ها أنا على شرفة سجن الدموع مطلة على خداي منتظرتاً اليوم المثالي لإطلاق سراح تلك الدموع التي تتكاثر وتزداد يوماً بعد يوم بتخيلي فقداني لصديقاتي عدة سنوات اللاتي خضت معهن تجربة سنة واحدة، أنا على الشرفة واقفتاً مع الدموع على الأجفان حتى نتساقط ونتطاير حزناً على ألم الفراق...
يوماً بعد يوم يُفتح لي باب فراقي لأحبتي لتقف خلفه عطلةً سنويةً ترحب بي وبكل الطلاب بكل فرحة وسرور وأنا أقف أمامها دون أن أنبس بحرف متفاجئتاً كيف كل هذه السنة أو الاثني عشرة شهراً أو العديد من الأيام سيذهبون خلف ظهري سداً وينقشوا في ذاكرتي نقشاً لا يزيله أحد ... اليوم وقبل هذا اليوم أعد نفسي لاختبارات هذا الفصل النهائية بشكل عقلي ولكن.. السؤال المهم هل أعددت نفسي لهذه الاختبارات بشكل نفسي؟ هل أعددت نفسي لأتحمل وكزٍ في القلب على صديقاتي اللاتي أعنني في كل شيءٍ من المدرسة؟... درست ما يتوجب علي من الدراسة وحفظت ما توجب علي من الحفظ وقرئت ما توجب علي من القراءة وفهمت ما توجب علي من الفهم، وحفظت ما أنزل الله على خاتم الأنبياء من القرءان ليكون عوناً لي في حفظ دروسي للامتحانات النهائية ويكون عوناً لي وشفيعاً يوم القيامة... دائماً ما أحاول التأمل بالخير وأحاول تخيل كيف لي أن أصنع عند رؤيتي لصديقاتي بشكل غريب ومفاجئ أثناء العطلة لأبقيهن منقوشات في عقلي الصغير...