- بداية مقلقة
انغلق الباب بقوه خلف بيث مارتون ، فوقع الصوت على أذنيها كقوه قصف الرعد
تجمدت فى مكانها لثوان غير مصدقة ، ثم استدارت وراحت تدفع الباب الخشبى القاسى
بكل ما اوتيت من قوه . بالطبع لم يتزحزح الباب من مكانه .
- اه لالا
دفعت بيث ثانيه ، وهذه المره بشكل اقوى ، على الرغم من اقتناعها بأن ما تفعله
هو مجرد حماقه . لو انها تقف خارج شقتها فى لندن لما كان لهذا الامر اهميه كبيره .
إذا بأمكانهها الطلب من احد الجيران الاتصال بشقيقتها التى تملك مفتاح اضافياّ ، اما هنا....
نظرت حولها وهى تشعر بالوحشيه مدركه انها مرتديه بيجامه حريريه من اللون القرنفلى ذات اربط
طويله على الكتفين ، كما ان الطقس العاصف فى هذا الليل المظلم لا يشجع على البقاء فى الخارج،
فهو ينذر بالمطر .
لامس يدها انف بارد ، فنظرت الى الاسفل باتجاه الكلب الالمانى الكبير الذى راح يتفحصها بعينين
نافذتين الصبر . تذمرت قائله (اعرف اعرف نحن هنا فى الخارج و عشاؤك فى الداخل ، لكنك انت
من اصريت على حاجتك الى الخروج منذ لحظه)
لكن ، هى من تبعت هارفى الى الخارج حامله مصباحاّ كهربائياّ لكى تتأكد من انه لن يختفى فى الظلمه
ادركت متأخره ان تصرفها هذا يبدو سخيفاّ ، فليس هناك مكان يمكن الخروج منه، فالحديقه
المحيطه بالكوخ الصغيره الذى استأجرته مسيجه بشكل محكم .
عصفت الريح حامله معها رائحه الدخان فى الهواء ، مذكره بيث انها اشعلت النار
فى غرفه الجلوس منذ لحظات ، و أنها لم تضع الحاجز امام الموقد بل تركته ملقى على احد
جانبى الموقد الادورازي
فى تلك انطلقت مذعوره لتدورحول الكوخ ، علها تجد نافذهغير موصده ،رغم انها تشك فى ذالك
. وصلت بيث الى هذا المكان منذ نص ساعه ، بعد رحله شاقه لا تتمناها حتى لأسوء اعائها ،
لكنها سرعانما شعرت بارتياح لتمكنها من ايجاد المبنى المنعزل فى الظلام .
بعد اكتشاف مكان مفتاح الباب الامامى الذى كان مخبأ تحت اناء للزرع كما اخبرها الوكيل ،حملت
امتعته الى الداخل ،متوقفه فقط لتضع الاطعمه القابله للفساد فى الثلاجه قبل ان تخلع ملابسها
و تأخذ حماما منعشا
ما انتخلصت من اثار الرحله ،لم تستطيع تحمل فكره ارتداء ملابس ثانيه ،لذا ارتدت البيجامهقبل ان تفتح زجاجه من العصيرر و تشعل النار،وضعت سله هارفى الضخمهفى زاويه مناسبه
وفتحت علبه الطعام المفضله من المطبخّ فى مطبخ الكوخ الصغير . كانت على وشك اطعامه حين اوضح انه بحاجه الى
الخروج لقضاء حاجته
( اه)
اطلقت انينا عندما انزلقت على بقعه موحله من الارض فوقعت على مؤخرتها فىمحيط لزج ذى رائحه مقرفه تماماّ
تحركت مقلتا عينيها وارتج جسدها بقوه . و فاجأتها رغبه ملحه فى البكاء ، لكنها بدلاّ من هذا استعادت المصباح
الكهربائى الذى وقع من يدها ووقفت بجهد.
يبدو ان هارفى نسا امر الشاء تماماّ وخل فى هذه اللعبه الجديده ، فراح يقفز جانبها مبتهجاّ
الحمد لله مازال المصباح يعمل ، مع ان بيث ليست بحاجه لى الضوء لتتأكد ان ثعلباّ او غرير تسلل خلسه
الى الحديقه فى الليل ، فالرائحه فالرائحه على البيجامه و خفها المغطى بالغزب اعلمتها بذلك
مشت حول المبنى الى الباب الامامى من جديد ، ووقفت للحظه .
سرت ارتجافه فى جسدها ، فالليله هى احدى ليالى ايار الباردة
عليها ان تكسر الزجاج النافذه و تتسلق بطريقه ما حدقت بيث الى المصابيح القديمه المحيطه بنوافذ غرفه الجلوس
و تذكرت انها حين توقفت هنا سابقاّ اعجبت بمظهر النوافذ المزوده بأعمده حجريه تعلوها مصابيح
فكرت عندها ان هذا الطراز من النوافز ذو قيمه كبيره ، فالكوخ صغير و لونه بنى . انه شبيه بصندوق
من الشوكالاته ذو سقف من القش . تحيط به دعامات خشبيه فى كل مكان . و هو يتمتع بكل السحر الذى
يتوقعه اى شخص ، اذا اخذنا بعين الاعتبار ان بناء يعود الى بضعه قرون سابقه لكن السحر لا يساعدها الان
فى هذى اللحظه .
بدأت معده هارفى تقرقر فخسر اللعبه اغرائه . بدأ هارففى بالنباح فحاولت اسكاته بطقطقه من اصابعها
( حسناّ حسناّ )
إذا حطمت اى من النوافذ القديمه الجميله ، ستلحق بها مقداراّ كبيراّ من الضرر ، لكن لا يمكنها التفكير بأى
طريقه اخرى . بقدر ما يمكنها التذكر ، لم تمر بأى مكان مأهول لبضعه اميال بعد انعطفت الى الطريق
الفرعيه الذى يؤدى اخيراّ الى الكوخ . بالأضافه الى ذالك ، هى ترتدى لباث النوم ، ولا يمكنها القيام برحله
فى ريف شروشير .
اضضائت بالمصباح على النافذه ، و حاولت ان تضعه الى الزجاج .
فكرت ان النوافذ محصنه بأعمده ، كما ان المصابيح المغطاه بأطار الرصاصى مدعمه بقضبان فولاذيه من الخلف
لذا فهى غير متأكده انها تستطيع الدخول اذا نجحت فعلاّ فى كسر الزجاج . بالطبع تستطيع سحق احدى نوافذ السياره
و فى الصباح سوف تواجه المشكله نفسها ، فمفاتيح سيارتها وكل اغراضها موجوده بالكوخ
( اه هارفى )
عاوتد الرغبه فى البكاء من جديد هذا ما كان ينقصها ألا يكفيها ما حدث مؤخراّ ان ذالك كثير جداّ بالنسبه لها
.... لماذ تواجه العوائق فىكل مره ،حين تحاول استعاده نشاطها واخراج نفسها من هذا المزاج السئ
هذا ليس عدلاّ تهاوت بيث فجأه على عتبه الباب ووضعت ذراعها حول الرقبه ذات الوبر الخشن
و الدموع تسيل على وجنتها . بعد لحظات لاحظت ضوء سياره تتحرك فوق منحدر التل .