☀ ī₭ṝām كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1192 عُمّرـيً * : : 21 تقييمــيً % : : 34806 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 30 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 31/12/2015
| موضوع: هارون الرشيد The princesse 28/1/2016, 9:36 pm | |
| [postbg=https://i.servimg.com/u/f55/14/83/59/48/daqtda10.gif] هارون الرشييد
هارون الرشيد بن محمد المهدي هو الخليفة العباسي الخامس، يعتبر من أشهر الخلفاء العباسيين.حكم بين عامي 786 و806 م (170 هـ إلى 191 هـ).ولد حوالي سنة 766م في مدينة الري وتوفي سنة 806م في مدينة طوس (مشهد اليوم).وهو أكثر الخلفاء العباسيين ذكرا في المصادر الأجنبية كالحوليات الألمانية على عهد الامبراطور شارلمان التي ذكرته باسم Aron، والحوليات الهندية والصينية التي ذكرته باسم Alun, أما المصادر العربية فقد أفاضت الكلام عنه حيث صور بالخليفة الورع المتدين الذي تسيل عبراته عند سماع الموعظة والمجاهد الذي أمضى معظم حياته بين حج وغزو، فكان يحج عاما ويغزو عاما، وانه أول خليفة عباسي قاد الغزو بنفسه، وقد نقل ابن خلكان أن الرشيد قد حجّ تسع مرّات وكان يصلي في اليوم مائة ركعة, كذلك كان يصور بصورة الخليفة الحذر الذي يبث عيونه وجواسيسه بين الناس ليعرف أمورهم وأحوالهم، بل كان أحيانا يطوف بنفسه متنكرا في الأسواق والمجالس ليعرف ما يقال فيها، ويعتبر عصره العصر الإسلامي الذهبي.
حياته قبل الخلافة
هارون الرشيد هو ابن الخليفة محمد المهدي من زوجته الخيزران بنت عطاء التي كان لها نفوذ كبير في الدولة, ولد هارون في مدينة الري سنة 766 كان والده واليا على المدينة, نشأ في صباه مع أخيه موسى الهادي في بغداد وعاش في قصر الخلافة في رعاية جده عاما قبل أن تنتقل أسرته إلى قصرها الجديد قرب الرصافة في الجانب الشرقي من مدينة بغداد, أشرفت على تربيته أسرة البرامكة الفارسية[4] التي كان لها روابط وثيقة بأسرة الخلافة وعائلة المهدي, وتلقى تعليمه على يد العالم علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي الكوفي عالم النحو المعروف بالكسائي الذي ظل معه حتى وفاته ثم صار أيضا معلما للأمين ابن الرشيد كما تولى تربيته وتعليمه أيضا المعلم المفضل الضبي الذي صنف للمهدي كتاب "المفضليات" وفي عام 158 هـ توفي أبو جعفر المنصور وأصبح المهدي في منصب الخلافة ودفع بابنه هارون للتدرب على الفروسية والرمي وفنون القتال، وعندما أصبح هارون شابا يافعا عينه والده قائدا في الجيش الذي يضم العديد من القواد الكبار وأمراء الدولة وكان عمر هارون وقتها لا يتجاوز الخمس عشر عاما, وخرج الجيش عام 163 هـ إلى أراضي الروم وتوغل فيها وأظهر هارون براعة في قيادته وحاصر قلعة رومية اسمها "سمالوا" ثمانية وثلاثين يوما حتى انتهى الأمر بفتحها, وعاد الرشيد بالجيش سالما محملا بالغنائم فاستقبله أهل بغداد وكافأه المهدي بتوليته بلاد المغرب وأذربيجان وأرمينية، لكنه اشتهر بشهرة كبيرة بين الأوساط الشعبية وذلك بعد الحملة العسكرية التي قادها ضد الامبرطورة البيزنطية ايرين ووصل فيها إلى أبواب القسطنطينية, وفي خلال هذا الوقت تزوج هارون ابنة عمه زبيدة بنت جعفر والتي أنجب منها هارون ولده محمد الأمين، أما ابنه الثاني عبد الله المأمون فقد ولد من جارية فارسية اسمها مراجل. وعاد هارون من تلك الغزوة إلى بغداد وقد فرح المهدي بانتصار ابنه وأطلق عليه لقب الرشيد وأخذ له البيعة كولي للعهد بعد أخيه الأكبر موسى الهادي فأصبح هارون الرشيد ولي العهد الثاني
توليه الخلافة
بويع الرشيد بالخلافة في (14 ربيع الأول 170 هـ/14 سبتمبر 786م)، بعد وفاة أخيه موسى الهادي، وكانت الدولة العباسية حين آلت خلافتها إليه مترامية الأطراف متباعدة تمتد من وسط آسيا حتى المحيط الأطلسي، معرضة لظهور الفتن والثورات، تحتاج إلى قيادة حكيمة وحاسمة يفرض سلطانها الأمن والسلام، وتنهض سياستها بالبلاد، وكان الرشيد أهلاً لهذه المهمة الصعبة في وقت كانت فيه وسائل الاتصال صعبة، ومتابعة الأمور شاقة.
بغداد الرشيد
تولية الحكم بتولي الرشيد الحكم بدأ عصر زاهر كان واسطة العقد في تاريخ الدولة العباسية التي دامت أكثر من خمسة قرون، ارتقت فيه العلوم، وسمت الفنون والآداب، وعمَّ الرخاء ربوع الدولة الإسلامية. ولقد أمسك هارون الرشيد بزمام هذه الدولة وهو في نحو الثانية والعشرين من عمرهِ، فأخذ بيدها إلى ما أبهر الناس من مجدها وقوتها وأزدهار حضارتها. أصدر الرشيد عند توليه الخلافة عفوا عاما أمن كل من كان هاربا أو مستخفيا عدا بعض الزنادقة. كما استعمل الرقة عاصمة لهُ بين عامي 799 و800 وأنشأ بما يعرف ببيت الحكمة في بغداد وزودها بأعداد كبيرة من الكتب والمؤلفات من مختلف بقاع الأرض. وكانت تضم غرفًا عديدة تمتد بينها أروقة طويلة، وخُصصت بعضها للكتب، وبعضها للمحاضرات، وبعضها الآخر للناسخين والمترجمين والمجلدين. كما تمت في عهده أول ترجمة إلى العربية لأشهر كتاب علمي عرف في التاريخ وهو "كتاب الأصول (الأركان) في الهندسة والعدد لإقليدس ، وتطورت العلوم خصوصًا الفيزياء الفلكية والتقنية، وابتكرت عدد من الاختراعات كالساعة المائية.كما أنشيء في عهده أول مصنع للورق ببغداد سنة 795 م وصار سوق الوراقين لاحقا الذي يضم مئات الحوانيت التي تبيع السلع الورقية الفاخرة مفخرة عاصمة العباسيين وكان ورق بغداد يقدر تقديرا عاليا في المنطقة حتى ان بعض المصادر البيزنطية تسمي الورق بصحف بغداد (Bagdatixon) في ربط مباشر بينه وبين مدينة بغداد اهتم هارون الرشيد بالإصلاحات الداخلية فبنى المساجد الكبيرة والقصور الفخمة وفي عهده استعملت القناديل لأول مرة في إضاءة الطرقات والمساجد. اعتنى الرشيد أيضًا بالزراعة ومأسسة نظامها، فبنت حكومته الجسور والقناطر الكبيرة وحفرت الترع والجداول الموصلة بين الأنهار، وأسس ديوانًا خاصًا للإشراف على تنفيذ تلك الأعمال الإصلاحية، ومن أعماله أيضًا تشجيع التبادل التجاري بين الولايات وحراسة طرق التجارة بين المدن، وقد شيّد مدينة الواقفة قرب مدينة الرقة على ضفاف الفرات لتكون مقرًا صيفيًا لحكمه. و غدت بغداد قبلة طلاب العلم من جميع البلاد، يرحلون إليها حيث كبار الفقهاء والمحدثين والقراء واللغويين، وكانت المساجد الجامعة تحتضن دروسهم وحلقاتهم العلمية التي كان كثير منها أشبه بالمدارس العليا، من حيث غزارة العلم، ودقة التخصص، وحرية الرأى والمناقشة، وثراء الجدل والحوار. كما جذبت المدينة الأطباء والمهندسين وسائر الصناع. وكان الرشيد نفسه يميل إلى أهل الأدب والفقه والعلم، حتى ذاع صيت الرشيد وطبق الآفاق ذكره، وأرسلت بلاد الهند والصين وأوروبا رسلها إلى بلاطهِ تخطب وده، وتطلب صداقته.
تصديه للفتن والثورات الداخلية
إخماد ثورات الخوارج
ظهرت طائفة الخوارج أثناء القتال الذي جرى بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، واستمر خروج هذه الطائفة على خلفاء بني أمية وبني العباس, لكنهم لم يكونوا بالخطورة التي كانوا عليها في العصور السابقة أثناء عصر الرشيد لذلك سهل على الرشيد القضاء على ثوراتهم. كانت أول ثورة قام بها الخوارج قادها الفضل بن سعيد الحروري لكنه قتل بعد فترة وجيزة من خروجه. ثم الصحصح الخارجي بالجزيرة فتصدى له والي الجزيرة لكنه انهزم أمامه وسار الصحصح إلى الموصل فقاومه عسكر المدينة بباجرمي لكنهم لم يتمكنوا منه وعاد إلى الجزيرة, فأرسل له الرشيد جيشا لحقه بدورين فقتله وقضى على ثورته. و في سنة 178 هـ خرج الوليد بن طريف التغلبي بالجزيرة فدخل إلى أرمينية وحاصر مدينة خلاط عشرين يوما فافتدوا منه أنفسهم بثلاثين ألفا. ثم سار إلى أذربيجان ثم إلى أرض حلوان وأرض السواد ثم عبر إلى غرب دجلة وقصد مدينة بلد وافتدى أهلها منه بمائة ألف, وبقي في أرض الجزيرة فأرسل اليه الرشيد قائده يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني الذي واجه الوليد وانتصر عليه وقضى على ثورته وانتهت الأزمة بمقتل الوليد. و في عام 179 هـ خرج حمزة بن أترك السجستاني وعظم أمره عام 185 هـ عندما عاث فسادا في بادغيس بخراسان فتصدى له عيسى بن علي بن عيسى وقتل الكثير من أعوانه وهرب حمزة إلى كابل. و في سنة 191 هـ خرج ثروان بن سيف في سواد العراق فتصدى له طوق بن مالك أدى إلى فرار ثروان ولم يعد له من أثر يذكر.
إنهاء الفتن الداخلية
ظهرت حركات استقلالية في دولة الخلافة ترغب في الاستقلال وتصدى لها الرشيد وقضى عليها. في سنة 178 هـ قامت طائفة من قيس وقضاعة على والي مصر فقاتلوه فبعث لهم الرشيد هرثمة بن أعين فقاتلهم حتى أذعنوا له الطاعة وأدوا ما عليهم من الخراج, كذلك أخمد هرثمة فتنة قامت في أفريقيا بقيادة عبدويه الأنباري, وكان الفضل فيها يعود ليحيى البرمكي الذي كاتب عبدوية ووعده الأمان ان استجاب له فاستسلم عبدويه ووفى له يحيى بالأمان. و ظهرت بعض الفتن في عام 176 هـ في الشام بين القبائل المضرية واليمانية ودامت المعارك بينهما دهرا طويلا فأرسل الرشيد جيشا أنهى تلك الفتنة عام 177 هـ. و في عام 185 هـ خرج أبو الخصيب وهيب بن عبد الله النسائي واحتل أبيورد وطوس ونيسابور ثم هزم في مرو وخرج اليه علي بن عيسى بن ماهان وواجهه وقضى عليه عام 186 هـ
الرشيد والبرامكة
لما ولي هارون الرشيد الخلافة عرف ليحيى فضله عليه فاستوزره وزارة تفويض وهي الوزارة التي تستغني عن تواقيع الخليفة على عكس وزارة التنفيذ التي يباشرها الخليفة بنفسه. قام يحيى البرمكي بإدارة شؤون الدولة خير قيام وكان يساعده في ذلك ولداه الفضل وجعفر، أما الفضل فقد كان إداريا ماهرا وكانت مهارته في اخماد ثورة يحيى بن عبد الله العلوي دون أن يسفك دما كذلك كان كريما سخيا, وقد ولاه الرشيد بلاد المشرق (خراسان وطبرستان وأرمينيا وبلاد ما وراء النهر) قام الفضل هناك بأعمال انشائية عظيمة الشأن من حفر القنوات وبناء المساجد والزوايا فحسنت سيرته في تلك البلاد. أما جعفر البرمكي وهو أصغر سنا من الفضل فقد ولاه الرشيد على الجزيرة والشام ومصر وأفريقية, وكان محبوبا لدى الرشيد فاستبقاه في بغداد كي يكون قريبا منه وهذه الثقة الكبيرة التي أولاها الرشيد لجعفر البرمكي جعلت له نفوذا في الدولة. أعطى الرشيد البرامكة سلطات واسعة وافسح لهم المجال في الاشراف على جميع مرافق الحياة العامة: في الإدارة والعلوم والفنون.
نكبة البرامكة وعلى الرغم من اهتمام المؤرخين بهذه الحادثة إلا أن أسبابها ودوافعها ظلت غامضة ومجهولة وأشار المؤرخون أمثال الطبري واليعقوبي وأبو الفداء والمسعودي أن سبب غضب الرشيد على البرامكة وسخطه عليهم أمر مختلف فيه، وقد ذكر المؤرخون العديد من الأسباب واختلفوا في تعليلها وأخذوا يرجحون بعضها على بعض.[14] و الأقرب إلى الواقع أن نكبة البرامكة ترجع إلى حد كبير إلى ذلك الصراع الخفي الذي كان قائما بين حزبي العرب والعجم والذي ظل مستمرا بعد ذلك أيام الأمين والمأمون. في عهد الرشيد يظهر الصراع بين العرب والعجم بوضوح حينما عهد إلى ابنه الأمين بولاية العهد من بعده سنة 175 هـ، وذلك تحت تأثير الحزب العربي الممثل في زوجته زبيدة بنت جعفر وحاجبه الفضل بن الربيع، وكان الأمين في الخامسة من عمره مما يدل على أنها كانت لها دلالة خاصة وهي ضمان الخلافة للعصبية العربية، ولم يرض الجانب الفارسي وعلى رأسه البرامكة بهذا الوضع فأخذوا يسعون لدى الرشيد حتى نجحوا في جعله يعهد إلى ولده المأمون بولاية العهد بعد الأمين سنة 182 هـ، على أن يتولى المأمون ولاية المشرق بعد وفاة أبيه بمعنى أن خلافة الأمين بعد وفاة والده تصبح على بلاد المشرق خلافة صورية والمعروف أن المأمون كان من أم فارسية ولهذا أيده البرامكة.[15] و في سنة 186 هـ حج الرشيد ومعه ابناؤه الأمين والمأمون وهناك في البيت الحرام (أي الكعبة) أخذ عليهما المواثيق المؤكدة بأن يخلص كل منهما لأخيه وأن يترك الأمين للمأمون كل ما عهد اليه من بلاد المشرق، ثغورها وكورها وجندها وخراجها وبيوت أموالها وصدقاتها وعشورها وبريدها، وسجل الرشيد هذه المواثيق على شكل مراسيم وعلقها في الكعبة لتزيد في قدسيتها، ويؤكد تنفيذها كما كتب منشورا عاما بهذا المعنى للآفاق. وبذلك ضمن العرب الخلافة للعربي النسب والعجم بزعامة البرامكة ضمنوا الشرق لرجل أخواله عجم.[16] و لم يقف الأمر عند هذا الحد بل أخذ العرب يوغرون صدر الرشيد ضد البرامكة ويحذرونه من استبدادهم بالأمر وخلعهم له وصار الرشيد يتلقى رقاعا غفلا من التوقيع تصور خطورة الحالة، أدت كثرة الدسائس إلى افزاع الرشيد وجعلته يشعر بأنه صار مغلوبا على أمره وأن البرامكة شاركوه في سلطانه بشكل أخل بتوازن الدولة وسلامتها مما اضطره إلى التخلص منهم، والعباسيون عموما كانوا حساسين من هذه الناحية السياسية ولهذا قتلوا كل من شكوا في اخلاصه. عاقب الرشيد البرامكة جميعا وزج بهم في السجن وصادر أموالهم ومنع الشعراء من رثائهم وتوفي يحيى والفضل في السجن قبل وفاة الرشيد، أما سائر البرامكة فقد عفا عنهم الأمين بعد ذلك.[15] و هكذا تنتهي نكبة البرامكة بانتصار العرب هذه المرة، وقد تولى الوزارة بعدهم الفضل بن الربيع نصير الحزب العربي كما تولى الرشيد أمور الحكم بنفسه حيث كان يتنقل في أرجاء دولته ويقود الجيوش ضد الثائرين وضد البيزنطيين.[17] ويقول المؤرخ مصطفى جواد في موقفه من البرامكة : "لعل أغرب ما وهم فيه المؤرخون فعمى عليهم سبب تدمير هارون الرشيد للبرامكة أنهم عدوا بني برمك دعاة للعلويين، والمشكلة التاريخية إذا استبهم جانب منها تشعبت فيها الظنون واختلفت الآراء واضطربت الأحكام. ولو علم المؤرخون أن البرامكة تقربوا إلى الرشيد بالسعي على العلويين والسعي بهم وتبغيضهم لوجدوا إلى سبب تلك الفتكة الهامشية سبيلا، وعلى الجلية دليلا، وعلموا أنهم إنما حق عليهم العذاب ودمرهم الله تدميرا، بل وان السبب الحقيقي وراء قضاء هارون الرشيد عليهم، هو تدبيرهم لقتل موسى بن جعفر ، وولوغهم في دماء بني علي وطلبوا الزلفى بتعذيبهم وأعلوا مراتبهم بخفض العصبية الهاشمية واجتثاث الشجرة النبوية. ولقد جرؤوا بإلحادهم وسوء سيرتهم أن جعفرهم حز رأس حبيسه العلوي عبد الله الشهيد بن الأفطس، في يوم النوروز وأهداه إلى الرشيد في طبق الهدايا، فلما رفعت المكبة من فوق الطبق ورأى الرشيد رأس بن عمه استعظم ذلك ، فقال له جعفر: ما علمت أبلغ في سرورك من حمل راس عدوك وعدو آباءك إليك. وكان الرشيد قد حبسه عند جعفر وأمره بأن يوسع عليه. وقال ذات يوم: اللهم أكفنيه على يد ولي من أوليائي وأوليائك. فلم يجد هذا الشقي الكفاية إلا بقتله صبرا لا سيف يذود به عن نفسه ولا بنو علي حوله يحوطونه ويكلآونه ولا شفيع يرد عنه بؤم الزنادقة، وهو الذي شهد وقيعة "فخ" متقلدا سيفين يذود بهما عن سيده. فلما أسر أخذه الرشيد وحبسه عند جعفر، فضاق صدره بالحبس، وكتب إلى الرشيد رقعة يشتمه فيها شتما قبيحا فلم يلتفت الرشيد إلى ذلك، لأنه عالم بالعزة العلوية والاستبسال الهاشمي، ولم يأمر إلا بالتوسع عليه والترفيه عنه فكان من أمره مع جعفر البرمكي ما كان" .
الرشيد ولعبة الأمم
الامبراطورية البيزنطية
كانت علاقة الرشيد بالإمبراطورية البيزنطية علاقة حرب وعداء كما كانت على عهد أبيه وجده, واصل الرشيد استكمال تحصينات ثغوره المتاخمه للبيزنطيين وأقام منطقة جديدة بين شمال الجزيرة وشمال الشام أطلق عليها اسم منطقة العواصم وجعل قاعدتها مدينة منبج في شمال شرق حلب ورتب فيها جيشا دائما, كذلك اهتم بمنطقة الثغور الشامية التي على الحدود بين آسيا الصغرى وسوريا فعمر فيها طرسوس وأضنة وعين زربه (ناورزا) كما أقام فيها حصونا جديدة مثل حصن الهارونية بين مرعش وعين زربه، اهتم الرشيد بمناطق الثغور وولى عليها ابنه الثالث أبا القاسم الملقب بالمؤتمن, كذلك اهتم الرشيد بتقوية الجيش العباسي حتى صار من أقوى جيوش العالم في ذلك الوقت ثم وجه الحملات المتكررة على المواقع البيزنطية في آسيا الصغرى. كانت شهرة هارون الرشيد قبل الخلافة تعود إلى حروبه العظيمه ضد الروم، فلما ولي الخلافة استمرت الحروب بينهما، وأصبحت تقوم كل عام تقريباً. وأضطرت دولة الروم أمام ضربات الرشيد المتلاحقة إلى طلب الهدنة والمصالحة، فعقدت إيريني ملكة الروم صلحاً مع الرشيد، مقابل دفع الجزية السنوية له في سنة 181 هـ، وظلت المعاهدة سارية حتى نقضها إمبراطور الروم نقفور الأول، الذي خلف إيريني في سنة 186 هـ ، وكتب إلى هارون: "من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب، أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ (القلعة في الشطرنج)، وأقامت نفسها مقام البَيْدق (الجندي في الشطرنج)، فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقًا بحمل أمثالها إليها، لكن ذلك ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها، وأفتدِ نفسك بما يقع به المبادرة لك، وإلا فالسيف بيننا وبينك". فلما قرأ هارون هذه الرسالة غضب غضبًا شديدًا ورد عليها برسالة مماثلة قال فيها : "من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، والجواب ما تراه دون ما تسمعه، والسلام". وخرج هارون الرشيد على رأس جيش كبير بلغ تعداده 135 ألفا سوى الاتباع والمطوعة وتوغل في آسيا الصغرى حتى وصل هرقلة عاصمة كورة بيثينيا فحاصرها واستولى عليها عنوة سنة 806 م وأعقب ذلك توجيه حملات متلاحقة بقيادة كبار قواده أمثال داود بن عيسى وشراحيل بن معن بن زائدة ويزيد بن مخلد, هزمت جيوش البيزنطيين ودمرت حصونهم واضطر الامبراطور نقفور أن يتناسى خطابه ويعترف بهزيمته ويتعهد بدفع الجزية من جديد وفي ذلك يقول الطبري : "و بعث نقفور إلى الرشيد بالخراج والجزية عن رأسه وولى عهده وبطانته وسائر أهل بلده خمسين ألف دينار منها عن رأسه اربعة دنانير وعن رأس ابنه استبراق (هوستوراكيوس) بدينارين كما تعهد بان لا يعيد ترميم الحصون التي دمرها الرشيد". و يبدوا أن الضربات التي وجهها الرشيد إلى الدولة البيزنطية كانت عنيفة وحاسمة بدليل أنها لم تحاول الاستفادة بعد ذلك من الفتنة التي دبت بين الأمين والمأمون في استعادة ما فقدته في عهد الرشيد.
الامبراطورية الرومانية المقدسة
اشتهرت شخصية الرشيد في أوروبا نتيجة لعلاقته الودية مع امبراطور الدولة الرومانية المقدسة شارلمان (768 - 814 م)، بودلت بينهما السفارات، والبعثات الدبلوماسية المتنوعة كما وردت في الحوليات الملكية الكارولنجية "Carolingian Royal Annales" في المدة التي بين 797 - 806 م، أرسل شارلمان ثلاث سفارات مختلفة إلى البلاط العباسي في بغداد وفي المقابل أرسل الرشيد بعثتان تجاريتان على الأقل إلى أوروبا, ففي عام 801 م وصلت أولى البعثات العباسية إلى بيزا بشمال إيطاليا تبعتها سفارة ثانية إلى آخن بألمانيولا شك أن المصالح السياسية كانت وراء هذا التفاهم الودي بين الملكين, فقد أراد شارلمان من وراء هذا الحلف أن يضعف من نفوذ امبراطور الدولة البيزنطية، واستغل الرشيد هذا الحلف ضد أعدائه البيزنطيين والأمويين في الأندلس على السواء. كانت تلك البعثات المتبادلة بين الملكين مرفقة عادة بالهدايا الوافرة وقد اختار شارلمان المنتجات القيمة من أقمشة ملكية فاخرة وأرسلها مع سفرائه إلى الرشيد, أراد شارلمان توسيع صادرات الأقمشة من فرنسا إلى أراضي الدولة العباسية وبالتالي تعزيز التجارة في مملكته, ورد عليها الرشيد بأن أرسل إلى شارلمان عطورا وأقمشة وفيلا ولوحة شطرنج وساعة مائية, كما عرض عليه الخليفة أن يكون حاميا للأماكن المسيحية المقدسة في بيت المقدس
ساعة الرشيد وشارلمان
ذكر أن الساعة المائية التي أرسلها الرشيد إلى شارلمان مصنوعة من النحاس الأصفر بارتفاع نحو أربعة أمتار وتتحرك بواسطة قوة مائية وعند تمام كل ساعة يسقط منها عدد من الكرات المعدنية يتبع بعضها البعض الاخر بحسب عدد الساعات فوق قاعدة نحاسية فتحدث رنينا جميلا في أنحاء القصر الامبرطوري كانت الساعة مصممة بحيث يفتح باب من الأبواب الاثني عشر المؤدية إلى داخل الساعة ويخرج منه فارس يدور حول الساعة ثم يعود إلى المكان الذي خرج منه وعندما تحين الساعة الثانية عشر يخرج اثنا عشر فارسا مرة واحدة يدورون دورة كاملة ثم يعودون من حيث أتوا وتغلق الأبواب خلفهم، أثارت الساعة دهشة الملك وحاشيته, واعتقد الرهبان أن في داخل الساعة شيطان يسكنها ويحركها, وجاؤوا إلى الساعة أثناء الليل، واحضروا معهم فؤوسا وحطموها إلا أنهم لم يجدوا بداخلها شيئا سوى آلاتها، وقد حزن الملك شارلمان حزنا بالغا واستدعى حشدا من العلماء والصناع المهرة لمحاولة إصلاح الساعة واعادة تشغيلها, لكن المحاولة فشلت, فعرض عليه بعض مستشاريه أن يخاطب الخليفة هارون الرشيد ليبعث فريقا عربيا لإصلاحها فقال شارلمان " انني أشعر بخجل شديد أن يعرف ملك بغداد أننا ارتكبنا عارا باسم فرنسا كلها" غير أن السفارات المتبادلة بين الرشيد وشارلمان قد ذكرت في المصادر الأوروبية فقط, ويرجع بعض المؤرخين الأوروبيين أمثال بارتولد وبروكلمان أن بعض التجار العراقيين الذين ذهبوا إلى مدينة اكس لاشابيل (آخن) قاعدة شارلمان انتحلوا صفة السفراء الناطقين باسم الرشيد لدى شارلمان من غير تفويض, ولهذا لم يرد ذكرهم في المراجع العربية, وكان اعتماد الجانبين في أداء هذه المهام الدبلوماسية على العلماء والفقهاء في أغلب الأحيان. المغرب والأندلس أما عن سياسة الرشيد نحو المغرب والأندلس فكانت تقوم على سياسة الاعتراف بالأمر الواقع في تلك البلاد وعدم الخوض في مغامرات غير مأمونة العواقب كما فعل أبوه المهدي وجده المنصور ولهذا اكتفى بمحالفة جارهم القوي شارلمان, كما أقام في أفريقية دولة مستقلة في نطاق التبعية للخلافة العباسية وهي دولة الأغالبة التي كانت بمثابة ثغر عباسي أو دولة حاجزة لحماية أطرافه الغربية من أخطار الخوارج, والأدارسة، والأمويين فضلا عن البيزنطيين، ولم يلبث إبراهيم بن الأغلب مؤسس هذه الدولة أن شرع في بناء مدينة جديدة على بعد ثلاثة أميال جنوبي القيروان سماها العباسية وجعلها قاعدة لامارته سنة 800 م - 183 هـ
أسرته
تزوج الرشيد زبيدة بنت جعفر وهي ابنة عمه ورغم أن الرشيد قد تزوج أكثر من امرأة إلا أن زبيدة كانت المتربعة على عرش قلبه, ومن زوجاته أيضا أمة العزيز وأم محمد ابنة صالح المسكين بنت عمه سليمان بن أبي جعفر وتزوج أيضا ابنة عبد الله التي تعود بالنسب إلى عثمان بن عفان وتلقب الجرشية لأنها ولدت بجرش باليمن, ومن زوجاته أيضا عزيزة بنت صالح وهي بنت خاله أخو أمه الخيزران. هذا بخلاف الجواري ملك اليمين، حيث كان وجود الجواري والحظايا أمرا معروفا في ذلك الوقت وخاصة عند الملوك والأمراء وكبار القوم. ولد لهارون الرشيد عشرة أبناء واثنتا عشر بنتا أما الأبناء فهم: محمد الأمين من زوجته زبيدة, وعبد الله المأمون من جارية فارسية اسمها مراجل, والقاسم بن الرشيد وأمه قصف, وأبو إسحاق محمد المعتصم بالله ووالدته تركية اسمها ماردة خاتون, و أحمد السبتي وعلي من زوجته أمة العزيز, وصالح من جارية اسمها رثم ومحمد أبو يعقوب ومحمد أبو عيسى ومحمد أبو العباس ومحمد أبو علي وهؤلاء من أمهات أولاد. أما بنات الرشيد فهن : سكينة أخت القاسم، وأم حبيبة أخت المعتصم من ماردة خاتون, وأروى وأم الحسن وحمدونة وفاطمة وأمها عفص, وأم سلمة وخديجة وأم القاسم رملة وأم علي وأم الغالية وريطة وكلهن من أمهات أولاد.
اهتمامه بالعلماء والأدباء
كان الرشيد مثقفا ثقافة عربية واسعة وكان يملك أدبا رفيعا وتذوقا للشعر واللغة لذلك قيل: كان فهم الرشيد فهم العلماء. وكانت مجالسه تملأ الشعراء والعلماء والفقهاء والأطباء والموسيقيين, وكان كثيرا ما يناقش العلماء والأدباء, كذلك كان ينقد الشعر والشعراء. كان يقول: " البلاغة التباعد عن الاطالة, والتقرب من معنى البغية, والدلالة بالقليل على المعنى", قال عنه الذهبي: "و كان يحب العلماء, ويعظم حرمات الدين, ويبغض الجدال والكلام, ويبكي على نفسه ولهوه وذنوبه لاسيما اذا وعظ" ويقول الخطيب البغدادي: "و كان يحب الفقه والفقهاء, ويميل إلى العلماء", ومن أشهر الأدباء الذين عاصروا الرشيد وحضروا مجالسه الشاعر الكبير أبو العتاهية وأبو سعيد الأصمعي. ومن علماء الدين الذين عاشوا في عصره الامام الشافعي صاحب المذهب الشافعي والامام مالك بن أنس صاحب المذهب المالكي في الفقه الذي التقى بالرشيد حين قصد الخليفة منزله بالمدينة المنورة وقرأ عليه الامام كتاب الموطأ وعلى الصعيد العلمي دعم الرشيد عالم الكيمياء المشهور جابر بن حيان وأسس وتلامذته منهج التجربة في العلوم. وكان العلماء يبادلونه التقدير، روي عن الفضيل بن عياض أنه قال: (ما من نفس تموت أشد علي موتا من أمير المؤمنين هارون ولوددت أن الله زاد من عمري في عمره)، فقال في ذلك أحد أصحاب الفضيل : (فكبر ذلك علينا فلما مات هارون الرشيد وظهرت الفتن وكان من ذلك في عهد المأمون عندما حمل الناس على القول بخلق القرآن قلنا الشيخ كان أعلم بما تكلم).
خاتمة الرشيد
كان الرشيد رغم كل هذه الأعمال العظيمة التي قام بها يشعر في قرارة نفسه بقلة الحيلة أمام المنافسات والتيارات الخفية في داخل مملكته وأن نكبة البرامكة لم تكن حلا للموقف، فهناك ولداه الأمين والمأمون يضمران النقمة لبعضهما البعض، ومن ورائهما حزبا العرب والعجم ينتظران خاتمة الرشيد ليستأنفا نضالهما من جديد، لذلك كان الرشيد في أواخر أيامه وحيدا حزينا يخفي علته عن الناس، إذ يؤثر عنه أنه كشف عن بطنه لأحد أصدقائه فاذا عليها عصابة من حرير ثم قال له: " هذه علة اكتمها عن الناس كلهم وكل واحد من ولدي علي رقيب وما منهم أحد الا وهو يحصي أنفاسي ويستطيل دهري" و اشتدت العلة بالرشيد وهو في طريقه إلى خراسان للقضاء على ثورة رافع ابن الليث وتوفي بمدينة طوس (مشهد الحالية في شمال شرق إيران) ودفن بها في جمادى الآخر في سنة 193 هـ (809 م) ولقد ذكر العلامة سالم الآلوسي، ان الرئيس أحمد حسن البكر في بداية حكمه، طالب إيران باسترجاع رفات الخليفة هارون الرشيد، كونه رمز لبغداد في عصرها الذهبي، وذلك بدعوة وحث من الاستاذ عبد الجبار الجومرد الوزير السابق في عهد عبد الكريم قاسم، ولكن إيران امتنعت، وبالمقابل طلبت استرجاع رفات الشيخ عبد القادر الكيلاني، لكونه من مواليد كيلان إيران ،وعندها طلب الرئيس من العلامة المؤرخ مصطفى جواد ،بيان الامر، فاجاب مصطفى جواد : ان المصادر التي تذكر ان الشيخ عبد القادر مواليد كيلان إيران، مصادر تعتمد رواية واحدة وتناقلتها بدون دراسة وتحقيق، اما الأصوب فهو من مواليد قرية تسمى جيلان (العراق) قرب المدائن، ولا صحة في كونه من إيران أو ان جده أسمه جيلان، وهو ما أكده العلامة حسين علي محفوظ في مهرجان جلولاء الذي أقامه اتحاد المؤرخين العرب وكان حاضرا الآلوسي أيضا سنة 1996، وفعلا اخبرت الدولة الإيرانية بذلك ولكن بتدخل من دولة عربية أغلق الموضوع. ويرى عدد من المؤرخين والمستشرقين ان قبر هارون الرشيد ما زال موجودا، ويسمى بالهارونية في طوس (مشهد) وهو ليس مدفون مع ضريح علي بن موسى الرضا (رض)، ولكن قبره هو مايسمى اليوم ضريح ابن سينا
الرشيد في ألف ليلة وليلة
في معظم حكايات “ألف ليلة وليلة” يقدم إلينا الخليفة العباسي هارون الرشيد في صورة الأمير الضجر الذي يطلب السلوى فيأتيه وزيره جعفر البرمكي ببعض رواة العصر وسمّاره، مثل الأصمعي وأبي نواس وإسحاق الموصلي، يروون له أغرب ما سمعوا أو شهدوا من القصص والأخبار، أو يدفعه الأرق إلى التماس السلوى بالطواف ليلاً في أنحاء العاصمة العباسية، وتفقد أحوال الرعية. وعندئذ يقدم إلينا الرشيد وقد تنكر في زي التجار، وتنكر معه بعض رفاق سمره وضجره الذين يلازمونه، مثل وزيره جعفر وسيافه مسرور ومغنيه إسحاق وغيرهم، وعندئذ يطوف الجميع معاً أحياء بغداد، فتسوقهم المقادير إلى بقعة أو منزل يقعون فيه على أغرب المشاهد، ويسمعون أغرب القصص والروايات. ومن القصص التي نسبت إلى عصر الرشيد قصة السندباد البحري الشهيرة وسفراته السبع. أما القصص التي اتخذ لها الرشيد بطلاً فهي عديدة منها قصة “قوت القلوب” الجارية الحسناء التي شغف بها الرشيد، ومنها قصة الرشيد مع خليفة الصياد، وقصته مع البنت العربية التي أنشدت أبياتاً أعجب بها، ثم طلب منها تغيير القافية واستبقاء المعنى، فغيرتها مراراً في مقطوعات عجيبة فأعجب بها وتزوجها. وثمة طائفة أخرى من القصص لا يبدو فيها الرشيد بطل القصة الأصلي، ولكنه يكتشف هذا البطل أثناء طوافه في أحياء بغداد، ومن هذه القصص قصة الشاب العماني الذي أضاع ثروته على الغواني وقصة محمد بن علي الجوهري. وفي مناسبات أخرى يستمع الرشيد إلى سمّاره وندمائه مثل الأصمعي وإسحاق حتى يصيبه الأرق.. وهكذا نجد الرشيد في “ألف ليلة وليلة” بطلاً من أبطال القصة، أسبغت عليه الصفات المبهرة والتي أسبغت على أبطال “ألف ليلة وليلة” الخياليين. في معظم هذه القصص نرى شخصية الرشيد تحتفظ بكثير من صفاتها التاريخية المعروفة من الجود والتواضع والنبل والفروسية وشغف البذخ والتقى والورع وحب العلماء والعلم وغيره مما تؤيده المصادر التاريخية الحقة، بيد أن طائفة أخرى من الوقائع والصفات المبتكرة نسبت إلى الرشيد لكي تستكمل صورة بطل القصة الحقيقي. والحق أن كتاب “ألف ليلة وليلة” قد أسبغ على هارون الرشيد وعصره روعة وشهرة وبهاء لم تزده القرون إلا تخليداً ورسوخاً، وقد أثرت هذه الصورة في الآداب الغربية التي ترجم إلى لغاتها الكتاب، حيث بات هارون الرشيد أشهر الخلفاء المسلمين على الإطلاق في الغرب الذي تعرّف إليه من خلال قصص “ألف ليلة وليلة”
| |
|
Xandra كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 4056 عُمّرـيً * : : 21 تقييمــيً % : : 153778 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 161 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 27/07/2014
| |