بِسم الله الرّحمآن الرّحيم و السّلآم عليكم و رحمة الله تعآلى و بركآتهه
أهلا احلى بنآت .. كيفكم .. وش أخبآركم ؟؟ ان شاء الله تمآمم
موضوعي اليوم هو عن الإحسآن في الإسلآم يلآ أخلكم مع التعريفآت و غيرهآ
معنى الإحسآن::
قال تعالى:
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾
[ سورة القيامة: 22-23] ورد في الأثر: أن الإنسان إذا نظر إلى وجه الله الكريم يغيب خمسين ألف عام من نشوة هذه النظرة. الآن درسنا ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، تجتهد وتجتهد وتفكر، وتتأمل وتقف عند الحدود وتبالغ في الورع، وتؤدي الصلوات، وتنفق الأموال، وتضبط الجوارح، من أجل أن تشعر أنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، أي إذا لم تبلغ هذه المرتبة يوج د مرتبة ممكنة، تصور أنه يراك، إن لم تكن تراه تصور أنه يراك. أحياناً الإنسان إذا أراد أن يظهر بجهاز إعلامي على الشاشة يتخيل كل الناس يرونه، مع أنه أمام آلة تصوير، والمكان في صمت مطلق، في كتم صوت شديد، لماذا يضطرب الإنسان؟ لا يوجد أحد ولا إنسان إلا آلة تصوير وأنت وراءها، لأنه يتوهم أو يعتقد أن كل الناس قاطبةً يرونه، ذكرت هذا المثل لأبين لكم أنه إذا آمنت أنك مكشوف أمام الناس، جميعاً وأن كل كلمة محاسب عليها، وأن كل غلطة مدان عليها، وسوف يتناقلها الناس في مجالسهم، وسوف يقيمونك، كلما جلست يتحدثون، لماذا تحرص على أن يكون إلقاءك في أعلى مستوى مع أن أحداً لا يراك ولا أحد يسمعك ولا يوجد إلا آذن وآلة تصوير؟! لكن لأنك تتوهم أو تظن وتعتقد أن كل الناس يرونك ويسمعونك.
الخوف من الله في السر و العلآنية ::
إذا كنت تسير مع شخص له مكانته، لا أعتقد أنك تتكلم كلمة نابية، ولا تمسك سبحة، ولا تسير عشوائياً،
إذا كنت تسير مع شخص له وقاره تمشي بأدب وتصغي له، إذا دخلت
إلى إنسان له شأن تجلس جلسة مؤدبة، لا تفتح رجليك، كما أنك لا تضع رجلاً على رجل،
ولا تعبث بسبحة، ولا تقرأ جريدة أمامه، ولا تلتفت إلى جهة أخرى تحدق النظر إليه
وتجلس جلسة مؤدبة، لأن مقامه موجود، فكيف مع ملك الملوك؟! والنبي عليه الصلاة والسلام
أوصى معاذ بن جبل حينما بعثه إلى اليمن قال: استحي من الله كما تستحي من رجل
ذا هيبة من أهلك. وسئل النبي عن كشف العورة خالياً فقال: الله أحق أن يستحيا منه. إنسان استخدم إنساناً لعمل فاغتسل عارياً، فقال: خذ أجرتك لا حاجة لنا اليوم بك. قال بعض أصحاب النبي: كنا في الطواف نتخايل الله بين أعيننا، كأن الله بيننا. والنبي عليه الصلاة والسلام، تقول عنه السيدة عائشة كان يحدثنا ونحدثه، فإذا حضرت الصلاة لا يعرفنا ولا نعرفه. والله أنا في عرفات وجدت أناساً يتحدثون طوال اليوم حديثاً تافهاً، وبعضهم يلهو كما
يلهو في بيته، وهذا أشرف مكان في الأرض وأقدس مكان في التاريخ،
وأنت في عرفات، هناك أناس يطوفون شاردون لاهون، فلذلك:
((...أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ... ))
[ مسلم عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ] فإن فعلت هذا سوف ترى الله في الجنة، يوجد نقطة مهمة جداً يقول بعض العارفين: اتقِ الله أن يكون أهون الناظرين إليك، لا تجعل الله عز وجل أهون ناظر إليك. وقال بعضهم: خاف الله على قدر قدرته عليك، أحياناً ترى منصباً رفيع المستوى ولو كان إنساناً كلهم يخافونه، كلهم يحترمونه احتراماً مبالغ به لقدرته عليهم، وقد يكون أقل من بعضهم علماً وفهماً وأخلاقاً ومع ذلك لقدرته عليهم يحترمونه أشد الاحترام، ويعظمونه أشد التعظيم، ويبجلونه أكبر التبجيل.
أقوآل في الاحسان ::
قال إبراهيم بن الأدهم ـ وهو دفن في جبلة من كبار العارفين بالله ـ: أعلى الدرجات أن تنقطع إلى ربك وأن تستأنس بقلبك وعقلك وجميع جوارحك، حتى لا ترجو إلا ربك، ولا تخاف إلا ذنبك، وترسخ محبته في قلبك، حتى لا تؤثر عليها شيئاً، فإن كنت كذلك لن تنل في بر كنت أو في بحر أو في سهل أو في جبل، لن تنل أي الله يحفظك، وكان شوقك إلى لقاء الحبيب كشوق الظمآن إلى الماء البارد وشوق الجائع إلى الطعام الطيب، ويكون ذكر الله عندك أحلى من العسل وأحلى من الماء العذب الصافي عند العطشان في اليوم الصائم. وقال الفضيل: طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله جليسه. وقال أبو سليمان الداراني: لا أنسى الله أبداً. وقال معروف: توكل على الله حتى يكون جليسك وأنيسك وموضع شكواك. ماذا قال سيدنا يعقوب؟ قال تعالى: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [ سورة يوسف: 86 ] ويعاب من يشكو الرحيم إلى من لا يرحم. وقال ذي النون: من علامة المحبين لله ألا يأنسوا بسواه وألا يستوحشوا معه. أيها الأخوة، هذه مرتبة الإحسان (( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ.)) وهذا الجهد الجهيد الذي تبذله كي تكون في هذا المستوى جزاءه أن ترى الله حقاً في الجنة، قال تعالى: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ*إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [ سورة القيامة: 22-23]
و الحمد لله رب العآلمين في أمآن الله و رعآيتهه |