مقدمة : إن الحياة على هذا الكوب تسير قدما للأمام منذ البدء، وحتى اليوم الموعود، وهذه المسيرة ليست مسيرة زمنية وحسب بل هي مسيرة نوعية، وعلى مر العصور نجد أن الكائنات جميعا ومن بينها الإنسان تنمو وتتطور، منها يستطيع التكيف مع البيئات والمستجدات التي ترافق عملية التطور ومنها لا يستطيع ذلك فتحصل عملية الانقراض أو شبه الانقراض كما عرفنا أن هناك عاشت في العصور القديمة ومنها الديناصور ولكنها انقرضت بسبب عملية التطور التي مرت فها الأرض وتغير المناخ، وشح الطعام . لقد مر الإنسان بأحداث كثيرة خلال رحلة التطور التي عاشها. فمنذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض بدأ بالبحث عن سبل للتعايش مع بيئته، وفي الكثير من الأحيان كان يجد هذه السبل عن طريق الصدفة التي ترتبط ضمنيا مع قانون التطور الطبيعي ، وفي الكثير من الأحيان الأخرى كان تلعب البيئة دورا هاما في إرشاده لطريق التطور، ولأن الإنسان كائن عاقل وليس فطري وغريزي فقط فقد قام في عمليات الابتكار، وكانت لديه القدرة على الاستنتاج والتحليل، واستطاع أن يستفيد من تراكم الخبرات، ولا يزال ينهج هذا النهج حتى الآن. كانت أولى وأهم اكتشافات الإنسان هي النار، وبناء عليها استطاع أن يتطور ويبني ويتقدم في مسيرة الاكتشاف والابتكار والتطور، ومن المعروف أن الإنسان قد عاش فترات سبات نسبي بمعنى أن هناك سنيين طويلة قد مرت لم يتطور بشكل ملحوظ ، وفي الجانب الآخر نعرف أن تاريخ الإنسان مر بمراحل أشبه أو هي قفزات نوعية ومنها الثورة الصناعية والثورة الزراعية، والثورة التكنولوجية، وهذه الفترات قفزت بالإنسان قفزات هائلة للتقدم في موكب الحياة، واستطاع أن يسخر من خلالها الكثير من قوانين وخيرات الطبيعة لخدمته، فكانت الثورة الزراعية هي عملية إنتاج مكثف للغذاء ، وكانت الثورة الصناعية عملية إنتاج ضخم جعلت سبل العيش أفضل وأسهل على جميع البشر ، الذين وصلتهم هذه الثورة لأنه ومن المعروف وإلى الآن لا تزال بعض الدول والقرى والمدن تعيش حياة الإنسان البدائي فلم تنل حظا من تطور الإنسان واكتشافاته، ومن خبراته على مر الزمان.