[postbg=http://subtlepatterns.com/patterns/tweed.png]
مشكورين على الرود يا بنات بس ممكن طلب :7777:
أنا عارفة أني باقي مبتدئة عشان كذا أتمنى أنكم بتوجهوني إذا كان في أسلوبي خطأ لأني أطمح لمستوى لأعلى من كذا:43r43re:
ما بطول عليكم هذا البارت
توقفت أمام المرآه ورمقت مظهري قليلاً أتفحصُه , فتاة يافعة بغاية الوسامة والبراءة !
شعري كستنائيٌ داكن يصل بطولة لأسفل كتفيّ! أقصه كثيراً لكنه يطول بسرعه !
وجهي دائري صغير وما يلفت نظر الناس ألي فيه هو عيني الواسعة ذات اللون الأخضر الفاتح جداً , وجنتي حمراوتين
, وأنفي طويل وصغير !
جبيني الذي عادةً ما أترك خصلات شعري الطويلة تغطية يبدو صغيراً قليلاً !
طويلة بقامتي بعض الشيء فقدماي واسعتان رشيقان لكوني أمارس الرياضة بين الحين والآخر !
دائماً أكون محط أنتباه للآخرين بسبب جمالي وطبيعتي الهادئة الجذابة!
" جويل "
وصل ذاك الصوت لأسماعي من الأسفل فخرجت من الحمام وأنا أتنهد بداخلي من تلك الفعلة التي لا أتوقف عنها وهي النظر كثيراً
في المرآه مع أني لم أكن اضع المكياج أبداً كي أتفحصه
.. آه! أنا أعمل وأعيش في أحد المطاعم التقليدية التي يمتلكها ( جيمس ) وهو رجل بسيط في الثلاثينات من عمره !
دخلت في عجلة وقلت بأسف شديد- أسفه على تأخري !
رد بكل هدوء وبرود كعادته - أبداي عملك بسرعه
فأومأت رأسي - حاضر
يبدأ عملي من الساعة 11:00 صباحاً حتى 4:33 .. ثم وبعد أن نفتح المطعم مجدداً من الساعة 7:11 مساءاً حتى 10:20 !
أقضي الوقت المفتوح لي بشكل مختلف كل يوم !
أستعير في الطابق العلوي من منزل ذاك الرجل المتزوج غرفة صغيرة وأعمل في مطعمة البسيط في الطابق الأول بالإضافة الى
أني أعمل بين الحين والآخر تحت أمرت زوجته !
ليس لدي أقارب , ولا حتى معارف كثر.. وأكثر من أفضل الجلوس برفقته هي جارتي وصديقتي المفضلة " أيميلي "
حياتي مملة باختصار ! .. لا أعرف والديّ ولا أي شيء عنهما تربيت في منزل الأيتام وعندما بلغت الحادية عشر قررت الهرب
والعيش وحدي خوفاً من مستقبلي داخل ذاك الميتم وأنا الآن أتنقل بين الشهر والآخر لمنزل جديد أعمل وأعيش تحت أمرت من فيه
أتممت عملي في المطبخ بسرعه كالعادة وخرجت أساعد السيد في الاستقبال
لا يعمل غيري في هذا المطعم الأ أنا والسيد , وبصراحه العمل شاقٌ كل يوم !
والوقت يمر ببطء شديد .. لكني افضل العمل على أن أبقى متململة في وقتي المفتوح
رمقني وقال - بدلاً من الوقوف هنا .. أنتبهي على الطعام بالداخل
- حاضر
خطوة بسرعه لكني شعرت للحظة بدوار شديد فتوقفت بسرعه أمسك بطرف الطاولة كي لا أقع
وجه نظره لي مجدداً وقال بصوت بدت فيه العجلة واضحة - مابك؟
فأجبته بسرعه وتوتر من نبرته الجادة - لا شيء
الشيء الوحيد الذي كان له وقع غريب على حياتي هو أن هناك مرض غريب بي يجعلني اشعر أكثر الأحيان بصداع مفاجئ ودوار غريب !
ذهبت مرات للمشفى لكن الأطباء كانوا ينهون الأمر بأعطائي دواء مسكن ومهدأ أو يضعون جهاز التغذية بيدي فقط .. أكثرهم يضنني كاذبة
والآخر أن صدقني ينصحني بالذهاب للمستشفيات الخاصة لكني لا أملك المال لذلك!
ذهبت مسبقاً لمشفى خاص وناقشت أحد الأطباء بما عندي وأيضاً أخبرته أني لا أملك المال الكافي ! لقد وافق على علاجي لكنه في النهاية
حبسني لمدة أسبوع يقول أن المرض الذي أصابني جديد ويحتاج لدراسة , اتاني العديد من الأطباء وشعرت بالموضوع يكبر شيئاً بعد شيء
لذا خفت وهربت !
ومن بعدها أنا أستمر فقط على حبوب التهدئة وأجهزة التغذية أن فقدت السيطرة على نفسي .. هذا يحدث كل يومين تقريباً أو ثلاثة أيام أكثر
من مرة وأصبحت أظن أن مرضي مزمن وربما يقتلني بأي لحظة مع ذلك أنا لم أذهب لأحد آخر
عندما أنهيت عملي صعدت لغرفتي مجدداً واستلقيت على فراشي بتعب .. بقيت للحظات بتلك الحالة حتى وقعت عيني بالخطأ
على التقويم الذي اعلقه على حائط غرفتي ولمحت فيه أشارت حمراء على تاريخ اليوم فرفعت جسدي العلوي ودققت النظر
ابتسمت سعيدة ~ آوه .. غداً عيد ميلادي !
لست متأكدة طبعاً لكن الجميع في البيت الأيتام كان يقول لي أنه كذلك !
سحبت حقيبتي وأخرجت هاتفي الجوال والذي كان بالطبع عادياً جداً فرأيت كما توقعت رسالة من إيميلي تسألني فيها عن شيء أريده
هذه السنة محاولة أن لا أكتشف من أسلوبها أن هناك أمر ما .. فهي تريد إبقاء الحفلة التي ستعدها غداً لي مفاجئة كالعادة
" جويل الليلة أنا أخطط للخروج للتسوق فهل تخرجين معي؟ سأدع لك حرية اختيار السوق الذي سنذهب له أن كان يعجبك ما فيه فأنا أثق بذوقك "
رأيت الساعة تشير للعاشرة والنصف فتركت مكاني وأسرعت لأتجهز حتى أخرج برفقتها .. بدلت ثيابي , ورفعت شعري للأعلى بعد أن تركت
بعض الخصلات تنسدل على جبيني وأنزلت غرتي الطويلتين .. التقطت حذائي وخرجت مباشرة
رأيت الجميع يجلس في الصالة الواسعة التي تشرف عليها غرفتي .. أعني عائلة السيد الذي أعمل عنده فألقيت التحية مبتسمة أقول
- طاب مساءكم
ردت زوجته تبادلني تلك الابتسامة - أهلاً جويل .. هل ستخرجين لمكان؟
- سأذهب للتسوق مع إيميلي
- .. هل أخذت ما يكفيك من الراحة؟
- أنا بخير .. أشكرك على اهتمامك سيدتي!
- إذاً كوني حذرة
غادرت بعد أن ودعتهم جميعاً وعبرت مباشرة نحو منزل إيميلي الذي يقابل مطعمنا وطرقت الباب فرحبت بي والدتها ثم
خرجت لي هي بعدها سريعاً وقالت - تأخرت بالفعل
ابتسمت وقلت - أسفة .. انشغلت بأنهاء عملي في المطعم ولم ارى رسالتك
- لا بأس فهذا ما توقعته .. هيا بنا
ذهبنا معاً وتجولنا كثيراً .. كانت تسألني عن الأشياء التي أحببتها في الطريق وتتظاهر بعدها بأن ذلك لا يعجبها أو تتصرف بلؤم فهي تعلم
أني أكون ذكية في تفهم حركاتها الغبية أكثر الأحيان ! ولما دقت الساعة الحادية عشر جلسنا سوياً في أحد المطاعم لنأكل شيئاً يسيراً !
أغلقت سحاب محفظتها البنية وتنهدت بانزعاج تقول - لم أعد امتلك الكثير .. أسقطت رأسها بقوة بسيطة على الطاولة وواصلت بحزن
- كل شيء كان غالياً بذاك السوق وأطررت لأن أنفق ما جمعته خلال الأربعة شهور الماضية على أشياء قليلة
ضحكت بتوتر - أسفة ! كانت لديهم تخفيضات عشرون بالمئة وضننت أن كل شيء سيكون رخيصاً
ردت بصوت عالي نسبياً - كنت أريد أن أدخر القليل لأشتري حقيبة المكياج التي أعجبتني آخر مرة .. يالل الخسارة
استئت على حالها فقلت – لا تحزني إيميلي أعدك بأني سأقاسمك بمرتبي القادم
رفعت رأسها بسرعه وسعادة تقول - حقاً؟!
قلصت في أبتسامتي وقلت بتردد هذه المرة - أ .. أجل !
اقتربت مني أكثر وقالت وكأنها أستغلت الفرصة - حقاً؟ .. حقاً؟
فعدت أقول وقد علمت أنها ستسغل حزني ذاك لصالحها - القليل فقط
توقفت تلك النادلة بجانبي لتنقذني من ذاك الموقف وهتفت مبتسمة برسمية
- أهلا بكم في مطعمنا .. ماذا تطلبون؟
سلمتني قائمة الأطعمة فرمقتها قليلاً وقلت - أريد عجة بيض مع كأس شاي أحمر لو سمحتي .. أشرت على أيميلي وقلت مبتسمة
" أما الحساب سيكون عليها " فشهقت هي بأستياء ثم تنهدت بنفاد حيلة وهي تطأطأ رأسها بكآبة
خرجت وحيدة بعد أن ودعتها بوقت قصير لما تذكرت أن هناك بعض الأشياء طلبني السيد أن أحضرها ووجهتي نحو أحد متاجر الطعام الكبيرة
في الطريق أخرجت من جيبي الجانبي ورقة متوسطة الحجم كَتَبَ لي بها الطلبات وظليت أنظر لها لدقائق كي أتذكر ما طلب
حتى شعرت فجأة بانقباض شديد بصدري فتهاويت أرضاً بسرعه وقلت من بين أنفاسي التي بدأت تتقطع بالتدريج
- مـ .. مجدداً ! ونطقت بصوت اشبه بالهامس متأثرة بذاك الاختناق القوي - سـ .. ساعدوني !
أنتبه لي بعض الناس الموجودين حولي وبدأوا بالالتفاف لي منذهلين .. توقف أحد الفتيان خلفي وأمال رأسه ليرمقني قليلاً بتردد
- المعذرة .. أتراك بخير؟
سعلت بشدة مراراً وأنا أطبق عيني بقوة فنزل لي وجلس على أطراف أصابع قدمه ثم قال بقلق وهو يسند رأسي على ذراعه بسرعه
- يا آنسه ! يا آنسه!
وجه نظرة لمن حوله وصاح بانفعال - هيا أتصلوا بالإسعاف بسرعة
توقف سعالي لحظتها ورمقته بطرف عيني وأنا شبه فاقدة لوعيي وأصدر أنيناً ضعيفاً
حاولت جهدي أن أنطق ولو بالقليل فهتفت بصوت مبحوح لا يكاد يسمع
- أنا .. أختنق !
رأى ذلك دون أن يسمع شيئاً فدنى برأسه لي أكثر وكررت ما قلته مجدداً فأبتعد في توتر
- لا تستطيعين التنفس ! أهو ربو يا ترى؟ مـ .. ماذا أفعل؟.. صاح مجدداً - الأ يوجد بينكم طبيب يا جماعة؟ .. لم يلق أي استجابة فواصل بتوتر أكبر
- أي شخص ! أي شخص يعرف بهذه الأمور يتقدم من فضلكم بسرعه
لم يفده ذلك هذه المرة أيضاً فنهض سريعاً وحملني بين يديه ليجري بي نحو سيارة صغيرة حمراء ويضعني في المقاعد الخلفية أجلس مستندة
على ظهر الكرسي أغلق الباب وهم بأن يفتح النافذة فور أن فتح بابه هو لكنه تراجع فجأة بتحركات سريعة وفتح بابي مجدداً ومد يده ليشعل
المصباح الداخلي ويسحب من المكان الذي يقع أسفل قدمي والذي كان ممتلئ بأكياس وعلب فارغة جهاز تنفس أصطناعي
أخرج من جيبه جهاز التنفس الصناعي وسريعاً قام بتثبيته حول أنفي وشغله بسرعه وهو يقول بصوت مرتجف
- أعمل أرجوك
بدأت أسترجع أنفاسي بالتدريج على ذاك الجهاز الذي وضعه وأستقرت حالتي ففتحت عيني ورمشته قليلاً فأبتسم بأطمئنان , لم ألبث بعدها
كثيراً حتى أستشعرت أجواء المكان المتوترة فأنتابني شعور شديد بالخوف وأطبقت عينيها بقوة باكية بصمت من خلف ذاك الجهاز
وصل صوت شهقاتي المتقطعة كالهمس الخفيف على أسماعه فرمقني بقليل من الحزن على حالي ثم غرس أصابعه داخل خصلات شعره
الناعمة يرفعها عن جبينه وهو يزفر الهواء من رأتيه بقوة - هل نذهب بها للمشفى؟
هتف بصوت هادئ يحمل بعض الحنان وواصل يتصنع أبتسامه هادئة عله يتمكن من تهدئتي وهذا أقصى ما يستطيع فعله بهذه الحالة
- سيكون هذا أفضل لك .. واصلت بكائي الشديد فقال بذات نبرته - أهدأي قليلاً .. سيكون كل شيء بخير
رمشته من بين دموعي فقال محاول أن يهدأ القلق الذي أشعر به بطريقة تقنعني - أنت أحسن حالاً الآن صحيح؟
أومأت رأسي أيجاباً فسألني مجدداً - لا تشعرين بأي ألم؟
عدت أومئ رأسي له فهتف بعد صمت قليل – حسناً .. لما القلق؟
تمكنت هذه المرة من أن أهدأ قليلا فواصل بعد صمت - أخبريني هل تعانين من ربو؟ .. أو شيء كهذا
نفيت ذلك وأنا أومئ رأسي فقال - إذاً ماذا؟
عدت أهز رأسها بأنفعال وكأني أخبره أني لا أعاني من شيء كهذا وأضنه فهم علي فقد قال وهو يطأطأ رأسه - هكذا إذاً
لكنه عاد يتصنع الابتسامة - لا تخافي ..
أومأت رأسي أيجاباً وأنا أبكي خوفاً من الحال الذي سأأؤول اليه ! .. أغلق هو بابي ودخل ليجلس بمقعدة ثم فتح نافذتي بالكامل وهو يقول بداخله بقلق
لا أعلم كيف أنتهى بي الحال هكذا ! .. لكنه ليس الوقت المناسب لأتذمر سأذهب بها للمشفى بسرعه فأنا لا أعلم حتى متى يتوقف ذاك الجهاز المتهالك عن العمل !
وفعلاً بعد وقت قصير .. نقلني للمشفى وبقي هو برفقتي
وبعد ساعتين أمضاها في الأنتظار خارج غرفة الطوارئ والقلق يعتريه خرج له الدكتور أخيراً فنهض له سريعاً وقال
- ماذا حدث يا دكتور؟
أبتسم ذاك الأخير وقال – أنها بخير لكن سيكون عليها أن تبقى في المشفى أكثر لأننا لم نعرف سبب ما حدث لها
وسع عينه هو بأستياء – ماذا!
فقلص في ابتسامته وقال - هل أنت شقيقها؟
رد سريعاً وببعض الانفعال - لا , أنا لا أعرفها اطلاقاً لقد وجدتها منهارة في الطريق وقمت بإنعاشها فقط
تساءل ذاك الدكتور - وهل أنت طبيب أو شيء هكذا؟ ..
رد مستاءاً لسبب ما - أ .. أنا أدرس ذلك الآن ! لكن ما العمل الآن؟
رد بهدوء ولا مبالاة فهمّ مرضها كان أكبر من ذلك بكثير – لا بأس سيتصل الممرضات بأهلها بعد سألها وفور قدومهم يمكنك المغادرة
عبر طريقه مبتعداً فعاد الفتى يجلس على مقاعد الانتظار أمام غرفة الطوارئ المفتوحة وهو يشبك أصابعه بارتباك
خرجت الممرضات وهم يحملون سريرها فنهض هو سريعاً وألقى نظرة خاطفة عليها .. كانت نائمة بهدوء وعلى ملامحها أثار تعب وتألم واضحة !
لم يلبث من رؤيته ذلك حتى تبع ذلك السرير وهو يقول - الى أين ستذهبون بها؟
ردت أحداهن - لأحد الغرف الفارغة
فقال بسرعه - أريد أن أتحدث اليها قليلاً .. الأ يمكنني؟
- للأسف لا يمكنك .. أنها الآن في حاجة للراحة التامة
- لـ .. لكني ..
توقف مستسلماً فقد بدى أن تلك الممرضة لن تغير رأيها تنهد منزعجاً بصوت عاالي نسبياً وهو يغرس يده في خصلات شعره من الأمام ويقول
– أي مصيبة أوقعت نفسك فيها يا دانييل
~~~~
أطفأت الممرضات المصباح و الباب أيضاً خلفهن في غرفتها بعد أن وضعوها مستلقية على سرير أبيض ضانين أن تلك ا لفعلة ستساعدها على
التحسن لكنهم لا يعلمون أنها بقيت في الداخل تصارع تلك الآلآم الشديدة والتي كانت تتطور مع الوقت ببطء لوحدها , كان الأمر مؤلماً جداً لدرجة
أنها اعتقدت أنها النهاية ..!
تساقطت دموعها الحارة كالسيل من عينيها دون توقف .. واستمرت تبكي بصمت من خلف جهاز التنفس الاصطناعي ذاك بحرقة وشدة ! ..
شدت على كفيها بقوة !
لا! .. لا أريد الموت هنا !
أنا لا زلت أريد لقاء أمي وأبي !
لا زلت أريد رؤية أيميلي للمرة الأخيرة !
لا زلت الأعتذار لأمي التي ربتني في الميتم على أختفائي المفاجئ !
أريد أن أعيش .. لا زلت أريد أن أعيش !
شعرت بأنامل ناعمة تمسك كفيها تلك وصوت يبدد كوابيسها تلك لثواني قليلة فقط
" ستكونين بخير ! .. ثقي بكلماتي أرجوك ! "
فتحت عينيها بصعوبة ورمقت آخر صورة استقرت عينها عليها
أنه ذاك الفتى مجدداً .. أرخت قبضتها تلك ببطء
" حقاً؟ .. "
رأت عدة ممرضات يدخلون سريعاًً ليسحبوه من الغرفة وهم يلقون عليه تذمراتهم الشديدة .. أنصاع هو لأمرهم بأن يخرج وهو بكامل توترة ولما خرج
وأشرفت آخر ممرضة على أغلاق الباب بتلك اللحظات فجأة .. أفلتت جويل صرخة عالية منها
أسرعت تلك الممرضة مع أخريات لها فأستقرت عينها على ذاك المؤشر الذي يحدد مجرى نبضات القلب
... توقف !
أنتفضت سريعاً .. وخرجت من المكان تصيح بأنفعال
- دكتور ! دكتور !
هلع دانييل بشدة لما رآهم يجرون خلفها بسرعه وقال بصوت عالٍ
- ماذا؟ .. ماذا حدث!
أمسك أحداهن بقوة مع كتفها وقال - أخبروني
لكنها أبعدت كفه وجرت مبتعدة فتوقف في حيرة من أمرة .. يواجه أفكاره التي عصفت بقوة على رأسه!
ماتت ! .. لا يستحيل هذا ! لقد رأيتها بنفسي للتو .. كانت تنظر لي وتصغي لحديثي !
مستحيل .. !!
برز له ذاك الدكتور بثواني قليلة يجري بسرعه وخلفه عدد من الدكاترة أيضاً والممرضات برفقته فقال وهو يتقدم له
- دكتور .. ماذا حدث؟
دفعه بقوة بسيطة عن طريقة وهو يقول في عجلة – أرجوا المعذرة ..
دخل الكل لتلك الغرفة فتوقفوا للحظة منذهلين ..
لم يكن لها أثر على ذاك السرير ..
أردف الدكتور – أين هي؟ الغرفة المجاورة؟
ردت الممرضة وهي تحاول تبرير ما يحدث لهم بتوتر وعدم تصديق كالمجنونة
– لا! لقد كانت هنا بلا شك ! .. أنا واثقة والجميع رآها , أسأل الجميع ! لـ .. لقد رأيت توقف جهاز قياس نبض القلب حقاً !
رد أحد الدكاترة وهو يرمق الدكتور المختص عنها في أحتيار – ربما أستطاعت الهرب
دخلت أحد الممرضات من الخارج وهتفت – دكتور لقد كنت طوال الوقت قريباً من هذه الغرفة لكني لم أرى احد يخرج
هتف في توتر - أبحثوا عنها مجدداً .. لا يمكن أن تختفي هكذا فجأة
خرجت جميع الممرضات فقلب الدكتور نظرة على المكان بعفوية يتنهد بقوة ..
حرك الهواء ستار النافذة الأبيض ويتطاير معه فلاحت تلك النافذة المفتوحة بالكامل وبأسفلها بمكان ليس ببعيد جداً
" أشعر بالحر ! .. جسدي ساخنٌ جداً !"
في ذاك الممر الخالي من أي أحد في باحة المشفى .. كانت تسير بخطوات ثقيلة بطيئة للغاية !
قد غطى عينيها لون الدم الأحمر الداكن وجعل يشع بداخلها ..
واضطربت أنفاسها التي تحاول التقاطها بصعوبة ..
شعرها الذي أزداد بطوله ليصبح لأسفل فخذها في دقائق قليلة منثوراً بفوضوية كان يتنافر وكأن طاقة مغناطيسية تحركة ..
لم يكن هذا ما فقط .. بدى لها الأمر وكأن قلبها تغير بحاله تماماً
باختصار .. شعرت وكأنها ولدت مجدداً !
" حلقي جاف ! .. أنا عطشة ! مـ .. ماء ! "
رمشت للحظة فأتسعت عينها قليلاً جداً بما تراه .. نطاق رؤيتها للمكان رمادي بلا ألوان
واصلت سيرها .. حتى لاح لها من خلف أشجار خضراء عملاقة لون أحمر يميل للسواد فغيرت أتجاهها تلقائياً له وفور أن تجاوزت تلك
الشجرة رأت خلفها مقعد خشبي يجلس عليه صبي صغير .. أقرب أن يكون في الابتدائية !
لحظة ألتقت عينه بعيناها تراجع بفزع وهو يصدر صوتاً يدل على ذلك ..
لم تتعجب , ولم تأخذ الأمر محملاً للأهتمام .. فقط أنصاعت لجسدها الذي شدها له بقوة فأمسكت بكفها ومخالبها الطويلة تلك ذراعه النحيلة
والصغيرة وقربته منها
وهو يصرخ يريد أن يبتعد لكن مقاومته لم تعني لها شيء تماماً ولم يستطع أيقافها أبداً أو تحريك جزء صغير منها .. فتحت فاهها وأخرجت
نابيها الحادان وغرستهما بعنف في عنقه وهي تنحني لمستواه الصغير !
أمتصت دمائه تلك بلهفه المتعطشة وصراخه قد أرتفع وهدد أركان المكان لكن ذلك لم يستمر طويلاً فقد فقد وعية نتيجة ذلك الدم الذي خسره !
.. بالتدريج بدأ وعيها يعود لها ففتحت عينها بأكملها ولم تلبث حتى وسعتها بصدمة لمصارعها ثم أبتعدت عنه بسرعه فسقط هو أرضاً كأول
ضحية تقع بيدها !
رمقته ورمقت كفيها تلك برعشه قوية .. رأت مخالبها تلك والدماء التي سالت من فمها ولطخت قميص المشفى الأبيض فنطقت في خوف
شديد ورعشه - مـ .. ما الذي يحدث؟
عادت ترمقه تحاول أستوعاب ما يحدث حولها بلا فائدة .. لكن فكرة أنها السبب في ما حدث له جعل رعبها يزداد وتراجعت خطوات للخلف
.. هنا فقط تلاشى الأحمرار من عينيها وعاد بريقها الآخاذ مجدداً ثم عادت كفيها لوضعها الطبيعي!
ألتفت للهرب من المكان بسرعه دون أي تفكير فور أن أقتنعت بجريمتها الشنعاء !!
~~~~~
" ماذا! "
هدد صراخه أركان المكان لكنه لم يأهبه وواصل –هربت من المكان !
رد الدكتور بتوتر – أسفين فعلاً لتقصيرنا .. كان يبدو عليها الأرهاق الشديد وبالرغم من ذلك غفلنا عنها !
رد دانييل بسرعه - أنه ليس الوقت المناسب لهذا الكلام يجب أن نبحث عنها بسرعه ! لابد ان تعود للمشفى كي تتلقى العلاج المناسب لها قبل أن يحدث لها شيء
– الممرضات الآن يبحثن عنها في أنحاء المشفى ! .. ءء سيكون الأفظل يا سيد دانييل أن تعود لمنزلك الآن
رد بقلق –لكن ..
فقال الدكتور – لا تقلق , لقد كانت تعاني من الآم شديدة والمفترض أنها لم تبتعد كثيراً ! سنجدها بسرعه بلا شك !
رد مطمئناً وقد أقتنع بكلامه - أنت على حق ! سأذهب الآن وسأعود غداً لرؤيتها !
سار مبتعد .. لكنه توقف فجأة وهتف بداخله – مهلاً لحظة .. وما شأني أنا بذلك؟!
وبس .. أنشاء الله يعجبكم في أمان الله