كالعادة،يوم من أيام التدريب الخاصة بقائد الجيش مراد:
هياااا .. "إلى ساحة التدريب يا جنود"
♥إنه ذلك الشاب الذي حقق انتصارات كبيرة فكان له الفضل في ازدهار شعبه
♡آه إنه حقا رائع!
لكن ماقصته؟
♥مراد محب لعائلته كثيرا ويحاول جاهدا التوفيق بين عمله وبين البقاء إلى جوار صغاره الأحباء ،
في أحد الأيام كان مراد في جولة تفقد لإحدى الطرق التي تعرض فيها الكثير من التجار الكبار للسرقة حيث تم القبض على المجرمين ،لكن لابد من تفقد المكان
-لمح مراد كوخا صغيرا ينبعث منه دخان وذلك يوحي بأن بالكوخ سكان نزل الشاب من حصانه تاركا جنوده واقفين بانتظاره واتجه نحو الكوخ بحذر شديد ظنا منه ان الكوخ يحوي لصوصا آخرين مختبئين فيه"دق دق"
-من "بالباب؟"
مراد:"السلام عليكم سيدتي،ممكن تفتحي نحن جنود نحرس المنطقة ممكن نعرف من تكونين؟
لم تفتح تلك المرأة إلا بعد مرور وقت طويل ،لكن مراد إنتظر بصبر
.ها أخيرا فتحت .
مراد :"مرحبا سيدتي انا مراد عبد الحميد قائد الجند بالمنطقة وبصراحة احببت تفقد المكان لأول مرة لكثرة اللصوص فيه فرأيت كوخك .
سكت برهة.. هل تسكنين هنا وحدك؟"
-العجوز:"هل وجدتم اللصوص؟"
-مراد:"نعم لقد تم القبض عليهم جميعا لكن علينا حراسة المكان لأنه الممر الوحيد الذي يؤدي مباشرة إلى المدينة الكبيرة"
العجوز:"حسنا ،بما أن الامر هكذا فساخبرك بقصتي ،يا وليدي إني اعيش وحدي بعدما مات اخي وسافر ابن اخي إلى اوروبا فلم ارغب في الذهاب معه وترك الارض الذي ولدت فيها"
-مراد:" طيب يا سيدتي ساتركك الآن لأن جنودي تعبوا سأزورك إن شاء
الله قريبا "
لم تجب العجوز اغلقت الباب بعجالة
عاد مراد إلى بيته متعبا بعد يوم طويل من العمل
مراد:"السلام عليكم حبيبتي نهى كيف حالك إشتقت لك"
نهى :"بخير يا روحي ،كيف كان يومك؟
مراد:"عادي غير اني وجدت اليوم كوخ عجوز تسكن في جوانب الطريق التي كلفت بها اليوم لحراستها (تنهد مراد وشرب الماء ثم أتمم كلامه) ،بصراحة تلك العجوز ذكرتني بأمي شعرت بشيء غريب وانا اكلمها،لا ادري ربما اشتياقي لأمي هو السبب " سكتت نهى ولم تدري ماتقول غير انها جهزت له الحمام ليستحم وينام.
)أشرقت شمس الصباح إستيقظ مراد كعادته وتوجه إلى عمله وقرر زيارة تلك العجوز في وقت استراحة الغداء ،طرق الباب وفتحت العجوز وعلى وجهها آثار التعب .
مراد:"السلام عليكم سيدتي كيف حالك ،كنت مارا من هنا وقلت اطمئن عليك"
ردت العجوز في حزن:"بارك الله فيك يابني ،تفضل تناول الغداء معي"
مراد:"لا يا سيدتي علي التوجه للعمل حالا احببت فقط ان امر عليك اعذريني مرة اخرى ،في امان الله"إنصرف مراد وفي قلبه شعور لا يدركه يجذبه نحو تلك العجوز
مر أسبوع لم يستطيع مراد تكرار الزيارة بسبب كثرة العمل وانشغاله بامتحانات ابنائه لكن قرر معاودة الزيارة فأخذ في يده كل انواع الطعام واشترى لباسا يناسب العجوز لانه صار لا يقدر على تركها وحدها
كأنها امه فعلا
في تلك الليلة أصيب مراد بحمى شديدة إضطرت نهى لإخبار رئيس مراد بحالته إتصلت بطبيب العائلة لم يجد دوائه نفعا وازدادت حال مراد إلى الأسوأ ولا احد يستطيع فعل شيء .
لم يعد مراد يزور العجوز فقررت الذهاب إلى دورية المنطقة للسؤال عنه فأخبروها انه على فراش المرض من اشهر طلبت عنوانه وذهبت إلى بيته فورا طرقت الباب فكانت نهى تسرع لفتح الباب لعل احدا ياتي له بدواء فعال تفاجئت !إنها مجرد عجوز .طلبت منها رؤية مراد لانه غاب عنها فأدخلتها مباشرة بعد ان علمت انها تلك التي يحبهامراد
فحصته كما تفحص الام ولدها بلهفة تصحبها دمعات حرن وألم ،أسرعت عجوزنا لتعود لبيتها وتقطف اعشابا قرب كوخها تفيد التداوي من ذلك
المرض حضرت منها محلولا احضرته لمراد بأسرع ما يكون اعطته جرعة وبقيت إلى جانبه طوال الليل أحس مراد بتحسن ملحوظ في الصباح ،إستيفظ على ملامح المرأة العجوز
صاح مراد :"سيدتي ! ماذا تفعلين هنا كيف...؟
إستيقظت العجوز على صوته واعادته إلى سريره ليرتاح ،سكبت له جرعة اخرى من الدواء ولم تجبه بشيء ثم انصرفت.
بعد مضي اسبوع وقد تم شفائه كليا بفضل الله ثم دواء العجوز
ذهب مراد لكوخ عجوزنا طالبا منها ان تعيش معه في بيته أصر عليها ألح،لم ترغب في ذلك فأرضها غالية وكوخها ملجأها لن تتركه
بكى مراد أحضر أطفاله واخبرها انه يريدها إلى جانبه
أخيرا بعد إلحاح طويييل توافق على العيش معهم
حزنت على تركها المكان الذي تربت فيه لكن في المقابل سعادتها كانت اكبر حين ادركت أنها ستعيش وسط اسرة لا وحيدة مهجورة
كانت ايامها مع مراد واسرته من اجمل ايامها حتى إنه حج معها فكانت آخر أيامها إلى جانب جندي حاني كان لها الإبن الذي فقدته لانها لم تتزوج ولم تحضن طفلا في حياتها
مرت سنتين وكانت الفاجعة!لقد إنتقلت العجوز إلى رحمة الله
وياليتها لم ترحل.
