السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته احضرت لكم رواية مؤثرة و جميلة اسمها الفتاة الضائعة اقراوها انها رائعة هاهي: الفصل الأول - أجلبي لي كأساً من الماء البارد . صرخت سميرة بهذه الجملة في وجهي , فنهضت مسرعة إلى المطبخ وجلبت لها الكأس , ولكنها عادت تصرخ مرة أخرى : - لماذا تأخرتي , بسرعة ...... هات الكأس ...... بسرعة واختطفت مني الكأس , وبعد أن شربت قالت : - هيا أذهبي إلى الدكان واشتري لي ما دونته في هذه الورقة . أعطتني الورقة وهي تقول : - أياك أن تتأخري وإلا سأشكوك لإبي . - حسناً يا سميرة . تجهم وجهها وقالت : - السيدة سميرة , هل فهمت ؟ - حسناً يا سيدتي . أخذت الورقة وخرجت من البيت , نزلت دمعة حزينة من عيني , وشعرت بالمهانة والإذلال على يد هذه الملعونة التي تعاملني وكأني خادمة , ولكنني لست خادمة أنا فتاة ضعت عن عائلتي وأنا في سن الخامسة , فالتقطني السيد أسعد ورباني إلى أن كبرت وأصبحت في الثامنة عشر , وعندها تغيرت معاملته لي وأصبح يعاملني معاملة الخدم , فأصبحت عائلته أيضاً تعاملني وكأنني خادمة ليست لديها مشاعر وأحاسيس , فهذه الملعونة سميرة تأمرني بأن أجلب لها الماء , وأختها سلمى تستمتع بتعذيبي وإذلالي وتحقيري . وصلت إلى الدكان وطلبت من العم صادق بأن يجلب لي هذه الطلبات وناولته الورقة , وبعد قليل ناولني كيساً لم أستطع أن أنقله إلى البيت لثقله فطلبت منه أن يساعدني في إيصالها ولكنه تحجج بأنه لا يستطيع أن يترك الدكان . أمسكت الكيس وحاولت رفعه ولكني لم أستطع , فسحبته على الأرض ومشيت بضع خطوات وإذ بصوت هادئ من خلفي يقول : - توقفي ..... أنا سأحمل عنك . تلفت خلفي وإذ بشاب بهي الطلعة , وسيم , شعره أسود ناعم , عريض المنكبين , رياضي القوام , فأجبته باستحياء : - شكرا لك يا ..... - اسمي هاشم ...... هاشم الخالدي . صعقت عندما سمعت اسمه , فقلت له بصعوبة : - هل ..... هل أنت من عائلة الخالدي . فابتسم وقال : - نعم ... هل تعرفينهم ؟ فقلت بسرعة : - أنا ندى الخالدي .
الفصل الثاني ابتسم هاشم في هدوء وقال : - إذا أنت من عائلة الخالدي ...... ما اسمك أباك ؟ ارتبكت قليلاً ولم أدر بما أجاوبه فقلت بصعوبة : - في الحقيقة أنا لا أعرف اسم والدي فأنا ........ لم أستطع أن أكمل , فقال بحرارة : - أكملي . حاولت أن أتغلب على ارتباكي فقلت له : - في الحقيقة أنا لا أعرف أحداً من عائلتي , فمنذ أن اجتاح البدو قريتنا هربت عائلتي وبقيت أنا وحدي هنا . فانزعج من ذكر البدو وقال : - عليهم لعنة الله فهم السبب أيضاً في هروب عائلتي وقد بقيت أنا وحدي هنا لأنني لم أكن في البيت عندما غادروه . قلت له مستفسراً : - ما اسمك والدك ؟ - والدي هو عبد الرحمن الخالدي . صمت قليلاً ثم قال : - عندما علم أبي بغزو البدو لقريتنا قرر الهرب , فأخذ عائلته إلى بيت عمي عبد العزيز وهربا معاً وقد كــ..... . ثم بتر عبارته وقال : - إذاً أنت ابنته ؟ تفاجأت عندما تطلع إلى وطرح سؤاله , دق قلبي دقات عنيفة , إذاً أبي هو عبد العزيز , ونزلت دمعة من عيني وقلت : - هل أنت متأكد من ذلك ؟ قال بفرح : - نعم أنا متأكد فلقد سمعت بأنه ترك ابنته ذات الخمس سنوات , وأنا وقتها كنت في الثامنة وأتذكر ذلك . فرحت جدا لقوله فقلت بصوت هادئ : - ابن عمي أنت ؟ اتسعت عيناه وقال والفرحة تملأ وجهه الوسيم : - وأنت ابنة عمي , وأخيرا ألتقيت بأحد من عائلتي . فرحت جدا لأنني وجدت أحداً من عائلتي وإن كان ابن عمي , أحسست أني أميل إلى هاشم وحاولت أن .... قطع تفكيري صوت خشن أكرهه بشدة قائلاً : - ماذا تفعلين يا ندا ؟ ومن هذا الشاب الذي تتكلمين معه ؟ ولماذا تأخرتي علينا يا ..... ؟ كانت سميرة التي أكرهها من أعماق قلبي , غضب هاشم من كلامها وقال لها : - ومن أنت حتى تناديها هكذا ؟ ابتسمت وقالت باستهزاء : - هذه خادمتنا .. صمتت ثم أدارت وجهها وصاحت هي تغادر الى بيتها : - هيا إلى البيت . طأطأت برأسي الأرض لكلماتها التي أهانتني أمام ابن عمي , وتطلعت إليه ومنعته من أن يتفوه بكلمة وقلت له بهمس : - ما زلت خادمة عندهم . قال بعصبية : - أنت لست خادمة لأحد يا ندا . - ما زلت ضائعة . - لا , أنا ابن عمك ومن حقي أن.... بتر عبارته فجأة فقلت له : - حسناً يا هاشم , سنتكلم فيما بعد , سأذهب الآن . حاولت أن أسحب الكيس ولكنه منعني , وحمل الكيس الثقيل عني وأوصلها أمام بيت سيدي فشكرته وقلت له : - غدا نلتقي . ابتسم وقال : - سأنتظرك على أحر من الجمر يا ........ ندا .
الفصل الثالث انتظرته بفارغ الصبر وقلبي كان يدق دقات عجيبة بدت لي من أول وهلة بأنها تنتظره أيضاً , لقد أصبحت أفكر فيه وفي طريقة حديثه ووسامته وأكثر ما أفرحني أنه ابن عمي , توقف تفكيري عندما سمعت صوت طرقات على الباب , استغربت جدا فهذه أول مرة يطرق أحدهم الباب دون أن يقتحم الغرفة , نهضت وفتحت الباب وإذ بخالتي زمرد : - كيف حالك يا بنية ؟ بنية !! وكيف حالك !! غريب , خالتي دوماً تعنفني وتتهمني بالكسل , فما الذي غيرها , ترددت قليلاً ثم قلت : - بخير والحمد لله وانت يا خالة . - انا بخير , أتسمحي لي بأن أدخل غرفتك ؟ قلت بسرعة : - تفضلي يا خالة . دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفها ثم جلست على طرف السرير وقالت : - لقد سمعت بأنك البارحة كنت تتكلمين مع شاب غريب ... أردت أن أتكلم ولكنها أوقفتني بحركة من يدها واستطردت : - اليوم جاء وسأل عنكِ . اتسعت عيناي فجأة وقلت : - من ؟ - هاشم . شعرت بالراحة تغمرني عندما سمعت اسمه وشردت وأنا أكرر هذا الاسم الجميل في نفسي ولكني انتبهت لها عندما قالت : - هل تريدين رؤيته ؟ - نعم أريد رؤيته فهو ابن عمي و....... كدت أقول وهو فارس أحلامي ولكني آثرت الصمت , ففهمت قصدي وابتسمت وهي تقول : - ولكن عمك يرفض خروجك من المنزل إلا للضرورة . - أريد رؤيته يا خالة , وبسرعة , أريد أن أعرف أخبار عائلتي منه . مر علينا ثلاث دقائق صمت وكأنها ثلاث سنوات , قالت : - عندي حل , ما رأيك أن نقول لعمك أنك سوف تذهبين لتنظيف بيته , فأنت ومعذرة من هذا القول , أنت خادمة عندنا . ولأول مرة أفرح فيها بأنني خادمة وصحت بفرح : - نعم أنا خادمتكم وسوف أذهب إلى بيته وأنظفه وأعرف كل شيء . ********** وفي العصر سمعت طرقاً على باب البيت فذهبت افتح الباب فهذا عملي , عمل الخادمة , فتحت الباب وإذ بهاشم ذي الوجه الجميل , لم أصدق في البداية أنه هو , فلقد بدا لي أجمل كثيرا من المرة السابقة , قطعت علينا صوت خشن يشبه صوت الآلات عندما تطحن المواد الصلبة , صوت سميرة بالطبع وهي تقول : - من على الباب . صحت بصوت عالٍ : - إنه شاب غريب . رجعت إلى الخلف عندما قدم العم أسعد وصافح هاشماً قائلاً : - أهلا بك تفضل . وبعد أن جلسا في غرفة الضيوف , توجهت إلى المطبخ كالمعتاد عند قدوم أي ضيف أو زائر فسمعت صوته الحنون الهادئ : - انا هاشم يا عماه وقد جئت من المدينة بعد أن أنهيت الثانوية . - أهلاً بك يا بني , وأنا أسعد موظف في الناحية , قل لي بماذا أفيدك ؟ - الحقيقة يا عمي أنا جديد في هذه القرية وبيتي تعمه الفوضى وقد سألت عن خادمة تستطيع مساعدتي في ترتيب البيت فعرفت من بعض الجيران أن هناك خادمة نشيطة عندكم , فهل تقبل يا عمي أن تأتي لترتيب منزلي ؟ صمت عمي لمدة دقيقة كاملة وقد بدا لي قرن كامل وقلبي يدق في عنف , انتظرت جوابه على جمر ولكني كدت أقع عندما سمعته يصرخ قائلاً : - ندااااااااااااااااا
الفصل الرابع وقفت أمامهما وأنا أنظر إلى الأرض وقلبي يدق بعنف ويداي ترتعشان , قال عمي : - يا ندا أحضري لنا شراب البرتقال , هيا بسرعة . عدت إلى المطبخ على عجل لأعد لهما الشراب , وفي أثناء تحضيري الشراب سمعت عمي يسأله : - قل لي من أين أنت ؟ ارتبكت هاشم قليلاً ثم قال : - أنا من هذه القرية . دهش عمي فقال : - من أي عائلة أنت ؟ - من عائلة .......... الخـــ....... توقف متظاهراً بالسعال , ثم استجمع شجاعته وقال : - أنا من عائلة الخالدي . مسكت بالطبق وعليها كأسين من شراب البرتقال ووقفت أمام هاشم فالتقط الكوب وهو ينظر إلي , عرفت من عينيه أنه مرتبك كثيراً , ثم قدمت الكأس لعمي الذي التقطها والابتسامة بادية على وجهه وقال : - تعالي يا ابنتي واجلسي بجانبي . دهشت عندما سمعته ينادي بابنته , فهو من سنة لم يخاطبني هكذا , جلست بجانبه وقد احمرت وجنتاي وطأطأت برأسي الأرض , قال عمي : - يا ابنتي أنا اتخذتك ابنة لي عندما هربت عائلتك من القرية وأنت في الخامسة , عاملتك معاملة ابنتي سميرة وسلمى , ولم أفرق بينكم , لقد كنت أمانة في عنقي , فوالدك كان أعز صديق لدي , وفراقه آلمني كثيراً .... نزلت دمعة من عينه , مسحها بطرف كمه وهم بالكلام ولكني قاطعته بجرأة : - ولكنك اتخذتني خادمة عندك . رمقني هاشم بنظرة حادة , فندمت على سؤالي ولكن عمي قال : - من حبي لكي يا ابنتي عاملتك بهذه المعاملة حتى تبقي عندي , أنت أمانة ويجب أن أسلمك إلى عائلتك . أطلق تنهيدة ثم استطرد : - قبل سنة من الآن , جاء إلي المختار وعرض علي زواجك من ابنه , ولكني رفضت ولم أجرأ أن أجاهر برفضي , ومن أنا حتى أرفض ابن المختار . تكلم هاشم ولأول مرة قائلاً : - ولماذا رفضت ؟ - ابن المختار متكبر وأخلاقه سيئة لدرجة أنه يخاطبني باسمي وأنا في عمر والده , إلى جانب أنه يظلم أهل القرية كثيرا وأنا لا أريد أن أزوجه ندا , وقد بحثت عن طريقة يرفض فيها الابن الزواج من ندا , فأشارت خالتك أن نتخذك خادمة عندنا . توقف قليلاً وأمسك الكوب وجرع منها جرعة ثم نظر إلي وقال : - وهكذا انتشر بين أهل القرية ان ابن المختار سيتزوج خادمة أسعد , فرفض المختار وابنه , وبهذه الطريقة بقيت عندنا . قال هاشم : - خطة ذكية يا عماه , ولكني ابن عمها ولي الحق بأن آخذها . - ولكن يا هاشم لا يجوز بأن تعيش أنت وهي في بيت واحد . - يا عم , بيتي مكون من غرفتين منفصلتين , سأتخذ غرفة ولها باقي البيت . أطرق عمي برأسه مفكراً ثم حسم الأمر قائلاً : - حسناً , ندا هي التي ستقرر . توجهت أنظارهما إلي , فكرت لمدة خمس دقائق كاملة , ثم اتخذت قراري وقلت : - سأذهب إلى بيت ابن عمي . فرح هاشم لقراري وجرع من الكأس جرعة أخيرة ثم نهض وقال : - إذا هيا بنا إلى المنزل يا ابنة العم . وصل إلى مسامعنا صوت من الخارج يصيح : - يا أهل القرية .....البدو ........ البدو يقتربون من القرية ...... احترسوا ........ البدوووووووو ...... نزلت هذه الجملة كالصاعقة على أسماعنا , فهتف العم أسعد : - يجب أن تختبأا ....... هيا ...... وبسرعة ....
الفصل الخامس والأخير قادنا عمي أسعد إلى قبو المنزل وطلب منا أن لا نخرج أبداً منه , إلى أن يذهب البدو الذين اعتادوا دخول القرى وسلبها ونهبها ثم الخروج منها قبل قدوم الشرطة . تلفت حولي وإذ الجدران المخيفة , والرائحة العطنة الكريهة , والفئران تحوم حولنا بكثرة , قلت بصعوبة : - هاشم , أنا خائفة جدا . وضع يده على كتفي وقال : - لا تخافي , مجرد بضع ساعات ونخرج من هنا , المهم أن نبقى بعيدين عن البدو الذين ما أن يروننا حتى يثأرون منا . قلت له باستغراب : - الثأر منا , ولماذا ؟ - لأن والدي بعد أن هرب من القرية بالعائلة ونساني , عاد ليأخذني , ولكنه فوجأ ببدوياً يلوح له خنجراً ويطلب مالاً أو القتل , فماطله أبي وعلى حين غفلة منه بادره بضربة على رأسه أوقعته أرضا ثم استولى على خنجره وغرزها في بطنه . صمت قليلاً ثم قال : - وقتها كنت في الثامنة , ولم أحتمل مشاهدة المنظر البشع الذي حدث أمامي فهربت من المنزل ولم يستطع أبي أن .... نزلت دمعة دافئة على خده , فمسحتها بيدي وقلت له : - إذا هم يريدون أخذ ثأرهم منك بعد أن هرب والدك . - الحقيقة يا ندا , هم سيأخذون الثأر من أي فرد من عائلة الخالدي ..... توقف عن الكلام فجأة , وصل إلى مسامعنا صوت اقتحام البدو للبيت , تراجعت في ذعر وارتسمت علامات الخوف والفزع على وجهي , وبغريزية احتضنني هاشم وراح يطمئنني بأنهم سوف يرحلون , مرت دقائق ثقيلة بدت وكأنها قرن من الزمن , إلى أن فتح باب القبو ببطء شديد , أمسكني هاشم من ذراعي وسحبني إلى ركناً مظلماً , وجلست تحت منضدة بالية , أما هو فوقف في ثبات أمامي محاولاً إخفائي , ودخل ثلاثة من البدو إلى القبو وأشهروا خناجرهم في وجه هاشم , صاح أحدهم : - إذا أنت هاشم , تختبئ في القبو مثل الفئران . التفت هاشم إلى العم أسعد وصاح بوجهه : - أنت خائن يا أسعد ..... خائن ........ تدلهم على مكاني مقابل حفنة من المال ...... لعنة الله عليك .... تلفت كبيرهم إلى العم أسعد وربت على كتفته وقال : - شكرا لك يا سيد أسعد ..... تستحق هذه القطعة الذهبية . ورما له بقطعة ذهبية , اصفر وجه العم أسعد , لا دخل له , البدو اقحموا البيت , ثم القبو , ولكنه ما لبث أن أدرك بأن هاشم اتهمه بالخيانة لكي لا يؤذيه البدو ويؤذوا عائلته . ألقوا القبض على هاشم وغادروا المكان , بقيت جالسة في مكاني , لم أقدر على النهوض لقد أخذوا ابن عمي , لقد أخذوا هاشما , الوحيد الذي بقي لي في هذه الدنيا , وفاضت الدموع بغزارة من عيني , فتح الباب من جديد وإذ بخالتي وهي تنادي : - ندااا ...... نداااااااااااا ...... لقد ذهبوا ...... الحمد لله أنك نجوت منهم .... ولكني نهضت وقلت بصوت مرتعش : - لقد أخذوا هاشماً يا خالتي ....... ولكنها طمأنتني بقولها : - لا ....إنه سوف يعود لك .... لقد قالوا لعمك بأنهم سوف يأخذون هاشماً للضغط على والده لدفع فدية كبيرة , ولا ينوون قتله . تهللت أسارير وجهي بالفرح وقلت : - أحقاً ما تقولين , إذاً سوف أذهب إلى بيته وانتظره هناك . قالت لي باستغراب : - لقد أخذوه الآن .... وربما تطول فترة غيابه لأشهر . قلت بإصرار : - سوف أذهب إلى بيته . ذهبت إلى بيت هاشم وكلي أمل بأنه سوف يعود يوماً ما , ويتزوجني , لقد كبر في عيني كثيرا عندما أخفاني في الركن المظلم , وأظهر نفسه لكي لا يبحثوا في المكان كله , دخلت إلى غرفته فوجدت كل شيء مرتب ومنظم يبدو أن البدو لم يقتحموا هذا البيت , ووجدت قميصه على السرير , حملته بيدي ودموعي تنهمر بغزارة شديدة , ووضعته على أنفي أشم رائحته الجميلة , أصبح القميص آخر ما يربطني به , وهتفت بصوت عالي : - متى سوف تأتي يا هاشم .......... متى سوف تــ....... بترت عبارتي عندما رأيت آخر وجه أتوقعه أن يأتي يطل برأسه من الباب , إنه أجمل وجه أراه في حياتي , إنه هاشم , لا يمكن أن يكون هو , إنني أحلم , لا إنها الحقيقة , ها هو يقترب مني , إني أسمع صوته وهو يقترب : - ندا ........... لقد أتيت ... دق قلبي في عنف شديد , وملأ العرق جبهتي , وارتعشت يداي عندما وضع يده على خدي وقال : - لقد أتيت يا ندا ...... من أجلك أتيت . قلت باسغراب شديد : - ولكن كيف ؟ اقترب أكثر وقال : - لقد جاءت الشرطة في الوقت الحاسم , وأطلقت النار على جموع البدو بعد خروجها من القرية بقليل , وانتشر الهرج والمرج بينهم , فاغتنمت هذه الفرصة وهربت وجئت إليك يا ندا . توردت وجنتي بحمرة الخجل وأنا أسمع صوته الحنون , فرحت كثيرا بعودته وأنزلت رأسي أرضاً , فوضع اصبعه على ذقني ورفعها وقال : - أنا ذاهب إلى أهل القرية أدعوهم إلى حفل زفافي بعد أسبوع من الآن . نظرت في عينيه وقلت بخبث : - وهل ستوجه لي الدعوة لحضور حفل زفافك . ابتسم وقال : - لا يمكن أن يتم الزفاف دون حضور العروس يا عروس . ضغط على حروف الكلمة الأخيرة وذهب ..... ها هي الحياة تفتح بابها لي لأعيش بسعادة وهناء بعد حياة مليئة بالبؤس والضياع ..... أدركت وقتها بأني لم أعد ضائعة ...... لم أعد كما كنت ... فتاة ضائعة .... الموضوع برعاية في امان الله |