نولدُ ونحن مغمضي الاعين ، بعضنا يفتحها والبعض الآخر يبقى مغمضاً لها لما تبقى من حياته...
في العام 1784....
-لا اعلمً عن الامرِ شيئأ -دماء...دماء...دماء ٌ في كل مكان -انها الساحرة لا شك في ذلك -شياطين ، اقول لك ان المكان مسكون
هكذا هُزت البلدةُ هزّاً بعد ان كانت هادئة جدا ولم تكن حكاية المنزل والمفاتيح سوى اشاعات لا اساس لها من الصحة وبعد ان كانت تلقب هذه البلدة بـ"كارثميش السلا" اصبح اسمها متعارافاً بين الناس بـ"كارثميش مدينة الاشباح" ولكن قبل كل شيء يا قارءنا العزيز اتعلمُ ماذا حدث هنا؟ بالتأكيد لا ... حسناً قبل ان نخوض اكثر في غمارِ هذه القصة يجبُ ان نعرفَ المزيد عن المنزل هذا وخكايةِ المفاتيح...
كانت كارثميشبلدة يشقها نهر مليء بمختلف انواع الاسماك والكنوز الثمينة التي يشدها مجرى النهر المتصل ببحر الموتى والذي اكتسب اسمه نتيجة حوادث تحطم السفن الاليمة التي تحصل هناك ولمنع التفاوت الشديد في الطبقات في هذه البلدة الزراعية قام العمدة بجمع كل الكنوز التي يحملها هذا النهر معه وإعطائها للمحتاجين او الذين يرى انهم يستحقون منه هدية ثمينة
وبما ان السكن استمتعوا وعاشوا في هناء فقد كان هناك بالمقابل الكثير من الغط بشأن من يا ترى..؟ . . . زوجة العمدة!! اجل زوجة ذلك الرجل الطيب ، اتُهِمت كثيراً بالسر والشعوذة وانها استخدمت السحر لاقناع العمدة بالزواج بها وكل هذا بدا من قدرنها على شفاء مرض الجذام الاسود بادوية "عجيبة" على حد قول الناس في تلك القرية وبدل ان يكونوا ممتنين لظهور هذه الآنسة الطيبة قالوا عنها ما يثير العجب واصبح كل من تعالجهُ بادويتها يحلق شعره و لا يغادر المنزل اسبوعا كاملا حتى تغادره الطاقة الشريرة التي دستها هذه المرأة ، لحسن حظها ان العمدة لم يكن يصدق هذه الاقاويل فقام بالزواج منها وعاش الاثنان في منزل كبير واسع اختارت مكانه المرأة الغامضة ولكن لسبب ما اختارت اكثر موقع يتجنبه سكان هذه البلدة ، وذلك لان عمليات اعدام الساحرات والمجرمين كانت تجرى هنا في السابقد وبالتالي فانه مكان " ملعون "
في البداية رفض العمدة طلبها ولكن بعد ايام من محاولات الاقناع تمكنت المرأة من الحصول على مبتغاها مرت السنوات بسرعة ورزق العمدة بابنين وبنت وخفًّ كلام الناس وصاروا يختلطون بامرأة العمد كأنها مهم وكان كل شيء على ما يرام إلى ان جاءت ليلةُ " مشؤومة " و وجدوا كتاباً ملحقاً به مفتاحين حاوياً على رمز غريب ، ذهب هذا الكتاب الى الكاهن وانتهى الامر باحراقه لانه " يحوي على ارواح شريرة " ومما زاد من ثقة الناس بهذا كونه كُتِب بلغة غريبة لم يرها احد قط... الا ان المفتاحين اللذان يفترضُ بأنهما مدمران ظهرا في غرفةِ العمدة تحديداً على طاولة زوجته ومع وقع هذه الحادثة ورغم حب العمدة الشديد لزوجته اتهمها ولاول مرة بالسحر...
مرت الايام ولم يعد احدهم يثق بهذه المرأة إلا ابناؤها حتى زوجها نفسه لم يعد يثق بها العيون والالسنة كلها كانت تتبع كل خطوة تقوم بها هذه المرأة الغريبة ولم يرتح احدهم حتى غادر العمدة مجبراً ابناءه على ترك والدتهم في ذلك المنزل بدون علمها وفي تلك الليلة وبعد ان اطمأن الجميع الى ان العمدة والاطفال خارج المنزل تم اقتحامُ المكان ....
دخل الناس من كل الاتجاهات ، الاسلحة الحادة تسطكُّ مصدرةً صوتا مزعِجاً ، مشاعل النيران تعلو وجوهاً غاضبة ... خطوة ... خطوة ... خطوة ويقتربً النا اكثر من غرفة تلك المسكينة ، لم تمر لحظات على تحطيمهم الباب حتى وجدوا مفاجأة صدمتهم جميعاً ، سكنت النيران وتغيرت تعابيرُ الوجوه. العمدةُ ملقى ارضاً مشوه الوجهِ ومضرجا بالدماء وزوجته ممدةٌ على السرير منزوعةُ الملامح بلا وجه...
بعد ايامٍ من هذه الحادثة اخذ الابن الاكبر ليربى لدى عمه ، اما الاخ الصغر فهرب مع اخته ولم يُرى احدهما مجدداً.
دفن العمدة زوجته في حديقة منزلهما وبداً الخبرُ يجتاح البلاد المجاورة والقُرى القريبة ولم يبق الكثيرون صامدين في هذه المدينة ، فبعد ثلاث سنوات غادر الجميع واصبحت المدينة خاوية تماماً من البشر...
-من مر هنا سوف يلقى حتفه ، الظلال لا تموت والدماء لا تجف العيون تملؤها الدموع والسكين العمياء قتلت صاحبها
- من قبل مجهول
بعد مدة من الزمن ~ عام 1995:
-جاك تعال والق نظرة على هذا : سوف ينتهي الجميع مثل ما انتهى اورز خطاٌ شنيع اذهم جميعاً
-هل فقدت صوابك اعده الى مكانه -انه مجرد حجر لا تقل لي انك تصدق هذه الترهات -انا لا افعل فقط...انا...المكان، الافضل ان لا نعبث بالاغراض هنا ، تذكَّر نحن هنا لنبحث عن الفريق دلتا المفقو وليس لشيء اخر -اهدأ ، وتعال نستكشف المكان
-كاز،هيا اخرج هذه ليست لعبة كفى مزاحاً -... -كاز ، كاز اجبني
دخل المسكين ليلحق صاحبه ، ومع الاسف لم يخرج اي منهما...
حسناً ليست المرة الاولى التي يحصل فيها شيء كهذا فقد فٌـقِـدَ الكثيرون ، كل من مر بهذه المنطقة وبقي فيها لاكثر من ثلاث دقائق ... بعد سنين من تلك الحادثة الشنيعة اصبح اثرُ القصة يتلاشى شيئاً فشيئاً ، الا ان حوادث الاختفاء اعادت احياء ذكرى هذه القصة....
بعد عدة اعوام بني سور حول هذه البلدة وعاش الناس حولها يكتمون امرها حتى نُسيَ الامر ، عاماً بعد عام لم يتم ذكر اي شيء عن هذه الدينة المشؤومة الى ان حصل شيء ما ~ والسؤال الذي يجب ان يطرح قبل : ما هو هذا الشيء؟ هو : من قام به؟
حسناً يجب ان تنتظروا قليلاً حتى نستأنف حديثنا مجدداً ....
