بسم الله الرحمان الرحيم
قال الحسن: نزل القرآن ليُتدبر ويُعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً
قال ابن القيم: أما التأمل في القرآن فهو تحديق نظر القلب إلى معانيه،
وجمع الفكر على تدبره وتعقله وهو المقصود بإنزاله،
لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر
قال تعالى: { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ } [ص:29]
، وقال تعالى: { أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ } [محمد: 24]
وقال تعالى: { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ } [المؤمنون: 68]
وقال تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [الزخرف: 3
قال ابن القيم –رحمه الله-:
الناس ثلاثة: رجل قلبه ميت فذلك الذي لا قلب له،
ليست الآية ذكرى في حقه، فهذا الثاني: رجل له قلب حي مستعد لكنه
غير مستمع للآيات المتلوة التي يخبر بها الله عن الآيات المشهودة أما لعدم ورودها، أو لوصلها إليه،
وقلبُهُ مشغول عنها بغيرها،
فهو غائب القلب ليس حاضراً، فهذا أيضاً لا تحصل له الذكرى، مع استعداده ووجود قلْبِه.
والثالث: رجلٌ حيٌّ القلب مستعدٌّ، تُليت عليه الآيات، فأصغَى بسمعهِ، وألقى السمع وأحضر قلبه،
ولم يشغله بغير فهم ما يسمعه، فهو شاهدُ القلبي، مُلقي السمع، فهذا القسْمُ هو الذي ينتفعُ بالآيات المتلوَّة والمشهودة.
فالأول: بمنزلة الأعمى الذي لا يبصر.
والثاني: بمنزلة البصير الطامح ببصره إلى غير جهة المنظورة إليه، فكلاهما لا يراه.
والثالث: بمنزلة البصير الذي حدَّق إلى جهة المنظور، وأتبعه بصرَه وقابل، وقابلهُ على توسُّط من البُعد والقرب، فهذا هو الذي يراه.
فالقرآن ليس كتاب مطالعة بل هو كلام رب العالمين فتدبروه ولا تنثروه نثر الرمل ولا تهزوه
هز الشعر قفوا عند عجائبه حركوا به القلوب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
قال الله - تعالى -( وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)) [الفرقان: 30].
قال ابن كثير: "وترك تدبره وتفهمه من هجرانه".
وقال ابن القيم: "هجر القرآن أنواع... الرابع: هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم به منه".
جعلنا الله وإياكم ممن يتدبر القرآن ويعمل به وبسنة خير الأنام والحمد لله رب العالمين.