موضوع: أخوك من إذا نسيت ذكرك وإذا ذكرت أعانك 22/4/2015, 10:21 pm
وضع الحَبيب صلى الله عليه وسلم
المنهاج للأخوة فى الله فقال في شأنها صلوات ربي وتسليماته عليه {أخوك من إذا نسيت ذكرك وإذا ذكرت أعانك }[1] وهو بذلك يشرح كتاب الله فإن الله عندما بين للأمة كلها من بدء البدء إلى نهاية النهايات سبب خطيئة آدم التي بها أُخرج من الجنة ، فإنه أُخرج من الجنة بذنب واحد فكيف يطمع غيره ونطمع نحن أن ندخلها على الرغم من أننا نرتكب قناطير من الذنوب في كل يوم . والذنب الذي ارتكبه تاب عليه الله وقبل منه توبته ونحن ربما نسهو عن الذنوب ولا نتوب منها بل ربما بعضنا يري أن ذنوبه حسنات ويفتخر بها ويتباهى بفعلها بين خلق الله ، فذكر الله خطيئة آدم وذكر سببها وبين علة فعلها حتى لا نقع فيها فقال عز شأنه عن آدم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} طه115 ما هو سبب الذنب؟ النسيان وفتور العزيمة، فجاء الحَبيب صلى الله عليه وسلم وهو الطبيب الأعظم والمعلم الأكرم بالروشتة التي تعالج هذه الأدواء فقال {أخوك من إذا نسيت - وهذا علاج النسيان : {فَنَسِيَ} - من إذا نسيت ذكرك – وعلاج وخور العزيمة وضعف العزيمة – وإذا ذكرت أعانك} إذاً فعلاج هذه الأدواء هو الأخ الصالح الناصح الذي يقول فيه الإمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم عدتك عند البلاء وعونك عند الرخاء" ، عند البلاء تجدهم معك يشدون عضدك وأزرك حتى لا تقع في سخط الله بل تتجمل بما يحبه الله ويرضاه وعند الرخاء يطلبون منك ألا تقف عند النعمة وتنسى المنعم فـ{كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى{6} أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى{7} العلق بل يطلبون منك كلما توافرت النعم أن تزيد من شكر المنعم حتى تدخل في قول الله {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} إبراهيم7 إذاً لا بد من المجالسة والمجالسة كما ورد فى الأثر {يسأل المرء عن صحبة ساعة} يعني بذلك أنك لو صحبت رجلاً في الله ولله لمدة ساعة فإنك تسأل عن هذه الصحبة يوم القيامة ، إذا مرض ولم تعده ، وإذا غاب عنك ولم تزره ولم تتفقده ، وإذا احتاج ولم تعنه ، وإذا كان مسرورا ولم تشاركه ، وإذا كان مهموماً مغموماً ولم تخفف عنه ، كل هذه مسئوليات أوجبها عليك الله ، وحقوق سنّها لنا حبيب الله ، ومصطفاه لأنها حقوق الإخوان والإخوة في الله جل في علاه . لا بد من المجالسة ، والمجالسة تحتاج إلى التزاور _ والمتزاورون فيّ – لا بد أن نزر بعضنا بعضاً والزيارة وما أدراك ما الزيارة ، قل فاعلها في هذا الزمان وظن الناس أنهم استغنوا بمالهم وبمناصبهم وبجيوبهم وبأولادهم عن الإخوان في الله وهذا لا يكون أبداً يكفي لمن يزور في الله قول حَبيب الله ومُصطفاه فى الحديث المشهور الذى معناه وقد ورد بطرق عديدة وروايات متعددة {زر في الله فإن من زار أخاً في الله شيعّه سبعون ألف ملك يقولون له طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة} سبعون ألف ملك يحفون بالعبد إن ذهب لزيارة أخ له في الله ، من مثلهم؟ لا يوجد حتى في زعماء الوجود من يمشي في ركابه سبعون ألف من هؤلاء الجنود الذين عينهم الواحد المعبود وطاقاتهم وقدراتهم بغير حدود فإن واحداً منهم حمل على ريشة واحدة من جناحه وله سبعون ألف جناح ، مدائن لوط كلها وهي سبع مدائن بما عليها من رجالها ونسائها وبيوتها وحيواناتها إلى السماء السابعة وقلبها في الأرض وصارت بحراً ميتاً إلى يومنا هذا ، وهو جندي واحد من هؤلاء الجنود{زر في الله فإن من زار أخاً في الله شيعه سبعون ألف ملك يقولون له طبت وطاب ممشاك وطابت لك الجنة} ألا تريد أن تقال لك هذه الكلمات في كل يوم أو في كل اسبوع على الأقل مرة ، ولا يجب أن يترك المؤمن هذا العمل لأن معه هذا الأمل ، يريد أن يسمع دعوات ملائكة الله الذين استجاب لهم الله ويستجيب لهم عندما يدعون للرحماء من خلق الله