وَسطَ أَوراقِ أَلشَجَرِ أَلمُتَساقِطهْ بِلونٍ أَحمَرَ باهِتْ وقفتُ
أُراقِبُ اَلغيومَ أَلرمادِيهْ أَلتْيْ حَجَبتْ أَلقَمَرْ وأَبتَسمتُ بِمكرْ :
يالَ سَعادةِ أَلذِئابِ أَلحمقاءِ ألآنْ,أَخيراً إنهُ يَومُهمْ أَلمُنتَظر وَلكِن أَلغيومَ أّدَتّ عَمَلها. إختبئتُ خلفَ ألأشجارِ
أَلكَثيفَهْ,راقَبتُ أَلمساحاتِ أَلفارِغةِ أَماميْ ,فلا حيوانْ ولا
إنسانْ ,لا وجودَ لأيِ كائِنِ حيِ هُنا,بألتأكيدْ..! مَن سَيدخُلُ
أَلغابَة فيَ أَلخريِفْ وَ بِمثلِ هَذا أَليوم أَلكئيب,إذ إنَ أَلقَمَرَ مُكتَمِلٌ
أَخيراً أَليَومْ لَكِن أَلغُيومَ حَجَبَتْ ضوءهُ وَما تَبقى مِنهْ, تَنَهدتُ
بِمللْ وأَنا أَنتظِرُ ضَحيتيْ أَلساذِجهْ أَلتي سَتَلفِظُ آخِرَ أَنفاسِهّا
أَليَومْ ,فأَنا جائِعةٌ حَقاً,سَمِعتُ صَوتَ تَكَسُرِ ألأغصانِ
مِن خَلفي,إِرتَعبتُ فلا يُعقَل أَن أَحداً ما تَتَبعني,أوه لا ..!
إنَهُ بشري,قد..قد يَكونُ مَذئُوبـ...لا لا , لا أُريدُ حتى
أَلتفكيرَ بإلأمَرْ..! أَغمضتُ عَينيِ و جَلستُ
خَلفَ أَلشُجِيراتْ , مُطبِقةَ قَدماي, هذِهِ أَفضلُ
طريقةٍ لِلإختِباءْ,وَلكِن أَلبشريَ تَوقفْ أَمامَ مَكانيَ
بالضبطْ وخَرجتْ جُملةٌ مُقرِفه مِن فَمِه:إيزآبيلآ جَميلَتي,لِماذا تَختَبِئينْ؟!
أَجل هَذا أَلصوُتْ أَلمُقَزِزْ , خَرجتُ مِن بَينِ أَلأَغصانِ
وأَعطيتُهُ ظَهريْ ثُم شَرعتُ أُنفِضْ وُريقاتَ أَلشَجَرِ
أَلعالِقةَ بِجَسَديْ:أَلبرت, لِماذا تَتَبعتَنيْ؟! نَظرتُ إلى ألأحمَقْ أَماميْ
وَ أَلشررُ يَتَطايرُ مِن عَينَيْ,يا إلهيْ أَنا حَقاً أَكرَهُهْ:أَهكذا تَتَحدثُ فتاةٌ
جَميلَهْ إلى خَطيبِها أّلذيْ طالَ سَفَرُه؟! قَربَ يَدهُ مِن وَجهي فَأبعدتُها
بِحنقْ:لا تَلمَسنيْ! نَظَرَ إِليْ ثم إِبتَسَمَ قائِلاً :سَعادَتيْ حَقاً لا
تَسَعُ أَلكون,زَواجُنا بَعدَ أُسبُوعٍ يـ...قاطَعتُهُ بِسرعهْ قائِلةً :هْششش
يَكفي سُخفاً,هُناكَ,أُنظر لَقَد جاءَ طَعاميْ..! أَشرتُ إلى أَرنَبينْ قَد
جاءا قَبلَ ثَوَانٍ ,كانَتْ أَلأرنَبةُ خائِفةً حَقاً, خَوفُها واضِحٌ مِن إرتِجافِها
وشِدةْ تَمَسكها بِيدِ أَرنَبَها :أَوه برادْ أَنا خائِفةٌ حَقاً.. لِماذاْ وَرطتُ نَفسيْ..!
نَظرتُ إِليها بِخُبث ثُمَ وَجَهتُ نَظَراتيْ إِلى أَلأرنَب أّلذي شَرعَ يُهَدِئُها بإِبتِسامةٍ
مُصطَنَعه :أَلبرتْ,هَل أَنتَ جائِع؟! قُلتُها وأَنا أُحَدِقُ إلى ألأحْمَقِ أَماميْ بإبتِسامة
شَرْ:كَثيراً~! أَشحتُ بِنظَري إلى ألأرانِب أَمامنا,:ألأرنَبةُ لَك أَما ألأرنَب فَوَجبَتي!
مَشيتُ إلى الامام وَسَطْ ألأغصان مُحدِثةً صَوتاً خَفيفاً,لِتَصرُخ ألأرنبَةُ بِخوفْ
وتَزيدَ مِن تَمَسُكِها بأرنَبِها:بـ..بــر..ا...د أَسَمِعتَ هَذاْ..أَلصَوْتْ!طَمَئنَها ألأَرنَبُ
بِهدوء ثُمَ إقتَرَبَ نَحويْ بِخطواتٍ بَطيئه, فَرَميْتُ نَفسيْ عَلى أَلأَرضِ مُتَصَنِعةً
أَلمَوتْ أَما أَلبِرتْ فَقدَ تَوجَهَ إلى أَلفتاةْ حَال إختِفاءْ ألأَرنَب عَن ناظِرِيهاْ,إقتَرَبَ
مِني ثُمَ جَلَسْ عَلى ألأَرضِ بِقُرْبي ,شَمَني ْ بِطَريقَةٍ مُقرِفَهْ , ثُمَ قال:أَيَتُها ألآنِِسَهّ..هَل أَنتِ بِخَيرْ؟
يَبدو أَنَهُ تَأَكَدَ مِنْ عَدَمِ مَوتْيْ ,ليس لَديْ حَلٌ آخَرّ ,جَلستُ مُتظاهِرةً بإنيْ
إِستَيقَظتُ تَواً..نَظرتُ إلى أَلشابْ أَمامْيْ ثُمَ أَشَرتُ بِسبابتي إِليهْ لِيُقَرِبَ رأَسهُ
إلى فَمي,فأَندَفِعُ غارِسةً أَنيابيْ فِيْ رَقَبَتِهْ لكِنهُ لَم يُبديْ أَيَ رَدَةِ فِعْلّ :يَعْ ما هّذا..؟! دِمائُكَ..طَعمُها مُقَززٌ فِعلاً!
قُلتُ هذا مُبتَعِدةً إلى ألوراء, بَعد أَن تَركتُ أَثَر أَنيابيْ فيِ رَقَبَتِهْ أَلتي بَدأَ أَلدَمُ يَخرُجُ
مِنها بِغزارَهْ,أَلسيءُ في أَلأمرْ أَن نُورَ أَلقَمرِ بَدأ يُشُعُ فـ أَلرِياحُ أَزاحَت أَلغُيومَ
أَلكَئيبهْ, رَفَعَ رأسَهُ مُحَدِقاً إليْ بِعينَيهْ أَلتي إستَحالتْ صَفراءً
لامِعْه:إنتَظِر..مُــ..مُـستَحـ..ـيـ..ـل! إبتَسَمَ بِمَكر ثُمَ مَسَحْ أَلدَمَ
أَلذيْ غَمَرْ رَقَبَتْهّ ,وَقَفَ مُوجِهاً بَصَرَهُ نَحويْ ,وَتَنَهدَ قائِلاً:مَعشَرْ
أَلخَفافيشْ,ألا تَتَعلَمونَ أَبداً؟! أَخفَيتُ عَينيَ خائِفةً بَيديْ فـ أَلدُموعُ
أَخَذتْ مَجراها عَلى وَجهّيْ ,أَزاح يدي بـ مِخلَبِهْ أَلمُقرِفْ ,نَظَرتُ
إلى عينيهْ أَلصفراوينْ بِتَوَسُلْ,حَدَق إليَ :بـ..ـيـ..ـلآ..؟ هَلَ قَالَ إِسمْيَ لِلتَوْ!
: أَ..أَجـ..ـل..رَددتُ بِخوفٍ شَديدْ,لكِن سُرعان ما إبتَسَمْ وعادَت عيناهُ
إلى لَونِهِما أَلطَبيعي :بيلآ هذا أَنا ..بـراد! وَ كأني لا أَعرِفُ
أسمَكْ,:آ..آسـِفَهْ..أَعرِف...أَلكَثيرَ ..مِنْ ..أَلبراداتْ..في ..حَياتي..!
لَكِنهُ عانَقَني قائِلاً :بـراد ويليامز.. أَنا ..براد..ألا تَتَذكرينيْ..! سارَت أَلدُموعُ مِن
عَينيَ بِشكلً أَسرعْ بَعدَ عِناقهِ..أَجل براد..أنا أَذكُرُ ألآن..! أَبعدتُهُ عَني قَليلاً ثُمَ
قُلتْ:نَسيتُكَ..! كَيفَ لَمْ تَفعَل؟! إِبتَسَمَ وضَمَنِي إليهِ بِشدهْ :لَمْ أَنساكِ وَ لَن أَفعَلَ ما حِييتْ!
لا أُصَدِقُ حَقاً ما ألذْيْ يَحدُثُ أَماميْ ألآنْ وَ لكِن هذا براد! أَجل إنهُ هوَ أَخيراً! عانَقتُهُ
بِدوريْ ,لَمْ تَمُرَ سِوى بِضعُ لَحَظاتْ لـ نَسمَعَ صَوتَ خُطُواتِ شَخصٍ
قادِمٍ ناحيتَنا:بــ..ـر..ا..د..أُهرُب..بِسُرعهْ.!نظرَ إلى عَينَيَ أَلتي بدَأَتْ أَلدُموعُ
بِألتَشَكُلِ فِيهُما مُجدداً, تَغَيرتْ مَلامِحُ أَلسعادةِ على وَجههِ إلى حُزْنْ ثُم تَحوَلَ إلى ذِئبْ
وَ أختَفى خِلالَ لَحظاتْ,نَظرتُ إلى ظِله مُتَتَبِعة بَقاياهْ,لا تُعطينيْ تِلكَ ألنظرةَ أَلحزينه
مُجَدَداً, تَباً لَكَ ألبرتْ :إذاً,كَيفَ كانَتْ وَجبَتُكِ؟! لَم أَنبِس بِبنتِ شَفهْ وغادَرتُ بَينما أَلأحمقُ
يَتَتَبعُني,لمَ يَسألني أَيَ شيء فَقد إعتادَ تِلكَ أَلنَظرةَ أَلبارِدةَ مِني,وأَنا إعتَدتُ على تَجاهُلهِ
أَيضاً,لَكِن ما لَم أَعتَد عَليهْ هوَ إَختِفاءُ مَن أُحِبْ وَ بقاءُ أَلحمقى فْي حَياتي..!