بـآك من جديد ،،# - الاخلاق: الأخلاق هي الطبع والسجيّة التي تصدر من باطن الإنسان على هيئة سلوك أمام الناس بتلقائيّة ودون تفكير فتعكس نفسه وصفاتها وحالها، فإذ ا كانت الأفعال حسنة سُمّي صاحبها ذا خُلقٍ حسن، وإن كانت قبيحة سُميّ صاحبها ذا خلقٍ سيئ. وقد عرّف الإسلام الأخلاق بأنّها مجموعة مبادئ وقواعد أقرّها الوحي من خلال القرآن الكريم والسُنّة الشريفة، تهدف إلى ضبط وتنظيم سلوك الأفراد مع باقي أفراد المجتمع بمختلف الظروف والأماكن، حتى تُحقّق الهدف الذي خُلق من أجله الفرد بدون عراقيل، وقد حثّت جميع الأديان على حُسن الأخلاق واعتبرتها معياراً لتقدم الشعوب وحضاراتها، وقال الرسول عليه السلام في فضل الأخلاق (إنَّ مِنْ أحَبِّكُمْ إليَّ، وَأقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ، أحَاسِنَكُم أخْلاَقاً، وَإنَّ أبْغَضَكُمْ إلَيَّ وَأبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهقُونَ) [الترمذي]
اخلاق الاسلام: حثّنا الرسول عليه السلام بالتحلّي بالأخلاق الحميدة والعظيمة التي كان هو خير قدوةٍ فيها، والتي جاء بها إلينا ليُبلّغنا إيّاها ويحثنا عليها كما قال بالحديث الشريف: (إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) [الألباني]، وأيضاً وصف القرآن الكريم خُلْق الرسول عليه السلام بالعظيم، كما ورد بالآية الكريمة: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [سورة القلم: 4]، وبيّن لنا الإسلام أنّ ثواب وجزاء من يتحلى بالأخلاق الحميدة المختلفة هو الفردوس الأعلى من الجنّة، كما ورد في الآية الكريمة: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة آل عمران:133-134] ورد في الآية الكريمة بعض الأخلاق التي حثنا عليها الإسلام. دعونا نتعرّف على الأخلاق الإسلاميّة وفضلها على صاحبها، والتي نزلت من خلال منهج ربّاني مُتكامل لتحقيق التكامل والتكافل بين الناس. حُسن إيمان المرء، فهو أهم خُلق يجب التحلّي به، وهو السبيل إلى باقي الأخلاق الحميدة، ف متى صلُح إيمان الفرد صلُحت باقي أعماله، فالمؤمن يُراعي مخافة الله في أقواله وأفعاله، كما ورد في الحديث الشريف: (ليس المؤمنُ بطعَّانٍ ولا لعَّان، ولا فاحشٍ ولا بذيء) [الترمذي]، هذا الحديث يُبيّن أخلاق لسان المرء، ونلاحظ استخدام صيغة المبالغة للتشديد على أهميّتها، فوصف لسان المؤمن أنّه لا يطعن الآخرين، أي لا يذكر عيوب الآخرين أمام الناس، ولا يلعنهم أي يدعو عليهم باللّعنة، ولا يقول قولاً فيه معاصي وشتائم، ولا يتسم كلامه بقلة الحياء. قول الكلمة الطيبة، فالكلمة الطيّبة صدقة، وأثرها كبير على نفوس الآخرين، وقد أمرنا الله بها كما ذكر في الآية الكريمة: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [سورة البقرة:83]. كظم الغيظ والعفو عن الناس، أي عندما يتعرض المسلم لغيظ وأذى من الآخرين يكتمه ولا يُعلم به الناس بالرغم من مقدرته على أخذ حقه، وأيضاً يعفو عمن أساء له، كما جاء في الآية الكريمة: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) [سورة آل عمران:134]. الإصلاح بين الناس، فضيلة عظيمة ورد ذكرها في القرآن والسنة في عدة مواقع، وأثرها عظيم في المجتمع لما فيها من خيرٍ يعود على المجتمع ويزيل الضغينة، والكره، والحقد بين الناس، قال تعالى: (وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) [سورة الأنفال:1] حُسن الظن بالناس، يُعتبر سوء الظن سهماً من سهام إبليس يُفرّق به بين النفوس وينشر الكراهية، وقد دعانا الإسلام إلى التماس الأعذار للناس، ونهانا الله عن سوء الظن بهم، بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) [سورة الحجرات:12]. الصبر، هو من الأخلاق الفضيلة التي تعود بالنفع العظيم على صاحبها في الدنيا والآخرة، والصبر أنواع فهناك صبر على الابتلاء، وصبر على الطاعة، وصبر على أذى الناس، وكل أمر يصبر عليه المسلم دون تذمر وشكوى يُثاب عليه صاحبه في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [سورة الزمر:10]. الإحسان للناس، دعا الله عز وجل إلى الإحسان في كل شيء، الإحسان يكون في العبادة، وفي العمل، وفي العلاقات بين الناس وخاصة الوالديْن، حتى في وقت الحرب حثنا الإسلام على الإحسان، قال تعالى: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) [سورة القصص:77]. ترك الغيبة والنميمة ، الغيبة هي رذيلة نهى الدين عنها، وتعني ذكر الناس بما يكرهون وشبه الرسول عليه السلام الذي يغتاب الناس كأنّه يأكل لحومهم وهم أحياء، وأما النميمة نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد، قال تعالى: (ولا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) [سورة الحجرات:12]. العدل بين الناس، هو التوسط والقصد بالأمور، وتقييم الأمور ووزنها دون تحيُّز إلى فئةٍ ما أو أمرٍ ما، قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) [سورة النحل:90]. تطبيق العُرف والإعراض عن الجاهلين، دعا الإسلام إلى الكف عن المجادلة، والإعراض عن اللغو والجهل، وتطبيق الأعراف السائدة بالمجتمع والتي لا تتعارض مع الشريعة الإسلاميّة، قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [سورة الأعراف:199]. السخاء والكرم، ينشر المحبة والود بين الناس، ويُزيل الضغينة والحقد في قلوبهم، ويُنسي العيوب، قال تعالى: (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سورة سبأ:39]. الصدق، هو مطابقة الأفعال مع الأقوال، ويجب تحرّي الصدق في كل شيء، الصدق في الأقوال والأفعال، والصدق في العمل، والصدق في النيّة، قال تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) [سورة التوبة:119]. الرفق واللّين، دعا الإسلام إلى الرحمة والرأفة في التعامل، وبيّن أنها موجبة لمحبة الناس بخلاف لو كان الفرد غليظاً في التعامل لنفر الناس منه، قال تعالى: (وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [سورة آل عمران:159]. التواضع وعدم التكبر، التواضع أولاً يكون بالخضوع والاستسلام لله عز وجل وهذا بدوره يُحقق التواضع مع الناس أي احترامهم بغض النظر عن ظروفهم وأحوالهم، ومعرفة حقوقهم وتأديتها لهم، وقبول النصيحة منهم، قال تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الشعراء:215]. بالإضافة إلى العديد من فضائل الأخلاق التي يجب التحلي بها دائماً كالشجاعة عند البأس، ومجاهدة النفس، وحُسن الجوار، والتغافل عن أخطاء الآخرين، والرضا، وتجنُّب الغضب، وتجنب اللوم والمجادلة، ومصاحبة الأخيار، وتهذيب النفس، والحياء، والزهد، وإفشاء السلام، وصلة الرحم، وكتمان أسرار الناس، وعلو الهمّة، والعفّة، والابتعاد عن التشاؤم واليأس، والتفكر في أفعال الله.[٢] برب لحد يرد |