ﻛﻠﻤﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﺳﻜﺘﺖ ﺻﻔﺎً ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻘﻮﻱ
ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺏ
ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ , ﻣﺸﻰ ﺑﺨﻄﻮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺒﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺮﻋﺒﺔ ﻟﻴﻘﺘﺮﺏ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺠﺎﻟﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻧﺤﻨﻰ
ﻧﺤﻮﻩ ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ؟ ﻭﺑﻴﺪﻳﻦ ﻣﺮﺗﺠﻔﺘﻴﻦ ﺍﺧﺮﺝ
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺩﻓﺘﺮﻩ ﻗﺎﺋﻼ : ﻫﺎ ﻫﻮ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ . ﺭﺳﻢ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻣﻀﻰ ﻳﻔﺘﺶ
ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻓﻲ ﺩﻓﺘﺮ ﻛﻞ ﻃﺎﻟﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ
ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻟﺐ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺃﺧﺮ ﻣﻘﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﻭﺟﻦ
ﺟﻨﻮﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺃﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻻ ﻳﻀﻊ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﻭ
ﺩﻓﺘﺮ ﺻﺮﺥ ﺑﻪ : ﺃﻳﻦ ﻛﺘﺎﺑﻚ ﻳﺎ ﻫﺬﻩ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﺬﻱ
ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻣﻨﻚ ؟! ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺻﺎﻣﺘﺎً ﻭﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻲ
ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭ ﺑﺼﻮﺕ
ﺃﻋﻠﻰ ﺻﺮﺥ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺛﺎﻧﻴﺔ : ﺍﺧﺒﺮﻧﻲ ﺃﻳﻦ ﻛﺘﺎﺑﻚ
ﻭﺩﻓﺘﺮﻙ ﺣﺎﻻ ! ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺃﻥ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ
ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﻨﺨﻔﺾ : ﻟﻢ ﺃﻧﺠﺰﻩ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ
ﺭﻓﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺣﺎﺟﺒﻴﻪ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ؟ ﺃﺟﺎﺏ
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺗﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﻛﺎﻥ ﻟﺪﻱ
ﻣﻮﻋﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺮﻳﺾ ! . ..ﺻﺮﺥ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﻬﻤﻞ ﻭﺗﻜﺬﺏ ﺃﻳﻀﺎ .
ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺘﺮﺩﺩ :
ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ﺃﺧﺒﺮﺗﻚ ﺍﻥ . .. . ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻜﻤﻞ ﻗﺎﻃﻌﻪ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ : ﻻ ﺗﻘﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺟﺒﻚ ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺰﻩ
ﻓﻬﻤﺖ ﻭﺃﻻﻥ ﻫﻴﺎ ﺍﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺒﻮﺭﺓ ﻟﺘﻠﻘﻰ ﺟﺰﺍﺋﻚ .
ﺑﻘﻲ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺳﺎﻛﻨﺎً !! ﻭﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻳﻐﺎﻅ
ﺃﻛﺜﺮ ﺻﺮﺥ ﺑﻪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺴﻤﻊ
ﻛﻼﻣﻲ ؟ . . ﻭﻛﺮﺭ ﻛﻼﻣﻪ ﻣﺸﻴﺮﺍً ﺑﺈﺻﺒﻌﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺴﺒﻮﺭﺓ ﺍﺧﺮﺝ ﻫﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻐﺒﻲ ﺛﻢ ﺍﻣﺴﻜﻪ ﻣﻦ ﺳﺘﺮﺗﻪ
ﻭ ﺳﺤﺒﻪ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻟﻴﻘﻊ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺃﺭﺿﺎ ﻭﻫﻮ ﻋﺎﺟﺰ
ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﺘﺎﺫﻩ ﻭﺩﻣﻮﻋﻪ ﺗﻤﻸ
ﻋﻴﻨﻴﻪ : ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ . . . ﻭﺑﻨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻋﻠﻰ
ﺻﻮﺗﻪ : ﻗﻠﺖ ﻟﻚ ﺃﻧﻲ ﻣﺮﻳﺾ ﻣﺮﻳﺾ ﺍﺫﻫﺐ ﻟﻠﻤﺸﻔﻰ
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻲ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺇﻥ ﻳﻌﻠﻢ
ﺍﺣﺪ ﺃﻧﻲ ﻣﺸﻠﻮﻝ , ﺃﺑﻲ ﻳﺪﺧﻠﻨﻲ ﺑﺎﻛﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ
ﻭﺍﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﻭﺣﻴﺪﺍ . .ﺃﻛﻞ ﻓﻲ ﺻﻔﻲ ﻛﻠﻬﻢ
ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻟﻠﻔﺴﺤﺔ ﺃﻻ ﺃﻧﺎ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﺇﻻ ﺃﻧﺎ ﻟﻴﺘﻚ
ﺗﻌﻠﻢ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ﻛﻢ ﺃﺗﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﻣﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ
ﺃﻥ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﻭ ﺍﻟﻤﺮﺳﻢ ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ﻭﻟﻜﻨﻲ
ﻋﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺟﺰ ﻧﻌﻢ ﺃﺅﻣﻦ ﺑﻘﺪﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﺧﺒﺮﻧﺎ
ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺃﻣﻞ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﺎﻓﻰ ﻭﺃﻧﺎ ﻃﻮﺍﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺃﺧﻔﻴﺖ
ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﺣﺪ ﻭ ﺑﻔﻀﻠﻚ ﺃﻻﻥ ﺻﺮﺕ
ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ . . . ﺑﻔﻀﻠﻚ ﺑﻔﻀﻠﻚ ؟؟!! ﻭﺃﺟﻬﺶ
ﺑﺎﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻮﺭﺍ . . . ﺩﻣﻮﻉ ﺳﺎﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻳﻪ ﻭﺻﺮﺧﺔ
ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﺍﻋﺘﻠﺖ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ
ﻭﻭﻗﻒ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺭﻛﺾ ﺍﻟﻄﻼﺏ
ﻧﺤﻮ ﺯﻣﻴﻠﻬﻢ ﻭﺭﻓﻌﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻭ ﺃﺳﺘﺎﺫﻫﻢ ﻳﻘﻒ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﺠﻒ ﺃﺳﻒ . .ﻳﺎ
ﺑﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ .. .. ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻹﻛﻤﺎﻝ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺇﻥ
ﺗﻔﻀﺤﻪ ﺩﻣﻮﻋﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺭﻥ ﺟﺮﺱ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺢ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺟﺪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻳﻘﻒ ﻭﺑﻴﺪﻩ
ﻛﺮﺳﻲ ﺑﻌﺠﻼﺕ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ :
ﺃﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﺻﻄﺤﺐ ﺍﺑﻨﻚ ﻣﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺃﻋﺪﻙ ﺑﺎﻥ ﺍﻋﺘﻨﻲ ﺑﻪ ﺟﻴﺪﺍ . ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻷﺏ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ
ﻭﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺣﺎﻣﻼ ﺍﺑﻨﻪ ﻭﺃﺟﻠﺴﻪ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﻀﺮﻩ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ . . ﺩﻓﻊ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻣﺎﻡ ﻭﺳﺎﺭ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺛﻢ ﺧﺎﻃﺒﻪ
ﻗﺎﺋﻼ : ﺃﺗﻤﺎﻧﻊ ﺃﻥ ﺗﺠﻠﺲ ﻣﻊ ﺍﺑﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﺟﺎﺑﻪ
ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺨﺠﻞ : ﻻ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ
ﻭﺣﻤﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭﺍﺩﺧﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺗﻔﺎﺟﺊ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺑﻦ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻧﻪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﺮﺿﻪ
ﻧﻔﺴﻪ