| روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
sirelhouda meguelati قد التحدي
مسآهمـآتــيً $ : : 471 عُمّرـيً * : : 20 تقييمــيً % : : 36688 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 22 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/01/2015
| موضوع: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 27/6/2016, 6:15 pm | |
| [rtl] مجازفة، حياة او موت:[/rtl] [rtl] الفصل الأول:[/rtl] [rtl] هذه أنا أنفال وهذه صديقتي آية انها فتاة جميلة وعيونها العسلية تزيدها جمالا إضافة الى أنها فتاة مرحة ومتفائلة على عكسي تماما لم أكن أعرفها من قبل تعرفت عليها هذه السنة في بداية العام فقط وها هي صارت صديقتي خرجنا في فترة الراحة وكنت أنا كعادتي متذمرة اما هي فكانت تبتسم غالب الوقت ولا تتوقف عن الكلام وفجأة طلبت مني أن أرافقها الى دورة المياه لم أمانع البتة دخلت وها أنا انتظرها خارجا وفجأة سحبتني.[/rtl] [rtl] لم أعي شيئا حتى وجدت نفسي في مصعد ينزل بنا الى أسفل سألتها اين نحن ذاهبتان فأجابت: الى مكان سوف يعجبك.[/rtl] [rtl] حقيقة لم أكن خائفة كنت أريد اكتشاف المكان لعل هذا الروتين الممل يتغير توقف المصعد وفتح بابه واو المكان هنا يجعلك تحس بأنك خارج الأرض كان كل شيء آليا حتى الخزائن تفتح بالبصمات وليس بالمفاتيح رأيت آية تفتح خزانتها وتخرج منها شيئا سألتها بتعجب: ما هذه المطرقة؟ [/rtl] [rtl] - هذا سلاحي وليس مطرقة.[/rtl] [rtl] - وهل سنحارب؟[/rtl] [rtl] - يمكنك قول ذلك أنت مراقبة منذ ثلاث أشهر، ولقد اخترناك لتكوني من بين أعضاء منظمة الـSMD وسوف يشرح لك الرئيس كل شيء لاحقا.[/rtl] [rtl] - مراقبة؟ منظمة؟[/rtl] [rtl] - ستعرفين كل شيء فيما بعد اتبعيني.[/rtl] [rtl] بينما كنت أمشي خلفها مر فتى علينا نظر الي من الأعلى الى الأسفل وقال موجها الكلام لآية: وهل تظنين أن مثل هذه الفتاة ستكون عضوا نافعا في المنظمة.[/rtl] [rtl] - لا تستهن بقدراتها يا كاتورو، انها أقوى مما تعتقد.[/rtl] [rtl] - لقد راقبتها لمدة ثلاث أشهر وأعرف ما لا تعرفينه يا مايزونو، ليست المشكلة في قوتها المشكلة في رأسها الفارغ.[/rtl] [rtl] استفزتني كلماته فتقدمت نحوه لألكمه أمسك بمعصمي وسحبني نحوه وهمس في أذني: نحن لسنا نلعب هنا هذه مجازفة حياة او موت. [/rtl] [rtl] وأبعدني عنه بقوة جعلتني أسقط أرضا ورمى عليّ بطاقة صغيرة تشبه بطاقة التعريف لحد ما:[/rtl] [rtl] العضو: كاترين.[/rtl] [rtl] العمر:14.[/rtl] [rtl] فصيلة الدم: A+.[/rtl] [rtl] قلت متسائلة: ما هذه؟[/rtl] [rtl] - بطاقة تعريفك في المنظمة.[/rtl] [rtl] - لقد أخطأت يا سيد اسمي أنفال وليس كاترين.[/rtl] [rtl] - هذا اسمك في المنظمة يا بلهاء.[/rtl] [rtl] - لا تنعتني بالبلهاء يا أيه المتباهي.[/rtl] [rtl] - لا دخل لك لست مضطرا لأناديك بالاسم الذي تريدينه أنت.[/rtl] [rtl] قلت لآية وأنا أمسك معصمي بسبب الألم الذي سببه لي ذلك الكاتورو: من هذا المغرور.[/rtl] [rtl] - انه أحد أفراد المنظمة اسمه عبد الرحمن يبلغ من العمر 16 سنة يدرس في السنة الثانية ثانوي فصيلة دمه A-اسمه في المنظمة كاتورو.[/rtl] [rtl] - وااااو أتملكين كل هذه المعلومات، أنت تشبهين المذكرة.[/rtl] [rtl] - ستحفظينها بمرور الوقت، لا تكترث لما يظهره كاتورو من عنف فهو في الأصل طيب القلب، انه أقربنا للرئيس.[/rtl] [rtl] - حقا؟ انه يبدو متوحشا حتى أنى تخيلت أنه مصاص دماء.[/rtl] [rtl] - أسكتي الآن لقد وصلنا الى الرئيس.[/rtl] [rtl] قالت آية بعد ان انحنت للرئيس: هذه العضوة كاترين يا سيدي.[/rtl] [rtl] - مرحبا بك، سأعرفك على أعضاء المنظمة: انا الرئيس كايدو، لا داعي لتعرفي اسمي الحقيقي، هذه كيريغيري انها مختصة في اختراق الحسابات وسرقة البيانات، والذي هناك هو جينوس انه قناص، الفتاة التي بجوارك تدعى مايزونو مختصة في التسلل، تلك سيران انها الطبيبة هنا، وتوكا وكاتورو قناصان انهما غير موجودان حاليا، نحن نحتاج الى مقاتلين عن قرب فلقد قتلوا في آخر مهمة لنا.[/rtl] [rtl] - وأكمل بعد ان رمى لي بسلاح قائلا: وأنت ستكونين أحد المقاتلين عن قرب.[/rtl] [rtl] حملت السلاح بيدي وكان عبارة عن مسدس أو رشاش ان صح التعبير له جزء حاد يشبه الرمح، وجهته الى أحد الجدران هناك وضعت يدي على الزناد وكدت أطلق لولا ذلك الشخص الذي أطلق النار على سلاحي لأسقطه أرضا، نظرت خلفي فوجدته ذلك الكاتورو قلت وانا أصرخ في وجهه: كيف تجرء أتريد قتلي؟[/rtl] [rtl] أجاب بصوت مرتفع: جنونك هذا يمكن أن يفضح أمرنا، لا تنسي أنّا تحت الإعدادية.[/rtl] [rtl] هناك فتح أحد الأبواب وظهرت منه فتاة أعتقد انها توكا التي تحدثوا عندا مسبقا، قالت وهي تحمل سلاحها: أهذه العضوة الجديدة؟ [/rtl] [rtl] أجبتها: أجل، انت توكا على ما أعتقد.[/rtl] [rtl] - نعم، انا هي توكا وأنت العضوة كاترين، أليس كذلك.[/rtl] [rtl] - أجل.[/rtl] [rtl] نظرت الى الرئيس وقلت: أوليس علينا التدرب؟[/rtl] [rtl] - بلا لكنّا اليوم مشغولون بالبحث عن أفراد جدد ليملؤو الفراغ فمن المستحيل أن نهجم عليهم بمقاتلة واحدة.[/rtl] [rtl] قال كاتورو: ومبتدئة أيضا.[/rtl] | |
|
| |
fatima111 صديقة المنتدى
مسآهمـآتــيً $ : : 273 عُمّرـيً * : : 21 تقييمــيً % : : 33824 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 15 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/09/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 27/6/2016, 7:31 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال وأجواء الصيام إنشاء الله تمام
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااو الباررت جنان روعة متميزتحفة لا تكفي الكلمات لوصفه
لقد أعجبني بحق
أنت ذات أنامل مبدعة حقا أرجوا أن تمتعينا ببارتات أخرى قريبا
شكرا
تحياتي الخالصة لك | |
|
| |
sirelhouda meguelati قد التحدي
مسآهمـآتــيً $ : : 471 عُمّرـيً * : : 20 تقييمــيً % : : 36688 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 22 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/01/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 27/6/2016, 8:18 pm | |
| بكل رحابة صدر سأضع تتمة الفصل الاول وشكرا عزيزتي على متابعتك في امان الله وصحا فطورك ورمضان كريم | |
|
| |
sirelhouda meguelati قد التحدي
مسآهمـآتــيً $ : : 471 عُمّرـيً * : : 20 تقييمــيً % : : 36688 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 22 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/01/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 27/6/2016, 8:19 pm | |
| https://www.facebook.com/%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D9%88%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-1585879691705345/ هذه صفحتي على الفيس بوك انا أنشر فيها جميع رواياتي ان أردتي الاطلاع عليها | |
|
| |
fatima111 صديقة المنتدى
مسآهمـآتــيً $ : : 273 عُمّرـيً * : : 21 تقييمــيً % : : 33824 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 15 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/09/2015
| |
| |
sirelhouda meguelati قد التحدي
مسآهمـآتــيً $ : : 471 عُمّرـيً * : : 20 تقييمــيً % : : 36688 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 22 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/01/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 28/6/2016, 7:50 pm | |
| [rtl]تتمة:[/rtl] [rtl]كدت أنفجر لولا تلك النظرة التي رأيتها في عيني كايدو، انه حقا يجعلني أحس بالراحة في هذا المكان، عدت لصفي أنا مايزونو أقصد آية وبعد مرور الحصص المملة جاء وقت العودة الى البيت، كالعادة رافقتني آية.[/rtl] [rtl] · ان الرئيس يشعرني بالأمان حقا، أضن أنه رجل طيب.[/rtl] [rtl] · لا تخدعي بالمظاهر فتدريباته شاقة للغاية ولا يرحمنا أبدا.[/rtl] [rtl] · منذ متى وانت في هذه المنظمة؟[/rtl] [rtl] · منذ أربعة أشهر.[/rtl] [rtl] · وكم هو عدد المهمات التي شاركت فيها سبع مهمات، سطونا على البنت المركزي عدة مرات فلقد كنا نبحث عن وثائق تخص العدو، وكذلك تسللنا الى قصر الرئاسة فلقد علمنا بوجود أجهزة تنصت ولكن كاد أن يفضح أمرنا لولا تدخل كاتورو الذي انقض الوضع فجأة وعاودنا التسلل الى هناك لكن قتل ثلاثة من أفرادنا، لا نعلم من قتلهم لكنه ليس من حراس القصر.[/rtl] [rtl] · إذا تلك كانت آخر مهمة لكم.[/rtl] [rtl] · أجل ونحن الآن نبحث ان أعضاء جدد.[/rtl] [rtl] · لماذا لا تقوم المنظمة بإدخال أعضاء راشدين وتحضر المراهقين؟ [/rtl] [rtl] · المنظمة تنقسم الى 3 مجموعات مجموعتنا تقوم بتجنيد المراهقين.[/rtl] [rtl] · انا لم افهم الى الآن ما الهدف من هذه المنظمة.[/rtl] [rtl] · هدفنا حماية البلاد فهي في خطر.[/rtl] [rtl]وصلت الى البيت أخيرا ودخلت لتقابلني أمي بابتساماتها وتسألني كعادتها: كيف حالك اليوم يا بنيتي.[/rtl] [rtl]وكالعادة اجيبها: بخير أمي.[/rtl] [rtl]صعدت الى غرفتي وغيرت ثيابي بعد أن أغلقت الباب واستلقيت على السرير أفكر في امر المنظمة وفجأة سمعة طرقا على باب الشرفة، وفجأة فتح الباب ودخل ذاك المعتوه كاتورو قلت بتعجب: ماالذي احضرك الى هنا.[/rtl] [rtl] · أرسلتني المنظمة، ولا تقلقي قانا لم آتي بملء ارادتي.[/rtl] [rtl] · ولما أرسلوك.[/rtl] [rtl] · لأضع أجهزة التنصت لنتأكد من عدم خيانتك لنا.[/rtl] [rtl] · ماذا؟ لا تقلق لن أخونكم خذ اجهزتك السخيفة وانقلع.[/rtl] [rtl] · هذا امر ويجب أن يطبق حالا.[/rtl] [rtl]قام ذلك المعتوه بوضع أجهزة التنصت في جميع ارجاء الغرفة والحمام وجميع الغرف العلوية وقال بأنه سيأتي في وقت آخر ليضعها في الدور السفلي، يا له من مزعج حقا أكاد أجن حين يستفزني، رفعت عينيه لأجده ينظر الي باستغراب قلت منزعجة: ستحرقني بنظراتك هذه. [/rtl] [rtl] · في الحقيقة يزداد شبهك للنعامة حين تغضبين.[/rtl] [rtl]قلت بغضبك انقلع من هنا أيها الغبي.[/rtl] [rtl]ضحك تلك الضحكة الغبية وخرج الى الشرفة وقال لي أراك غدا آنسة نعامة وقفز.[/rtl] [rtl]أغلقت باب شرفتي واستلقيت على سريري وما هي الا لحظات حتى سمعت صوت أمي تناديني لتناول العشاء فنزلت الى المطبخ بسرعة، أمي: تعالي عزيزتي لقد أعددت البيتزا التي تحبينها.[/rtl] [rtl] · حقا؟ شكرا لك أمي.[/rtl] [rtl]أختي المزعجة: لقد حضرتها من أجلى وليس من اجلك.[/rtl]
[rtl]انها تحاول استفزازي بكلماتها وسأدعي عدم الاكتراث، هكذا هي أختي دائما ما تستفزني وتدعني أصرخ غاضبة، انتهيت من العشاء واتجهت الى الحمام لأنظف أسناني وقصدت غرفتي لأنام لكن امر المنظمة مازال يشغل تفكيري.[/rtl] | |
|
| |
fatima111 صديقة المنتدى
مسآهمـآتــيً $ : : 273 عُمّرـيً * : : 21 تقييمــيً % : : 33824 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 15 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/09/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 28/6/2016, 8:30 pm | |
| شكرا على هذا البارت ولكن أريده أطول حتى أبقى نصف ساعة وأنا أقرأ هههحقا الأحداث رائعة وشخصية كاتورو و كاترين أعجبتني مذهلة أرجو وضع بارت آخر في أقرب وقت وإن إستطعتي ظعيه الآن وصحا فطورك | |
|
| |
fatima111 صديقة المنتدى
مسآهمـآتــيً $ : : 273 عُمّرـيً * : : 21 تقييمــيً % : : 33824 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 15 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/09/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 30/6/2016, 2:08 am | |
| :ريال: :ي2: :ريال: :ي2: :ريال: :ي2: :ريال: :ي2: :ريال: :ي2: :ريال: | |
|
| |
sirelhouda meguelati قد التحدي
مسآهمـآتــيً $ : : 471 عُمّرـيً * : : 20 تقييمــيً % : : 36688 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 22 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/01/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 4/7/2016, 5:31 pm | |
| الفصل الثاني: في الصباح الباكر أيقضها صوت رنين هاتفها الذي أخرجها من أعماق منامها نهضت منزعجة وحملت الهاتف لترى من المتصل وهو رقم لا تعرفه فرمت بالهاتف على السرير وعادت للنوم بعد لحظات رن الهاتف من جديد لتتأكد ان المتصل لم يخطأ حملت الهاتف وسألت: من معي؟ أخذت الجواب بسرعة فقد قال المتصل: أنا أمام باب منزلك تعالي. لقد كانت تتسأل عن السبب الذي جاء من أجله ذلك الفتى ولقد أخبرها بأنه عليها مرافقته الى المنظمة، طلبت منه انتظارها وراحت بتذمر لتغير ثيابها لاقتها أختها أمام مخرج البيت متسائلة عن مكان ذهابها فأجابت بانها ذاهبت لبيت أحد رفاقها خرجت وبكلمات متلعثمة سألت الفتى عن السبب فأجابها بأنه عليها التدريب وبينما يتمشى هذان الاثنان قال عبد الرحمن بصوت هادئ: أنت تعرضين حياتك للخطر يا فتاة نحن كما تعلمين منظمة سرية وان علمت القوات الأمنية بذلك فسوف نقتل لذا انسحبي والا كانت حياتك على المحك. لقد شكت فتاتنا بذلك ولم تكترث لكلام عبد الرحمن بحجة أنه انسان اعتاد على ازعاجها ويريد ابعادها عن طريقه، أحس بما تفكر به فقال لها بصوته الهادئ الذي يملأه الغموض: ربما تضنين بأني أكرهك، هذا خطأ منك. ربما فهمت أنفال بأنه مهتم لأمرها الا أنه أزاح هذا التفكير حين أكمل كلامه بنفس نبرة الصوت قائلا: أنا لا أكن أي مشاعر اتجاهك، كنت أم لم تكوني، هذا لا يهمني. انزعجت الفتاة من كلامه الى أنها ضنت بأنه كأختها يحب استفزازها فلم تقل شيئا وطبعت ابتسامة مستعارة على وجنتيها وأكملت سيرها، بعد سير طويل كان الصمت سائدا على الجو وصلا أخيرا دخل كلاهما الى ذلك المصعد وكانت الفتاة تتفحص المكان بعينيها {هذا الجدار غريب فعلا، انه ليس كسائر الجدران} اقتربت منه وما ان وضعت يدها عليه حتى فتح، {لم يكن جدارا عاديا كما توقعت} نظر الفتى باستغراب وقال بصوت مرتفع: ما الذي فعلته للتو؟ سكتت لوهلة وقالت بصوت عليه سعادة الاكتشاف: اكتشفت مكانا سريا. قال الفتى وهو مستغرب كيف لهذه الفتاة ان تلحظ شيئا كهذا وبصوته الهادئ: علينا اخبار الرئيس. دخلا الى المقر واتجها الى خزانة كاترين فلقد جهزت معداتها {أحمر شفاه مزود بليزر حارق، ملقط وهو عبارة عن فاتح مقابض، لاب توب صغير على شكل علبة مايك آب، وجهاز للسمع على شكل أقراط وكاميرات على شكل أظاهر مستعارة} نظرت أنفال الى عبد الرحمن وقالت: كل هذا من أجل ماذا. وتغيرت ملامح وجهه فجأة وبصوته الهادئ قال: لنموت من أجل هدف لن يتحققا. هناك دخل فتا وفتاة قالت الفتاة مبتسمة وبحيوية أيضا: أنا ملاك ماذا عنكما. لم يحدث أي تغير في ملامح وجه الفتى وقال ببرودة: لا تنطقي اسمك مجددا. تعجبت الفتاة من كلامه وكانت ستسأله لولا تدخل عبد الرحمن الذي قال وهو يخرج سلاحه من خزانته: تكلمي باسمك المستعار، لطاقة تعريفك في المنظمة عند جينوس. قالت ومازال التعجب واضحا على وجهها: من جينوس هل هو الرئيس؟ أجابها حبيب ببرودته المعتادة بعد أن مد يده ليعطي ملاك بطاقة تعريفها: جينوس هو اسمي في المنظمة. أمسكت الفتاة البطاقة بكلتا يديها وأخذت تقرأها وتبين لها أن اسمها في المنظمة هو سوكو قالت معترضة: ما هذا الاسم الغبي. نظر اليها حبيب بنظراته الباردة المخيفة وقال: اعترضي على الرئيس وليس عليّ فأنا لا أملك الوقت لمجادلتك. ذهبت أنفال مع عبد الرحمن الى الرئيس وما ان دخلا حتى قال منصف بضحكته الساخرة: مرحبا صديقاي كيف حالكما. نظر عبد الرحمن الى منصف بنظرة مستفزة وقال له: أنا صديقك أما هي فلا. ضحك الرئيس ونظر الى أنفال التي كانت تجوب المكان بعينيها وقال لها: إذا قد اكتشفت شيئا في المصعد. أفاقت أنفال من شرودها وأخذت تنظر الى منصف لتحلل كلماته وأجابت بصوتها الرسمي: أجل، لكنك تعرف ذلك المكان مسبقا، أليس كذلك؟ ابتسم منصف وقال بسخرية: أنت لست هنا لتقرئي أفكاري حاولي أن تكوني أقل ذكاء كي لا تموتي بسرعة. تعجبت أنفال من طريقة كلامه فهو لم يكن يتكلم بهذا الشكل مسبقا وبقيت تفكر في أن تلك الغرفة الواسعة التي كان بابها عبارة عن جدار بها سر ما، وهو يخص منصف بالطبع. نهض منصف من كرسيه وراح بخطواته المتفاخرة بعض الشيء ليخرج من الغرفة، لاحظ الجميع ذلك بسبب صوت صرير الباب الى أنهم لم يهتموا، تتبعته أنفال بعينيها وبقيت معلقة التفكير في أمر تلك الغرفة، وأخيرا قررت اللحاق به، فتحت الباب فأحدث صوتا مزعجا فرفع الجميع أنظارهم بعد أن كانوا منهمكين في تجهيز أسلحتهم قالت آية بصوتها الذي لا تخلوا منه نبرة المرح: الى اين؟ لم تتحمل انفال حتى عناء النظر اليها وقال: الى الحمام. بعدها أغلقت الباب وذهبت بخطوات متعثرة لتلحق بالمدعو منصف، ما ان وصلت الى المصعد حتى فتح تلقائيا دخلت اليه مرتبكة وسارعت في وضع يدها على الجدار ليفتح، كان المصعد قد صعد قليلا لذا قفزت محدثة صوتا جعل منصف الذي كان في تلك الغرفة تائها بين أكياس المال والمجوهرات يلتفت ليرى أنفال التي عدلت من وقفتها وقالت: هناك من يخفي غنائم سرقاته هنا. اقترب منها وامسكها من عنقها وقال وهو يرفعها: وهل تضنين أنى سأسطو على البنوك وقصر الرئاسة من أجل وثائق تافهة؟ هه ألم أخبرك مسبقا ان ترمي بذكائك خارجا، لكنك مع الأسف ستقتلين بسبب اهمالك لنصائحي. أخذ يضغط على عنقها يحاول خنقها، أما هي فكانت تتخبط كسمكة اصطيدت لتوها تحاول مقاومته لكن دون جدوى، هناك سمع كلاهما صوت ارتطام أقدام أحد ما بالأرض {هل تضن أنه مسموح لك قتل أحد من أفراد المنضمة من دون حجة الخيانة يا سيد}، شعرت أنفال بالأمان بعد سماعها هذا صوت عبد الرحمن الذي أشار بسلاحه على منصف وقال {اتركها قبل أن أترك زناد البندقية}، رمى منصف بأنفال أرضا وقال {كأني كنت سأقتلها}، نهضت أنفال ولحقت بعبد الرحمن الذي كان متجها نحو المصعد وتوقفت لوهلة ثم نادته حين التفت قال بعدما انحنت له {شكرا جزيلا لك على انقاضي، لن أنسى صنيعك هذا ما حييت}، نظر اليها وما هي الا لحظات حتى التفت ليكمل سيره من دون أي كلمة، كانت انفال تمشي خلفه متبسمة، أما هو فكان هادئا وكأن شيئا لم يحدث، عند فتحه الباب نظر كل من حبيب وملاك وهبة اليهما ثم عاد الجميع الى عملهم، جلست أنفال في مكانها وأخذت سلاحها لتضعه في حجرها وتغرق في التفكير، أي فتا هذا الذي يواجه رئيسه لينقذني ومع ذلك لا يتفوه بأي كلمة، أشك في أنه انسان حقا، دخل منصف الذي رمى بسلاحه الى هبة التي التقطته لتقوم بصيانته ونظر الى الجميع وقال بصوت رسمي{ يمكنكم الذهاب الآن بعد أن قمتم بصيانة أسلحتكم، فل يأخذ كل منكم اكسسواراته سنتصل بكم ان احتجناكم}، أخذ الجميع يلملم حاجياته وخرج عبدالرحمن هو الأول، لحقته هبة وبعدها آية وحبيب، تقدمت أنفال نحو منصف وقالت له بنبرة كلها تحدي {حتى ولو لم يأتي عبد الرحمن لينقذني الى أني متأكدة بأنك لن تقتلني، فأنت ببساطة تحبني}، ابتسم منصف بسخرية وقال {هه، لو كنت مكانك ما حاولت الاقتراب مجددا، لم أحضرك الى هنا لاحتياجي لأعضاء فهناك الكثير غيرك الى أني أحتاج شخصا بمثل شجاعتك}، اتجهت أنفال الى البيت وفي الطريق مرت بملعب صغير وجد فيه مجموعة من الفتيان يلعبون كرة القدم، فدخلت الى هناك لتشاهدهم، كان معضهم شبابا في الثانوية، أخذت تتبع لعب أحدهم كان بارعا بالفعل ولم تعي أنه اعجاب قد يتحول الى حب، راحت تتفرج عليه وتتابع تحركاته لدرجة أنها كانت تصرخ{ أحسنت يا بطل} كلما سجل هدفا، بعد دقائق أصيب أحد اللاعبين واضطروا لتوقيف المباراة فلا يمكن لأي فريق اللعب بـ10 لاعبين مهما بلغت قوته، كان لفتاتنا تفكير في أن تذهب وتقترح عليهم دخولها الى ان ذلك لم يجدي نفعا فلقد اخذوا يسخرون منها، استفزتها ضحكاتهم وقال بصوت مرتفع تملؤه الثقة بالنفس{ ان لم أدخل هدفا خلال عشر دقائق يمكنكم اخراجي} قال أحدهم بنبرة ساخرة{ لم يتبقى للمباراة سوى عشرين دقيقة فهل نحن مجانين لنضيع ما تبقى من الوقت بسببك} هناك جاء ذلك الشاب الذي كانت انفال تتابعه وقال بصوت رسمي { لا خيار آخر سوى إدخالها، لا مشكلة بالهزيمة فهي مباراة تدريب لا أكثر}، قال أحدهم معترضا {هل جننت يا عماد؟} نظر اليه وقال بصوت رسمي {أرجوا ألا تتدخل فأنا قائدكم هنا} وفي وسط الميدان، في لب الملعب وجدت صغيرتنا التي راحت تركض وسط اللاعبين، تحاول انتزاع الكرة من أقدام الخصم لكن من دون جدوى، مرت دقائق ودقائق ورمى الحارس الكرة فوقعت أمامها هناك نظرت الى عماد الذي كان بجوارها فغمز لها وقال {لتصعدي الى الهجوم يا بطلة}، شجعت كلمات عماد الفتاة التي راحت بالكرة ببضع خطوات ثم مررتها لأحدهم، راحت راكضة الى حدود الحارس وهناك دفعها أحدهم لتسقط أرضا وتكون ضربة جزاء لصالحها، وقفت أنفال مقابلة الحارس وجها لوجه، هناك همس لها عماد في أذنها قائلا{ انه اعسر، ومبتدئ تماما}، حللت أنفال كلماته (ان كان مبتدئا فهو سيجد صعوبة في التصدي للكرة ان كانت على اليمين، اذا فالزاوية التسعين ستفي بالغرض) ركلت الكرة بكل ما أوتيت من قوة، قفز الحارس عكس اتجاهها ولكنها ارتطمت بالعارضة، نظرت أنفال للاعبين وقال{عذرا على ذلك يا شباب}، ابتسم لها عماد وقال {حتى كبار اللاعبين لا يستطيعون رميها بذاك الشكل}، هذه الكلمات أثرت في أنفال التي صارت عاشقة لهذه اللعبة، وفي الدقيقة التاسعة والثمانين أدخل عماد هدفا رائعا جعل اعجاب انفال يزداد به، وعادت أنفال للبيت فرحة وعلى طاولة العشاء حكت لأمها واختها كل شيء، وهناك استلقت على سريرها المغطى بغطاء وردي رسمت عليه الأزهار البنفسجية وما ان أغمضت عينيها حتى سافرت الى عالم الأحلام . | |
|
| |
- آيھٓۃ . كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 10639 عُمّرـيً * : : 23 تقييمــيً % : : 193816 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 10756 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 05/10/2012
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 4/7/2016, 10:54 pm | |
| السسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أإزيك يا حلوة ؟ إأن شاء الله كويسة كل سسنة و انتي طيبة بمناسبة العيد <33 البارتت ججميل جدا *^* ـ كملي ، متشوقه !! | |
|
| |
sirelhouda meguelati قد التحدي
مسآهمـآتــيً $ : : 471 عُمّرـيً * : : 20 تقييمــيً % : : 36688 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 22 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/01/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 5/7/2016, 11:14 pm | |
| الفصل الثالث: وسط غرفة ذات ذوق طفولي طليت جدرانها بالأخضر الفاتح لتنسجم مع الآثاث الزرقاء وفي احدى زواياها وعلى سرير بغطاء أصف، أخذت تتقلب يمينا وشمالا، تريد النوم ولكن ما باليد حيلة فعليها الاستيقاظ لتذهب الى المنضمة بغية التدرب، وما هي الى لحظات حتى غفت ليوقظها صوت منبهها فمدت يدها اليه وسحبته من على طاولة صغيرة وجدت أمام سريرها، ليسقط أرضا وتعود الى نومها، وبعد دقائق معدودة رن هاتفها، فتحت عينيها ببطء ونظرت الى المتصل لم ترى شيئا فأعادت غلقهما وفتحتهما من جديد، نظرت الى شاشة الهاتف الوردي الذي زينته زهور بمختلف الالوان الفاتحة وقالت {تبا لك ، حتى النوم ولن أستطيع أن أهنئ به معك}، ثم أقفلت هاتفها، بعد دقائق نظرت الى النافذة التي زينت ستائرها الوردية بأوراق أشجار خضراء، فرأت حمامة بيضاء زاجلة بقيت تتأملها للحظات قائلة في نفسها (هذا حمام زاجل من دون شك، أذكر أن حبيب يملك واحدة، ربما تكون له)، نهضت من سريرها وبخطوات متثاقلة أخذت تمشي وسط غرفتها الزاهية بالألوان الى ان وصلت الى النافذة، أمسكت الحمامة بيديها الناعمتين فرأت ورقة ملفوفة معلقة بإحكام على احدى أقدام الحمامة، أخذت تفتح العقدة بتمعن، فتحت الرسالة لتقرأ ما فيها كتب عليها {إذ لم تأتي في الحال فسآتي لأخذك بالقوة}، تعجبت من هذه الكلمات او ربما لم تفهم القصد منها في الأصل الى انها فهمت بأنه عليها الذهاب للمنضمة حالا، فتحت خزانتها ذات اللون الأزرق وراحت تائهة بين ثيابها تبحث عن ما تلبسه وأخيراخرجت بسروال جينز وجاكيت باللون الأسود، نزلت مسرعة من على الدرج الذي فرش بسجاد أرجواني ولبست حذائها عند الباب وخرجت، ركبت على لوح تزلجها الأسود الذي توسطه رسم تنين بالأبيض ومضت في طريقها وسط السيارات مختلفة الاحجام والألوان، هناك لمحت حبيب الذي كان ينتظرها في أحد المنعطفات، اتجهت نحوه وتوقفت امامه كان منظره يبدو وسيما والبذلة الرسمية تليق به خاصة أنها باللون الأسود، كما أنه صفف شعره بطريقة مختلفة تماما، صار يبدو مثل وريثي الشركات الكبرى، قالت آية بصوت مستفز {أنت ذاهب للتدرب وليس لحفلة يا سيد، لما هذا اللباس الرسمي}، نظر اليها بنظراته الباردة وقال بصوت هادئ {لو قمت بالرد على اتصالي لأخبرتك بأننا اليوم ذاهبون الى مكان مهم}، رفعت آية احدى حاجبيها وقالت بصوت متفاخر {لا أحتاج لذلك فأنا أنيقة دوما}، وتبع كلماتها هذه ضحكة مصطنعة، مشى حبيب دون الاكتراث، لتتبعه هي بلوح تزلجها وكادت أن تنفجر غضبا بسبب تصرفه ذاك، هناك توقفت أمامهما سيارة سوداء يبدوا من مظهرها ان صاحبها ثري للغاية، فتح حبيب الباب وركب لتتبعه آية وتغلق الباب قالت آية مستغربة {ما هذه السيارة يا منصف؟ أهي لك؟}، نظر اليها منصف بواسطة المرآة الأمامية للسيارة وقال بصوته المتباهي {أجل هي كذلك، هل أعجبتك}، قالت وقد على تفكيرها الشك {وهل العمل في المنظمة سيتيح لك شراء سيارة كهذه؟}، قاطع حديثهما صوت عبد الرحمن الذي قال بصوت هادئ {سرق مالا يكفي لشراء دولة كاملة}، ابتسم منصف ابتسامته الخبيثة وبعد كيلومترات توقف أمام بيت ملاك وقال بصوت رسمي {فل يتصل بها أحدكم}، داخل ذاك البيت الذي فرشت ارضيته بسجاد أحمر قاتم وطليت جدرانه باللون الذهبي وتوسطت سقفه ثرية كرس تالية من الطراز الغربي توجد في احدى زواياه ساعة بريطانية ويتوسط أحد جدرانه صورة كبيرة لأحد الفنانين المشهورين، وفي احدى غرفه الواسعة، كانت تجلس تلك الفتاة كانت تلبس فستانا قصيرا وعلى سريرها كانت تداعب خصلات شعرها وتقرأ احدى روايات كونان دويل، أخرجها من عالمها صوت هاتفها يرن، حملته لتعرف المتصل وهمت بوضعه على أذنها وقالت بصوتها المعتاد {أهلا آية، كيف حالك اليوم؟}، ترد آية بكلمات متلعثمة {هيا ليس لدينا الوقت للكلام انزلي بسرعة نحن أمام باب منزلكم}،قالت ملاك بعد أن رمت بكتابها على السرير {لحظات وأكون عندك}، راحت بخطواتها العثرة وفتحت باب خزانتها الزهرية التي توسطت جدار غرفتها وأخذت تتأمل فساتينها (قصير جدا، يخص السهرات، فاضح، هذا مناسب تماما)، سحبت من معلاق خزانتها فستانا أسود بدون أكمام يتوسط عنقه ألماسة زاهية الألوان، لهذه الفتاة ذوق أنيق في اختيار الأزياء، لبسته مع مجوهراتها التي هي عبارة عن اسلحة ونزلت بسرعة على تلك السلالم الحلزونية التي تنزل بها الى مدخل البيت، خرجت ونظرت يمينا وشمالا هناك لمحت سيارة سوداء، اتجهت نحوها وهي تلف احدى خصلات شعرها الناعم على سبابتها أنزل منصف زجاج نافذة السيارة وقال ليغيضها {تبدين جميلة على غير عادتك يا سوكو}، لم تبده أي اهتماما وركبت السيارة وقالت باستفزاز {هناك من يملك سيارة فاخرة وركيكة هي حياته}، قال بتبجح وهو يدير المقود {هل تقصدين والدك يا آنسة}، ابتسمت بسخرية وقالت بعدما وضعت احد قدميها على الآخر وأسندت وجهها على كفها بغرور {كي لا أعقد الأمر على غبي مثلك فأنا اقصدك أنت حضرة الرئيس}، علت ضحكات منصف في الأجواء هناك قاطعته أنفال قائلة بصوت رسمي {أنت لا تملك أي هيبة}، وأكملت بعد ان أسندت ظهرها على الكرسي {كأنك لست الرئيس هنا}، قال عبد الرحمن وهو يضع يده على ذقنه معترضا {كلا هكذا أفضل فالرئيس الصارم لا يوضح نمط تفكيره لأتباعه خوفا من الخيانة، أما رئيسنا فنحن من نخاف من خيانته لنا}، نظر الجميع بستغراب طالبين منه بنظراتهم توضيح الفكرة، عدل عبد الرحمن من جلسته وقال{ ستفهمونني بمرور الوقت لكني أرجح أن رئيسنا فهمني} وأكمل بعد أن وجه نظراته نحو منصف{أليس كذلك يا سيد كايدو}، ضحك منصف بسخرية وقال وهو يسحب خصلات شعره للخلف {معك حق}، ساد الصمت السيارة الفاخرة التي كانت سوداء بجميع ما فيها، حتى زجاج نوافذها كان قاتما، بعد دقائق من السير لمح منصف مجموعة من الصبيان يقومون بضرب فتاة صغيرة لا حول لها ولا قوة فسارع في توقيف السيارة واتجه اليهم بخطوات متسارعة بعض الشيء ووقف امامهم وقال بعد ان وضع احدى يديه في جيب سرواله {ابتعدوا عن الفتاة حالا}، نظر أحد الفتيان اليه باستغراب وقال وهو يحك مؤخرة رأسه {أنت تشبه عارضي الأزياء يا سيد}،ابتسم منصف وقال بنبرة هادئة بعد أن نزع نظاراته الشمسية {أنا لم اسألك كيف ابدوا}،واكمل صارخا {قلت لك ابتعد عن الفتاة وانقلع من هنا}، لقد كان منصف مرعبا بما يكفي ليجعل الفتيان يغادرون ومد يده الى الفتاة قائلا بلطف {انهضي}، نهضت من مكانها بمساعدته وأخذت تنفض تنورتها السوداء القصيرة من غبار الأرض، وقف منصف أمامها ينتظر منها أن تشكره وفجأة انتبهت لذلك فانحنت امامه وقالت بصوت رسمي {شكرا لك سيدي، لن أنسى صنيعك ما حييت}، وضع منصف يده على كتفها وقال لها بنبرة ناصحة {اعتني بنفسك واحذري فالعالم أخطر مما تتوقعين}، عاد منصف أدراجه وفتح باب السيارة وما ان جلس على مقعده حتى شرع الكل بالتصفيق قال عبد الرحمن الذي كان يجلس بجانبه طاويا يديه الى صدره {كنت كأبطال السنما يا سيد}، نظر منصف الى انفال بالمرآة الأمامية للسيارة وقال بغرور {كيف بدوت يا آنسة}، قالت بابتسامة عريضة {لطيف جدا}، وأكملت بعد أن غيرت نظراتها {متوحش معي فقط}، انفجر منصف ضاحكا ليعم صوت قهقهته المكان وقال بعد أن ادار مقود السيارة {حذرتك أن ترمي بذكائك خارجا، لكنك لم تهتمي}، قالت هبة وهي تعبث بلوحة مفاتيح حاسوبها المحمول بأصابعها الرشيقة ذات الأظافر الملونة {سيدي الرئيس، لقد قمت باختراق كاميرات المراقبة في القصر واتضح أن الوثائق التي نبحث عنها قد أخفيت في العليّة}، نظر منصف الى هبة بكل جدية وقال {أحسنت عملا، كل ماعليك فعله هو تعطيل كاميرات العليّة وسنتكفل بالبقية}، قالت هبة وهي تعدل من موضع نظّاراتها {حاضر سيد كايدو}، أوقف منصف سيارته السوداء تحت شجرة كرز كبيرة وقال بصوت رسمي بعد أن أدار مقعده الى الخلف {اسمعوني جميعا، هذه المهمة صعبة قليلا، هناك العديد من المبتدئين هنا}، وأكمل بعد أن وجه نظراته الى ملاك وأنفال {علي ان اقسمكم الآن ولا أقبل أي اعتراض، كيريغيري، ابقي في السيارة واتصلي بنا عند أي جديد، مايزونو، أنت ستتسللين الى العلّية، كاتورو، ستحمي ظهر مايزونو مكانك في البرج هناك} وأكمل كلامه بعد أن أشار الى برج ضخم يبلغ طوله ما يقارب العشرين مترا كما أنه مهجور بالكامل {ان البرج يبعد عن القصر بكيلومتر وأربع مائة وعشرين، أعرف أنك تعودت على التصويب البعيد لكن هذه المرة أبعد بقليل، كاترين ستكونين تحت رعايتي أنت وسوكو فأنتما مبتدئتين وسأشرح لكما مهامكما في الداخل، توكا عليك بحمايتي أنا والفتاتين مكانك في عليّة البيت المجاور، انه يبعد بثلاث مئة وسبعين مترا، جينوس أنت ستدخل معنا سنحتاجك في حالات الطوارئ، سيران أنت ستبقين مع كيريغيري في السيارة، لا نريد تعريضك لأي خطر}، نظر كل من عبد الرحمن وآية نظرات ملؤها التحدي فالمهمة بأسرها تنطبق عليهم، أما حبيب فوضع نظاراته وفتح باب السيارة رغبة في الخروج، تبعته ملاك التي أخذت تلعب بخصلات شعرها، وخرج كل من عبد الرحمن وآية بعدهما خرجت أنفال التي لم تكن بحالة جيدة فهذه أول مهمة لها، تبعها منصف الذي كان مبتسما بخبث، وها هي توكا تركض متجهة الى البيت المجاور، افترق الجميع ولم يبقى غير حبيب وملاك ومنصف وأنفال قال منصف بنبرة آمرة {ملاك ادعي انك حبيبة حبيب تشبتي بضراعه كي لا نثير الشبهات أما أنفال فستكون معي، اذهبا سنلحق بكما}، ذهب الاثنان معا وهناك أوقفهما الحارسان امام بوابة حديقة القصر الضخمة كانت الحديق محاطة بالأسوار العالية باللون الأسود مع اللون الذهبي، وبنفس الطريقة طليت البوابة قال أحد الحارسان بصرامة {الدعوات من فضلكم}، ابتلع حبيب ريقه (وقعنا في ورطة)، هناك تقدم منصف الذي كان يجر أنفال من يدها وقال مبتسما للحارس {أنا أدعى رامي وأنا صديق رائد، وهذه شقيقتي وذاك صديقي والتي معه صديقته، جميعنا أصدقاء لرائد} وقال بعد أن وجه اربع أوراق الى الحارس وأكمل {وهذه دعواتنا، يمكنك ان تسمح لنا بالمرور الآن}، قال الحارس بصرامة بعد أن أعاد الدعوات اليهم {فل تتفضلوا}، تقدم الأربعة ودخلو حديقة القصر التي كانت كالجنة وهذا رأي الجميع، مكان ملأته الأزهار وفاح منه الثراء وعمه اللون الأخضر الذي يريح الناظرين، زاد المكان نقاء خرير المياه المتدفق من فم تمثال دلفين توسط نافورة بلب الحديقة، وتلك الطرق ذات البلاط الأنيق التي توسطت الأعشاب والزهور مختلفة الألوان، مشى أصدقائنا على احدى هذه الطرق وعلامات الانبهار بادية على وجوههم، ليقطع الصمت صوت حبيب الذي سأل منصف بعد أن ابعد يد ملاك عنه {كيف أحضرت بطاقات الدعوة يا سيد، كاد يغمى علي حين طلبها البواب منّا}، ابتسم منصف وقال يعد ان رفع نظاراته وغمز لحبيب {سر المهنة يا عزيزي}، قاطعهما قدوم شخص وسيم جسيم يلبس سروال جينز وقميصا أبيض يتوسطه شعار شركة ما وفوقه جاكيت باللون الأزرق الليلي، ابتسم ونزع نظاراته الشمسية ووضعها أعلى كمّ القميص وقال بعد ان مد يده ليصافح منصف {هل تمكنت من خداع الحراس}، ابتسم منصف بخبث وقال بعد ان صافح عماد {بكل تأكيد، الفضل يعود لدعوتك}، ضحك كليهما ثم نظر عماد الى أنفال وقال بتعجب {أتواعد هذه يا منصف}، قال منصف بعد أن حك حاجبه الأيسر {كلا، انها تلعب دور أختي الصغرى}، دقق عماد النظر الى أنفال ثم قال بعد ان ابتسم {أنت تلك البطلة اذا، لا شك في أن المنظمة أحضرتك} وأكمل وهو يهمس لها {لأنها بحاجة الى من هم باصرارك يا صغيرتي}، دفع منصف بعماد ليبتعد عن أنفال وقال له {لا تهمس في أذن أحدهم وسط جماعة من الناس يا أحمق}، انفجر عماد ضاحكا وقال وهو يضع يديه في جيوب الجاكيت {يبدو أن وجودك وسط قصر بهذا الثراء أثر على عقلك}، وسكت لوهلة ثم قال بغباء {أووووه حبيب لم أنتبه لوجودك}، شعر حبيب بالغيض الشديد (تبا لهذا الأهوج انه يستفزني)، وقال ببرودة { حقا هل أنت هنا؟ ضننت أنّ رئيسنا جنّ وأخذ يتكلم بمفرده}، أبدى عماد القليل من الانزعاج وقال بغيض {سحقا لك}، اسطنعت ملاك لتلطف الأجواء ابتسامة وقال بشكل ظريف {لنذهب، دعونا من هذه الاختلافات التافهة فنحن في الأخير بهدف واحد}، قال عماد معارضا كلامها {كلا أنا هنا لأخبر الرئيس الأعلى عن آدائكم لست لأعبث معكم}، قالت انفال باستغراب وهي تبعد يدها عن يد منصف {ماذا؟ هل أنت عضو في العصابة؟}، أجاب عماد بعد ان اخرج يديه من جيوب الجاكيت وطواهما الى صدره {أجل، أنا قائد بخبرة سبع سنوات}، كانت علامات التعجب واضحة على أنفال الى أنه ازاح تعجبها حين قال مبتسما {لا تتعجبي،هناك من هو بخبرة ستة عشر سنة يا صغيرة}، قال منصف بعد أن وضع يده اليسرى في جيب سرواله {لكنه في أواخر الثلاثينيات، هو أقرب عضو الى القائد الاعلى، مع انه يصصغره بعشر سنوات الى ان جميع أسراره عنده، حقا يثق به ثقة عمياء}، قال حبيب وهو يحك مؤخرة رأسه {لقد سمعت بأنه أخ الرئيس الأصغر، لكن ربما تكون اشاعات لا غير}، هناك وقف الخمسة أمام مدخل القصر كان الباب فضيا مرصعا بمختلف المعادن الثمينة تحت سقف مزين بنقوش الأزهار رفع بواسطة اعمدة كذلك هي الاخرى نقشت عليها ازهار وزينت بالجواهر، أما في الداخل فقد وجد سجاد أحمر باطراف ذهبية مفروش من الباب حتى أعلى الدرج وكانت الثرية الألماسية أجمل مافي المكان، فقد كثرت فيها الجواهر ويبدو أنها من الطراز الروسي الأنيق، وتنتشر هنا وهناك النوافذ العريضة ذات الستائر الحمراء التي تنتهي بضفيرات ذهبية اللون، وتنتشر ألواح أكبر الفنانين في جميع البقاع حيث تغطي معظم الجدران المطلية باللون الذهبي لينسجم مع البلاط البني، أعلى الدرج الحلزوني وفي رواق واسع بجدران ذهبية وسقف مزين بثريات كرس تالية صغيرة ونافذة كبيرة في نهايته بستائر حمراء وذهبية وجدت عدة أبواب بنية أنيقة عند أولها دخل كل من أنفال وعماد ومنصف وحبيب وملاك، أخذ الكل يتأمل تلك الغرفة الواسعة التي تدل على الثراء الفاحش منصة هناك غطيت بقماش ذهبي رفع من الجوانب بمساسيك مصنوعة من الذهب الأبيض وملأت الصالة بالطاولات ذات الأغطية الذهبية عليها أوان زجاجية فاخرة تتوسطها مزهريات ألماسية بزهور مسطنعة معطرة، كانت منعدمة النوافذ الى انها لا تخلو من الستائر وفتحات تنقية الجو، كان أغلب الحضور من الطبقات الاجتماعية الراقية وأغلبهم طلاب في الثانوية فهذا حفل تخرج ابن الوزير المدعو برائد من الثانوية، جلس الخمسة على احدى الطاولات وأخذوا يتفقدون المكان بأعينهم وما هي الى لحظات حتى قالت أنفال وهي تعدل من جلستها {يبدو بأن هناك كاميرات مراقبة في جميع أنحاء القصر، انها خفية بطريقة متقنة}، هناك اتصلت هبة وقال بكل روح انتصار {تمت المهمة لقد قمت بتعطيل كاميرات المراقبة في جميع أنحاء القصر}، قال منصف بابتسامة {أحسنت يا ذكيتنا}، ثم أقفل الخط ونظر الى عماد وقال والابتسامة مازالت مرسومة على شفتيه {يبدو أننا سننتصر هذه المرة}، اتصل بآية وعبد الرحمن عن طريق اللاسلكي {آية، عبد الرحمن، لقد تم تعطيل جميع كاميرات المراقبة، اشرعا بالعمل}، قالا بصوت واحد {علم}، نظر عماد الى منصف وقال بعد ضحكة ساخرة {تبدو كالمجنون وأنت تكلم الحاتم}، ابتسم منصف وقال وهو يرجع الخاتم الى بنصره {أن يكون اللاسلكي خاتما خير من أن يكون هاتفا}، قالت أنفال بعد أن أخرجت جهازا لوحيا من حقيبتها وقالت {لنشاهد كيف ستقوم مايزونو بعملية سطوها}، نظر الكل باستغراب وقال حبيب بعد أن عدل موضع قدميه {لا تقولي.../ قاطعته قائلة بابتسامة النصر {أجل لقد زودت سلاح كاتورو باحدى الكاميرات التي عندي والآن يمكننا رؤية المهمة من دون قلق}، اقترب الأربعة من اللوح الالكتروني وبينما هم يشاهدون آية وهي تتسلق انتبه عماد لوجوج كاميرات مراقبة على النوافذ التي تتسلقها آية لم تعطل بعد، قال بارتباك {اسمعوا هناك كاميرات مراقبة على النوافذ، اتصلوا بالعضوين واطلبوا منهم الانسحاب والى كشفت هويتنا}، {ماذا؟ ننسحب؟}، قال منصف بصرامة {أجل عليك الانسحاب بسرعة، فأنت مراقبة الآن}، قالت آية بصوت رسمي{علم}، نزلت آية وخرجت مسرعة وركبت زلاجتها التي أخفتها في مكان ما، وذهب كل من حبيب وملاك الى السيارة، أمّا منصف فلقد اتصلا فورا بأسماء ليقول بصوت رسمي ممزوج بالارتباك {توكا، الى غرفة المراقبة فورا قومي بقتل الموجودين هناك}، قالت أسماء بنبرة عسكرية {علم}، قال منصف بعد أن وقف من مقعده {علينا التوجه لغرفة المراقبة وتدمير الاجهزة لن تتمكن توكا من فعل كل شيء بمفردها}، اتصل منصف بهبة وقال بكلمات متلعثمة ومتسارعة {لقد ألغيت المهمة، ارسلي لي خريطة القصر}، هبة بنبرة جادة {علم}، خرج الثلاثة من الصالة واتجهوا الى الدرج الحلزوني وبينما هم يصعدونه اتصلت هبة التي قالت بصوت منهك {لن أستطيع البقاء هكذا لمدة اطول، انهم يصوبون أسلحتهم نحوي}، قال منصف بنبرة جادة وهو يصعد الدرج راكضا {سنأتي في الحال وسنرسل لك الدعم} اتصل منصف بعبد الرحمن ليقول بنبرة آمرة {الى غرفة المراقبة توكا تحتاج الدعم}، وصل الثلاثة الى الدور الرابع ووجدوا رواقا آخر بشساعة الذي في الدور الأول وراح الثلاثة الى آخر غرفة فيه وجهزوا أسلحتهم ودخلوا ليوجهوها على ثلاث رجال مسلحين، كانت الغرفة مظلمة ومليئة بالشاشات العريضة التي كانت تعرض الحديقة الخلفية، كان في الغرفة رجلان ساقطين أرضا بدمائهما وزجاج النافذة مكسور، رفع منصف سلاحه نحو احد الرجال الثلاثة وقال له بنبرة تهديد {اخفظ سلاحك والى ستلقى حتفك}، ابتسم الرجل وهذا استفز منصف فأطلق عليه النار من دون أي تفكير، وفجأة قنص الرجلان وسقطا أرضا، قال منصف بافتخار {أشعر بلذة النصر مع أنّي لم أنتصر} وأخذ يطلق النار على جميع الشاشات و الأجهزة هناك حتى تدمرت الغرفة بالكامل، وفشلت اول مهمة شاركت فيها أنفال وملاك. | |
|
| |
fatima111 صديقة المنتدى
مسآهمـآتــيً $ : : 273 عُمّرـيً * : : 21 تقييمــيً % : : 33824 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 15 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/09/2015
| |
| |
fatima111 صديقة المنتدى
مسآهمـآتــيً $ : : 273 عُمّرـيً * : : 21 تقييمــيً % : : 33824 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 15 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/09/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 6/7/2016, 12:38 am | |
| آسفة على ردي المتأخر أعتذر تحياتي | |
|
| |
فضيحة الزعيم☻! كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 1537 عُمّرـيً * : : 23 تقييمــيً % : : 36628 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 286 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 06/08/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 10/7/2016, 9:23 pm | |
| السلام عليككم و رحمة الله و يركاته بسسم الله الرحمن الرحيم كيفك شخبارك ؟ ان شاء الله بخير 3> ،، و كيف العيد معك ان شاء الله تمام القصه جمييله ابدعتي ب اختيار المشاهد و الشخصيات > راقت لي كثيراً شكرا لك ،، تم تقيمك و لا تحرمينا من ابداعك واصلي ولا تفاصلي :)) مع السلامه !! | |
|
| |
sirelhouda meguelati قد التحدي
مسآهمـآتــيً $ : : 471 عُمّرـيً * : : 20 تقييمــيً % : : 36688 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 22 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/01/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 19/7/2016, 9:58 pm | |
| الفصل الرابع: في غرفة جمعت جدرانها بين اللونين الأبيض والأزرق وحجبت ستائرها الزرقاء القاتمة نور الشمس، في احدى زواياها وجد مكتب تعلوه الرفوف باللونين الأزرق والأبيض ويتوسطها سرير أزرق غطيّ بالابيض، نام صديقنا عليه وسط تلك الغرفة ذات الذوق الراقي ليوقضه من لبّ أحلامه صوت المنبه، فتح عينيه بهدوء ومد يده اليمنى ليوقف المنبه ثم نهض ليدفع عنه غطاء الكسل، واتجه الى النافذه بخطوات متباطئة، واستعمل كلا يديه ليزيح الستائر ويخترق نور الشمس المكان، وفتح النافذة فدخل النسيم مغيرا الأجواء، أخرج رأسه من النافذة وأسند ضراعيه على عتبتها وأخذ يستنشق الهواء، ثم اتجه مسرعا الى خارج غرفته ليستقبله الدرج الذي كان ذا بلاط بني وأسوار باللون الذهبي، نزل على أدراجه هناك وأمام مخرج البيت ملأت أشجار الزينة المكان والنوافذ المطلة على الحديقة كذلك، توسط السقف ثرية كرس تالية ملأتها الجواهر وزادها انسجاما لون السقف الفاتح على عكس لون الجدران القاتم، تلك الستائر الصفراء تبدي انعكاسا رائعا على البلاط البني وحتى اطارات الأزهار، اتجه الى المطبخ بخطوات عثرة وفتح الباب الخشبي ليتسلسل صوت فتح الباب مع صوت الفتى حين قال بمرح {صباح الخير أمي}، أجابت الأم بابتهاج { صباح الخير محمد، كيف كانت ليلتك}، قال بعد أن رفع خصلات شعره {جيدة جدا}، وجلس على احدى الكراسي البنية التي تلتف حول الطاولة التي وضع عليها الفطور، كانت الاضاءة شديدة في المطبخ بسبب النوافذ الكبيرة التي تطل على الحديقة، كان المطبخ بنمط هادئا ويبدي انسجاما مع الأشجار التي في الحديقة، تناول محمد فطوره بهدوء وذهب متوجها نحو الباب قال لأمه بعد ان وضع يده اليمنى على المقبض {شكرا أمي}، ابتسمت الام وقالت بابتهاجها المعتاد {العفو عزيزي، اعتني بنفسك وانتبه لدروسك}، تبع صوت ايصاد الباب كلمات محمد الذي قال {بالتأكيد أمي}، راح بخطوات متسارعة وصعد الدرج راكضا وأخذ يمشي في الرواق الذي طلي سقفه باللون الرمادي وبلاطه كذلك أما جدرانه فكانت أغمق وأبوابه سوداء، فتح باب غرفته بهدوء ودخل ليتجه الى خزانته ويسحب من المعلاق لباسه المدرسي الجديد قال في نفسه وهو يغير ملابسه (أتمنى أن تكون هذه الثانوية أفضل). في مكان ما من تلك المدينة كان عبد الرحمن حاملا محفضته على كتفه ويمشي بتذمر( يا لهذا اليوم الممل، الروتين نفسه ولا مهامات الى بعد ثلاث أيام، وحتى النوم لا نهنئ به، هذا مخز حقا)، التفت للخلف بعدما سمع شخصا ينادي باسمه ليكتشف بأنه عماد، توقف لوهلة فلحق به عماد وأخذى يتمشيان معا، ثال عبد الرحمن وهو يضع احدى يديه في جيب السروال { صباح الخير، أنت تدرس في الجامعة أليس كذلك}، أجاب عماد وهو يحك رأسه من الخلف {أجل، الى أني سآتي للثانوية اليوم}، نظر اليه عبد الرحمن باستغراب وقال {ولما تأتي؟}، أجاب عماد بجدية بعد أن صارت ملامحه صارمة {سألتقي بشخص ما، سيكون عضوا جديدا في المنظمة}، أدار عبد الرحمن رأسه وقال {ولما لم تقل هذا منذ البداية}، أجاب عماد {كنت انتظر سؤالك لي}، أنزل عبد الرحمن رأسه وأكمل سيره ثم قال {أنت تحبها أليس كذلك؟}، قال عماد بارتباك {من تقصد بالضبط}، قال عبد الرحمن بهدوء {أنت تعلم لكن لأوضح الأمر أكثر أنا أقصد أنفال}، ضحك عماد ضحكة سطحية ثم قال بعد أن هدأ {أجل، لم يمر الكثير على معرفتي لها الى أني أشعر بأني أحبها}، ابتسم عبد الرحمن وقال {ربما لست وحدك من يحبها}، قال عماد بعد أن وجه نظراته الى عبد الرحمن {من يحبها أيضا؟}، ابتسم عبد الرحمن وقال { لا أعلم، لما لم تعترف}، ضحك عماد وقال {لا أعرف الى أني لن أفعل الى بعد أن أتأكد من مشاعري، فمن السيء أن اكمتشف انه اعجاب لا غير}، ضحك عبد الرحمن وقال {أنت تخشى الاعتراف، لا تنكر؟} ابتسم عماد ووجه نظره الى السماء التي عمتها الغيوم وقال {ومن لا يخشى الاعتراف}، ابتسم عبد الرحمن وقال {أيّا يكن، فمن أجل مصلحتها لا تعترف لها}، استغرب عماد ونظر لعبد الرحمن وقال {ولما؟ هل أشكل خطرا عليها}، قاطعهما صوت جرس الثانوية فانطلق عبد الرحمن يجري مسرعا بعد أن رصّ أسنانه وقال {سحقا}، لحقه عماد الذي كان مشوش الذهن قليلا كان يفكر في كلام عبد الرحمن (ماذا؟ لماذا لا اعترف لها؟ أنا لا أفهم ما يلمح اليه عبد الرحمن الى أني أريد الاعتراف، لا شك بأن عبد الرحمن يعلم مالا أعلمه، هه لا أضن ذلك، الاستماع لكلام شخص أصغر منك سنا شيء مضحك فعلا، لا عليك يا عماد اعترف في أول فرصة لك)، توقف لوهلة ثم قال بصوت منزعج بعد أن رمى بثقله على الحائط {تبا، لقد تأخرت على الموعد، سأنتظر هنا، اذهب يا عبد الرحمن}، ذهب عبد الرحمن راكضا ودخل المدرسة وأخذ يجري وسط الباحة ذات الأرضية الرمادية تلتف حولها الأشجار الضخمة وتنتهي بباب أسود، دخل عبد الرحمن الى ذاك الباب وغير حذاءه وأخرج من جيب سرواله مفتاحا صغيرا ثم فتح الخزانة مد سده ليخرج الكتاب منها فإذ بظرف رسالة يتهاوى الى الأرض، انحنى ليحمله ثم فتحه ليقرأ الرسالة التي كتبت عليه {أحبك}، ابتسم ثم أعاد تخبأة الرسالة بعدها أغلق الخزانة وتوجه الى الصف، ما ان فتح الباب حتى صرخت الأستاذ في وجهه {ماذااااااااااا؟ متأخر، لما أنت هنا في هذا الوقت أسرع الى مكانك}، نظر عبد الرحمن الى الأستاذ بسخرية وقال {أنت لم تبدأ درسك حتا} واتجه الى مقعده مهرولا، نظر الى يمينه فانتبه لوجود طالب جديد، قال بصوت خافت وهو ينزل رأسه { هوي، من أنت}، أجاب محمد بعد أن أدار رأسه {لو أتيت مبكرا لعلمت من أنا}، نظر عبد الرحمن اليه وقال بصوت مرتفع {غبي، لم أتأخر لسبب تافه}، انفجر ضاحكا وقال بصوت عمّ أجزاء القاعة { كنت تقرأ رسائل الحب اذا}، انفتحت عينا عبد الرحمن واندهش (من أنت يا هذا، كيف يعرف كل شيء هو لا يراقبني أو شيء كهذا). هناك أفزعهما صوت الأستاذ الذي أشار بسبابته اليمنى الى باب الصف وقال بصوت مرتفع {فل تخرجا حالا قبل أن أفقد اعصابي}، انتفض الاثنان من مكانيهما قال عبد الرحمن بينما هو متوجه الى باب الصف {أسرع احتاجك في موضوع هام}، ابتسم محمد وقال بعد ان أدخل يديه في جيوب سرواله {أيّا يكن لا وقت لدي فأنت محض وجع رأس}، ابتسم عبد الرحمن ووضع يده اليمنى على مقبض الباب والتفت الى محمد ليقول له {لاتحاول استفزازي مجددا يا هذا فلا وقت عندي لأتشاجر معك}، قاطعهما الأستاذ وهو يصرخ بأعلى صوت له {تشاجرا خارجا يا لكما من مزعجين}، نظر محمد الى الأستاذ باستفزاز وقال {لن أخرج قبل أن تحزر اسم جدي}، احمر وجه الأستاذ من شدة الغضب وانفجر الطلبة ضاحكين ليصرخ الأستاذ قائلا بعد أن رمى بسيال كان في يده على محمد {انقلع من هنا والى اضطررت لعقابك}، ابتسم محمد باستفزاز وخرج مهرولا (يا له من احمق كدت أجلطه بغبائي)، أغلق الباب ونظر الى عبد الرحمن الذي ألقى بثقله على الحائط وقال مغمض العينين وبهدوء شديد {هل عندك موعد مع شخص يدعى عماد}، نظر محمد باستغراب ثم اتجه بالقرب من عبد الرحمن وقال بصوت يملؤه التحدي بعد أن ضم ذراعيه الى صدره {أجل، أرجح أنك احد أفراد المنظمة يا هذا}، ابتسم عبد الرحمن وقال بعد ان فتح احدى عينيه {أنا كذلك يا روكورو}، نظر محمد بتمعن الى محمد وعلى شفتيه ابتسامة قد طبعت وقال {أين أجد عماد، لا بد بأنك تعرف مكانه}، ابتعد عبد الرحمن عن الحائط بعد ان فتح كلتا عينيه وقال بعد ان أدار ظهره متجها الى مخرج المدرسة {اتبعني وسأدلك عن مكانه}، غير الاثنان احذيتهما واتجها نحو بوابة المدرسة والصمت كان ثالثهما هناك وفي منتصف باحة المدرسة تعثر محمد وتهاوى أرضا على وجهه، نظر عبد الرحمن اليه باستغراب وانفجر ضاحكا وقال بعد أن مد يده لمساعدته {ماذا لو فعلت هذا في احدى المهمات، أرجح أنك ستسبب فشلا فضيعا}، نهض محمد من مكانه واخذ ينفض ثيابه ثم قال بعد أن ابتسم {هيا بنا}، قال عبد الرحمن { من أي مجموعة انت ام انك ستنظم لمجموعة المراهقين؟}، {ابتسم محمد وقال أنا من مجموعة الـG}، تعجب عبد الرحمن وقال بعد ان انفتحت عيناه {مستحيل، انها المجموعة التي لم تفشل في أي مهمة من قبل}، ابتسم محمد وقال بعد أن سحب من سترته المدرسية بطاقة تعريفه في المنظمة {أنظر كم نجمة لدي}، اندهش محمد وقال بكلمات متلعثمة بعد أن أشار بسبابته اليمنى الى محمد وبلع ريقه { سبع نجمات، أنت قائد لمجموعة الG}، ابتسم محمدج وقال بعد أن أعاد بطاقته الى جيبه {أجل عماد قائد مجموعة الـB ولديه ست نجمات فحسب، والرئيس الأعلى لديه تسع نجمات}، لا يوجد اختلاف كبير الى أنه لا يمكنني أن امتلك أكثر من ثمانية نجوم لأني لم أصل الى العشرين بعد}، قال عبد الرحمن متسائلا {ولماذا يوجد اختلاف بين نجمات أعضاء المجموعات، ألسنا متعلقين بمهمة واحدة}، أجاب محمد موضحا {لا يوجد اختلاف فمثلا منصف من مجموعتكم يملك خمس نجمات جميع أعضاء مجموعته سيملكون نجمتين حتى يتم ترقية منصف، في مجموعتي جميع الأعضاء يملكون أربع نجمات و في مجموعة عماد جميع الأعضاء لهم ثلاثة، أمّا في مجموعة الرئيس الأعلى فكلهم بمستوى عماد}، قال عبد الرحمن مشيرا بسبابته الى عماد قائلا {هاهو عماد}، تقدم محمد نحو عماد الذي كان ضاما ذراعيه نحو صدره وملقيا بثقله على الجدار الخارجي للمدرسة وقال بصوت مستفز {مرحبا يا ذا النجمات الستة، هل من ترقية؟}، نظر عماد الى محمد وضحك ضحكة قصيرة قال بعدها {لا يهم الترقية الآن المهم أن ننجح في هذه المهمة}، قال محمد بغرور {لا أعرف لما طلب منّا القائد الأعلى ان تشارك ثلاث مجموعات في هذه المهمة أرجح ان مجموعتي وحدها كافية لاتمامها}، قال عماد باستياء {انها أصعب مما تعتقد لذا ليس علينا مناقشة امرها هنا، ساتصل بكايدو ليستأجر لنا بيتا وهناك سنتفق}. نظر عماد الى عبد الرحمن وقال بنبرة آمرة {ستنتهي الساعة الأولى، اذهب الى صفك}، قال عبد الرحمن معترضا {لكني، لكني أريد حضور الاجتماع}، قال محمد بعد أن ضحك ضحكة ساخرة {هذا اجتماع القادة يا عزيزي، فل تعد الى الصف حالا}، نظر عبد الرحمن بابتسامة وقال { أتمنى لكم حظا موفقا}، وذهب راكضا، نظر كل من محمد وعماد الى بعضهما البعض ثم قالا بكلمة واحدة {لنذهب}، أخرج محمد هاتفه وبينما هو يكتب رقم منصف قال عماد متسائلا {ما الذي تفعله}، أجاب محمد بينما هو يضغط على أزرار هاتفه بتمعن {أحاول الاتصال بمنصف}، صرخ عماد قائلا {غبي، منذ متى ونحن نتصل ببعضنا عن طريق الهاتف، ألا تعلم أن شبكات الاتصال مراقبة }، ابتسم محمد وقال بعد أن اغلق هاتفه {لقد نسيت أدواتي، اتصل به أنت}، قرب عماد خاتمه وقال بعد ان شغل اللاسلكي الذي بداخله {كايدو، كايدو هل تسمعني}، أجاب منصف قائلا {أجل أنا أسمعك لما تتصل في وقت كهذا أنا في الثانوية الآن}، قال عماد بصوت خافت {نحتاجك الآن استأجر لنا بيتا لنجتمع فيه المهمة يجب أن تنفذ هذه الليلة}، قال منصف بانزعاج {تبا ألم تجدو غيري ليستأجر البيت، ساذهب الآن الى اللقاء}، انتفض منصف من مكانه واتجه الى باب الصف مهرولا، أمّا محمد وعماد فقد اتجها الى بيت عماد الذي يقع قريبا من هناك، مشى الاثنان بخطوات عثرة بين أحياء الأثرياء، كانت معظم المنازل قصورا فاخرة ذات أنماط بناء مختلفة وكثرت على جوانب الطريق أشجار الكرز التي عمت أوراقها المكان وحجبت أخصانها الضخمة منظر السماء، وفي آخر الشارع توقف عماد أمام بوابة ضخمة ذات اطراز شرقي و قال بابتسامة {هاهو منزلنا}، وجه محمد نظره الى حديقة المنزل التي أحيطت أسوارها الضخمة بنبات العليق و توسطتها الزهور المختلفة والألوان المنسجمة والأشجار المورقة، دخل عماد الحديقة بخطوات ثابتة وتبعه محمد الذي كان شاردا مع جمال الطبيعة هناك قال عماد بعد أن لوح بكفه الأيمن لرجل حامل المنجل وسط الأعشاب هناك، ومن الظاهر على هيئته أنه بستاني {صباح الخير يا عمّ، أتمنى لك عملا موفقا}، رفع الرجل نظره بعد أن سمع كلمات عماد فبادله الابتسامة ثمّ قال {بارك الله فيك يا بني}، لقد كان عماد هادئا و سعيدا وسط تلك الحديقة يداعب الزهور اذا مر عليها ويكلم الشجر ويبتسم كثيرا، تعجب محمد وقال متسائلا بعد أن وضع كلتا يديه في جيوب سترته {أضن أنك مختلف بالفعل هنا}، التفت عماد الى محمد الذي كان يسير خلفه وقال بتعجب {أتضن ذلك حقا؟}، قال محمد باشمئزاز {أنت تمثل صحيح؟}، ضحك عماد ضحكة سطحية ثم توقف أمام باب القصر الضخم بعد أن صعد درجا صغيرا، رفع محمد نظره ليرى القصر الأبيض الذي طليت حواف كل جزء منه بالذهبي و أعمدته الضخمة الأربع كذلك بينما الأعمدة الصغيرة لأسوار الشرف كانت باللون الأسود، توسط القصر نافذة ضخمة زجاجها الأسود غريب بعض الشيء و حتى زجاج نوافذ الشرف كان كذلك أما سقف البيت فكان باللون الأزرق القاتم، نزل محمد بنظره الى الباب الأسود الضخم الذي أحيطت به النوافذ وانتشر أمامه نخيل الزينة البلاستيكي قاطعه من تأمله صوت عماد الذي قال بهدوء {لندخل يا محمد}، دخل الاثنان الى ذاك القصر الضخم فكانت علامات الثراء والأناقة في كل مكان، فالجدران ذات طلاء أبيض وذهبي تنسجم مع الأرضية الذهبية ذات البريق الشديد فانعكاس صورة الواقف عليها يظهر والسقف الأبيض الناصع ونقوشه الذهبية الجميلة تطفي انسجاما واضحا مع الثرية الذهبية التي كانت كالحسناء هناك وسط السقف، تلتف النوافذ ذات اللون الذهبي والستائر الصفراء المكان ويزيد انعكاس ضوء الشمس على اللون الذهبي تناسقا واضحا ووسط تلك الأعمدة الضخمة ذات اللون الأبيض و الذهبي التي تحيط بالدرج الحلزوني ذي الأسوار الذهبية و السجاد الأحمر القاتم اسطف الخدم مرحبين بسيدهم ثم قال رئيس الخدم الذي كان واقفا اعلى الدرج بلباسه الرسمي بعد أن انحنى {مرحبا بك سيدي}، صعد عماد الدرج الحلزوني بابتهاج بينما كان محمد يحدق في احدى الخادمات لاتي كانت تصعد الدرج خلفه قال متسائلا {لما تتبعيننا يا آنسة}، قال عماد بعد ان ملأ صوت ضحكاته أرجاء القصر {هذه نهاد، انها خادمتي}، نظر محمد الى نهاد ذات العيون الخضراء وخصلات الشعر السوداء الناعمة وقال {حسناء بما يكفي لتكون زوجة لجدي}، نظرت نهاد بانزعاج لمحمد بينما عماد انفجر ضاحكا وأخيرا وصل الثلاثة الى الطابق الأول كان ذا نمط ألماني في ألوانه فالجدران البنية الباهتة كثيرة النقوش كما أنه لا يخلو من الألواح و الأقواص الضخمة في كل مكان وكانه ليس نفس القصر، وعلى احدى جدرانه لوحة ضخمة لحورية هامبورج في احدى البحيرات بألمانيا، كثرت تماثيل الحيوانات في هذا الطابق و لم يخلوا ابدا من النوافذ الذهبية ذات الهيكل السميك والغرف التي كانت مداخلها عبارة عن اقواص تتدلى من منتصفها ستائر قال محمد متسائلا وعلامات التعجب بادية على وجهه {لماذا هذا الطابقة غريب هكذا}، قال عماد مبررا {انه على الطراز الألماني فجدتي المانية، وهذا طابقها}، قال محمد بانبهار بعد ان أشار بسبابته الى لوحة حورية هامبورج {لا تقل لي بأن التي هناك هي جدتك}، انفجر عماد ضاحكا وقال وهو يكتم ضحكته {لا لا ان هذه لوحة حورية هامبورج في المانيا}، بقي محمد يحدق في السقف الذي انسدلت منه اثنتى عشر ثرية صغيرة وتوسطتها ثرية ضخمة ذهبية ثم وجه نظره الى عماد قائلا {هل سنذهب لمقابلة جدتك؟}، ابتسم عماد لوهلة ثم رد عليه بعد أن ضغط على عينيه ليكتم دموعه {جدتي توفيت قبل شهر بسبب مرضها، وقد ورثت هذا الطابق عنها}، أنزل محمد رأسه وقال بكلمات متلعثمة {أنا آسف حقا لم أقصد هذا}، قال عماد بعد ان رسم على وجهه ابتسامة اصطناعية {لا عليك، لنندخل الآن}، وراء ذاك الستار وجدت غرفة واسعة ذات طلاء وردي فاتح باهت مختلط بالأبيض وبلاط بني أنيق وسقف أبيض ناصع ، توسطت ثرية كرستالية وردية السقف وعند كل زاوية منه ترصعت الثريات الصغيرة و على احدى جدران الغرفة الأربع وجدت نافذة كبيرة ذات ستار أبيض تطل على الشرفة اقتحمت نباتات العليق أسوارها، وأمام مدخل الغرفة وجدت خزانة من الحطب ملفوفة بسلاسل وكأنها عاشقت ترفض أن تحكي أسرارها وفي جانب من الغرفة وضعت نبتة اصطناعية ذات اصيص ذهبي بشكل انيق وحاصرتها الأرائك الذهبية ذات المسند الأحمر المائل الى الوردي مع الكثير من الزهور البيضاء التي التفت حول سجاد مزركش بتصاميم عريقة باللونين الوردي المائل الى الاحمرار والأبيض، وعلى هذا السجاد وجدت مائدة صغيرة ذهبية توسطتها مزهرية كرستالية يخرج من فجوتها أزهار حمراء اصطناعية، رمى محمد بثقله على احدى الأرائك أمّا عماد فاتجه مباشرة لفتح النافذة الكبيرة فدفع النسيم أطراف الستائر التي اخذت تتراقص على صوت جرس صغير علق في هيكل النافذة الخارجي | |
|
| |
sirelhouda meguelati قد التحدي
مسآهمـآتــيً $ : : 471 عُمّرـيً * : : 20 تقييمــيً % : : 36688 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 22 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/01/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 4/8/2016, 8:54 pm | |
| تتمة وراح بعدها الى تلك الخزانة ليخرج من جيبه مفتاحا صغيرا فتح به السلاسل ليفتح باب الخزانة تلقائيا وتسقط منها علبة أحجار الشطرنج، في تلك الأثناء دخل نهاد التي أسندت ظهرها على أحد الجدران وبقيت تحدق في الأرضية شاردة ليفيقها من شرودها صوت عماد الذي وجّه كلماته لها قائلا {يمكنك الانصراف الآن}، بعدها أخذ يلملم قطع الشطرنج ليضعها على المائدة بهدوء ويلقي بنفسه على الأريكة المريحة، مدّ يده برشاقة وفتح علبة الشطرنج ونظر الى محمد الذي كان يتأمل مخرج الغرفة ثمّ ابتسم لوهلة ونظر الى عماد قائلا {لنبدأ اللعب}، تأمل عماد تلك الأحجار وقدم جنديه الأسود بخطوتين وقال بهدوئه المعتاد {المهمة ليست بالسهلة هذه المرة}، صمت محمد لوهلة ثمّ قال بدهاء وهو يحرك أحد جنوده البيض {كلبك أفعى يا عماد}، قال عماد متسائلا وهو يحرك حصانه قائلا {لم أفهم قصدك؟}، ضحك محمد ضحكة سطحية ثم قال بعد أن حرك جنديا آخر {كلبك افعى يعني أنّ كلبك أفعى}، أبدى عماد بعض الانزعاج وقال بعد ان أسقط أحد جنود خصمه بحصانه {ما الذي تهدف اليه قل بسرعة قبل أن أفقد اعصابي}، ابتسم محمد وقال بعد أن قدم جنديه الى الأمام برشاقة {ألم اقل لك ان كلبك أفعى}، ادعى عماد عدم الفهم وقال {هذا حصان يا غبي} ثم راح راكضا باتجاح مخرج الغرفة ورفع الستار لينتبه الى احد يفر هاربا فلحق به وبين تلك الأقواص أخذ يركض ووقف أمام لوحة المرأة العائمة العملاقة التي أخذت تتهاوى اليه وكادت تقتله لولا أن محمد دفعه بعيدا، أحدث سقوط اللوحة ضجة كبيرة جعلت جميع الخدم يأتون هرعين أمّا عماد فاندفع نحو اللوحة المحطمة وأخذ يبعد بقاياها باحثا عن محمد بينها، صارخا بكلمات قطعتها انفاسه المتسارعة {محمد} {محمد} {محمد}، توقف لوهلة ثمّ أمسك عماد كفه وقربها من وجهه ليتأمل الدماء الملطخة عليها بهدوء شديد ثم نظر الى زجاج اللوحة الذي كانت فيه بقع من الدماء، ابتسم للحظات وقال متمتما {محمد لقد أنقضت حياتي فلا مشكلة إن جرحت في سبيل ايجادك}، التفت عماد حين سمع صوتا آتيا من الخلف وكان صوت محمد الذي قال بغرور {بما تتمتم يا سيد ولما أرى بريق الدموع على عينيك أتبكي من اجل جرح بسيط كهذا؟} ثم اخذ يضحك ليكمل {أضن أنه عليك ان تشكرني قبل أن تكمل حمام دموعك}، وقف عماد بصعوبة وأخذ يتقدم بخطوات متمايلة نحو محمد ثم مد يده المرتجفة الى وجه صديقه وأخذ يتلمسه ثم احتضنه وبكلمات متقطعة وانفاس متسارعة قال {أشكرك حقا يا صديقي}، قال محمد الذي كان يحاول ابعاده {ابتعد عني يا فتى، ابتعد}، ضل الوضع على هذه الحال لثوان ثم التفت محمد الى نهاد التي كانت ترتجف خوفا وقال لها بنظرات ثاقبة {أي كلب أن...... قاطعه عماد الذي قال آمرا للخدم بعد أن وضع كفه اليمنى على كتف محمد {فل تحضروها الى هنا} ،ذهب رجلان جسيمان مفتولي العضلات لها وجراها نحو عماد لتجثو هي على الأرض باكية بدموع مصطنعة وكلمات كاذبة {اعذرني يا سيدي أقسم لك أنه لم يكن لدي حلّ غير هذا، أنا حقا آسفة يا سيدي}، نظر عماد اليها باستخفاف ودفعها بقدمه لتسقط على رأسها الى الوراء ثم بزق عليها وقال لها {وهل تظنين بأن هناك عفوا على الخيانة.... قاطعه صوت اللاسلكي فنظر الى الرجلان اللذان أحضراها وقال لهما {فل تقوما بتقييدها وضعاها في أحد الغرف المظلمة مع الحراسة المشددة ليثما أعود}،اتجه عماد الى الطابق الأرضي فتبعه محمد الذي لك يكف عن التأفف وعند مخرج البيت كلم عماد منصف قائلا {هل قمت بمهمتك}، أجاب منصف بثقة تامة {بالطبع فعلت لقد قمت باستاجار شقة في فندق الواحات لمدة ثلاث أيّام فل تسرع يا عزيزي}، أقفل عماد الخط وعلامات الاحباط بادية على وجهه ثم التفت الى محمد قائلا {الى فندق الواحات}، خرج الاثنان مهرولين وراحا يمشيان بسرعة بين الجمال الفتان لحديقة القصرالى أنّ وصلا الى سيارة حمراء ذات الطراز الحديث فأخرج عماد من جيبه مفتاحها وبينما هو يضغط على جهاز التحكم من بعد ليفتحها قال محمد متسائلا {هل هذه السيارة لك}، أجاب عماد ببرودة {أجل}، ركب الاثنان وكانت علامات الاعجاب بادية على وجه محمد الذي كان يتأمل مقاعدها ذات المسند الرمادي و سقفها الزجاجي والشاشة التي تحتوي على خريطة المدينة وغيرها من التقنيات الحديثة الى أن أفاقه من شروده صوت عماد الذي ملأه الخوف { المهمة حقا صعبة للغاية وأخشى خسائر كبيرة فعلا، أضف الى ذلك وجود العديد من المبتدئين في فريق منصف وعلى الرغم من انّنا أقوياء الى أنه علينا أن نزيد العدد لارهابهم}، ضحك محمد الذي قال معترضا بعد ان قام باغلاق حزام الأمان {لا عليك عزيزي فيمكن لقمر وحدها القضاء عليهم}، قال عماد متعجبا {لا تهزء معي انها في الثالثة عشر من العمر، كما اني أخاف على الفتيات فهن نقطة ضعفنا ان تم اختطافهن كرهائن وتعذيبهن فسيفشين سر المنظمة ببساطة}، قال محمد بدهاء {سبع قناصين وعشر مقاتلين سيفون بالغرض}، قال عماد متسائلا بعد أن ضغط على المكابح {ما الذي تهدف اليه، هل قمت برسم الخطة؟}، ابتسم محمد لوهلة ثم فتح باب السيارة وخرج، وقال قبل أن يوصد الباب {سنناقش الخطة في الداخل مع منصف، أسرع وخذ سيارتك الى الموقف بسرعة سأحضر منصف ونتقابل أمام باب الفندق}، بعد خمس دقائق من الانتظار الممل لمح محمد منصف الذي كان واقفا على طرف الرصيف ينتظر شخصا ما، اتجه مسرعا نحوه وضرب كتفه الايمن وقال متحمسا {هيا للعمل}، نظر منصف لمحمد بنظرات مخيفة وراح فراح الاثنان يمشيان على الرصيف ذا اللون الصنوبري بخطوات متسارعة الى أن وصلا الى المدخل كانت البوابة الرئيسية ضخمة وهي عبارة عن باب آلي، استأجر منصف أحد أفضل الفنادق بالمدينة هناك وكان هذا الفندق يتألف من سبعة عشر طابقا الى جانب الخدمات الخاصة الكثيرو دخل الاثنان لتستقبلها آنستان في أواخر العشرينيات يلبسان لباسا رسميا قالت أحدهما بلطف {أهلا ومرحب بكم في فندقنا}، لتكمل الأخرى ببرودة تامة {نتمنى لكم الراحة والسعادة}، كانت قاعة الاستقبال بأجواء صاخبة الى أن ألوان جدرانه الرمادية الفاتح المزركش مع الأبيض يطفي الهدوء والسكينة أمّا تلك الثرية الكرستالية الضخمة التي توسطت سقف القاعة الواسعة وانعكاس ضوئها على البلاط اللامع جعل للفندق ذوقا من عالم آخر، و توسط احدى الجدران طاولة ذات تصميم جميل و ألوان زاهية وقف ورائها رجلان بلباس رسمي خلفهما علقت مفاتيح كثيرة على شباك كبير أسود أما في أحد الزوايا فقط وضعت الأرائك الرمادية المريحة وتوسطتها منضدة بيضاء وضع عليها كتيب احتوى على كل ما يخص هذا الفندق من غرف و مطاعم وحمامات وغيرها، اتجه منصف ومحمد الى عماد الذي كان يستريح على أحد الأرائك لينخلع من مكانه ما ان لمحهما قال منصف ملوحا بيده {مرحبا يا صاح، كيف الحال}، قال عماد بابتسامته العريضة {بخير لنكمل كلامنا في الداخل، هيا دلنا على الغرفة}، ذهب الثلاثة متجهين نحو الشقة وسط ذاك الفندق الضخم كان رواق الغرف في الطابق الثاني بجدران رمادية كذلك وبلاط لماع أمّا أبواب الغرف فقد كانت سوداء لامعة تقدم منصف الى الباب ذو الرقم العشرين وفتحه ليدخل بعده كل من محمد وعماد، دخل الثلاثة الشقة ذات الألوان الزاهية فقد كانت الجدران الزهرية ذات الزخرفة الصفراء والسقف الأبيض ذي المصابيح الكثيرة الذي توسطته ثرية كريس تالية جميلة، أما البلاط اللماع فقد انعكست عليه ألوان المصابيح الزرقاء ليطفي جوّا رائعا على الغرفة، ألقى منصف بثقله على الأريكة الزهرية المائلة الى الاحمرار ذات الحواف الذهبية التي كانت تقابل أريكة بنفس شكلها وحالت بينهما طاولة ذهبية توسطتها مزهرية بنفس لونها، اتجه عماد الى النافذة ذات الهيكل الذهبي والستائر البيضاء وفتحها ليخترق الهواء المكان وتتراقص الستائر على نغماته، أمّا محمد فقد استراح على الأريكة وقال وهو يداعب خصلات شعره الاسود الناعم {أضنك جيدا في اختيار الأماكن}، ابتسم منصف لوهلة ثم وجه نظره الى عماد الذي اتجه الى الاريكة التي يجلس عليها محمد وقال {لو لم أكن كذلك ما كان عماد ليثق بي ويطلب منّي استئجار مكان للتخطيك}، قال عماد مغيّرا الموضوع {أنتم تعلمون سبب تجمعنا هنا أليس كذلك}، قال محمد بمكر {بالتأكيد وهل تضننا أغبياء مثل سؤالك}، رمق عماد محمد بنظرات مخيفة ليصمت وقال وهو يشبك بأصابعه {هذه المرة المهمة أصعب بكثير فنحن سنواجه ولأول مرة في تاريخ المنظمة مجموعة مسلحة وجها لوجه}، ثم أكمل بعد نظر الى منصف قائلا {والرهائن سيكنّ تابعاتك، بسبب أنهنّ فتيات صغيرات وضعيفات وببعض التعذيب سيفشين جميع أسرار المنظمة}، قال منصف نافيا رأي عماد بعد أن اتكأ على الأريكة {كلا، فتياتي هن أشجع من في المنظمة، لا تقلق حيال هذا}، قال محمد بدهاء { ان افترضنا أنهم سيمرون على طريق الغابة فهذا سيكون لصالحنا إذ أن تمحور القناصين سيشكل حماية للمقاتلين، أمّا ان انتظرنا وصولهم الى المدخل القديم للمدينة فسينقلب الأمر ضدنا فهناك تنعدم البنايات التي يمكن للقناصين التمحور بها، وكذلك سيتطلب أمر التخلص من الشرطة زهق أرواح كثيرة، وهذا ليس من شيمنا، لذا وبكل بساطة سنواجههم في الغابة}، ابتسم عماد بمكر وقال { أحسنت التفكير} ثم أكمل بعد ان رمى بقائمة أسماء الأعضاء الذين سيشاركون في المهمة على الطاولة {سأعتمد عليك في تحديد مكان القناصين}، نظر لوهلة ثم قال {سيتمركز كل من توكا وكاتورو من مجموعة المراهقين و نايدو و كيرا من مجموعة B على أشجار الصنوبر الأربع ذات الاثنى عشر مترا الموجودة في طريق الغابة، أمّا جينوس من مجموعة المراهقين وماري من مجموعتي وعماد وأنا فسنكون في العلو الثاني أي على أشجار التسع أمتار}، قال عماد معترضا {كيف لماري أن تكون قناصا في ارتفاع كهذا، ستكون في خطر انها في الثالثة عشر من العمر واختطافها سهل}، ابتسم محمد وقال بعد أن وضع احدى قدميه على الأخرى {انها خارقة، ولو لم تكن كذلك ما سمحت لها بأن تكون في مجموعتي فهناك مجموعة للأطفال}، ووجه نظره نحو منصف قائلا {ألا توافقني الرأي}، بدت علامات الاستياء على وجه منصف وقال بغضب {هل تلمح الى أن مجموعتي مجموعة أطفال يا هذا}، ضحك محمد بسخرية وقال {أنا لا ألمح، بل أقولها بشكل مباشر}، انتفض منصف من مكانه غاضبا الى أن صوت عماد الذي قال صارخا {كفاكما شجارا نحن هنا للاتفاق لا للاختناق}، عاد منصف لمكانه وأكمل محمد بعد أن عدل من جلسته {ستكون كاترين من مجموعة المراهقين وساتاكي من مجموعتي و روبارت ورالف من مجموعة عماد في الصفوف الخلفية، أي ستتم حمايتهم من قبل القناصين ذي الارتفاع الأقصى، أمّا سوكو وكانيكي وشينومي فسيكونون في الصفوف الوسطى ولن تتم حمايتهم، أمّا في الصفوف الأمامية سيتواجد أفضل المقاتلين، ألا وهم منصف و سينباي وتوبوتو وتسونادي وجينتاما ستتم حماية ظهورهم من قبل القناصين ذي العلو الثاني}، وأكمل بعد أن وضع ضراعه على ظهر الكنبة {هل من اعتراض}، قال عماد بعد ان طوى يديه نحو صدره {كلا لا يوجد اعتراض فقط علينا أن نعلم جميع أفراد المنظمة وننطلق الى الغابة في أسرع وقت، الى أن تصلنا الساعة التي سيأتون فيها، أمّا أنا فسأذهب لمقر مجموعتي لاعلامهم بالخطة وتوزيع الأعضاء}.يصرخ في وجهه قائلا {لقد آلمتني يا أحمق}، ضحك محمد الذي أشار برأسه لمنصف ليذهبا | |
|
| |
fatima111 صديقة المنتدى
مسآهمـآتــيً $ : : 273 عُمّرـيً * : : 21 تقييمــيً % : : 33824 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 15 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/09/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 10/8/2016, 10:30 pm | |
| | |
|
| |
sirelhouda meguelati قد التحدي
مسآهمـآتــيً $ : : 471 عُمّرـيً * : : 20 تقييمــيً % : : 36688 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 22 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 30/01/2015
| موضوع: رد: روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت 3/11/2016, 8:41 pm | |
| في تلك الزنزانة المظلمة ذات الجدران التكلة والأرضية القذرة والأجواء الموحشة توسطت أحد جدرانها نافذة شتت قضبانها منظر القمر المكتمل ولم تبقي غير نسمات هواء عابرة، ووسط ذاك الجحيم ألقي بجسد عبدالرحمن الذي بليت ملابسه وتبلدت علامات وجهه وكسرعت أغلب عضامه ولم يبقى منه غير روح في جسد مشلول، كانت هذه الزنزانة الشبيهة بالقفص واقعة في أحد زوايا غرفة خافتة الأنوار ذات جدران بنية داكنة وسقف أبيض ناصع توسطته ثرية انسدلت لآلؤها منها كما لو أنها شجرة تتفاخر بكثافة أغضانها وانعكست صورتها على ذاك البلاط اللماع الذي زركش لونه الحليبي بقليل من الخطوط الذهبية والصفراء، هناك وعلى وسط أحد الجدران الأربع علقت لوحة كبيرة لأحد المشاهير ومقابلها وجد مكتب بلون الجدران وكرسي أسود ذا عجلات، وتناثرت فوق المكتب العديد من السجلات و الوثائق، فتح عبد الرحمن جفنيه بصعوبة بالغة فشعر بطلقات الألم تصدر من جسده الهزل، دفع بنفسه للخلف ليستلقيّ على ظهره وأخذ يجول بنظره في أرجاء الغرفة المرعبة وسط ذاك الهدوء القاتل، عكر هدوء المكان صوت صرير باب الغرفة الأسود ليدخل بعدها رجل بجسم جسيم وعضلات مفتونة ويتقدم بخطوات ثابتة نحو الزنزانة وعلى كتفه فتاة ضعيفة أحدثت ضجة في المكان اذ أنها تصرخ وتتخبط، تحاول الفرار كسمكة خرجت من المياه لتختنق وسط هذا العالم المظلم الوحش، كانت علامات الاستياء بادية على وجه الرجل وهو يفتح باب الزنزانة على نغمات صوت سلسلة مفاتيحه المكتضة، رمى بالفتاة داخل الزنزانة بشكل عنيف ثم أغلق الباب بقوة مصدرا بذلك صوتا قويا وسحب مفاتيحه ليخرج من الغرفة فورا، كانت الفتاة تبكي بشكل هستيري وهي متكأة على تلك القضبان الحديدية الباردة الى أن انتبهت لوجود عبد الرحمن هناك فاتجهت نحوه ببطئ ووقفت أمامه لوهلة ليقول كلاهما بلحظة واحدة وعلامات الاندهاش مرسومة على كلا وجهيهما {ما الذي أتى بك الى هنا}، جلست أنفال لوهلة ثمّ قالت بحسن شديد {آسفة ذهبت فارة غير آبهة لك}، ابتسم عبد الرحمن الذي كان ملقا على الأرض وقال بهدوء {لا عليك، المهم أنّا سنواجه مصيرا واحدا هنا}، توسعت مقلتا أنفال وقالت بفزع {أتقصد أننا سنموت؟}، قال عبد الرحمن وكان صقيع الألم باديا على صوته {الموت اهون بكثير، عذابهم أسوء مما قد تتخيلين}، لاحظت أنفال صوت عبد الرحمن الذي غلب عليه التعب فتدنت من مستواه وقالت وعلامات الخوف مازالت ظاهرة عليها {هل قامو بايذائك}، قال عبد الرحمن بعد أن أشار بسببابته الى أحد زوايا الزنزانة البعيدة عن المدخل {اسحبيني الى هناك وسأخبرك بكل شيء}، فكرت أنفال لوهلة ثمّ جثت على ركبتيها واستدارت بظهرها لتقول له {تشبت بي لأحملك}، لف عبد الرحمن يديه على رقبتها لتحمله بشكل عسير الى تلك الزاوية ثمّ قامت باسناد ظهره على الحائط وجلست بجانبه لتقول { احكي كلي آذان صاغية}، ابتسم عبد الرحمن بمكر وقال {لم يحدث شيء كذبت عليك لتساعديني على الوصول الى هنا}، ضربت أنفال كتفه وقالت بضحكة {يالك من محتال}، بدى الألم على وجه عبد الرحمن من تلك الضربة وقام فورا بامساك كتفه بيده وأخذ يصرخ ألما ثمّ أخذ يتقيأ ويتقيأ على أنظار أنفال التي أصيبت بالذعر لذلك المشهد وراحت راكضة تضرب الأقفاص وتنادي {هل من أحد هنا، أحتاج الى مساعدة}، ثم أعادت النظر الى عبد الرحمن الذي كان في حالت يرثى لها بسبب كسر كتفه وما زاده ألما ضربة المزاح تلك، لم تعي أنفال ما تفعل فأخذت بالنواح والصراخ لتشق صوتها الباكي الذي تقشعر له أبدان السامعين هدوء الليل الجميل، في تلك الأنحاء دخل ذاك الرجل الضخم الأصلع الذي كام باحظار أنفال وقال صارخا {من الذي يصرخ بهذا الشكل، يا لكم من حثالة فل تتعلموا آداب الضيف أولا}، راحت أنفال تقول مبررة {يا سيد انه مصاب بكسر في كتفه وهو يتقيأ بشدة فل تنقذه أرجوك، من فضلك خذه الى المشفى أو حتى قم بجبر كسره بنفسك}، قال الرجل بغضب بعد أن صدم المكتب بقبضته {أتضنين أنكم هنا للعلاج أم ماذا، أنتم رهائن، أفهمتي أيتها القمامة}، هناك وفي تلك اللحظات وقف عبد الرحمن على قدميه بصعوبة وأخذ يمشي بخطوات متمايلة وهو يكاد أن يسقد وقال بغضب ترفقه نظرات حقد وكره { أنت القمامة الوحيدة هنا أيّها السافل...... لم يكمل كلامه حتى تهاوى أرضا وأخذ يسعل بشدة ...........وأخذ يسعل بشدة، اتجهت أنفال نحوه مسرعة وأخذت تجره الى الحائط ثم نزعت معطفها الخفيف وألبسته ايّاه وبينما هي تمزق أكمام قميصها نظر اليها ذاك الرجل الاصلع وقال باستفزاز {مثيرون للشفقة}، لم تعره أنفال أيّ اهتمام وأكملت تمزيقها، بعدها ربطتها ببعضها لتشكل ضمادة طويلة لفتها حول كتفه وألبسته معطفها وبقيت بجانبه تحدق في تفاصيل وجهه بشفقة وحزن، أمّا ذاك الأصلع فضلّ يراقبهما وهو جالس على كرسي مكتبه الأسود واضعا قدمه اليمنى على الأخرى طاويّا كفيه الى صدره بتبجح، يتأفف من لحظة الى أخرى ثمّ قال بمكر {أضن أنكما جائعان أيها الرضيعان، هل أحضر لكم شيئا لتأكلوه}، قالت أنفال بترج {لو سمحت يا سيدي، نحن لم نأكل شيئا منذ مدة}، انتفض الرجل من مكانه وشق الباب وأخذ ينادي {كلوفار، كلوفار}، تبع صوت ندائه صوت امرأة متبجحة {ماذا يا انتونيو، ألم أقل لك أن لا تكلمني قبل أن تضع شعرا مستعارا أيها الأصلع البشع، أنت تبدو في الخمسينيات بهذا الصلع}، رد عليها مستاء {أنت تجعلينلي عقدة نفسية بسبب كلماتك الغير موزونة فل تتوقفي عن استفزازي من فضلك}، قالت مغيرة الموضوع {غير مهم، لما ناديتني؟}، أجاب بعد أن حك مؤخرة رأسه {في الحقيقة انهما جائعين فل تحضري شيئا لهما}، ضحكت جمانة ضحكة سطحية وقالت {فل تذهب أنت يا انتونيو أنا سأبقى هنا لمراقبتهما}، غادر علاء الغرفة أمّا جمانة فتقدمت نحو القضبان بخطوات ملؤها الغرور والتبجح وقالت بعد أن دفعت بخصلات شعرها الحريري الى الخلف {أمازالت هناك بعض العظام لأكسرها يا كاتورو، نحن لحد الآن لم نكتشف هويتك ومن شدة دهائك مزعت جميع بصمات أصابعك، ألا تشعر بالألم يا صغيري المسكين}، قال عبد الرحمن بعد أن ابتسم {سيكون الألم أشد بكثير حين تقومون بتقليع أظافري وتغمسون أصابعي في الأحماض، ستفيدكم جراح أصابعي...... قاطعته قائلة {يا لك من ولد ذكي أمّا هذه الفتاة فعلى ما أعتقد هي العضوة كاترين} ثم وجهت كلامها الى أنفال قائلة {تبدين خائفة عزيزتي، لا عليك لن نقوم بشيء سوى اقتلاع اظافرك وكسر بعض العضام ستتعافى ان تمكنت من الهروب} ساد الصمت الى أنّ المرأة بددته سريعا بقولها وهي تنظر الى قيء عبد الرحمن قائلة {من الدابة الخرقاء التي تقيأت هنا، أكاد أختنق بسبب الرائحة الكريهة لا اعلم كيف استطعتم احتمالها}، صرخت أنفال في وجهها قائلة {ليست أقذر من رائحة أنفاسك البغيضة أيّتها...... قاطعها دخول علاء قائلا {أحظرت بعض علب السردين المعلب لكم، أتمنى أن يعجبكم يا رفاق}، ورمى بعلبتيّ سردين داخل القفص ثمّ خرج من الغرفة سريعا لتتبعه جمانة كذلك ذهبت أنفال لالتقاط علبتي السردين واتجهت نحو عبد الرحمن قائلة {يا لحماقتهم أعطونا اسلحة لنستعملها ضدهم}، ضحك عبد الرحمن ضحكة سطحية وقال {ما الذي ستفعلين بعلب السردين هذه}، ضحكت أنفال وقالت بدهاء {سنأكلها وبعدها سنستعمل غطاء العلب الحاد كسلاح لنا، وببساطة سأنتظر قدوم الرجل الأخرق الى هنا وأدعي أنّي أفتح العلبة، أكسر مقبضها ثمّ أطلب سكينا منه....... قاطعها سماعها لصوت علاء الذي قال {سأوصلك وأعود لحراستهم فقط اركبي ولا تقلقي}، ركضت أنفال باتجاه الحائط وتشبثت بقضبان النافذة لترفع نفسها فشاهدت علاء يفتح باب سيارة سوداء لجمان وهي تصعد بغرورها المعتاد ليصع هو الآخر السيارة ويذهبا معا، قالت أنفال بدهاء {سأحاول جلب المفتاح الذي على المكتب بطريقة ما ثم نهرب قبل عودتهما، أرجح أنه لا يوجد غيرنا بهذا المبنى وهذه فرصتنا}، قال عبد الرحمن باستفزاز {وكأنك ستستطيعين جلب المفتاح}، لم تعر أنفال كلامه أي اهتمام وسارعت الى علبة السردين وقامت بفتحها لتفرغ محتواها فوق قيء عبد الرحمن ثم قامت بتكسير مقبض العلبة وحنته بقبضتيها النحيفتين ونزعت حزامها الجلديّ البنيّ ومزقته الى نصفين بواسطة غطاء علبة السردين الحاد لتشكل به خيطا خولا متينا وتربط على حافته المقيظ المنحنيّ وأخذت تحاول أن توقع سلسلة المفاتيح بين حافة المقبظ لتقوم بسحبه، أخذت تحاول وتحاول على أنظار عبد الرحمن، كانت تكثر من التأفف لفشل محاولاتها الى أنّها لم تستسلم، هي تعلم بأنها سيئة في التصويب الى أنها كانت تؤمن تماما بالمعجزات وأن القدر قد يتبدل بالاصرار والمثابرة على تحقيق هدف ما هناك وفي تلك اللحظات تسللت يد حانية الى كتفها ليتبع تسللها صوت عبد الرحمن الذي قال {ناوليني هذه، أنا قناص ويمكنني فعلها}، تنحت انفال جانبا وأخذت تراقب عبد الرحمن الذي كان يحدق في هدفه (هذا ليس صعبا عليّ، مثلما كنت أفعل دائما، أصوب نحو الهدف وأقنصه سواء كان ذلك بالبندقية أو بالرمح أو بالقوص والسهام أو حتى بهذه الآداة الغريبة سأتمكن من فعلها}، تمركز المقبظ في لبّ الهدف ليسحب عبد الرحمن الحزام وتلتحق به سلسلة المفاتيح العالقة في أحد طرفيه، قفزت أنفال وبدت السعادة واضحة على وجنتيها وقالت بروح النصر {أحسنت يا بطل}، ثم سارعت لحمل سلسلة المفاتيح وأخذت تجرب المفتاح تل والآخر الى أن فتح الباب، باب الحريّة وتحققت آمالها في الهروب من هذا الجحيم الفضيع سارعت لحمل غطاء علبة السردين بحجة أنّه سيكون سلاحا نافعا وراحت راكضة هي وعبد الرحمن ومعهما سلسلة المفاتيح تلك أصدر ذاك الباب البنيّ الضخم صوت صرير مزعج ليتبع صوته دخول شاب أصلع ضخم البنية وأخذ يمشي بهرولة وسط ذاك القصر الفخم ذا الجدران البنية الداكنة والسقف الأبيض الناصع والبلاط اللماع الحليبي جميع الغرف هناك متشابهة توسط القصر درج ذا أسوار ذهبية وسجاد أحمر قاتم لينسجم مع لون الستائر المنتشرة بكثرة بسبب ازدحام النوافذ ذات الهيكل الذهبيّ اللماع هذا مقر احدى المنظمات التي تعمل على تدمير الوطن وتطمع في الاستولاء عليه بطريقة سرية، صعد علاء الدرج وهو يردد بهستيريّة { سأوقعها في حبي }، ثم اتجه الى احدى الغرف وفتح بابها الأسود ليتفاجئ بعدم تواجد الرهينتين هناك ودخل مسرعا القضبان وهو ينادي {أين أنتم يا أيها الأطفال}، أفزعه صوت اغلاق باب الزنزانة عليه فالتفت بسرعة لخلفه ليلمح أنفال تصوب مسدسا نحوه وراء القضبان بعدها صرخت بصوت مرتفع {أيها المجرمون فل تموتوا كما قتلتم عماد}، تبع صوتها صوت اطلاق النار، طلقة، اثنان، ثلاث، أربع أخذت تطلق النار بهستيرية الى أن قال عبد الرحمن {توقفي، لا نملك الكثير من الدخيرة اتبعي عقلك لا قلبك فالعاطفة دائما ماتدفع بالمرء الى الهاوية}، انبعثت رائحة الدماء وعمت الأرجاء هناك اتجه عبد الرحمن نحو السجلات الموجودة فوق ذاك المكتب وقام بجمعها في حقيبة ظهره التي وجدها في احدى غرف القصر هي وسلاحه وسلاح أنفال والقليل من الذخيرة ، ثمّ أومأ لأنفال برأسه ليخرجا .............. {الى أين يا أطفالي الأعزاء}، كان مصدر الصوت هي جمانة التي كانت نازلة من أعلى الدرج الحلزوني، رمى عبد الرحمن حقيبته الى أنفال وأخرج سلاحه وصوب نحوها، كانت تنزل بكل ثقة وكأن حياتها ليست على المحك الى أن عبد الرحمن أراد تسريع الأمور وقام بالضغط على الزناد لتنطلق منه تلك الرصاصة التي اتجهت الى عين جمانة اليسرى فسقطت ميتة أطلق عبد الرحمن ضحكات سطحية وقال {من الواضح أنها تلبس واق من الرصاص، مسكينة كانت امرأة سيئة}، قالت أنفال والدموع ترسم الزمان ترسم حزنا وآلام ترسما حبا وأحلام {قتلهم لم يرجع لنا عماد، دماء دماء دماء لم أعد أحتمل}، اقترب عبد الرحمن منها ووضع يده اليمنى على كتفها قال بلطف مغيرا الأجواء {دماء عماد لم تذهب سدا سنستمر لنحمي هذا الوطن الذي هو أمانة في أعناقنا لذا امسحي دموعك هذه وتحلي بالشجاعة}، ثم أكمل بعد أن تغيرت نبرة صوته {أشكرك حقا، أنقضت حياتي بذكائك لو لاك لا أعلم ما الذي كنت سأفعله}، شقت تلك الابتسامة اللطيفة طريقها وسط علامت اليأس والحزن التي على وجه أنفال و ادارت ظهرها نحو عماد متجهة نحو الباب وقالت {مازال الوقت مبكرا على الاحتفال لنسرع}، لحق عبد الرحمن أنفال التي وضعت يدها النحيفة على مقبظ الباب وقالت {الحياة ليست سهلة كما كنت اعتقد، انها أصعب بكثير، غيرنا مات من أجل أن نضن بأن الأمان موجود}، ثم خرجت بسرعة ما ان أكملت كلماتها هذه، كان المكان موحشا في الخارج اذ أنه خال وعلى ما يبدو هذه المنطقة صناعية وهذا البيت لصاحب أحد الشكرات الكبرى اختبأ الاثنان وراء احدى الشجرات الضخمة وسحب عبدالرحمن اللاسلكيّ من جيبه واتصل بالمنضمة {ألو، ألو هل من أحد يسمعني؟}، ردت عليه فاطمة قائلة باستغراب {تاكورو؟ هل أنت بخير؟ ماذا عن كاترين؟}، أجابها ببرودة {نحن بخير اسمعي فل ترسلي أحدا لاسطحابنا قبل أن يكتشفوا أمرنا نحن في محافظة السلام في المدينة الصناعية أمام قصر رئيس شركة fbr}، قالت فاطمة {سآتي أنا وكايدو}، قال عبد الرحمن { هل ستأتين مع كايدو لحمايته ام ماذا}، ردت عليه بصوت مرتفع {اخرس ليس وقت مزاحك}، قال عبد الرحمن {حسنا حسنا المهم تعالوا وخذونا من هنا}، طال انتظارهما خلف تلك الشجرة وسط حقل كبير من السلع واشتد ألم عبد الرحمن وما هي الا لحظات حتى سمعا صوت خطوات قادمة من الخلف توسعت حدقتا أنفال واقتربت من عبد الرحمن والتصقت به وهي خائفة أمّا هو فلم يظهر أيّ ردة فعل وقال بهدوء {هل أتيت أخيرا سيد كايدو}، ضحك منصف ضحكة سطحية وقال مشيرا بسببابته الى فاطمة وأحضرت معي النمر الكف لحمايتي ضحك منصف ضحكة سطحية وقال مشيرا بسببابته الى فاطمة وأحضرت معي النمر الكف لحمايتي، كشرت فاطمة وقالت {تبا لك ياليتني لم أحضر}، ضحك الجميع واتجهوا نحو سيارة منصف السوداء دخلت أنفال وتبعتها فاطمة، أمّا عبد الرحمن فركب بجانب منصف الذي كان يقود بسرعة جنوني، وكان الصمت يعم المكان الجميع يفكرون في شخص واحد ألا وهو عماد الصديق الحميم والقائد الصارم والمدبر الحكيم الى أن وصلوا الى الفندق الذي زادته الأضواء جمالا وتناسق تماما مع السماء الموحشة التي عمتها النجوم و وذاك البدر صعدوا جميعا يجرون ورائهم أذيال الخيبة عبد الرحمن المصاب جسديا وأنفال المصابة نفسيا ومنصف المحتار وفاطمة صعد الاربعة الدرج ببطئ شديد وما ان وصلوا الى الدور الذي به شقتهم قال منصف بحزن وشفقة {لا تتكلموا عن عماد أمام محمد، انه يبكي بشدة منذ عودتنا ولم يغمض له جفن حتى الآن}، صمت الجميع وأكملوا طريقهم الى الباب مد منصف يده اليمنى وفتحه ببطئ شديد كي لا يستيقض النائمون فلمح محمد الذي كان جالسا على الأريكة محتضنا ساقيه الى صدره ويبكي بشكل هستيري ويبتسم من مرة الى أخرى كالمجانين تماما لم تحتمل فاطمة رؤيته بذاك الشكل فجلست بجواره وأخذت تهدئه {لا عليك يا محمد كل ما فات لم يعد له وجود ولن تفعل دموعك شيئا لن تعيد الماضي ولن تغير الحاضر فقط استرح فغدا عندك مدرسة، لا تنظر للدنيا بقلبك بل انظر اليها بعقلك وفكر ما الذي ستجنيه من هذه الدموع}، نظر محمد الى فاطمة لوهلة ثمّ وقف من مكانه واتجه الى النافذة ولكم زجاجها جرحت يده بشكل فضيع فسارع اليه عبد الرحمن ليوقفه الى أنه دفع به الى الخلف وحمل قطعة زجاج من الأرض وضغط عليها ليزيد نزيف يده وما هي الا لحظات حتى .................. {فل توقضوا سيران لاسعافه فل يوقضها أحدكم، لقد آذى عينه هيا بسرعة}، اندعفت انفال راكضة الى أحد الغرف هناك بعد أن سمعت كلمات عبد الرحمن تلك وأخذت تصرخ في الغرفة {أميرة، أميرة فل تستيقضي، لقد آذى محمد عينه، استيقضي} واندفعت اليها تحركها بقوة ففتحت أميرة عيناها ببطئ لتصفعها انفال بعنف وتخرجها من لب أحلامها {حالة طارئة محمد جرح عينه انهضي}، انتفضت أميرة بسرعة من مكانها واتجهت خارج الغرفة مع حقيبتها التي تحتوي على المعدات الطبية فلحقتها أنفال، واستيقضت أسماء وهبة اثر صراخها وحتى في الغرفة المجاورة استيقظ كل من حسن وحسين وحبيب، سقط محمد مغشيا عليه فقام كل من حسن ومنصف بحمله للغرفة التي نام بها الفتيان وسارعت أميرة اليه تضمد جروحه وتعقمها ثمّ نظرت الى الملتفين حوالها وقالت بعيون حزينة ونبرة أسى {لن يستطيع الرؤية بتلك العين مجددا، لن أستطيع فعل شيء غير تعقيمها وتوقيف نزيفها عليه أن يذهب للمشفى في الغد}، تغيرت ملامح الجحيم وعمت الكئابة أرجاء المكان منهم من انهمرت دموعه ومنهم من غادر في الحال، تقدمت أنفال نحو عبد الرحمن بحزن وقالت {تبا لك أيّها الأحمق كان عليك منعه ألم تكن بجواره}، انزل عبد الرحمن رأسه والندم يقطع قلبه الى أشلاء ثم راح متجها الى الباب أمسكت أنفال بكم قميصه بيد مرتجفة وقالت {توقف، لا تذهب}، استدار نحوها ليفهم ما تريده لتفاجأ برؤية ابتسامتها تشق طريقها وسط دموعها، اقترب منها ومد يده ليمسح دموعها الى أنها تلاشت من أمامه، هناك أفاق من حلمه وفتح عينيه ليجد نفسه في تلك الزنزانة وبجواره أنفال التي نامت وهي متكئة على كتفه، عاد للجحيم الذي كان يود أن يهرب منه (تبا، أكان حلما، أهذه هي الحقيقة حقا)، رفع رأس أنفال من على كتفه ووضعه على فخضه واتكأ هو الآخر على الجدار وأغمض عينيه لينام شعر بتبلل على كتفه الذي كانت أنفال نائمة عليه ليتفاجأ بأنها دماء ذعر بشدة ضانا بأنها تنزف من رأسها الى أنه اكتشف بأن أضافرها اقتلعت والدماء ناتجت عنها، وحال جروحها يرثى لها، (هل تم تعذيبها بينما كنت انا نائما، من الواضح أنهم عذبوها بشدة فآثار دموعها بادية بوضوح على وجنتيها، مسكينة أنت يا أنفال) وضع كفه اليمنى على كفها وأسند رأسه للجدار وأغمض عينيه لينام | |
|
| |
| روايتي الثانية بعنوان: حياة أو موت | |
|