَهُوَ كَاتِبُ عَلِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَهُوَ يَقُولُ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا ، وَالزُّبَيْرَ ، وَالْمِقْدَادَ ، فَقَالَ : ائْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً ، مَعَهَا كِتَابٌ ، فَخُذُوهُ مِنْهَا ، فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا ، فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَرْأَةِ ، فَقُلْنَا : أَخْرِجِي الْكِتَابَ ، فَقَالَتْ : مَا مَعِي كِتَابٌ ، فَقُلْنَا : لَتُخْرِجِنَّ الْكِتَابَ ، أَوْ لَتُلْقِيَنَّ الثِّيَابَ ، فَأَخْرَجَتْهُ مِنْ عِقَاصِهَا ، فَأَتَيْنَا بِهِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَإِذَا فِيهِ : مِنْ حَاطِبِ بْنِ أَبي بَلْتَعَةَ ، إِلَى نَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : يَا حَاطِبُ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : لاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي كُنْتُ امْرَءًا مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ - قَالَ سُفْيَانُ : كَانَ حَلِيفًا لَهُمْ ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَا - وَكَانَ مِمَّنْ كَانَ مَعَكَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ ، لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ بِهَا أَهْلِيهِمْ ، فَأَحْبَبْتُ إِذْ فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ فِيهِمْ ، أَنْ أَتَّخِذَ فِيهِمْ يَدًا يَحْمُونَ بِهَا قَرَابَتِي ، وَلَمْ أَفْعَلْهُ كُفْرًا ، وَلاَ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي ، وَلاَ رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلاَمِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : صَدَقَ ، فَقَالَ عُمَرُ : دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ ، أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا ، وَمَا يُدْرِيكَ ، لَعَلَّ اللهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ ، فَقَالَ : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ : \"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ\". - في رواية عَبْد الجَبَّار بن العَلاَء : بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، وَالزُّبَيْرُ ، وَطَلْحَةُ ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ.
فقد سار سلفنا الصالح على هذه التعاليم العظيمة التي اوصلتنا مواصلاً بعيدةُ المدى في دُنيا ما كان فيها سيء الظن ذي مكانة في قلوب العباد ، وما كان فيه حُسن الظن إلا راحةُ نفسٍ لرجل قد أذاقتهُ الدُنيا ويلات الأحزان والألام ، فالأخوة في النهاية وصالُ المقطوعين وحُب المجروحين ، وملاذ التائهين فإن أسأت الظن فما ملجأك أيها المسكين ! أين ستذهب إن أتى لك العالمُ بالجرح المبين ! وإلي من ستشكي همك بعد رب العالمين ! فإنظروا إخواني عقبات حسن الظن والامر والحث به وإنظروا ماذا يحصل لو ساء الظنُ بالمسلمين ! .
ومن الأسباب المعينة على حسن الظن :
1- إنزال النفس منزلة الخير: قال ابن القيم رحمه الله -( وما رأيت أحدًا قطُّ أجمع لهذه الخصال من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدّس الله روحه -، وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: ( وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه! وما رأيته يدعو على أحدٍ منهم قطُّ، وكان يدعو لهم)) ، قال: ((وجئت يومًا مبشّرًا له بموتِ أكبر أعداءه، وأشدّهم عداوةً وأذىً له، فنهرني، وتنكّر لي واسترجع. ثم قام من فوره إلى أهل بيته - أي ذلك الخصم الذي مات - فعزّاهم، وقال: (أنا لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه) ... فسُّروا به ودعوا له، وعظّموا هذه الحال منه، فرحمه الله ورضي عنه)) 2- حمل الكلام على أحسن المحامل: فها هو الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده، فقال للشافعي: قوى لله ضعفك، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال: والله ما أردت إلا الخير. فقال الإمام: أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير.فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير.
3- التماس الأعذار للآخرين : قال ابن سيرين رحمه الله: (( إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه ))
سَامِحْ أَخَـاكَ إِذَا وَافَاكَ بِالْغَلَــطِ * * * وَاتْرُكْ هَوَى الْقَلْبِ لا يُدْهِيْكَ بِالشَّطَطِ
فكم صَدِيْقٍ وفيٍّ مُخْـلِصٍ لَبِــقٍ * * * أَضْحَى عَدُوًّا بِـــمَا لاقَاهُ مِنْ فُرُطِ
فَلَيْسَ فِي النَّاسِ مَعْصُوْمٌ سِوَى رُسُلٍ * * * حَمَاهُـمُ اللهُ مِـنْ دَوَّامَـةِ السَّقَـطِ
أَلَسْتَ تَرْجُـوْ مِنَ الرَّحْمَنِ مَغْفِـرَةً * * * يَوْمَ الزِّحَـامِ فَسَامِحْ تَنْجُ مِنْ سَخَـطِ
4-تجنب الحكم على النيات : عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ ، قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ ، مِنْ جُهَيْنَةَ ، قَالَ : فَصَبَّحْنَاهُمْ ، فَقَاتَلْنَاهُمْ ، فَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ ، إِذَا أَقْبَلَ الْقَوْمُ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ عَلَيْنَا ، وَإِذَا أَدْبَرُوا كَانَ حَامِيَتَهُمْ ، قَالَ : فَغَشِيتُهُ ، أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : فَلَمَّا غَشِينَاهُ ، قَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ ، وَقَتَلْتُهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا أُسَامَةُ ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا مِنَ الْقَتْلِ ، فَكَرَّرَهَا عَلَيَّ ، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ. أخرجه أحمد 5/200(22088) و\"البُخَارِي\" 5/183(4269) و\"مسلم\" 1/67(190).
5- استحضار آفات سوء الظن وعدم تزكية النفس : قال سفيان بن حسين: (( ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: أغزوتَ الرومَ؟ قلت: لا، قال: فالسِّند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفَتسلَم منك الروم والسِّند والهند والترك، ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟! قال: فلَم أعُد بعدها )). البداية والنهاية لابن كثير (13/121).
وقال أبو حاتم بن حبان البستي في روضة العقلاء (ص:131): (( الواجبُ على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عن عيوب الناس، مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛ فإنَّ من اشتغل بعيوبه عن عيوب غيره أراح بدنَه ولم يُتعب قلبَه، فكلَّما اطَّلع على عيب لنفسه هان عليه ما يرى مثله من أخيه، وإنَّ من اشتغل بعيوب الناس عن عيوب نفسه عمي قلبه وتعب بدنه وتعذَّر عليه ترك عيوب نفسه )) اللهم إني أشهدك أني سامحتُ كُل من أساء الظن بي وكُل من لم يحسن الظن بي يا رب العالمين ، وأنتم إخواني فلتكن لكم البادرة في المُسامحة واحسان الظن بإخوانكم ولتكن لكم بادرة طيبة طيب الله أنفساكم وجزاكم الله كل خير .