السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركآته ،، كيفكم حبيبآتي ؟ عند أذان العشااء .. يون الاثنين تحديدا .. رزق الله زوجين أولى أبنائهم .. بعد عام من زواجهم .. طفلة صغيرة .. تشبه والدتها كثيرا .. فقد اكتسبت صفة الجمال منها .. بشرة بيضاء .. وعيون ناعسة سوداء واسعة .. وشعر أسود ناعم .. !! كانت فرحة عظيمة لوالديها .. كان والدها ينتظر عودته للمنزل ليراها ويقبلها .. وكانت والدتها لا تمل منها طوال اليوم .. فقد ملأت لهم المنزل حبا وسعادة .. وعندما اتمت الابنة سنة من عمرها .. حملت والدتها بطفل أخر .. ليكون لها سندا وونيسا .. يعينها على هذه الدنيا .. وباختصار للأحداث .. عندما دخلت الأم شهرها التاسع .. اظطر الوالد أن يسافر مدة لا يعرفها .. قد تكون سنة او سنتين أو أكثر !! ودع عائلته بالدمووع والحزن .. وتوجه لسفرته التي لا يعلم متى سيعود منها !! حديثنا عن ( الطفلة الكبيرة ، أو : البنت الاولى ) .. تعلقت الابنه بوالدها كثيرا خلال هذه السنتين .. فلنقل سنة وتسعة أشهر .. كانت أول كلمة تمتمت بها ( بابا ) .. تعلقت به كثيرا واعتادت على وجوده في حياتها .. بدأت معاناة هذه الطفلة منذ أن اظطر والدها للسفر لسبب طارئ .. كانت تنام ودموعها لا تكف عن النزول .. وعند نهوضها تصرخ باسم ابيها وتنتظره ليلبيها !! ولكن لا مجيب !! كبرت الفتاة ودخلت الروضة .. ولا زالت تلك الفتاة التي تنتظر عودة والدها !! كانت ترى الفتيات اللواتي بعمرها .. متعلقات بأثواب آبائهن .. منهن من يحملها والدها .. ومنهن من يحمل والدها عنها حقيبتها المدرسية .. ومنهن من تنتظر قدومه لتعود للمنزل برفقته .. أما هي : فكانت تحضن حقيبتها .. تنتظر قدوم ( السائق ) .. ليعيدها إلى أحضان والدتها !! لم يقصر أحد من ( خوالها و عمانها ) .. حتى والدتها كانت لها نعم الأم التي احتوتها .. ولكن للأب فراغ لا يملأه أحد .. كانت تشعر بالنقص بدون والدها .. والشيء الذي لم ينسيها والدها وحنانه .. هو أنها كانت تسمع صوته في الهاتف .. وتسأله متى سيعود !! وتخبره أنها قد اشتاقت اليه كثيرا .. وهو يجيبها بكل حنان الدنيا : قريبا يا ابنتي .. مع انه لا يعلم متى سيعود ،، ولكن يريد أن يطمئن قلب ابنته الصغير !! كانت تلعب مع أخوها .. الذي كان يقل عمره عن عمرها سنتين .. يسألها عن والدها وتسألها عنه .. وكلاهما يجيب : لا أدري ولكنه قال أنه سيعود قريبا .. كانت ترى معناة والدتها .. عندما أطلق عليها الناس لقب ( أرملة ) .. بسبب طول غياب زوجها .. ترى بكاء والدتها ونحيب جدتها ودموع شقيقها .. وكانت تبكي معهم دون أن تعلم السبب !! تخرجت من الروضة .. ودخلت المدرسة .. كانت انطوائية .. وصاحبة شخصية ضعيفة .. تتعرض للاهانات ممن في صفها .. لا تعلم كيف تدافع عن نفسها .. كانت خجولة جدا .. فقد انكسرت فيها الثقة عندما غاب والدها .. لا تسألوني كيف .. ولكن غيابه أثر عليها كثيرا !! كانت تخاف من أي شيء .. وعيونها تهتف بالضياع وبالألم .. كان من حولها يستغربون حزنها وانطوائيتها الدائمة !! فكيف لفتاة في عمرها أن يكون الحزن ظاهرا عليها !! فمن هم في أعمارها .. أكبر همومهم ألعابهم .. ولكن هي كبرتها السنين .. وبدا الحزن على ملامحها .. والألم في عينيها!! توالت السنين وكلما تفتحت عيناها على الدنيا اكثر .. زاد شوقها لوالدها وافتقادها له .. كانت في كل ليلة تجلس بجوار والدتها وتسألها عن والدها !! ما هي صفاته ؟ وكيف شكله ؟ كانت لا تمل الحديث عنه .. احبته حبا كبيرا وهو بعيد عنها .. وفي ليلة من الليالي .. وبعد أذان الفجر .. استيقظت على همس خفيف باسمها .. فتحت عيناها .. ورأت رجلا ذا ملامح جميلة .. ينظر اليها ويبتسم بحنان .. شعرت بالخوف وصرخت باسم والدتها الواقفة خلف هذا الرجل .. وتبتسم لها بحب كبير !! ضحك ذلك الرجل وضمها له .. وهمس بحب : اهدأي يا صغيرتي .. انا والدك !! نعم .. انه والدها .. فقد عاد بعد مدة طويلة .. عاد بعد 7 سنوات .. غاب عنها منذ أن كان عمرها سنتين .. وها هو يعود الان وعمرها 9 سنوات .. فرقتهم ضروف الدنيا !! ولكنه عاد اليها .. وأعاد اليها ثقتها بنفسها .. وشخصيتها القيادية .. وحبها للمغامرات !! وها هي الان .. اتمت ال 17 من عمرها وبدأت بال 18 .. ولكنها لا تزال مدللة والدها .. ولا تزال تحمل في قلبها ذلك الحب الكبير لوالدها .. ولكن مع زيادة فيه !! أصبحت لا تستغني عن وجوده في حياتها !! وتدعو الله ليلا ونهارا أن لا يحرمها منه .. وأن يطيل في عمره .. وأن يحميه ويحمي جميع الآباء .. فهم سر سعادة أبنائهم !! تلك هي قصة .. ولهآآنة مع والدها .. أرادت أن تقصها عليكم .. لتخبركم كم هي كبيرة نعمة الوالد .. أسأل الله أن يطيل في أعمار أبائنا .. وأن لا يرينا فيهم بأسا يبكينا .. وأن يرحم كل أب طواه التراب .. ويجعل له نصيب من المغفرة .. مع تحياتي لكم .. THE KILLIES