لايهمني .. أغنية قديمة أو جديدة .. مشهورة أو مغمورة .. لاتهمني الموضة أبداً !! .. فقط إذا أعجبتني فقد أعجبتني !! .. وستعجبني إلى أجل غير مسمى !! ..
فعندما تذوب الأحزان .. وتتلاشى عواطف الأشواق .. وتتلاقى هذه العواصف في بحر الذكريات .. أقف حينها على شاطئ الألحان .. وأرسو في رصيف الأنغام .. لتحدثني الموسيقي بلغة أسرار النفوس .. وشفرات الأحاسيس .. وطلاسم الشعور ..
أغان ٍ أسرتني منذ أمدٍ بعيد .. تطوف دوماً بكلماتها وألحانها في فضاء مشاعري .. لا أدري ماهو سر إرتباط الذبذبات الشاعرية مع الذبذبات السمعية ! .. ولا أفهم كيف تهيم النفوس وتذوب أمام مقطوعة موسيقية ! ..
ولكن أدري أن هنالك أصوات موسيقية تحلق بي إلى أعماق الكون !! .. وأفهم أن الموسيقي تترجم لي وصفات الأحاسيس وكلام النفوس !! ..
هذا الصوت الساحر هو أجنحة الخيال لدي لأذهب إلى البعيد والبعيد !! ..
ليست كلمات الأغنية هي كل شيء ... بل هي عندي أحياناً لاشيء .. ولاتـُقاس أبداً بلحنها الموسيقي الخيالي الفتان !! .. فحيناً تبعد الكلمة عن لحنها مثل السماء والأرض !! ..
فهنالك أغنية عرفتني معنى الإحساس .. أدخلتني في بُعد عميق خيالي غامض .. أشعرتني ماهية المشاعر .. وأسرار الخواطر .. علمتني أحرف الهيام .. ودرّستني شِعر الغرام !! ..
وأخرى ألقت بي من عل ٍ ... رمتني في دوامة اللوعات ... سجنتني في قفص الآهات .. وضمتني إلى أحضان المجهولات ... وحصرتني في أوهام الخيالات !! ..
وأخرى ليتها كانت طيف محبوبي .. إنها تقرأ أفكار عقلي .. تمس كل أوتار قلبي .. تمسك فيني كل عصب حساس وغير حساس .. أسأل نفسي عند سماعها .. ترى أية عبقرية فنية أخرجت هذا اللحن ؟؟ ..
وأخرى بعدها هي كوكب من الأسرار ... قارات من الطلاسم ... أبعاد كونية سحيقة لانهائية .. بحار من الشفرات ... مساحات شاسعة من الغرائب ... وأحراش كثيفة من غابات العجائب !! ..
هذه الأمثلة لم تمنع أذناي أن تقف وتترصد كموظف جمارك تفتش عن خبايا كل صوت ولحن وإيقاع .. تريد سماع أسرار الأصوات ... تدغدغها ذبذبات المقطوعات .. فمازال هنالك المزيد منها والمزيد !! .. التي أحلم بها ... وتهيم نفسي بها .. وأراها دائما على شاطئ الأنغام ...