تشويقة ...
رطبتُ شفتايّ في توتر حينما كنت جاثيةً أمام وصل الكهرباء لشقتي ،
زفرت بنفسٍ مهزوز محاولاً السيطرة على قشعريرة جسدي بسبب تدفق الاندورفين لإنشات جهازيّ العصبي .
أعلم ان لا تراجع الآن، طوال سنواتِ الست الماضية كنت متلهفةً لهذه اللحظة ،
لذا لن اجعل غرائزي تتوقف حاجباً بيني و بين هدفي ، الشعور بالخطر .
قبضتُ على أسلاك المعدنية الرفيعة لتغدو مفاصلي بيضاء اللون ، دفعت لسانيّ لجدران خدي الداخليّ لإعادة حساباتي ،
أعلم أنني سأنجح ، ان لم يحدث الأمر قد أموت بأسوء طريقة ممكنة .
حشرتُ أسلاك المعدن في موصل الكهرباء ذا ١٠٠ ميلي أمبير ، لتتوقف كل أجهزتي عن الحركة ،
لم أستطع اغلاق عينايّ حتى ، شعرتُ بدمي يغلي في عروقي ، شهقتُ محاولةً تخفيف ضيق صدري الغير محتمل ،
أخرجت صرخة من أعماق حنجرتي بسبب تقلص الألياف الهائل التي حصلتُ عليه ،
دموعي بدأت بالتدفع لتسبب لي لسعاً غير محتمل على مسالكها لتسقط ارضاً في النهاية .
النظام العصبي الودي الخاص بي بدا معطلاً ، لا أوامر ، ولا استجابات ،
سقطت يدايّ أخيراً بعد حصولها على حروق بليغةٍ لا شفاء لها .
تنفستُ بحدةٍ لأدرك الأمر ، التجربة لم تنجح !
أردتُ النهوض و اعادتها مراراً و تكراراً ، لكنني لم استطع ،
لا استطيع تحريك رقبتي على الاقل ، جسدي مازال يرتجف بخفة بسبب تعرضه لتلك الصقعة الهائلة .
لا أعلم مالذي حدث تحديداً ، لكن اطرافيّ بدأت بالتجمد ، جسدي يشعر بخمول غير طبيعي ،
أضلوعيّ بدأت بالإنطباق على قلبي لأشعر بموتيّ القريب .
بدأ الظلام بتغطية ناظريّ ببطيء ، لم أكن متمسكاً بالحياة كالآخرين ،
لذا أنا فقط أغمضتُ عينايّ مستعده .
---
التحديث بطيء زي ما قلت يا رب ما تطفشون منها :مريم2: