لم أعد أهتم بما يحدث لي هنآ! لم أعد أستطيع الشعور حتى بالألم من شدة ما تجرعته بهذا المكان العفن!
الأيام والشهور كلها اصبحت غير مهمه! وكيف تصبح مهمه وأنا هنا لسنين عديدة ولم يأتي حتى شخص
واحد لإنقاذي أو حتى يبحث عني! ربما يظنون أنني ميت! لا مستحيل لم يجدو جثتي أنى لهم أن تأتيهم
هذه الفكره؟
كانت هذه إحدى تمتمات فريد المعتاده التي يحاول من خلالها الحفاظ على إدراكه! فريد جندي تم أسره
من قبل الأعداء منذ أكثر من 6 سنين! في خلال الـ6 سنين هذه أصبح جسده وكأنه قوقعة مجوفة بدون
أي روح وشعره قد تحول من الأشقر للأبيض من شدة الويلات التي تجرعها والأسوء انه كلما كان يريد الموت والتحرر من كل هذا يسمع صوت شخص ما يمنعه
وهذا ما أبقاه حيا متحملًا كل شيء حتى الآن في أمل أن يكتشف سر هذا الصوت!
-
بأحد الأيام الكئيبة مثل المعتاد أحس فريد أن هناك جلبة
بالخارج أكثر مما إعتاد عليه! أه يبدو انهم حصلوا على بعض الأغنام الجديدة –تمتم فريد بهذا-
وبالفعل كان هناك أسير جديد من المملكة المجاورة، تم وضعه بنفس زنزانة فريد التي ما أن دخلها ارتعش
خوفا من الذي امامه لقد كان مثل الشبح! وجهه الخالي من التعابير ونظراته التي كانت تخترقه كالسكاكين!
-أممممم س....سيدي هل أنت أسير أيضًا؟!
-بنبره ساخره جاوبه: وإن لم أكن أسيرًا برأيك لماذا سأكون هنآ؟
-بالفعل،منذ متى وأنت هنا؟
-بعد تنهيده طويله ولهجه ساخطه أجابه: لا اعلم ربما منذ قرون؟!
لقد كان جوابه كافيًا ليعلم "مارك" انه جلس وقتًا طويل هنآ ،لا ليس بسبب جوابه بل مظهره يكفي بالفعل لمعرفة ذلك!
بعد هذه المحادثة خيم الصمت على الزنزانة الكئيبة مرة اخرى~
دقائق فقط حتى وقف مارك ليمشي بخطوات هادئة نحو تلك النافذه الصغيرة التي تسمح بدخول جزء صغير من
أشعة الشمس!بدأ ينظر وكأنه يحاول أن يجد شيء ما من خلال النافذهه!وبدأ فريد بمراقبته من يعلم؟لعل مارك
هو أمل فريد بالخروج!انتهى مارك من تحديقه بالنافذه والتفت نحو فريد
-سيدي.......
-إنه فريد "مقاطعًا كلامه"
-هاه؟-قالها مارك متعجبًا بملامح تخبر الناظر إليه إنه لم يفهم !
-إسمي فريد أيها الأحمق!
-أوه لقد فهمت،آسف فريد-سان وأنا ماركو!
لم يقل فريد أي شيء اكتفى فقط بهز رأسه ومواصلة مراقبة ماركو
-أكمل ماركو:إذا فريد-سان لقد كنت اتسائل ان كان هناك أي ماء نظيف هنآ؟
-نظر إليه فريد متعجبًا وأردف:لمآ؟هل ستستحم؟أم أنت عطش؟لم يضمي على بقائك يوم كامل حتى!
-إبتسم ماركو وبنبرة هادئة رد على أسئلته:لا لا فقط أرغب بالوضوء!
-تعجب فريد اكثر من جوابه!وبدأ يفكر بنفسه "وضوء؟ما هذا؟مالذي يثرثر به؟أهو نوع من التمائم أو
شيء من هذا القبيل؟"
-ضحك ماركو وبإبتسامة واسعة:هههههههههه أسف لكن اظنني عرفت بماذا تفكر به!انه ليس اي شيء مما
تفكر به الوضوء شيء يقوم به المسلمين.
-مسلمين؟-بتعجب-ومن هؤلاء؟أهم طائفة جديده؟
-لا لا فريد-سان انه دين من الأديان السماوية ومضى بالفعل الكثير من الوقت على انتشارهه!أه بالمناسبة
فريد-سان ما دينك؟
-ليس لدي أي دين،إنني ملحد!ثم انها اول مرة اسمع بها عن هذا الدين مع انك قلت انه مضى الكثير
من الوقت على انتشاره!هذا غريب!
-همممممممممم انه شيء يصعب شرحه على أية حال سأعود لسؤالي الأول هل هناك ماء نظيف؟
-أوه لقد تهربت الآن من جوابي!على أي حال يوجد القليل فقط لكنه ليس نظيفا تماما!
-إنها مشكلة يجب أن يكون نظيفًا إلتفت مارك بانحاء الزنزانة الضيقه لتعود له ابتسامته مجددًا ويصرخ
مثل الطفل الصغير:لقد وجدت الحل~!
-إقترب مارك من زاوية الزنزانة كان يوجد هناك القليل من التراب الذي يبدو انه اتى من الخارج وتجمع عبر
السنين،نظر مارك لفريد و قال له بإبتسامة:نيه فريد-سان أيمكنك الإقتراب قليلًا مني؟يبدو انك فقدت الأمل
بالخروج هنآ!سأريك أملا جديدًا!
اتسعت عينا فريد من الدهشه لا يعلم لما لكنه أحس بالقليل من الأمل الذي تغلغل داخل أعماقه~
-حسنا لن يضرني ذلك بأي شيء ويبدو ان دينه مثير للإهتمام!
إقترب فريد من مارك الذي بدء بتعليمه التيمم بالتراب عندما لا يكون هناك ماء!وبدء بتعليمه
كيفية الصلاة والدعاء ومن هو خالق هذا الكون،مرت الأيام وكل يوم يقوم مارك بتعليم فريد الكثير
من الأمور التي يقوم بها المسلمون!والكثير من القصص عن الصحابة والرسول و قليلًا قليلًا حتى أصبح يعلمه
اللغة العربيه!كان فريد يستمع بإهتمام حتى أحس ان هناك احساسًا جميلًا يسري بإعماق صدره!
وفي خلال كل هذا تعمقت علاقة مارك وفريد كثيرًا حتى أصبح مثل الأخوهه لا يستطيع
تفريهم أي شيء!مدة قصيرة فقط واسلم فريد على يد مارك3>~أيام قليلة فقط من إسلامه
وبكائة ودعائه لله حتى هجمت المملكة المجاوره على المكان المأسوران بهه وقامت بتحريرهما
وتحرير جميع الأسرى الآخرين!
-تمت- في النهاية مهما كنت تعاني من هذه الحياه ومن هذا الظلم تذكر ان هناك خالقًا يراقبك وييسر لك أمورك فأدعوا الله كثيرًا تحصل ما تريد ~ |