[postbg=https://i.servimg.com/u/f55/14/83/59/48/ehp45h10.png]
التكملة:):)
****************************
فتجلسُ بجانبِ لينا، خلفَها كل من عمرٍ وفتىً ذو هدوءٍ قاتمٍ, شكَّت أنَّه في نفسِ حكايتها، ولكن أليستْ الشخصياتُ تختلفُ عندَ تشابُهِ الحكاياتِ؟..
مضتْ الحصةُ كما تمضي أمل حياتَها تَعِدُ دقائِقُها شوقاً للجديدِ، إلى أن انتهَتْ الحصةُ لتبدأ أُخرى، كما تنهي الحياةُ عند أحدِهم وتبدأُ بأخرى لشخص ٍآخر..
أمل مستفسرةً بطريقةٍ تؤدي إلى ذاك الفتى: عرِّفيني إلى طلابِ الصفِ؟..
لينا: حسناً، سامْ أخي::" عاشقٌ للكتابةِ والقراءةِ كعاشقٍ يحبُ الأحمر، كل يومٍ يذهبْ لمكتبةِ الفرسان فقط لأجلِ الهروبِ من الوقتِ، مرِحٌ وفضولي منمقُ الكلامِ، ملقبٌ بالفضولي".
عمر::" أكثرُ الطلابِ إزعاجاً، محبٌ للمزاح كثيرُ الضحكِ، وبسببِ مزاحهِ يستحضرُ المديرِ وليُ أمرِه؛ بسببِ مشاكلَ مزاحُهُ فلا يتعلَّمُ، أُفضِلُ أن تحاولي تجاهلهُ، ملقبٌ بالمازحِ".
سمر::" سيدةُ الألقابِ، ماكرةٍ كارهةٍ للقراءةِ والكتابةِ مثلُها مثلُ عمر، لا شيءً آخر".
أما سامر::" عاشقٌ للكتابةِ والقراءة كعاشقٍ يحبُ الأحمر، كلَّ يومٍ يذهبُ لمكتبةِ الفرسانِ فقط لأجلِ الهروبِ من الحياةِ، كثيرُ الهدوءِ منمقُ الكلامِ، ملقبٌ بالهادئِ". أما أنا لا أحبُ الحديثَ عن نفسي، اكتشفيني مع الأيامِ..
لتسألَ أمل بفضولٍ: هل من سببٍ لهدوءِ سامر؟..
لينا: بسببِ حبِّه الكبيرِ للقصصِ ذو الشخصياتِ الهادئةِ..
تمنتْ أمل لو أنها لم تسألُ بفضولٍ، كفضولِ طفلٍ يريدُ المزيدَ من العلمِ، فيقعُ في شباكِ ما يريدُ ندماً..
دخلَ المعلمُ إلى الصفِ؛ لتبدأَ حصةُ التاريخِ، تاريخاً كان ولازالَ مستمراً إلى حدِ يومنا هذا؛ تاريخٌ بدأَ منذُ خلقِ الأرضِ التي نحنُ جزءٌ يتجزأُ منها، تاريخٌ بدأَ منذُ نزولِ آدمَ إلى الأرضِ..
المعلم: تاريخٌ بدأَ منذُ الأزلِ، يتحدثُ عن بطولاتٍ، إنجازاتٍ، انتصاراتٍ وهزائمٍ, بدأَ منذُ اكتشافِ شيءٍ لم نعرفهُ قط، أُعَرفُكم بنفسي المعلمُ عامر أستاذُ التاريخِ الجغرافيا والوطنيةِ..
ليحملَ ملفاً كما يحملُ القضاةُ ملفاتهم؛ للنداءِ بالمتهمِ كذا؛ ليرتجفَ القلبُ والأيدي، فيقولُ بعزيمةِ قلبهِ، أنا لستُ متهماً بهذهِ الجريمةِ، ولم أجرُء على الفكرِ بذلكَ قط، فيتمنى أنه بينَ الأتربةِ الآن..
المعلمُ عامر: لنبدأ بآرائكُم بالتاريخِ، أولاً الآنسةُ سمر..
سمر: لا أحبُه، فكثيراً ما يذكرُ بهِ الهزائمُ، فيشعرني بأني مهزومةٌ أمامَ مجردِ كتابٍ..
المعلمُ عامر: ليسَ كلِ ما بقلبِ الكتبِ عليكِ أخذَ انطباعِ منهم..
سمر مقاطعةً: قل هذا الكلامِ لقارئِ الكتبِ المتأثرِ سامرٍ..
المعلمُ عامر: لا تتحدثي عن غيركِ بالنصائحِ إن قُدمَتْ لكِ نصيحةْ عليكِ بالاحتفاظِ بها فلا تُريها لأحدٍ إلا وقتَ اللزومِ..
سامر: هل لي بالخروجِ قليلاً يا استاذ؟..
المعلمُ عامر: أجلْ لكن لا تتأخرُ..
خرجَ ليخرُجَ معهُ عقلُ أملٍ , متأكدةٍ أن في أمرهِ قصةٍ أخرى كما أنها متأكدةٌ بأنها حيةً تفكرْ الآن..
المعلمُ عامر بشفقةٍ: سام أُفضلُ أن تهوِّنَ عن نفسهِ بعد ما قالتهُ عنه ..
سام: سامر يفضلُ أن ..
تقاطعهُ أملْ: هل لي برؤيةِ ما بالهِ؟..
تلتفُ حولُها عيونُ الحالْ من سامٍ ولينا, نظرتْ إليهم باسمةً بسمةَ النصرِ التي صنعَتها؛ لدليلِها الأولِ أن خلفَ ذلك الفتى قصةً كما يقالُ:" خلفَ كلَ رجلٍ امرأةٍ "..
المعلمُ عامرٌ مقاطعاً تفكيرَ أملٍ: لا بأس لكن لا تتأخري..
خرجتْ وعيونُ القلقِ بين سامَ ولينا؛ خوفاً على سرِ أعزِ الأصدقاءِ، فالصداقةُ تبنى من حفظِ السرِ وتنتهي بكشفِ السرِ..
*****************************************
ردودكم للاكمال إن شاء الله..