♦وصف الجنة
قال ابن القيم - رحمه الله - :
[size=32]وكيفَ يُقَدِّرُ قَدْرَ دارٍ غَـرَسَها اللهُ بيدِه
وجعلَها مَقَـرًّا لأحبابِه
ومَلَأها من رحمتِه وكرامتِه ورضوانِه
ووَصَفَ نعيمَها بالفوز العظيم
ومُلْكَها بالمُلْـك الكبير
وأودعَها جميع الخير بحذافيرِه
وطَهَّـرَها مِن كلِّ عَيبٍ وآفةٍ ونقْص
فإنْ سألتَ عن أرضِها وتُرْبتِها : فهي المِسْكُ والزعفران
وإنْ سألتَ عن سَقْفِها :
فهو عَرْش الرحمن
وإنْ سألتَ عن مِلاطِها :
فهو المِسْكُ الإذفر
وإنْ سألتَ عن حَصْبائِها :
فهو اللؤلؤ والجوهَر
وإنْ سألتَ عن بِنائِها :
فلَبِنةٌ من فضة
ولَبِنةٌ من ذهب
وإنْ سألتَ عن أشجارِها :
فما فيها شجرةٌ إلَّا وساقُها من ذهب وفضة
لا مِن الحطَب والخشَب
وإنْ سألتَ عن ثَمَرِها :
فأمثالُ القِلال
ألْيَنُ مِن الزَّبِد
وأحلى من العسل
وإنْ سألتَ عن ورَقِها :
فأحْسَنُ ما يكون مِن رقائقِ الحُلل
وإنْ سألتَ عن أنهارِها :
فأنهارُها مِن لبَن لَم يَتَغَيَّر طَعْمُه
وأنهارٌ من خمْر لَذةٌ للشارِبِين
وأنهارٌ من عسل مصَفى
وإنْ سألتَ عن طعامِهم :
ففاكهةٌ مما يَتخيَّرون
ولحمِ طيرٍ مِمَّـا يشتهون
وإنْ سألتَ عن شرابِهم :
فالتسنيم
والزنجبيل
والكافور
وإنْ سألتَ عن آنيتهم :
فآنيةُ الذهب والفضة
في صَفاءِ القوارير
وإنْ سألتَ عن سَعَة أبوابِها :
فبَيْنَ المِصْراعَين مسيرة أربعين من الأعوام
ولَيأتيَنَّ عليه يومٌ وهو كَظيظ من الزِّحام
وإنْ سألتَ عن تصفيق الرياح لأشجارِها :
فإنها تَسْتَفِزُّ بالطَّرَب لَِمن يَسمعها
وإنْ سألتَ عن ظِلـِّها :
ففيها شجرة واحدة يَسير الراكب المُجِدُّ السريع في ظِلـِّها مائة عام لا يَقطعُها
وإنْ سألتَ عن سَعَتِها :
فأدنى أهلَها يسير في
مُلكِه
و سُرُرِه
و قصورِه
و بَساتينِه
مسيرة ألفي عام
وإنْ سألتَ عن خيامها و قبابِها :
فالخيمة الواحدة مِن دُرَّة مُجوَّفة
طُولُها ستون مِيلًا من تلك الخيام
وإنْ سألتَ عن عَلاليَها و جواسِقِها :
فهي غُرَفٌ مِن فوقِها غُرَفٌ مَبنِيَّة
تجري من تحتِها الانهار
وإنْ سألتَ عن ارتفاعِها :
فانْظُر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق
الذي لا تكاد تناله الأبصار
وإنْ سألتَ عن لِباس أهلِها :
فهو الحرير والذهب
وإنْ سألتَ عن فُرُشِها :
فبَطائـنُها من إستبرَق مفروشة في أعلى الرُّتَب
وإنْ سألتَ عن أرائكِها :
فهي الاسِرَّة عليها البَشخانات
و هي الحجال مُزَرَّرة بأزرار الذهب فما لها من فروج و لا خِلال
وإنْ سألتَ عن وُجوه أهلِها و حُسْنِهم :
فعَلى صورة القمر
وإنْ سألتَ عن أسنانِهم :
فأبناءُ ثلاثة وثلاثين
على صورة آدم - عليه السلام - أبي البَشَر
وإنْ سألتَ عن سَماعِهم :
فغِناءُ أزواجِهم من الحُور العِـين
وأعلى منه سَماعُ أصوات الملائكة والنبيين
وأعلى منهما سَماعُ خِطابِ ربِّ العالمين
وإنْ سألتَ عن حُلِـيِّهم وشارتِهم :
فأساوِر الذهب واللؤلؤ على الرؤوس ملابس التِّيجان
وإنْ سألتَ عن غلمانِهم :
فوِلْدانٌ مُخلَّدون .. كأنهم لؤلؤٌ مكنون
وإنْ سألتَ عن عرائِسِهم و أزواجِهم :
فهُنَّ الكَواعـب الاتراب اللاتي جَرى في أعضائِهن ماءُ الشباب .
[/size]
برعاية the princesses