لتكملة:
في المشفى...
كانت إيمان تجلس على أحد المقاعد هادئة لا يبدو عليها القلق والتوتر ولا حتى الخوف.
جلست سالي بجانبها وقالت محاولة طمأنتها:سيكون بخير.. والد رافع طبيب بارع.
ولكنها لم تقل شيئا... بل اكتفت بالابتسام لها ابتسامة باهتة.
وفي الجهة الأخرى كان رافع ينظر لهما... كان يقف متكئا على الحائط وكان يخاطب نفسه قائلا:هذا هو أخيها بلا شك... ولكن أين والديها؟؟؟
قطع هذه التفكيرات خروج السيد سمير من غرفة العمليات...
رافع:ابي!!!؟؟؟
ينظر سمير لابنه... ثم يقترب من إيمان قائلا لها:انت أخته؟؟؟
إيمان:أجل.. كيف حاله؟؟؟
سمير:بخير...حالته مستقرة...
إيمان:ما خطبه؟؟؟
سمير:التهبت زائدته الدودية فاضطررنا لاستئصالها... لو أنك تأخرت أكثر لكنت فقدته.. ولكن الحمد لله الآن.
إيمان:أجل.ولكن متى يستيقظ؟؟؟
سمير:لا أعلم... ولكن من المحتمل أن يستيقظ بعد ساعات قليلة فالعملية ليست متعبة... ولكن يجب أن يبيت اليوم بالمشفى.
ثم يضيف:أخبري والديك أن يذهبا لغرفة المحاسبة كي يدفعوا التكاليف... ولكن بالمناسبة... أين والديك؟؟؟
إيمان:لا يهم.. أنا.. أنا سأدفع باسمي.
سمير:ولكن...
إيمان:ما يهم هو ان يصلكم المال المحدد... أليس كذلك.
سمير:بلى...
إيمان بحدة:إذن.. أنا سأدفع.
دفعت إيمان تكاليف وعادت للغرفة حيث رامي ودخل معها كل من سالي ورافع والسيد سمير...
سالي لإيمان:حمدا لله على سلامته...
ولكنها لم تقل شيئا...
ولكن سالي شعرت بالضيق قليلا فلماذا تصدها بهذه الطريقة؟؟؟
قال السيد سمير لإيمان:ما نوعية الطعام الذي يتناوله أخاك السيد رامي؟؟
إيمان:لماذا؟؟؟
سمير:معه فقر بالدم ولكننا عوضناه الدم المفقود...ولكن يجب أن أعرف نوعية الطعام الذي تأكلونه في المنزل...إيمان ببرود:طعام جاهز!!!
سمير باستغراب:متى كانت آخر مرة طهيتم فيها طعاما منزليا؟؟؟
قالت إيمان ببرود أيضا:قبل أكثر من سنة ونصف...
استغرب جميع من في المكان من ذلك...
قال سمير باستغراب:أكثر من سنة!!!... ولكن...
قاطعته إيمان قائلة:لا تتساءل عن السبب... ولكن لماذا تسأل؟؟؟
سمير:الأطعمة الجاهزة والسريعة تسبب الكثير من الأمراض... إنها ليست مفيدة أبدا...ألا تطهو والدتكم لكم؟؟؟؟
قالت إيمان له بحدة:لا شأن لك.
سمير:لم أقصد.
إيمان:إذن لا تتدخل.. متى أستطيع إخراجه من المشفى؟؟؟
سميرا:غدا صباحا.. أو اليوم ولكن بشرط أن تعتني به...
إيمان:لا بأس.
سمير:بإمكانكم البقاء عنده ولكن دون إزعاج.
ويخرج تاركا ثلاثتهم عنده.
وقفت إيمان تنظر من النافذة متأملة المكان...أما رافع وسالي فكانا ينظران لها بتعجب...
قالت سالي بعد أن أشبعها الفضول:تعلمين أن اخاك بخير... ولكن لم تقلقي.. لم تحزني...لم تبكي.. أي أعصاب تمتلكين يا فتاة!!!!؟؟؟
قالت إيمان بهدوء:ومن قال لك بأني أمتلك أعصابا أصلا؟!؟!؟!
استغربا سالي من كلامها... لكن رافع بقي ينظر له بترقب وكأنه يعرف بأنها ستقول شيئا آخر.
وفعلا قالت إيمان بعد ثوان:لماذا ساعدتماني؟؟ لم أطلب منكما ذلك.
سالي بطيبة:واجبنا.
قالت إيمان بغضب وحدة:لا... ليس واجبكما... ساعدتماني لأنكما تشفقان علي... أليس كذلك؟؟؟
سالي:نشفق عليك؟؟ ماذا تقصدين؟؟
إيمان:لن أسمح لكما بان تشفقا علي...
سالي:نحن لا نشفق عليك...
إيمان:اخرجا...
سالي:ماذا؟؟؟
التفت إيمان لهما بغضب قائلة:اخرجا من هنا حالا.
سالي:ولكن...
إيمان بحزم:هيا.
سالي بإحباط:كما تريدين..هيا لنذهب من هنا يا رافع..
نهض رافع ووقف قبالة إيمان ونظر لها نظرة تحمل كل قوة شخصيته... وهي كذلك بادلته نظرات مشابهة لنظراته كثيرا... لا أحد يعلم سببها.
قالت سالي في نفسها:ما الذي دهاهما؟؟؟
كان رامي في هذه اللحظة يفتح عينيه بصعوبة وعندما فتحهما وجد سالي أمامه...
قال رامي بهدوء:انت...سالي؟؟؟!!1
سالي وهي تبتسم له:حمدا لله على سلامتك.. نعم أنا سالي... التقيتني من قبل...
اضطرت إيمان لإنهاء التحدي بينها وبين رافع فتوجهت إلى أخيها قائلة:كيف تشعر؟؟؟
رامي:بخير...
ثم يضيف:هؤلاء أصدقاؤك؟؟؟... ظننتك بدون أصدقاء...
إيمان:انا بدون أصدقاء فعلا...
رامي:من هما إذن؟؟؟
قال رافع وهو يغادر ممسكا يد سالي:نحن عابرا سبيل فحسب... نتمنى لك شفاء عاجلا...
ويخرجان من الغرفة.
قال رامي بعدما ذهبا:سالي أعرفها... أما هو فمن؟؟؟
إيمان بهدوء:ساعدني في نقلك للمشفى... عابر سبيل كما قال لك.
رامي:هذا كل ما لديك لتقوليه؟؟؟
إيمان:أجل.
رامي:ما مرضي؟؟؟
إيمان:استأصلوا زائدتك... ستكون بخير...
قال رامي بعدها بهدوء:كنت مستيقظا قبل هذه اللحظة دون أن تنتبهوا...
إيمان:ماذا يفترض بهذا أن يعني؟؟؟
رامي:رأيتك.. نظراتكما مرعبة...لماذا؟؟؟...ماذا فعل لك؟؟؟
إيمان:لا شأن لك...
رامي:ولكني أخاك.
إيمان:قلت لا شأن لك.
رامي:لا يهم الآن... ولكن ما اسمه؟؟؟
إيمان:رافع..
رامي:هذا هو رافع إذن... إنه جارنا هو وسالي.
إيمان بتعجب:هو وسالي؟؟؟
رامي:إنهما أخوين.. ألا تعرفين؟؟؟
إيمان باستغراب أكبر:أخوين؟؟؟
رامي:أجل.. التقيت بوالدتهما اليوم...
إيمان:فهمت...
رامي:متى سأخرج من المشفى؟؟؟
إيمان:غدا صباحا...
رامي:مستحيل أن ابقى في المشفى... أريد أن أخرج من هنا.
إيمان:تعليمات الطبيب...
رامي:اسأليه إذن إن كان بإمكاني الخروج اليوم؟؟؟؟تعلمين أنني أكره المشافي.
يدخل الدكتور سمير قائلا:أفقت؟؟؟... يا لك من نشيط.
رامي:دكتور؟!؟!؟
سمير:ستكون بخير.
رامي:متى أخرج؟؟؟
سمير:يبدو أنك تريد الخروج مبكرا... لا بأس... قلت لأختك بأنك تستطيع الخروج اليوم...
رامي:حقا؟؟؟...كذبت علي إذن أيتها الماكرة...
ولكنها لم تقل له شيئا...
سمير:ولكن...يجب ألا ترهق نفسك..
رامي:لن أرهق نفسي... أهذا كل ما في الأمر؟؟؟
سمير:أجل.هل أنت ي الجامعة؟؟؟
رامي:أجل.
سمير:يجب أن تتغيب غدا عنها إذن.
رامي:أمنيتي...ههه...
سمير وهو يبتسم:أجل...شباب!!!
رامي:أشكرك...
ثم يوجه حديثه لإيمان قائلا:إيمان...هل دفعت تكاليف العلاج؟؟؟
إيمان:نعم.
سمير:أنتما جارينا الذين انتقلوا قبل أسبوع... صحيح؟؟؟
رامي:نعم.
سمير:لماذا لا نراكم أبدا في الجوار... ولا حتى والديكما.؟؟؟
تظهر على رامي لمحة حزن...
لكن إيمان قالت للدكتور بحدة:ألم أقل لك ألا تتدخل؟؟؟
سمير:اعذراني...
ثم يضيف:بإمكانكما الخروج الآن.
ويخرج من الغرفة.
نهض رامي بمساعدة إيمان ويبدل ملابسه.. وبعدما تجهز كليا قال لها:لماذا حدثته بقسوة هكذا؟؟؟
إيمان بهدوء:المتطفلون أمثاله يستحقون ذلك.
وتعود به للمنزل.
0000000000000000000000
أتمنى أن تعجبكم التكملة
وتذكروا لا ردوووود لا اكمالات للرواية...