عدت من جديد “كل شخص يفكر في تغيير العالم .. ولكن لا أحد يفكر في تغيير نفسه!”.. كانت هذه الكلمات أحد مقولات العالم الكبير توماس إديسون الذي سآخذ من وقتكم بضع دقائق لنتوقف أمامه، لنرى شخصاً حاربته كل الظروف فحولها إلى درجات صعد عليها إلى سُلم المجد!ولد إديسون في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية، وترعرع بمدينة بورت هورون بولاية ميشيغان وهو من أصول هولندية.كان الابن السابع والأخير لصمويل إديسون (1804-1896) ونانسي ماثيوز إليوت (1810-1871). اضطر والده إلى الهرب من كندا بسبب مشاركته في ثورة ماكنزي الفاشلة سنة 1837.كان
إديسون الشاب شريد الذهن في كثير من الأحيان بالمدرسة،حيث وصفه أستاذه بأنه "فاسد".أنهى
إديسون ثلاثة أشهر من الدراسة الرسمية. يذكر إديسون في وقت لاحق، "والدتي هي من صنعتني،
لقد كانت واثقة بي؛ حينها شعرت بأن لحياتي هدف، وشخص لا يمكنني خذلانه." لأن والدته أحاطته
بالحب والحنان كانت تقوم بتدريسه في المنزل.وأسهمت قراءته لكتب باركر العلمية مدرسة
في الفلسفة الطبيعية كثيرا في تعليمه. الغريب في الأمر أن هذا العبقري ذو الألف فكرة وفكرة كان
يعاني من ضعف السمع وذلك اثر قيام عامل القطار بمساعدته على ركوب القطار برفعه من أذنيه.
تزوج أديسون من (ماري ستلويل) في 25 ديسمبر 1871 البالغة من العمر 16 عاماً والتي
التقى بها قبل شهرين حيث كانت موظفة في أحد محلاته التجارية وأنجبا 3 أطفال .توفيت ماري
أديسون في 9 أغسطس 1884 لأسباب مجهولة ربما بسبب ورم في المخ أو أخذ جرعة زائدة
من المورفيين فكان كثير ما يصف الأطباء المورفيين للنساء في تلك السنين لكثير من الأسباب .
وفي 24 فبراير 1886 في سنة التاسعة والثلاثون تزوج أديسون للمرة الثانية وكانت زوجتة تدعى
(مينا ميلر ) التي تبلغ من العمر 20 عاماً بمدينة أكروان بولاية أوهايو وأنجبا أيضاً 3 أطفال .
عاشت مينا أكثر من توماس أديسون وتوفيت في 24 أغسطس 1947 .قد نتسائل كيف أصبح
إيدسون مخترعا عظيما ؟؟ اتفق جميع العظماء بأن كثرة القراءة والمعرفة وعدم الاهتمام
بالمال هي من تخلق العلماء والمفكرين، فيقول إديسون عن المال “ليس المال إلا وسيلة لا غاية”
لذلك كان إديسون ينفق المال في شراء آلات جديدة ومحاولة شراء معملأكبر لكي يتسع لاخترعاته،
فكان قد وصل لدرجة أنه يخترع اختراعاً جديداً كل وعند بلوغه 23 سنة فقط كان قد سجل باسمه 122 اختراعاً! توجه إديسون لبيع الصحف في محطات السكك الحديدية، ثم عمل موظفاً لإرسال البرقيات في محطة السكك الحديدية ومن هنا ساعد هذا العمل إديسون على اختراع أول آلة تليغراف. وليس هذا فقط بل اخترع أيضاً آلة تسجيل الأصوات وكانت لهذه الآلة قصة غريبة، فعندما أخبر إديسون مساعديه أنه ينوي اختراع آلة تتكلم سخروا منه وخصوصاً مساعدهكروسي، ولكن بعد 30 ساعة من العمل المتواصل فاجأ إديسون العالم كله باختراع أول آلة تسجل الأصوات ثم ترددهاوكان هذا غريباً على العالم لدرجة أنهم أطلقوا على توماس إديسون اسم “الساحر”!! يعتبر إديسون أول من فكر في اختراعجهاز ينقل الكلام عبر الأسلاك (التليفون) رغم أن العالم “بيل” سبقه في اختراع أول هاتف، لكن هاتف بيل كان لا ينقل الأصوات إلا من غرفة إلى غرفة فتجاوز اختراع إديسون الغرفة إلى العالم بأسره!، حتى جاء العام 1879 حين اخترع إديسون الهاتف الكهربائي فكان هذا العام بدايةً لتغيير العالم.ولم يمضي الكثير حتى اخترع إديسون الاختراع الذي سبب شهرته حتى الآن وهو “المصباح الكهربي”. بدأت قصة اختراع المصباح الكهربائي مع إديسون حين مرضت والدته مرضاً شديداً، فقرر الطبيب أن يجري لها عملية جراحية فورية ولكن.. هناك مشكلة لأن الوقت كان ليلاً ولا يوجد ضوء كافي ليرى الطبيب ما يفعل في هذه العملية الدقيقة، لذا اضطر للانتظار حتى شروق الشمس لكي يجري العملية!! ومن هنا كانت البداية لاختراع المصباح الكهربائي، فأخذ إديسون يستمر في محاولاته وإصراره على اختراع المصباح الكهربائي لدرجة أنه خاض أكثر من 99 تجربة فاشلة وفي كل مرة عندما تفشل تجربة كان يقول “هذا عظيم .. لقد أثبتنا أن هذه أيضاً وسيلة غير ناجحة للوصول للاختراع الذي أحلم به”، فكان لا يطلق عليها تجارب فاشلة بل تجارب لم تنجح!، وعلى الرغم من عدم نجاحه في عدد كبير جداً من المرات إلا أن ذلك لم يدفعه لليأس بل استمر في المحاولة، وفعلاً في عام 1879 أنار مصباح إديسون لتشع الوجوه بهجةً بهذا الاختراع العظيم، واستمرت الزجاجة مضيئة 45 ساعة وقال إديسون لمساعديه طالما أنها ظلت موقدة هذه المدة فبإمكاني إضاءتها لمئة ساعة! وانتشر النبأ بالصحف أن الساحر إديسون حقق المعجزة والناس ما بين مكذب ومصدق، إلى أن جرى الحدث العظيم في ليلة رأس السنةالجديدة عام 1879، واستمر حتى فجر اليوم الأول من عام 1880 . |