اما عن أعراض إنفصام الشخصية ، و هو ما يصيب الأشخاص غالباً في سن الشباب ، و يصاب به
في المتوسط ما نسبته واحد بالمائة من السكان بدرجات متفاوتة . نجد أن أعراضه تتمثل في ظهور
الشخصية البارانوية أو التي تعاني من هوس الإضطهاد
، مع وجود هلاوس سمعية و بصرية ، و عدم القدرة على التفكير بشكل منطقي أو تحليل الأمور
و استنتاج أبسط الأشياء ، بل يميل المريض إلى توهم أشياء و أحداث و مؤامرات لا تكون واقعية إطلاقاً .
و بيدأ ذلك في التأثير المباشر على تعاملات المريض مع الدوائر القريبة
منه و ظهور خلل في العلاقات الإجتماعية و الأسرية لدى المريض . و هناك العديد من العوامل
التي يمكن أن تؤدي إلى إختلاف في ظهور الأعراض ، فعلى سبيل
المثال هناك العديد من المصابين تبدو عليهم أعراض أقل حدة بكثير من غيرهم ، و تكون تلك الأعراض
محدودة و غير مؤثرة بشكل كبير على السلامة الشخصية للمريض أو المحيطين به . بينما نجد
العديد من الحالات التي لها خلفيات إجتماعية و بيئية و تعليمية أقل مستوى تظهر لديها الأعراض
بشكل أكثر حدة و يكونون بشكل كبير أكثر خطورة من غيرهم من المصابين . و يضاف إلى ذلك عامل
آخر شديد الأهمية في مدى حدة أعراض انفصام الشخصية ، و
هو العامل الوراثي و الخلل الجيني لدى المريض ، حيث يمكن أن يؤدي زواج الأقارب أو وجود تاريخ مرضي
لدى أحد أقارب الدرجة الأولى إلى التأثير في حدة تلك الأعراض . كذلك هناك عامل آخر و هو تعاطي أدوية أو عقاقير
منشطة موصوفة طبياً أو بغرض الإدمان ، حيث يمكن أن تؤدي تلك العقاقي
ر إلى التأثير على الجهاز العصبي المركزي و المخ بشكل كبير . و يعاني المرضى من العديد من مظاهر الإضطراب
، تبدأ بالإضطراب العاطفي و التفاعل مع المحيطين ، إلى الإضطراب في أجهزة النطق و الإحساس و التذوق و الشم .