القناعة .
- قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
"القناعة مال لا نفاد له" (ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد: [3/169]). - وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "الرزق رزقان: فرزق تطلبه، ورزق يطلبك، فإن لم تأته أتاك" (ذكره ابن عبد ربه في العقد الفريد: [3/169]، ورواه الجرجاني مرفوعًا في تاريخ جرجان، ص: [366]). - وقال سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما لابنه: "يا بني: إذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة، فإنها مال لا ينفد؛ وإياك والطمع فإنه فقر حاضر؛ وعليك باليأس، فإنك لم تيأس من شيء قطُّ إلا أغناك الله عنه" (رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق: [20/363]).
- وقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: الفقه الأكبر القناعة، وكفُّ اللسان" (أدب المجالسة وحمد اللسان؛ لابن عبد البر، ص: [87]).
- وقال الراغب: "الفقر أربعة: فقر الحسنات في الآخرة، وفقر القناعة في الدنيا، وفقر المقتني، وفقرها جميعًا، والغني بحسبه، فمن حصل له في الدنيا فقد القناعة والمقتني فهو الفقير المطلق على سبيل الذم، ولا يقال له غني بوجه" (تفسير الراغب؛ للراغب الأصفهاني: [1/564|]). - وقال أكثم بن صيفي لابنه: "يا بني، من لم ييأس على ما فاته ودَّع بدنه، ومن قنع بما هو فيه قرَّت عينه" (روضة العقلاء؛ لابن حبان، ص: [149]).
- وقال بكر بن عبد الله المزني : "يكفيك من الدنيا ما قنعت به، ولو كفَّ تمرٍ، وشربة ماءٍ، وظلَّ خباءٍ، وكلما انفتح عليك من الدنيا شيءٌ ازدادت نفسك به تعبًا" (القناعة والتعفُّف؛ لابن أبي الدنيا، ص: [62]).
- وقال نعيم بن حماد: "سمعت ابن المبارك يقول: مروءة القناعة أفضل من مروءة الإعطاء". - وقال أبو حاتم: "مِن أكثر مواهب الله لعباده وأعظمها خطرًا القناعة، وليس شيء أروح للبدن من الرضا بالقضاء، والثقة بالقسم، ولو لم يكن في القناعة خصلة تُحمد إلا الراحة، وعدم الدخول في مواضع السوء لطلب الفضل، لكان الواجب على العاقل ألا يفارق القناعة على حالة من الأحوال" (روضة العقلاء؛ لابن حبان، ص: [149]). - وقال أيضًا: "القناعة تكون بالقلب؛ فمن غني قلبه غنيت يداه، ومن افتقر قلبه لم ينفعه غِناه، ومن قنع لم يتسخط وعاش آمنًا مطمئنًا، ومن لم يقنع لم يكن له في الفوائت نهاية لرغبته، والجَدُّ والحرمان كأنهما يصطرعان بين العباد" (روضة العقلاء؛ لابن حبان، ص: [150]). - وقال أبو سليمان الداراني: "إن قومًا طلبوا الغنى فحسبوا أنَّه في جمع المال، ألا وإنما الغنى في القناعة، وطلبوا الراحة في الكثرة؛ وإنما الراحة في القلة، وطلبوا الكرامة من الخلق، ألا وهي في التقوى، وطلبوا النعمة في اللباس الرقيق واللين وفي طعامٍ طيبٍ، والنعمة في الإسلام الستر والعافية" (الزهد الكبير؛ للبيهقي، ص: [80]).
- وقال أبو الحسن البوشنجي، وسئل عن القناعة؟ فقال: "المعرفة بالقسمة" (الزهد الكبير؛ للبيهقي، ص: [84]). - وعن أبي سليمان أنه قال: "سمعت أختي تقول: الفقراء كلهم أموات إلا من أحياه الله تعالى بعِزِّ القناعة، والرضا بفقره" (صفة الصفوة؛ لابن الجوزي: [2/431]). - وقال أبو محرز الطفاوي: "شكوت إلى جارية لنا ضيق المكسب عليَّ وأنا شاب، فقالت لي: يا بني استعن بعِزِّ القناعة عن ذلِّ المطالب، فكثيرًا والله ما رأيت القليل عاد سليمًا. قال أبو محرز: ما زِلتُ بعد أعرف بركة كلامها في قنوعي" (صفة الصفوة؛ لابن الجوزي: [2/258]). - وعن الحسن، قال: "لا تزال كريمًا على الناس -أو: لا يزال الناس يُكرِمونك- ما لم تعاط ما في أيديهم، فإذا فعلت ذلك استخفُّوا بك، وكرِهوا حديثك وأبغضوك" (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصبهاني: [3/20]). - وقال مالك بن دينارٍ: "أزهد الناس من لا تتجاوز رغبته من الدنيا بلغته" (أدب الدنيا والدين؛ للماوردي، ص: [227]).
- وكان محمد بن واسع يبل الخبز اليابس بالماء ويأكل ويقول: "من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد" (إحياء علوم الدين؛ للغزالي: [3/239]).
|