الفصل الأول
اختيار الدرب 2
- أخيرا اعترفتِ بغبائكِ .
فغضبت كلوي غضباً جماً من مقاطعة جوليا لها – لأنها تكره ذلك – و من سخرية جوليا لها أكثر . بعدها خرجت
جوليا من الحمام غير مبالية بكلوي أبداً ، لكن هل تعرفون ماذا تركت جوليا لكلوي ، لم تترك لها سخرية فقط أو عدم
مبالاة قد تكون عند البعض مستفزة ، بل تركت قدراً كبيراً جداً من الحقد ، و الغضب ، و التوعّد بالانتقام مهما كلف الأمر .
و هذا بالضبط ما فكرت فيه كلوي بعد " الانتقام " ، لكن .. بصراحة أظن أن كلوي لم ترحب بجوليا ترحيباً جيداً ، و لكن
المستقبل قادم و الأيام تمر ، عندها سيكشف الستار – كما يقولون .
و بعد أن خرجت جوليا من الحمام ببضع دقائق و اختفت عن ناظري كلوي التي خرجت هي الأخرى لترى جوليا أين ذهبت ، بدأت
كلوي تمشي في الممر الأيمن ، حتى رأت عيناها جوليا تمشي كالجميع في الممر تحمل كتبها - بعد أن وضعت حقيبتها في
الخزانة الخاصة بها – فقدمت من خلفها و على حين غرّة ، دون أن تشعر جوليا ، دفعت كلوي جوليا بيدها اليمنى ، فسقطت
في أحضان ذاك الشاب الذي امسك بها بحركة لا إرادية ، وضمها إلى حضنه ، بينما كانت جوليا تحاول استيعاب الذي
حدث و وجهها الملتصق بصدر ذاك الذي لم يكن سوى ويليام دينلسون ، كان الجميع و اعني الجميع ما عدا المعلمون
ينظر إليها و إلى ويليام . هكذا استمرا على هذه الوضعية تقريباً 27 ثانية ، حتى شعرت جوليا بنفسها و استوعبت
أين هي ، وقفت باعتدال ثم رفعت رأسها فلم ترى عيناها سوى وجه ويليام الوسيم و الهادئ ، الذي لم يلبث بعد نظر
جوليا إليه إلا و رفع يده اليسرى و وضعها بجانب خصلات شعرها الأمامية و بدأ يبدعها ببطء قائلاً مع ابتسامة غير واضحة:
- هل أنتي بخير ؟
عندها عادت جوليا إلى ارض الواقع من شرودها ، عندما شعرت بيد ويليام تحرك خصلات شعرها ليرى
عينها ، فأزاحت جوليا وجهها بسرعة للجهة اليمنى مع خطوتان أرجعتاها للخلف.
لكن ردة فعل جوليا هذه صدمة ويليام بعض الشيء ، لكن لم ينتهي الأمر هنا ، و لن ينتهي هنا ، لان جوليا شعرت
يتلك الأعين التي كانت تراقبها ، حتى نظرت هي فرات كل الطلاب الموجودين ينظرون إليها ، فاستدارت بسرعة و
ذهبت تجري واضعةً كفها الأيسر على عينها اليسرى تغطيها تماماً ، حتى مرت بجانب كلوي - التي كانت تبتسم بمكر
و سعادة طوال الوقت - ، فقالت لها كلوي :
- استمتعي بلحظات الحرج .
لكن جوليا لم تبدي أي ردة فعل اتجاه كلوي ، بل تابعت ركضها إلى ساحة المدرسة و أخذت لنفسها زاوية لا يأتيها
احد لتبكي وحدها ، بقهر ، وحزن ، و الم ، و خيبة أمل ، حتى رفعت رأسها للمساء باكية تقول :
- سأنتقم منك جيمس ، سترى ، سأنتقم منك .
و داخل مبنى المدرسة الثانوية تقدمت كلوي و قالت بصوت مرتفع بعض الشيء :
- حسناً ، حسناً ، ليس هناك ما تنظرون إليه ، هيا ، هيا ، اذهبوا .
فتفرق الجميع ، و عاد كل شخص إلى مكانه السابق ، و إلى كل ما كان يفعله ، حيث ظل ويليام
كالتمثال إن لم يشبهه احد بأنه متجمد ، و هو ينظر على كتفيه ، محاولاً استيعاب ما حصل ، و محاولاً تفسير
ذلك الشعور الغريب الذي شعر بِه . حتى تقدمت كلوي و قالت بكل تملق :
- ويليام ، هل أنت بخير ؟ هل فعلت تلك الحمقاء شيئاً بك ؟
و عندما كادت أن تضع يدها على كتفه
- ابتعدي
قال ويليام تلك الكلمة بكل جفاء ، مما جعل كلوي تبعد يدها باستغراب و شك . و لكنها لم تصمت أيضا بل قالت بتساؤل :
- لماذا ؟
- لا تلمسيني . قال ويليام بهدوء يدل على بعض الانزعاج
ثم وضع يديه في جيبا بنطاله الجانيين . و قال :
- لا تقتربِ مني ، لا تكلميني ، و ابتعدي عني .
و قبل أن تنطق كلوي بأي شيء ذهب ويليام و ماركوس معه ، تاركاً كلوي بخيبة أمل و غضب كبيرين ، مع حقد يتوعد بالانتقام .
و بينما ماركوس و ويليام يمشيان متجهان إلى ساحة المدرسة ، قال ويليام :
- هل شعرت بهذا الشعور من قبل ؟
تعجب ماركوس من سؤال ويليام الذي لم يفهمه، فنظر إليه نظرات التساؤل ، ثم قال هو الأخر :
- ماذا تعني ؟
- لا اعرف ، عندما سقطت تلك الجوليا علي ، شعرت بشيء غريب ، لم اشعر به من قبل ، و لم استطع تفسيره حتى ! . قال ويليام
فتوقف ماركوس بينما تقدم ويليام عليه ببضع خطوات ، إلى أن لاحظ أن ماركوس لا يمشي معه . فتوقف و نظر
إلى ماركوس الذي فتح فمه تعجباً . فأردف ويليام قائلاً :
- ما الأمر ؟
فاقفل ماركوس فمه ، و تقدم إلى أن وصل بجانب ويليام المتعجب من تصرفه . ثم قال :
- لا شيء ، هيا لنتابع .
فتابعا سيرهما معاً ، بينما كان ويليام يتكلم مع ماركوس . قال ماركوس في نفسه
- لنصمت قليلاً .
ثم أعاد تركيزه إلى كلام ويليام الذي لم يتوقف عن الكلام بسرعة على غير العادة .
أما جوليا فكانت لوحدها تبكي حتى وصل صوت جرس بداية الحصة إلى مسامعها، حتى قالت :
- يا الهي ، أعدك جيمس
______________________________________________
الاسئلة
1- تقيمكم من 10
2- هل اتابع ؟
3- لماذا يريد ماركوس الصمت ؟
4- لماذا قال ويليام لكلوي ابتعدي هكذا ؟
5- ماذا فعل جيمس بجوليا ؟
و شكراً حقاً على الردين هادول مع انهم ردين بس
لكنهم شجعوني
في حفظ الرحمن