سأل أَحدُ الانجَليز شَيخا مسلما
لماذَا لَا تُسلِّمْ المرأه المسلمة على الرِّجَال كلهم ؟
فرد عليه الشيخ ردا جميلا قائلا له:
عندكم هل يستطيع أيّ شخص
السلام على الملكة في بريطانيا ؟
قال الانجليزي:
هُناك قانون يُحدد سبع أصناف من الناس
يجيز لهم القانون ذلك.
فرد الشّيخ :
ونحن أيضا عندنا عشرة أصناف محدَّدُون تَماما
يجوز لهم ذلك
الاب والجد والزوج ووالد الزوج والابن يسلم ويقبل اليد والاخ
والعم والخال وابن الاخ وابن الاخت وابن الابن
فكما أنكم تفعلون ذلك احتراما و إجلالا للملكة
نحن عندنا(في الإسلام) كل النساء ملكات
ولكل ملكه حاشية تسلم عليها
وباقي الرجال بالنسبة لها "شعب"
يعتبر اللباس والستر من أمور الفطرة التي جبل عليها الناس من لدن آدم وحواء عليهما السلام، والتي اعتنى بها الشرع وزكاها وأحاطها بأحكامه وتوجيهاته، قال تعالى: "فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ" (21) الأعراف، فبعد أن جرَّأهما الشيطان وغرَّهما, فأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الاقتراب منها, انكشفت لهما عوراتهما, وزال ما سترهما الله به قبل المخالفة, فأخذا يلزقان بعض ورق الجنة على عوراتهما. وفي الآية دلالة على أن كشف العورة من عظائم الأمور, وأنه كان ولم يزل مستهجَنًا في الطباع, مستقبَحًا في العقول.
لن يعدم الشيطان حيلة في صرف الناس جملة أو بالتدريج عن الفطرة والشرع والحضارة الحقة، ولن يهنأ له بال ولا لجنوده من الإنس والجن حتى ينزع عن الناس لباس التقوى وفضيلة الستر والعفة، فما فعله مع أبوينا من قبل لن يبرح يكرره مع كل واحد منا، قال تعالى:" يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون[27] الأعراف.
فالعري محبوب للشيطان في المواطن والمواضع التي يأباها الشرع، وإذا لم يقدر عليه كاملا قنع بما دون ذلك انتظارا لخطوة أخرى في جولة موالية، فيرضى بتجسيم العورة وتجسيدها إذا لم يقدر على كشفها، ويرضى بشفافية الثوب إذا لم يقدر على نزعه، ويقبل استمرار الثوب الصابغ مع إفراغه من مضمونه فيوسوس بالخضوع في القول وميوعة الحركة وتسيب في العلاقات، وقد يبدأ بنزع لباس التقوى ليطير قشرة القماش بعده، أو يبدأ بتوهين لباس الظاهر وقصده لباس الباطن، ولا يضيره بأي حال بدأ، فلا تتبعوا خطوات الشيطان.
لا حل مع إبليس سوى في الفرار إلى الله والاعتصام بهدي نبيه صلّ الله عليه وسلم
{يَا أَيُّهَا النَّبِيء قُلْ لِأَزْوَاجِك وَبَنَاتِك وَنِسَاءِ الْمُومِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُوذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
قال ابن العربي في الأحكام" اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْجِلْبَابِ عَلَى أَلْفَاظٍ مُتَقَارِبَةٍ، عِمَادُهَا أَنَّهُ الثَّوْبُ الَّذِي يُسْتَرُ بِهِ الْبَدَنُ، وقال عن التبرج في قوله تعالى "غير متبرجات بزينة"
مِنْ التَّبَرُّجِ أَنْ تَلْبَسَ الْمَرْأَةُ ثَوْبًا رَقِيقًا يَصِفُهَا، وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: {رُبَّ نِسَاءٍ كَاسِيَاتٍ عَارِيَّاتٍ، مَائِلَاتٍ مُمِيلَاتٍ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا}.
وَإِنَّمَا جَعَلَهُنَّ كَاسِيَاتٍ؛ لِأَنَّ الثِّيَابَ عَلَيْهِنَّ، وَإِنَّمَا وَصَفَهُنَّ بِعَارِيَّاتٍ لِأَنَّ الثَّوْبَ إذَا رَقَّ يَكْشِفُهُنَّ؛ وَذَلِكَ حَرَامٌ.