اهلاً وسهلاً
جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي الكوفي الطوسي أبو موسى أو أبو عبد الله، يعرف بالصوفي؛ لأنّه كان زاهدًا ومتصوفًا، وكان مشهورًا ومعروفًا في العالم اللاتيني المثقف خلال العصور الوسطى وكانوا يطلقوا عليه اسم جابر، و لم يستطيع معظم المؤرخين والعلماء معرفة أصله ومكان ميلاده، فمنهم من قال أنّه مواليد الكوفة، ومنهم من قال أنّه من الفرات، ومنهم من يقول أنّ أصله من مدينة حران.
لقب بالعديد من الألقاب منها أبو الكيمياء، والأستاذ الكبير، شيخ الكيميائيين المسلمين، ملك الهند، القديس السامي التصوف، تلقّى من خلال علومه العديد من العلوم الشرعية واللغوية والكيميائية، وذلك من خلال حضوره لحلقات الإمام جعفر الصادق، ومن الذي ذكر عن حيان بأنّه تلقّى العلم على يد جعفر الصادق نفسه وكان في علم الكيمياء، وأيضًا تتلمذ على يد الحميري، أمّا عمّا يذكره التاريخ نحو تلقيه العلم فقد ذكرنا أستاذه الفاضل الإمام الصادق، وأيضًا كان يتلقى معظم علمه من مؤلفات ومصنفات خالد بن يزيد بن معاوية، فهو نبغ في الكيمياء من خلال هذه المؤلفات التي وضعت له الأسس لبداية الكيمياء الحديثة.
في زمن الوزير جعفر البرمكي أيام الخليفة العباسي هارون الرشيد مارس حيان الطب وكان تحت رعاية البرمكي، وبعد نكبة البرامكة سجن في الكوفة ومات في سجنه، أمّا عن إسهاماته العلمية والعملية فسوف نتحدث عنها بإيجاز، فقد درس جابر بن حيان مركبات الزنبق وعمل على أبحاث عن التكلس، ومن إنجازاته المهمة هي إرجاع المعادن لأصلها بالأوكسيجين.
أمّا عن تميزه في الكيمياء فقد أثبت أنّ عنصران الزنبق والكبريت هما عنصران مستقلان عن العناصر الأربعة التي قامت عليها فكرة الكيمياء اليونانية القديمة، وأيضًا فقد وصف التقطير والتسامي والتبخر والتكلس والتبلور، وكان هذا كلّه من خلال التجربة العلمية والتجارب العملية، وأيضًا كان يحدد الكميات والشروط للعمل، وأيضًا من الجدير بالذكر بأنّ جابر بن حيان قام بتحضير العديد من المركبات منها:
- كبريتيد الزئبق.
- أكسيد الزرنيخ.
- كبريتيد الحديد الكبريتيك.
- ملح البارود.
- الصودا الكاوية (أول من أكتشفها).
أيضًا فقد تحدث عن مسألة النسب والكميات في التجارب، وأثبت بعدها بما يسمى قانون (النسب الثابتة) الذي يدرس في وقتنا الحاضر، وأيضًا قد قسّم المواد الموجودة في عصره لمواد فلزية (كالحديد والنحاس)، ومواد لافلزية مثل: (المواد الروحية كالنشادر _ الكافور) وهي المواد القابلة للطرق، وهو يعتبر من أول من حضر ماء الذهب، وأيضًا هو من عمل عملية فصل الذهب عن الفضة عن طريق الأحماض (هذه الطريقة هي المنتشرة في وقتنا)، واخترع جهاز تقطير حديث ويعرف حتّى الآن وموجود لوقتنا هذا، وحسّن الزجاج عن طريق مزجه بثاني أكسيد المنجنيز.
له العديد من المؤلفات والكتب الثمينة، وكان 22 كتابًا منها في الكيمياء، ومن كتبه:
- كتاب الزنبق.
- كتاب الخواص.
- كتاب الحدود.
- كتاب السموم.
- كتاب الشمس الأكبر.
- كتاب الأرض.
- كتاب القمر الأكبر.
- كتاب إخراج ما في القوة إلى الفعل.
- كتاب كشف الأسرار.