وأخيرا عطلة نهاية الأسبوع سأرتاح لمدة يومان من الدراسة المملة...أكره أيام الخميس عادة ما تكون طويلة...
عدت إلى المنزل و كالعادة والدي لم يأتيا بعد من العمل، دخلت لغرفتي و غيرت ملابسي و استلقيت على سريري لكي أرتاح قليلا ليس لدي تلفاز، دائما أشتكي لأنني أريد واحدا في غرفتي و لكن أمي دائما ترفض الأمر..
بعد مدة نصف ساعة كنت قد ارتحت نظرت للساعة و قد كانت 15:45 قررت أن أحضر شيئا، ذهبت للمطبخ و حضرت الكعك و الحليب و جلست أشرب و آكل حتى وصلا أبي و أمي من العمل، نهضت و سلمت عليهما و عدت مكاني
قالت أمي:"كعك؟"
قلت:"أجل لقد حضرته من أجلكما و فارس، إنها نهاية الأسبوع سيأتي"
قالت أمي:"لا أدري لم يهاتفني بعد"
ذهبت أمي لغرفتها و أنا بقيت في المطبخ و نظفت المكان حتى شعرت بهاتفي يهتز، رأيت بالشاشة و كان علي أرجعت هاتفي مباشرة و انطلقت مباشرة لغرفتي، أغلقت الباب و جلست و تلقيت المكالمة
قلت:" ألو مرحبا"
قال:"كيف حالك حبيبتي"
قلت:"بخير و أنت"
قال:"بخير أيضا و لكن اشتقت إليك"
قلت بابتسامة:"أممممم أنا أيضا، و أنت لم تأت اليوم للجامعة و نحن في نهاية الأسبوع و لن أراك حتى يوم الأحد"
قال:"لا تذكريني... و ماذا عن السكايب ألن أراك"
انزعجت لذكر السكايب فأنا أكره هذه الأمور المتعلقة بالأنترنت
قلت:"أنت تعلم بأنني أكره الحديث في السكايب"
قال بازدراء:"أجل لا يهم"
قلت:"إذن..."
قال:"ليان حبيبتي سأذهب و أهاتفك لاحقا حسنا..."
قلت:"حسنا.. وداعا"
قال:"أحبك"
قلت:"وأنا أيضا"
كلما أقول و أنا أيضا أحبك أشعر بالذنب و أشعر بتأنيب الضمير..
أغلقت الهاتف و عدت للمطبخ أكمل التنظيف ثم أردت أن أهاتف فارس و لكنه لم يجب على مكالماتي أعدت هاتفي لجيبي و ذهبت لغرفة المعيشة و أشعلت التلفاز، بدأت أتفرج حتى مللت..
عدت للمطبخ و كانت أمي هناك حضرت معها العشاء و عندما أتممت ذهبت لغرفتي، أحضرت كمبيوتري المحمول و فتحت صفحتي في الفايسبوك ، كانت صديقتي آنيا على الخط و ظللت أكلمها حتى نادتني أمي للعشاء، أغلقت الكمبيوتر ثم ذهبت للمطبخ جلست على طاولة العشاء و بدآ أمي و أبي بالكلام عن العمل الذي لا ينتهي، أنا شعرت بالملل القاتل فعندما لا يأتي فارس أكره و أشعر بالوحدة الشديدة.
عندما انتهيت دخلت غرفتي و تفقدت هاتفي و وجدت رسالة نصية من علي يقول فيها:"شكرا ليان على أفعالك.."
وترتني هذه الرسالة و رميت هاتفي على السرير، طرقت أمي الباب، دخلت و
قالت:"ليان ابنتي.. عندما تنتهي صلاة الجمعة انزلي للحلواني الذي في العمارة المقابلة و اشتري الحلويات من كل الأنواع"
تعجبت و قلت:"و لم هذا التبذير.. هل سيأتينا ضيوف؟"
قالت:"هذا ليس تبذير إنه إكرام الضيف و أجل سيأتي عندنا ضيوف"
قلت:"من؟ خالتي أم عمتي أم أحد الأقرباء؟"
قالت:"لا و لا و لا.. ستأتي زوجة الرئيس مع ابنتها أو أختها"
قلت:"زوجة رئيسك أنت و أبي في العمل؟"
قالت:"أجل فهي صديقة عزيزة على قلبي كثيرا"
قلت:"و لم لا أعرفها.. هي لم تأتي عندنا من قبل صحيح؟"
قالت:"بلى أتت و لكن منذ زمن بعيد.. عندما كان عمرك خمس سنوات"
قلت:"أووه عندما كنا نسكن في البيت المجاور لبيت جدي"
قالت:"نعم، و هي للآن لم تتعرف لبيتنا الجديد"
قلت بمسخرة:"كفاك أمي.. بيتنا هذا جديد! لدينا تقريبا عشر سنوات منذ أن انتقلنا"
قالت:"لا يهم.. و كما قلت بك بشأن الحلواني.."
قلت:"حسنا"
خرجت أمي من غرفتي و أنا قررت أن أتصل بعلي مع أن رسالته وترتني و لكن فكرت قليلا و تذكرت بأنه قد يكون في المسجد..
انتهت صلاة الجمعة و عاد أبي و فارس من المسجد، قدمت لهما الفواكه و أكلت معهما ثم انسحبا و دخل كل واحد منهما غرفته من أجل القيلولة و أنا ذهبت عند أمي للمطبخ لأطلب منها المال و كانت في أبهى حلتها، فستان جديد القليل من مساحيق التجميل..
قلت:"ماهذا الجمال و كأنها خطبتك اليوم"
وخزتني في كتفي و قالت:"كفى هراءا ليان.. خذي المال و اذهبي"
أخذت المال و هاتفي و نزلت عند الحلواني.. اشتريت مثلما قالت لي أمي، و أنا خارجة من المحل رن هاتفي و كانت آنيا
قلت:"صباح الخير آنيا"
قالت:"صباح الخير.. لقد رأيتك تدخلين المحل تعالي عندي أنا عند مدخل العمارة"
قلت:"حسنا"
أغلقت الخط و عدت أدراجي نحو عمارة آنيا.. دخلت و وجدتها بملابس النوم و شعرها مخرب
قلت:"يا ربي.. ماذا حل بك؟لماذا نزلت هكذا؟ قد يراك أحد"
قالت:"رأيتك تدخلين المحل و قررت أن أسلم عليك.. و لا تقلقي الكل في منازلهم"
قلت:"حسنا لا يهم.. ستأتي عندنا صديقة أمي"
قالت:"أممم لهذا اشتريت الحلويات.. دعيني أتذوق واحدة"
قلت:"حسنا خذي و دعيني أذهب"
أخذت واحدة من الحلويات و بدأت بالأكل و
قالت:"رأيت أخاك فارس ذاهبا للمسجد مع أبوك.. جسمه تغير كثيرا هل يقوم بالتمارين الرياضية؟"
تأفأفت و قلت:"آنيا لديك حبيب و سيأتي لخطبتك قريبا و لم تنسيه بعد"
قالت:"أعلم أنني كنت أتوق لأن أكون معه و لكن نسيته و هو لايزال أخ صديقتي المفضلة"
قلت:"حسنا.. وداعا أراك"
قالت:"وداعا"
صعدت مسرعة للمنزل.. حتما ستقتلني أمي لقد تأخرت كثيرا و كله بسبب آنيا
طرقت الباب و فتحت أمي و دخلت مباشرة نحو المطبخ و كان الضيوف قد وصلوا، جاءت ورائي أمي و
قالت:"أين كنت يا أيتها الغبية.. لقد تأخرت"
قلت:"أعلم، آسفة أمي.."
قالت:"لا يهم و الآن غيري ملابسك و حضري صينية المشروبات و تعالي لمقابلتهم"
استغربت و قلت:"ماذا؟ أغير ملابسي؟ و مابها ملابسي. إنها جديدة"
قالت:"حسنا و لكن ضعي بعضا من الكحل و ملع الشفاه"
قلت:"أمي مابك؟ لن أضع شيئا سأحضِّر الصينية و أحضرها و كفى.. هل تخجليني من شكلي"
قالت:"و من قال هذا أنت جميلة ... و الآن اسرعي"
ذهبت أمي غرفة الجلوس عند الضيوف و أنا حضرت المشروبات.. حالما انتهيت حملت الصينية و دخلت بها عند الضيوف،
وضعتها فوق المائدة ثم سلمت عليهم، الأولى كانت شابة لا تتعدى الثلاثين من عمرها و هي متزوجة، عرفت ذلك لأنني رأيت الخواتيم في بنصر يدها اليسرى.. الثانية امرأة كبيرة في السن تتجاوز خمسين سنة و الثالثة سلمت علي بصدر رحب عرفت أنها صديقة أمي، لأنها على الأرجح تكون في عمرها أو تفوتها بأعوام قليلة.. أجلستني أمامها و بدأت تتفحصني بشكل غريب واضعة يدي بيدها
قالت:"ليان.. لقد كبرت و أصبحت عروس.. ألم تتعرفي علي؟"
قلت بابتسامة مصطنعة:"شكرا خالة .. لا آسفة لم أعرفك.. أنت صديقة أمي صحيح!"
لاحظت أنهن كن يحدقن بي بغرابة و أمي تبتسم و تقدم لهن المشروبات
قالت:"أجل أنا صديقة أمك و اسمي هو سعاد و هذه أختي الكبيرة (المرأة الثانية) اسمها سماح و الأخرى (الشابة الأولى) ابنتي الكبيرة خديجة هي متزوجة و أم لتوأمين"
ابتسمت لهن و قلت:"سررت بقائكن"
بدأ حديث النساء الممل و الخالة سعاد لا تمل من تحديقها بي، و الأسئلة التي لا تنتهي:ماذا تدرسين؟ أين؟ هل ستكملين دراستك قريبا؟ ماذا تريدين أن تفعلي بعدها؟ لقد مللت حقا أردت أن أذهب لغرفتي، أن أتفقد هاتفي، و كلما حاولت النهوض أمي تفتح عيناها في وجهي و تمنعني من النهوض و اعود و أجلس و الخالة سعاد لا تنتهي من الأسئلة...