بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم و رحمه الله و بركاته كيفكم ؟ إن شاء الله بألففّ خير ـ ظروف بعض الناس مدفونة فى أعماقهم فإن لم تعرفها فأحسن الظن بهم ♥
يغلب على البعض من الناس اليوم خلق ذميم ربما ظنوه نوعاً من الفطنة وضرباً من النباهة وإنما هو غاية الشؤم بل قد يصل به الحال إلى أن يعيب على من لم يتصف بخلقه ويعده من السذاجة وما علم المسكين ان إحسان الظن بالآخرين مما دعا إليه ديننا الحنيفة فالشخص السيئ يظن بالناس السوء، ويبحث عن عيوبهم، ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس يبحث لهم عن الأعذار، ويظن بهم الخير. "وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتبِعُونَ إِلا الظن وَإِن الظن لَا يُغْنِي مِنَ الْحَق شَيْئا" (النجم:28) وعليه فلا يجوز لإنسان أن يسيء الظن بالآخرين لمجرد التهمة أو التحليل لموقف ، فإن هذا عين الكذب " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث " ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) قال ابن سيرين رحمه الله: "إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه". وانظر إلى الإمام الشافعي رحمه الله حين مرض وأتاه بعض إخوانه يعوده فقال للشافعي: قوى لله ضعفك ، قال الشافعي: لو قوى ضعفي لقتلني ، قال : والله ما أردت إلا الخير . فقال الإمام : أعلم أنك لو سببتني ما أردت إلا الخير .فهكذا تكون الأخوة الحقيقية إحسان الظن بالإخوان حتى فيما يظهر أنه لا يحتمل وجها من أوجه الخير . كان سعيد بن جبير يدعو ربه فيقول : " اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك " وعن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال: قال موسى عليه الصلاة والسلام يارب يقولون بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب فبم قالوا ذلك ؟ قال: «إن إبراهيم لم يعدل بي شيء قط إلا اختارني عليه، وإن إسحاق جاد لي بالذبح وهو بغير ذلك أجود وإن يعقوب كلما زدته بلاء زادني حسن ظن».
قال رسول الله: "إياكم والظن فإنه أكذب الحديث ". البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني". عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أن حسن الظن بالله من حسن العبادة ". أحمد وأبو داود. عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله عزوجل: سبقت رحمتي غضبي ". عَنْ أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَأنًا." أحمد والبخاري. عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يموتن احدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عزوجل، فإن قوما قد أرادهم سوء ظنهم بالله، فقال لهم: وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارادكم فاصبحتم من الخاسرين. عن سلمأن الفارسي رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله عزوجل مائة رحمة، فمنها رحمة بها يتراحم الخلق، وتسعة وتسعون ليوم القيامة . " قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله عزوجل للمؤمنين يوم القيامة، وما أول ما يقولون له إن الله عزوجل يقول للمؤمنين: هل احببتم لقائي ؟ فيقولون: نعم يارب، فيقول: لم ؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول عزوجل: قد وجبت لكم مغفرتي" . عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته احد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته احد " . صفية أتت النبي تزوره وهو معتكف، وأن رجلين من الأنصار رأياهما فأسرعا فقال النبي: "« على رسلكما إنها صفية بنت حيي » فقالا: سبحأن الله يا رسول الله. قال: « إن الشيطأن يجري من الإنسأن مجرى الدم وخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئاً »، أو قال: « شراً » ". عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بسبي وإذا إمرأة من السبي تحلب ثديها، كلما وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟، قالوا: لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال: والله، الله ارحم بعباده من هذه المراة بولدها ". عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال:" كيف تجدك ؟ قال: ارجو الله يارسول الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعأن في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا اعطاه الله مايرجو، وأمنه مما يخاف". عن أبي ذر، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه عزوجل، قال:" ابن آدم أنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كأن منك ولا ابالي، ولو لقيتني بقراب الارض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة ولو عملت من الخطايا حتى تبلغ عنأن السماء مالم تشرك بي شيئآ، ثم استغفرتني، لغفرت لك ولا أبالي".
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " لا يحل لامرىء مسلم يسمع من أخيه كلمة يظن بها سوءاً وهو يجد لها في شيء من الخير مخرجاً. " وقال أيضاً:" لا ينتفع بنفسه من لا ينتفع بظنه. " قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " لله درُّ ابن عباس إنه لينظر إلى الغيب عن ستر رقيقه. " قال ابن عباس رضي الله عنه: "الجبن والبخل والحرص غرائز سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل.
|