تعتبر علاقة الأم بابنتها واحدة من العلاقات الأكثر خصوصية وتعقيداً في الوقت نفسه، أساسها المودة والحب. فالأم نهر متدفق من الحب غير المشروط، وعلينا جميعاً أن نحترم ذلك.
وعلى الرغم من أهمية الدور الذي تلعبه الأم، فقد تكون ذات شخصية متسلطة، أو متخوفة، أو ودودة، لكن بغض النظر عن كل ذلك، فإنها تحبنا، وتتقبلنا على ما نحن عليه، وتغمرنا بالحب والرعاية بطريقة لا مثيل لها.
ولهذه الأسباب، لن يكون من الصعب عليكِ تحويل العلاقة الفاترة والمريرة بينك وبين والدتك، إلى علاقة مثالية قائمة على الحب والاحترام المتبادل بينكما، من خلال الخطوات التالية:
1- تحدثي معها كثيراً
التواصل هو المفتاح الأساسي لنجاح أي علاقة. قد تتفاعلين يومياً مع والدتك، لكن كم مرة قررت أن تقضي وقت فراغك معها والاستماع إليها؟ عليكِ أن تتفهمي أن الاستماع إليها أهم من التحدث معها، وعندما تدرك والدتك أنك تحبين الاستماع إليها، ستتحدث معك أكثر، وكلما زاد حديثكما معاً، كلما أصبحتما أكثر قرباً.
وتجدر الإشارة إلى أن التواصل بينكما هو أمر حاسم لتفهمي أفكار، ومعتقدات والدتك. فمن خلال حديثك معها سيكون من الأسهل عليكِ أن تفهميها بشكل أكبر. فالتواصل مع الآخرين والحديث من القلب للقلب، قد يؤدي إلى تقليل الفجوة بين الأشخاص، وعندما تتواصلين مع والدتك بالشكل والطريقة المناسبة، ستعرفين الكثير من الأشياء عن والدتكِ.
2- كوني صديقتها، بدون تجاوز للحدود
بناء صداقة قوية مع والدتك وسيلة رائعة لعلاقة قوية معها. لكن عليكِ أن تدركي أن معاملة والدتكِ كصديقة لكِ ليست فكرة سديدة للغاية. فالأم ستظل هي الأم ستهتم دائماً بالطعام الذي تتناولينه، والأشخاص الذين تلتقين معهم، أياً كان عمرك. فهذه طبيعة الأم، وعلينا أن نتقبل الأمر على هذا النحو.
لا تطلبي من أمك التوقف عن القلق حيالك؛ لأنها لا تستطيع القيام بذلك. يمكنك تبادل أطراف الحديث معها، لكن انتبهي من تجاوز الحدود. الصداقة بين الأم وابنتها علاقة رائعة، ويمكنها أن تجلب السعادة لكليكما. في بعض الأحيان قد تبدو أمك وكأنها متخوفة، أو قلقة بشأنك، عليك أن تتعلمي كيف تتعاملي مع هذه المواقف بعناية دون جرح مشاعرها.
3- علاقة احترام وتقدير
كلنا بحاجة إلى القليل من التقدير والاحترام. السيدات تحديداً يحتجن إلى الشعور بأهميتهن. لذا، من المهم أن تعرف والدتك أنها جزء كبير وهام من حياتك، وأنكِ ستكونين إلى جوارها عندما تحتاج لكِ.
فكل أم تضحي بالكثير من الأشياء لإسعاد أطفالها وتأمين حياتهم؛ لذلك يجب التعامل مع هذا الأمر كأمر مسلم به وهو واجب، مع الاهتمام بكثير من التقدير فهو أمر مطلوب، وكلمة شكراً لفتة طيبة ومهمة في أي علاقة. الشكر والاعتراف بالجميل من الأمور التي ستساعد على نقل علاقتك بها إلى مستويات أعلى.
علاوة على ذلك، احرصي على تجنب السلوكيات غير الجيدة، مثل: النقد، والمجادلة عند الحديث مع والدتك. فهي بالتأكيد لا ترغب في سماع هذه الأشياء من أطفالها بعد غمرها لهم بالحب والرعاية. لذا، ضعي نفسك مكانها، وحاولي أن تتفهمي موقفها وغيري من السلوكيات التي قد تجرحها.
4- قومي بمشاركتها في أنشطتك
ممارسة الأنشطة والهوايات معاً تعمل على تحسين العلاقة بشكل كبير، خاصة إذا أصبحت فاترة مع مرور الزمن. خصصي لها بعض الوقت، هذا سيجعلها تشعر بأهميتها لديكِ على الرغم من مشاغلك. يمكنك مشاهدة فيلم معها، أو عمل كعكة، أو ربما الذهاب في نزهة، أو للتسوق. حيث تؤكد الدراسات أن ممارسة الأنشطة مع الآخرين تجعل علاقتنا معهم علاقة سعيدة وصحية.
5- الحب أفعال
أن تعبري لوالدتك عن حبك لها بالكلمات أمر رائع وجيد، لكن الأفضل أن تعبري عن ذلك من خلال أفعالك وسلوكياتك. ينبغي أن ينعكس حبك على سلوكياتك وأفعالك، طريقة كلامك والطريقة التي تعاملينها بها. فكثيراً ما نخبر الآخرين بأننا نحبهم، لكننا نؤذيهم بأفعالنا، وهو ما لا يندرج تحت مسمى الحب، فالحب أكبر من مجرد كلمات تنطق، وينبغي أن يتجاوز حدود الكلمات لينعكس على الأفعال.
يمكنك على سبيل المثال، مفاجأة والدتك بإعدادك للغذاء، البقاء بجوارها عندما تكون مريضة، أو حتى القيام بالمهام المنزلية بدلاً منها خلال عطلات نهاية الأسبوع. لستِ بحاجة إلى إنفاق الكثير من الأموال أو القيام بشيء خارق للعادة، لإظهار حبك لها.
وعليكِ أن تدركي أن العلاقة التي لا تتضمن أي دوافع أنانية، هي العلاقة الأكثر صحة. لذا، لا تقدمي شيئاً في مقابل الحصول على شيء آخر. لا تكوني لطيفة معها عندما تحتاجين شيئاً ما، وعندما تحصلين عليه تبتعدين عنها مجدداً. فإنها والدتك، وستدرك أنك تستخدمينها لمصلحتك فقط، الأمر الذي يجعل العلاقة تزداد سوءاً.
وأخيراً، فإن اتباع هذه الخطوات يضمن لكِ علاقة وطيدة مع والدتك. عليكِ فقط أن تتذكري أنها علاقة قائمة على الحب، وليس لجني الفوائد أو المصالح. كل ما تحتاجين إليه هو القليل من الوقت، والصبر والكثير من الحب لنجاح هذه العلاقة وازدهارها.
ازا ممكن تركيب الخلفية