بآآآك إن من رحمة الله تبارك وتعالى بخلقه, أن أنعم عليهم النعم وأسبغها, فنعمه لا تُعد ولا تحصى وإن من هذه النعم نعمة اللسان الذي يكون به النطق والبيان, وبه يذكر الإنسان ربه الكريم الرحمن سبحانه, فذكر الله تبارك وتعالى به تحيا القلوب وتطمئن قال الله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِاللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد: 28]. وسوف نذكر عملاً من أعمال اللسان, فنقول من أعمال اللسان ذكر الله تبارك وتعالى بالتسبيح, والتسبيح هو كما قال العلامة المفسر الشنقيطي رحمه الله في تفسيره: "التسبيح هو تنزيه الله عن كل ما لا يليق بكماله وجلاله، وأصله في اللغة الإبعاد عن السوء، من قولهم: {سَبَّحَ}, إذا صار بعيدا، ومنه قيل للفرس: سابح، لأنه إذا جرى يبعد بسرعة، ومن ذلك قول عنترة في معلقته: إذ لا أزال على رحالة سابح *** نهر تعاوره الكماة مكلم وقول عباس بن مرداس السلمي: لا يغرسون فسيل النخل حولهم *** ولا تخاور في مشتاهم البقر إلا سوابح كالعقبان مقربة *** في دارة حولها الأخطار والفكر"
أولاً: التسبيح من أحب الكلام إلى الله تبارك وتعالى. فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟)), قلت يا رسول الله أخبرني بأحب الكلام إلى الله, فقال: ((إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده)) وإنما كان التسبيح من أحب الكلام إلى الله تبارك وتعالى لأنه يدل على التنزيه الكامل والتعظيم البالغ لله جل وعلى ثانياً: التسبيح يحط الخطايا وإن كثرت: فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر))وعنه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب, وكتبت له مائة حسنة, ومحيت عنه مائة سيئة, وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي, ولم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك, ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر). ثالثاً: التسبيح من أفضل ما يأتي به العبد يوم القيامة: فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق, وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟)), قالوا: بلى, قال: ((ذكر الله تعالى)), فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله", وذلك لأنه تنزية وتمجيد لله تبارك وتعالى, فهو تنزيه لله عن النقائص. رابعاً: أن المسبح تغرس له بكل تسبيحة نخلة في الجنة. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة)) خامساً: التسبيح وسيلة لكسب الحسنات: عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة)), وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)) سادساً: التسبيح ثقيل في الميزان يوم القيامة: عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده)), فعليك أخي أن تكثر منه حتى يأتي يوم القيامة وصحيفة عملك ملآ به, فيصبح الميزان ثقيلاً, فهذه بعض الفضائل للتسبيح ويكفي في فضله أنه تنزيه لله تبارك وتعالى, وأنه ذكر لله تبارك وتعالى, ويكفي في فضل الذكر أن الله تبارك وتعالى يذكر الذي يذكره في ملأ خير من الملأ الذي ذكره العبد فيها, وينال معية الله تبارك وتعالى كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)).
برب مَع ىخر فقرة للجَميلَهةة آلآآء
.. |