بـآك من جديد
التعاون من أهم الصفات التي تتصف بها الكائنات جميعًا في
الكون ، فلا يستطيع كائن أن يحيا بمفرده دون أن يكون في
حاجة إلى مساعدة أخيه ، فالطيور تعيش في جماعات وتتعاون
فيما بينها ، والحيوانات- أيضًا- تعيش في جماعات ترعى معًا ،
وتخرج للصيد معًا . والإنسان لا يمكن أن يعيش إلا متعاونًا مع
غيره ، فكل منا يحتاج الآخر ، فأنت تحتاج إلى الطبيب والمهندس
والمعلم ، والصانع والخباز ، والنجار والحداد ، وسائق الطائرة
والقطار، ولا يوجد إنسان يجيد كل تلك الأعمال ، فكل صاحب مهنة
محتاج إلى غيره ، بهذا تسير الحياة وتدور حركتها ، وبغير
ذلك تتوقف الحياة ولا تتقدم إلى الإمام . ·
وقد دعا الإسلام إلى التعاون ، ورغب الناس فيه؛
حرصًا على ترابط المسلمين وتماسك وحدتهم ، فقال تعالى :
"وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ و َالْعُدْوَانِ" (المائدة :2)
وقال- صلى الله عليه وسلم- : "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ،
ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربة
فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة" .
(رواه البخارى) وقد فهم المسلمون معنى التعاون منذ أن بدأ النبي- صلى
الله عليه وسلم- دعوته في مكة ، فتعاونوا في نشر الإسلام ، ودعوة من
يرون فيه خيرًا واستجابة للإسلام، وبفضل تعاونهم دخلت أفراد جديدة
إلى الإسلام . وكان "أبو بكر الصديق" أبرز من عاون النبي- صلى الله
عليه وسلم- في نشر الإسلام ، فأسلم على يديه "عثمان بن
عفان" ، و"عبد الرحمن بن عوف" و"أبوعبيدة بن الجراح" ، وغيرهم .
برب لحد يرد |