فى مدينة اسبانية ساحرة الجمال ، عاش ثور
هادئ الطباع يحب العمل ويكره العنف بكل اشكاله ،
مع جملة من الثيران العنيفة والقوية ، حياة يملؤها
السعادة والهناء .
وبعد مرور وقت من الزمن ، جاء بعض الرجال الى
المزرعة التى يعيش فيها ثور حكايتنا من اجل اخذ
احد الثيران للمشاركة فى ما يسمى فى اسبانيا
ب (( مصارعة الثيران )) - وهى عبارة عن رياضة دموية
تؤدى الى وفاة احد الطرفين ، وهى تقليد درج عليه
الشعب الاسبانى منذ زمن - فتدافعت الثيران
بأعداد كبيرة نحو الرجال على امل ان يحظى
احدها بشرف مهاجمة المصارع وابراز قوتها امام
الجمهور الذى يقبع فى المدرجات متفرجا .
لكن ثورنا ، توارى عن الانظار وذهب الى ظل شجرة
التوت ليستريح ، غير آبه بالموضوع بتة ، ولا يريد
ان يقاتل احدا .
وما ان هم بالجلوس على العشب الاخصر الطرى ،
اذ بنحلة كانت على العشب تحته ، فما كان منها الا
ان تدافع عن نفسها ، فلدغت الثور لدغة فخار خوارا
كبيرا من شدة الالم .
فسمعه الرجال وقالوا : هذا الثور هو المطلوب .
فذهبوا اليه وربطوه وجروه مجبرا الى العربة
التى اقلته مباشرة الى حلبة المصارعة ، وهناك دخل
المصارع الحلبة مزهوا بنفسه رافعا صدره ومتأهبا
للقتال ، اما الثور فلم يرد ان يصيب المصارع بسوء ،
وبدأت اصوات الجمهور على المدرجات بالتعالى ،
ابصر الثور الازهار بصنوف انواعها والوانها على
المدرجات بأيدى فتيات جميلات .
فربض الثور فى جانب من الحلبة متأملا الازهار ،
فازعج الهدوء المصارع ، فحمل سيفه واتجه نحو
الثور يريد استثارته ، عله ينهض فيقاتله .
ولأن ثور حكايتنا على غرار كل ثيران الدنيا ،
اخذ الثور يدخل قرنيه فى تلابيب ثياب المصارع ،
رافعا اياه الى اعلى ، ثم حطه على الارض ، من دون
ان يؤلمه .
فانزعجت الجماهير من هذا الحادث ، لانهم ارادوا
مصارعة قوية وحامية فى الوقت نفسه ، لكن الثور
فوت عليهم فرحتهم .
فما كان من المنظمين الا ان يعيدوا الثور الى
مزرعته ، واستبدال ثور عنيف اخر به .
عاد الثور الى المزرعة سعيدا غاية السعادة ، وذهب
من فوره الى شجرة التوت المفضلة لديه ، ونام تحتها
نومة هادئة جدا جدا جدا .
:43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: :43r43re: