اجلس معتزلة العالم, أرتشف كوب الشاي الاخضر الذي اعتدته في الفترة المسائية, و الشباك بجانبي مفتوح. صيحات الاطفال تتعالى الى مسمعي, غصبا تسائل روحي ، تسائل طفلا يعيش بداخلي في صمت، تسائل لهواً قد كبلته ودفنته بداخلي منذ سنين خلت، تسائل شغفاً وحباً بريئين ملأ قلبي طيلة سنين مضت. يا ترى كم غيرتني الحياة ؟ كم عشقاً تركته بأمرٍ منها ؟ كم عادةً ذهبت مع مرور الوقت وكم أخرى اكتسبت ؟
أذكر أني كنت الهو أكتر من أي شيءٍ أخر، أما الآن فأقوم بكل تلك الأشياء الأخرى عدا اللعب، أذكر أن كرة القدم كانت شغفي، أداعب الكرة يومياً لساعات، لأدخل البيت وأشاهد المباريات، في وقت كان البث فيه بدون حصريات ولا شروط، أما الآن فأمر بجانب الكرة الضائعة لأطفالٍ يلهون وأفكر ملياً قبل أن أمسها أو استعرض مهارتي، أفكر في النظرة في المظهر في المجتمع.
فتاة ذات أنا ومكانة، على قدر من العلم يبعدها - لا عن الجهل فقط،- لا بل عن نعوتات وتسميات و- أحياناً اهانات كثيرة تعيشها بنات جيلها الأقل دراية. هي فتاة مثقفة و دارسة في زمان لا تؤمن لك فيه الدراسات العليا وظيفة بدون منافسة شريفة بين قوسين مع كذا زبونية. هي فتاة ذات طموح جامح وأحلام كبيرة وكثيرة، لكنها تعاني كغيرها من مرض الواقع المعيش الذي يكبح ويتبط كل المحاولات. هي تعي ذلك وتظل تقوي نفسها المستنفرة ليل نهار قائلة :"قسوة الظروف تخرج الأفضل فينا تماماً كما يخرج البلور من رحم الحرارة " هي تؤمن أن رحلة الألف ميل تبتدئ بخطوة لكنها تظل تخطو ولا تعلم متى يبتدئ مشوارها.
خطوات إلى الأمام، تتخللها خطوة إلى الوراء، تماماً كما حصل اليوم، حين جلست اسائل نفسي أين الطفل في؟ أين ذهب ؟ يا ترى أنا على طريق الصواب أم الخطأ ؟ تطبعت بمحيطي أم ارغمت على ذلك ؟ متى تموت الظروف لتحيا أحلامها ؟ متى يخلو الأفق من التقاليد العمياء، المحسوبية، النظرة الدونية للنفس وللغير.
تذكر نفسها أن التغيير، وكما قال غاندي- التغيير الذي نريد أن نراه في العالم يبدأ من أنفسنا- تبتسم لم ألت إليه افكارها مرة أخرى تماماً ككل مرة، ترتشف أخر جرعات الشاي وتقوم لتغير من نفسها أولاً على أمل تغيير العالم.
موضوع: رد: لم اعد اعرفنــــــي ! 22/8/2014, 9:52 am
السسلآم عليكم 3> :ب3: كيفك حبي ان ششاء الله تمام وبخير ، ايه بجد صحيح كلآمك ررآئع موضوعكك آرآق لي لقرآئته شكرآ ججزيلآ الك وللطرح المميز عزيزتي ، تحياتي الكك وفي رضضآ الرحمن :ب3: