أرسل الله . تعالى . نوحا . عليه. السلام. إلى قومه وكانوا يعبدون الأصنام فدعاهم إلى عبادة الله وحده وبين لهم أن الأصنام لا تضر ولا تنفع وأنهم إن عبدوا الله تبارك وتعالى يسر لهم إرزاقهم وأعطاهم ما يشتهون من الأموال والبنين وإن خالفوه عذبهم عذابا أليما يوم القيامة فأستهزأ به أشراف قومه ووصفوه بالجنون وأتهموه بأنه يريد الرئاسة عليهم وكان كلما دعاهم وضعوا أصابعهم في أدانهم حتى لا يسمعوا كلامه وغطوا وجوههم بثيابهم حتى لا يروه وأصروا على الكفر وبعد أن أستمر يدعوهم إلى عبادة الله تعالى تسع مئة وخمسين سنة لم يؤمن به إلا القليل منهم.
فلما يئس نوح عليه السلام من إيمان قومه دعا الله تعالى ألا يبقى على الأرض أحد منهم فأمره أن يصنع سفينة ليركب فيها هو ومن معه من المؤمنين الذين صدقوا دعوته وأمنوا بالله تعالى وتركوا عبادة الأصنام ووعد الله تعالى نوحا عليه السلام بإغراق من خالفه.
ولما أم نوح عليه السلام صنع السفينة أمر الله تعالى السماء أن تمطر مطرا غزيرا والأرض أن تتفجر عيونها بالماء وركب نوح عليه السلام ومن أمن معه وحمل معه ذكرا وأنثى من كل صنف من الحيوان لتعمير الأرض وما يكفي راكبي السفينة من الزاد فسارت بهم في موج كالجبال.
وكان لنوح عليه السلام ابن لم يؤمن بالله ولم يصدق برسالة أبيه فدعاه إلى أن يركب معه في السفينة لينجو من الغرق فخالف أمر أبيه وقال: له سألجأ إلى قمة الجبل تنجيني من الغرق فقال له أبوه:لن ينجو اليوم من الغرق إلا من أمن بالله تعالى ثم أشتد الموج وعلا الماء فأغرق الجبال وغرق ابن نوح مع المغرقين ولم يعلم أن عصيان الأب يؤدي إلى سوء العاقبة.
ولما انتهى الطوفان رست السفينة على جبل الجنودي بالموصل وخرج نوح . عليه السلام . ومن معه وانتشر أبناؤهم في الأرض فعمروها