تعسف الأبناء مع الآباء أو معاملتهم بشكل سيئ هو أمر شائع ولكن يقل الإعلان عنه ولم يتم بحثه بدرجة كافية. فكثيرًا ما يتعرض الوالدان لمستويات من العدوان الطفولي، والذي عادةً ما يأخذ شكل الإساءة اللفظية أو البدنية، ويتجاوز النوبات العدوانية الطفولية الطبيعية. ويشعر الآباء بنوع من الخزي والإذلال بسبب هذه المشكلة، لذلك فنادرًا ما يطلبون المساعدة التي عادةً ما يقل تواجدها أو لا تتوفر على أي حال.
ذكر الله سبحانه وتعالى الوالدين وأوصى بالبر بهما وعدم نهرهم, بل حرم حتى قول أف لهما وأوصى بحسن معاملتهم, وخفض جناح الرحمة لهما, ومثل هذه الوصايا الربانية كثيرة في القرآن الكريم, فضلا عن الأحاديث النبوية الغزيرة في هذا الشأن التي تحث الأبناء على حسن التعامل مع الوالدين وخاصة في كبرهما . .لكن مع الأسف الشديد أصبحنا نسمع ونرى أباء و أمهات يبكون وتنفطر قلوبهم من غلظة ومن سوء معاملة الأبناء لوالديهما فهم لا يتأففون منهم بكلمة أف فقط التي نهى الله على التفوه بها في وجه الآباء ,بل أصبح هؤلاء يتعرضون من طرفهم للسب و الشتم و الضرب والجرح والقتل أيضا, . وبحكم مهنتي كمحامية أعاين عدد القضايا المعروضة على المحاكم في القضايا الحنحية أو الجنائية يكون الآباء ضحايا أبنائهم أو بناتهم , ناهيك عن جحودهم ونكران تضحياتهم من أجل أن يكون لهم موطئ قدم في هذه الأرض, تصوروا معي أن بعض الأبناء عندما يصلون إلى مراكز مهمة في المجتمع يتنكرون ويتعالون عن رؤية والديهم الذين بفضل كدهم وجدهم وصلوا لتلك المراتب المرموقة , وأيضا هناك الكثير من الأبناء تخلوا عن والديهم وهم في أمس الحاجة إليهم ورموا بهم لدور العجزة أو تركوهم لوحدهم يعانون الظروف المزرية مع شدة الأمراض التي تلحق بأغلبهم مع تقدمهم في السن وعدم قيام الدولة بالتكفل بهم والقيام بعلاجهم ,وكثيرا ما نصادف بعضهم يسكن في الشوارع ويحترف التسول وقلما يجدون بعض القلوب الرحيمة التي ترأف لحالهم في غياب و اللامبالاة الأبناء الذين طغت عليهم الأنانية وحب الذات وحب أبنائهم و أزواجهم ونسوا أبائهم , الحقيقة أن المقام لا يسع ولا يسمح لسرد حكايات مؤلمة عن الآباء ضحية قسوة و عقوق الأبناء الذين نسوا أو تناسوا ما قال الله والرسول في الإحسان بالوالدين. وأتمنى أن يكون هذا الموقع المبارك منبرا لكل منا حتى نساهم جميعا لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة في بلدنا المسلم, الذي من المفروض أن لا يعرف مثل هذه التصرفات القاسية ضد الآباء, ومن أجل الوالدين وقيمتهم في ديننا الحنيف أريد أن اسرد ما يلي على أن أعود للموضوع بتفصيل أكثر في الأيام المقبلة إنشاء الله, عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال "الصلاة في وقتها" قلت ثم ماذا ؟ قال " بر الوالدين" قلت ثم ماذا ؟ قال "الجهاد في سبيل الله". وقد أقبل رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد و أبتغي الأجر من الله تعالى فأجابه ا لرسول الكريم "فهل لازال من والديك أحد حي؟" قال نعم كلاهما فأجابه و تبتغي الأجر من الله، قال نعم، قال "فارجع إلى والديك وأحسن صحبتهما" و في نفس الموضوع أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه، قال "هل بقي من والديك أحد؟" قال أمي قال " اجتهد في برها فإذا فعلت ذلك فأنت حاج، ومعتمر ومجاهد" و في نفس السياق قال سائل لرسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله، فأجابه الرسول عليه الصلاة والسلام "أمك حية" قال نعم فرد عليه الرسول صلوات الله عليه "ألزم رجليها فثم الجنة". و عن أحمد بسند صحيح "من سره أن يمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبر والديه «. وقيل أيضا لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر و قيل "عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، وبروا آباؤكم تبركم أبناؤكم. وسأل أحد الرجال رسول الله عليه السلام من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال أمك ثم من؟ قال أمك, ثم من؟ قال أمك ثم من ?,قال أبوك" و عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت أمي كانت مشركة في عهد رسول الله فاستفتيته هل أصلها فأوصاها "نعم صلي أمك" وفي رواية عن الطبراني قال طاعة الله في طاعة الوالدين و رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما. وفي نفس الإطار أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال له إني أذنبت ذنبا عظيما فهل لي من توبة؟ قال "هل لك أم؟" قال لا "فهل لك من خالة" قال نعم قال "فبرها" وروي عن أبو داود وابن ماجة أنه عن سِِؤال يارسول الله هل بقي من بر أبر به والدي بعد موتهما؟ قال الدعاء لهما والاستغفار لهما , وبر أصدقائهم ,وإنفاد عهدهما, وأخيرا أسأل الله تعالى كل من أساء الأدب والتعامل مع وا لديه أو أحدهما أن يسرع للمطالبة بالصفح والعفو عنه حتى ينال رضاهما ,أقول لكل من أبكي زألمم والديه أن يرتمي ياكيا تحت رجليهما ويطلب من الله المغفرة , أسال الله أن لا يقضي الله نحب أحد آبائنا او كلاهما أوهما معا وهما غير راضين عنا, اللهم لا تجعلنا من العصاة وغلاظ الطباع والقاسية قلوبهم , اللهم إ جعل الرحمة في قلوبنا واجعلنا رحماء فيما بيننا. وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
المراهق هو شاب صغير يتراوح عمره بين 12 و24 عامًا وهذه الفئة العمرية هي مرحلة النمو بين الطفولة والبلوغ. وهذا لا يعني أن العمر الذي يتراوح بين 12 و24 عامًا هو العمر الوحيد للمسيئين؛ فقد يكونون أقل من 10 سنوات، ففي الواقع، تقل أعمار 11% من المسيئين عن 10 سنوات المناقشات الخارجة عن السيطرة؛ الميول السلوكية العدوانية؛ الإحباط أو عدم القدرة على التعامل مع المشكلات؛ عدم تعلم كيفية التعامل مع (أو التحكم في) مشاعر الغضب؛ قد تؤدي مشاهدة أنواع أخرى من الإساءة في المنزل إلى سلوكيات مماثلة؛ عدم احترام الآباء - ضعف الإحساس؛ عدم وجود عقاب على السلوك السيئ؛ الخوف; المخدرات والكحوليات؛ ثقافة العصابات؛ عدم وجود قدوة مناسبة؛ عدم القدرة على التعامل بشكل صحيح مع أحد الوالدين (أو كليهما) من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المريض عقليًا؛ الانتقام أو العقاب على شيء فعله الوالدان أو لم يفعلاه؛ المرض العقلي. ربما يكون الإرشاد هو الحل الأفضل للتصدي لإساءة المراهقين لآبائهم وهو طريق تحويل السلوك العدواني للمراهقين والفتيان والشباب خلال المراحل الأولى والمساعدة في منع أي شكل من أشكال الإساءة للآباء. ويجب عدم الخلط بين الإرشاد والعنف ضد الأطفال أو إهمال الأطفال.
|