[size=30]على كرسيها الخشبي الهزاز تعودت دينا ان تداعب قهوتها ..[/size]
[size=30]تدفي يديها بعد عودتها من يوم دراسي حافل بالمحاضرات
جلست الى النافذة الزجاجية لتعانق عيونها سترة المدينة البيضاء
وتتابع بعينيها ندف الثلج وهي تتراقص محاولة اللحاق بأخواتها عبر الارض التي ارتدت ثوبا طاهرا
تيمننا بان يغطى البياض قلوب البشر...[/size]
[size=30]في نفس اللحظة رفعت دينا راسها
لتر على نافذة في العمارة المقابلة ظل شخص يتفحص هو كذلك الشارع[/size]
[size=30]نظرت اليه ..بعدها اكملت ارتشاف قهوتها التي اصبحت باردة
واحست رغما عنها وكأن هناك قوة ما تجبرها على ان تدير راسها إلى الجهة الأخرى من الشارع[/size]
[size=30]لتر ان ذلك الظل لايتحرك وكانه دمية
حفز هذا فضولها وبدأت تنسج حكاية البيت الذي لا ينار فيه الضوء[/size]
[size=30]وصاحب الظل المختفي وراء زجاج النافذة في العمارة المقابلة[/size]
[size=30]لماذا لايتحرك ،كأنه جثة محنطة من أيام الفراعنة
ماذا يخبئ خلفه استمرت في التحديق نحوه الى ان غفت وهي جالسة على كرسيها الهزاز..
ٱستفاقت على الجو البارد في الغرفة ، فقد نسيت ان تقوم برفع درجات التدفئة ..قامت من مكانها واخذت بطانية واستوت في فراشها[/size]
[size=30]بعد ان رفعت من درجت حرارة الغرفة ..وهي تحاول ان تندس في مكانها التفتت دون وعيها الى الناحية الاخرى[/size]
[size=30]للبيت المقابل لنافذتها لتر ان الظل يتحرك بقلق ،ويخطو خطوات مسرعة لكنها منتظمة وكانه آلة تقوم بحساب الخطوات[/size]
[size=30]أحست بقشعريرة لمست كل جسدها رغم ان جو غرفتها الآن حرارتها مرتفعة فلم تقدر ان ترفع يدها لتطفئ النور ..
اغمضت عينا وهي تتوسل ان يزورها النوم...
لم تحس بالوقت هل مر ام ان يدا ما كانت تقوم بزعزعتها لتفتح عينيها قسرا .. فتحت لتتفاجأ بضوء مسلط على عينيها وابتسامة لأسنان غريبة ..
اسمك دينا قال صاحب الاسنان وهو يبتسم.. جئت اليك لأغذي فضولك بحقيقة الجثة المحنطة
تجمدت اطرافها وتمتمت :انا احلم انا لازلت نعسانة...[/size]
[size=30]اجابها صاحب الابتسامة الغريبة وهو يقترب ويزيل اللحاف من عليها :
لا لاتحلمي انا صاحب الظل في الجهة المقابلة لغرفتك
قرأت تمتماتك ورأيت الفضول يتآكلك
وأتيت البي نداءك الصامت...[/size]
[size=30]نهضت جاسلة على فراشها وهي تتمنى ان يكون حلما مزعجا .وكأنها تريد ان تبرهن لخوفها ،الذي تمكن منها
انه لاداعي لكل هذا الهلع
فما تراه ماهو إلا تراكمات هذا اليوم الطويل والمتعب ووحدتها ،التي تحس انها تطول كلما مرت سنة،وتقول آن لي الرجوع ،فتجد انها تتشبث بهذه الارض اكثر من نداء وطنها البعيد
فركت عينهيا
واغمضتهما ثم فتحتهما لتجد ان تلك الابتسامة لازالت متسمرة بعيون صاحبها عليها بل انه اقترب اكثر منها
واجابها بتحريك رأسه : ألا زلت تأملين ان يكون حلما[/size]
[size=30]رفعت عينيها اليه بتوسل وقالت :أرجوك لاتؤذيني
خذ كل ما املك
اجابها بضحكة شريرة: وماذا تملكين يكون ذو اهمية عندي غيرك
ارعدت فرائصها وهي تشير للباب المقفل بالمزلاج :لكن كيف دخلت الى بيتي
طار عبر سقف الغرفة وهو يقول لها
بهذه الطريقة حلوتي
انا ذلك الفتى الذي تسخرين منه دائما وتنسجين الف حكاية وحكاية[/size]
[size=30]عن عرجه وغبائه وبؤسه[/size]
[size=30]أنت لاتعلمين ان والدك هو سبب كل هذا يوم توجهتم تلك الرحلة اللعينة[/size]
[size=30]
وجلس على حافة السرير وهو يقول لها :[/size]
[size=30]ما رأيك دينا
نتبادل الأدوار تكونين تلك الفتاة العرجاء وأنا الفتى الجامعي الجميل[/size]
[size=30]الآن لا حيلة لك لا قوة تتبجحين بها[/size]
[size=30]أشار اليها بيده السحرية وعينه التى يمتزج بها البكاء الغل والغيض[/size]
[size=30]بدأت رجلها تنحني مائلة الى العرج[/size]
[size=30]وبصوت غاضب به حشرجة من انتقام تغصه[/size]
[size=30]هيا هيا تحولي[/size]
[size=30]من هذا السرير الى الآخر قالت الممرضة[/size]
[size=30]لقد سقطت ودخلت في غيبوبة منذ ساعات[/size]