ما هو التسامح يا ترى؟
- التسامح: خلق عظيم.. ومنهج قرآني قويم.. فهو العفو عن الزلل..
- والصفح عن الخلل، ولا يوفق اليه.. الى من احبه الله ورضيه
- من المقربين اليه، ونفس المسامح نفس ساميه، كريمة عالية، لماذا؟
- لانك لن تسامح الا من ظلمك.. واخطأ عليك وجار!! وهل يقدر
- على هدا الا من تربى على مائدة القرآن، وانصقل باخلاق سيد ولد
- عدنان، وووافق هذا وذاك توفيق من الله تعالى.
التسامحح من صفات سيدنا محمد تخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم به. فكان سمة له.. عفو مسامح. . حتى وصف بانه لا ينتقم لنفسه ابدا، اما اذا انتهكت محارم الله.. فلا يرضى ابدا صلى الله عليه وسلم، رسول الله يأتيه الاعرابي الغليظ..
فيقول له: هذه قسمة ما اريد بها وجه الله. ومرة يقول: اعدل يا محمد..
وثالثة ورابعة حتى يثور بعض الاصحاب.. فيطلب الاذن من النبي بقتله .. فيرده النبي.. ويعفو عنه يصفحه.. المصطفى يعلم اصحابه التسامح على مثل هذه الاخلاق الفاضلة العظيمة.. ربى المصطفى اصحابه.. على منهج القرآن.. الذي يدعو الى الرضا.. والعفو والصفح.. عمن جار وظلم.. فهذا افضل الامة.. وسيد رجالها بعد رسول الله.. ابو
بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه.. لما شاعت حادثة الافك.. وقد تولى كبرها رأس المنافقين.. التبس الامر على بعض المسلمين فلغت الستهم فيها، ومن جملتهم رجل فقير.. كان يستفيد من مال ابي بكر.. ويأكل من صحفته وينال من عطاياه.. وهو قريب له ومع هذا تكلم
بما يتكلم به القوم.. ولك ان تتصور.. رجل يطعم من انائي.. ثم يطعن في عرضي.. باتهام بنيتي.. وبأبشع جريمة واقبح عمل، فتحركت ابوه ابي بكر انتقاما للصديقة.. زوجة المصطفى صلوات الله وسلامة عليه، فحلف الا يعطي مسطحا لانه قال في ابنته ما قال، فانزل الله سبحانه قرآنا يتلى في سورة النور: (ولا يأتل اولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى..) الى أن قال سبحانه: وليعفوا وليصفحوا.. ألا تحبون ان يغفر لكم الله لكم.. والله غفور رحيم). فلما سمع ابو بكر الآية.. قال: بلى والله.. أحب ان يعفو الله ويغفر لي.. فاعاد ما كان يعطى الرجل.. وسمح له وصفح عنه طمعا في مغفرة الله تعالى. من قصص علي مع التسامحح علي بن ابي طالب رضي الله عنه.. كان يقاتل ذلك الفارس الجاهلي .. فلما اشتدت المبارزة اسقط علي سيف الكافر.. فوضع السيف على
رقبته ليقتله.. فبصق الكافر على علي رضي الله عنه فرفع السيف..
ثم تركه وذهب فتعجب الحاضرون فسألوا عليا لم تركته.. وقد مكنك
الله منه؟ فقال: كنت اقاتله في سبيل الله.. واريد قتله لاجل الله.. فلما بصق علي خشيت ان يكون قتلي له.. انتقاما لنفسي.. فتركته لله تعالى .. الله اكبر.. فاين هذا الخلق.. من مجتمعاتنا ولو عند اشارة المرور؟! بل اين هذا الخلق العظيم عند الدخول والخروج حتى من المساجد وقت الزحام.. بل اين هو.. بين الاصحاب والاصدقاء؟ فضلا ان نراه بين صالح وطالح، او مستقيم وفاسق، او بين مسلم وكافر؟! من صور التسامحح في امتنا ومن صور التسامح في هذه الامة.. التي تميز منهج دينها بالكمال والسمو في الاخلاق والافعال ما حدث مع الامام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم وعن جميع الصحابة.. لما جاءت جاريته بابريق الماء للوضوء فتعثرت فسقط الابريق على السيد فاذاه.. خافت الجارية فقالت سيدي. (والكاظمين الغيظ) فقال السيد: كظمت، قالت سيدي: (والعافين عن الناس) قال: عفوت عنك، فقالت سيدي:
(والله يحب المحسنين) فقال لها: اذهبي فانت حرة لوجه الله. الله اكبر.. اي اخلاق تخلقوا بها.. واي نفوس بين جنوبهم حملوها؟!! انها نفوس عظمت الله فلن تقبل الثواب الا من الله. التسامحح في واقعناا فهل يا ترى.. نجد هذا التسامح.. واقعا في واقعنا؟! او موجودا في مجتمعنا؟.. هل سنرى التسامح ونلمسه.. بين الاب وولده.. فربما يخطئ الولد ويقصر فهل سيسامحه ابوه.. حتى لا يعذبه الله في النار لاجله التسامحح خلق حميد واذا كان التسامح جميلا وحسنا ومطلوبا فهو كذلك ولاشك بين الزملاء في العمل وبين الرئيس وموظفيه وبين الموظفين ورئيسهم.. باسلوب لا
يفقد للعمل مكانته او رسالته.. يجعل التسامح عنوانا للمتسامح فيعتب مرة .. ويلومه مره.. ويعاقب مره ويسامح مرات ومرات فان هذا في نظري اكثر قبولا.. وتحفيزا للانتاج.
برب
|